التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

دعوة خاصة للآباء والمربين

الشارقة

بقلم الدكتور :سعد رياض
دكتوراه في علم النفس والمستشار التربوي
عزيزي المربى :
تمر الأمة في هذه الأيام بالكثير من الأحداث والمواقف العصيبة التي تحتاج من الجميع الوقوف معها ومحاولة فهمها أو المساهمة في حلها .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل التحدث مع الأبناء في مثل هذه القضايا من مهمات التربية ؟! .. والإجابة بالطبع نعم .. فالتربية جوانب متعددة وليست جانب واحد .. والتربية هي إعداد إنسان وهذا الإنسان ينبغي أن يعيش هموم وطنه ودينه ، ويعلم ما يحاك ضده من مخططات . وعلى هذا الأساس ينبغي على المربى أن يعرف الأبناء ما يحدث حوله من أحداث في العالم الإسلامي وخاصة في فلسطين ، أرض الإسراء ، وأرض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله .
وهذه دعوة إلى كل مر يهتم بهذا الجانب من جوانب التربية وخاصة في هذه الفترة الحرجة ، ولكن مع الحرص على استخدام الأسلوب الأمثل في توصيل مثل هذه الأحداث حتى لا تكون في مخيلتهم صفات سلبية أو إحباط أو خوف .
ومن هذا المنطلق يحتاج المربى أن يعلم الأبناء ويربيهم تربية سياسية واجتماعية وانفعالية وجسمية وعقلية . ولكن مع الأخذ في الحسبان عدة ملاحظات كما يلي :
– أن يتعلم الأبناء أهمية الاهتمام بأمر المسلمين ومتابعة أخبارهم ، ولكن بشرط أن تكون من مصدر واحد موثوق به . ولا تتعدد المصادر لديه . لأن بعض وسائل الإعلام تحرف الكثير من الحقائق بأهداف وبغير أهداف فإذا شعر الأطفال بوجود تضارب فى الأخبار يحدث لديه مشكلات سلوكية أو بداية لعدم الثقة فى المجتمع فيما بعد .
– أن نعلم الأبناء أن الصراع بيننا وبين اليهود صراع عقيدة .
– أن نعلم الأبناء أن الاهتمام ببيت المقدس والدفاع عنه جزء من عقيدة المسلم؛ لأنه مسرى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين , وفلسطين كلها أرض مباركة.
– أن يناقش المربى الأحداث اليومية مع الأبناء ببساطة أو سهولة ولغة بسيطة تحببهم في متابعة الأحداث فيما بعد ، ولا تسبب لهم أزمة في الفهم أو تحدث إحباط في المتابعة .
– أن نتذكر أننا نحدث شخص ما زال قبل سن التكليف فلا نكلفه أكثر من طاقته من الناحية النفسية أو المادية حتى لا تحدث فيهم رد فعل عكسي .
– أن نعلم الأبناء أن هذه الأحداث ليس معناها انهيار الإسلام أو ضعفه ولكن هى مواقف يختبر فيها صبر المسلمين وتمسكهم بدينهم .
– أن نعلم الأبناء أن العدو مهما كانت قوته وسطوته الغاشمة ، فهى لا تعنى شيء فى قوة الله تعالى وأن الله تعالى قادر أن يزيلها كما فعل مع عاد وثمود وفرعون وغيرهم من المتكبرين
– أن نعلم الأبناء أن ما يحدث من قتل وتدمير دليل خوف الأعداء من جند الله وجبنهم وضعفهم ، وأن العزة لله ورسوله وللمؤمنين .
– أن نعلم الأبناء أن القوة والعزة فى الطفل الذى يحمل الحجر ويخيف الجندي المسلح منه .
– أن نعلم الأبناء أن من المسلمين منافقين ، وهم مجموعة لا يحافظون على حدود الإسلام ولا يحترمون حقوق المسلمين ، وبالرغم من ذلك يعدوا من المسلمين ، وهم أخطر على الإسلام من أعدائه ، لأنه خائن لا يحترم وعد ، ويمكن أن يكذب او يسرق أو يتجسس على إخوانه … وهذا يحتاج أن نحترس منه ولا نحسب تصرفاته على المسلمين لأنه لا يحبهم ، وإذا اعتدى علينا أو على مالنا أو بيتنا أو على مقدساتنا وحقوقنا فمن حقنا الدفاع عنها .
– أن نعلم الأبناء ان مع العسر يسر ، وإذا حدث للمسلمين المتمسكين بدينهم بعض المشكلات فإن الله تعالى وعدهم بالنصر فى الدنيا والجنة فى الآخرة .
– أن نعلم الأبناء البذل والعطاء والمساعدة لإخوانهم فى كل مكان بالدعاء والتبرع ونشر القضية بين الزملاء والأصدقاء .
– أن نعلم الأبناء كيف تكون المساهمة الحقيقية فى بناء الأمة الإسلامية من خلال التمييز والتفوق فى المجالات الثقافية والتعليمية وغيرها من مجالات التفوق .
– أن نعلم الأبناء بأن التمسك بالقيم الإسلامية والحفاظ على شعائر الإسلام والعبادات من العوامل التى تساعد على بناء المجتمع الإسلامي وتماسكه وتساعد على سرعة النصر والتمكين لدين الله تعالى فى الأرض . وتقاوم مخططات الأعداء والتى تهدف إلى هدم كل ما يمييز المجتمع الإسلامي من قيم وصفات إيجابية .
– أن يتجنب المربى فى الحديث مع الأبناء حول القضية بضعف وزل واستكانة ولكن نتكلم عنها بفخر وعزة حتى لا نربى الأبناء على الخوف من الأعداء .
– أن نلاحظ أن الطفل الصغير قبل عشر سنوات لا يستطيع فهم وإدارك الحقائق بالشكل الصحيح ولذلك نحرص على ألا نهز وجدانه أو انفعالاته ولا نكلفه أكثر من طاقته .
– ألا ننسى أننا نتعامل مع أطفال فلهم الحق فى اللعب والمرح حتى فى أشد الظروف ، ولكن يمكن استخدام الألعاب والقصص والحكايات والأناشيد التى تذكرهم بالقضية وتكون فى نفس الوقت شيقة .
– أن نتذكر دائما أن الطفل يحتاج إلى تكرار المعنى أو المفهوم أكثر من مرة ولا نفترض أن الطفل يمكن أن ترسخ لديه حب القضية أو تبنيها من قول أو نصيحة فقط ، ولكن يحتاج إلى تجديد فى استخدام الوسائل والأساليب المستخدمه فى توصيل المعلومة وتكرارها حتى يتبرمج عليها .
– أن يكون المربى قدوة لأبنائه فى الشعور بالقوة والعزة ، حتى لا يشعر الأبناء بالإحباط وحتى لا يتربوا على الخوف .
– أن نحترم الآخرين حتى ولو كانوا منافقين فلا نسب شخص أو جماعة أمام الأطفال لأن الطفل يعمم ولا يستطيع التجريد ولا يفرق بين ما هو مسلم على حق وبين المسلم المنافق ، وأن الحوار هو أساس التعامل بين أبناء الوطن الواحد .
– أن نتذكر دائما أن أي عمل يحتاج إلى صبر وأن التربية من أفضل الأعمال ، فحاول باستمرار عزيزي المربى أن تعد نفسك وتؤهلها لكي تقوم بمهمتك على أحسن وجه . فتابع الأحداث وقم بتحليلها بأسلوب بسيط يتفق مع عقل الطفل وقدرات المراهقين ى، واحرص على ضبط نفسك أمام من تربى وتذكر النية والهدف من وراء كل أعمالك . ونسأل الله تعالى القبول والتوفيق .

جزاك الله خيرا على الموضوع ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.