<div tag="3|80|” >رحلتي مع الإرشاد ( 27)
كنت قد قابلت أحد الزملاء المميزين في الإرشاد وهو متخصص في العلاج النفسي وكان محاضرا في كلية التربية / قسم علم النفس جامعة الملك سعود، وكان بعمل في وحدة الخدمات النفسية التابعة لقسم علم النفس، وكا ن من حظي وحظ وزارة التربية التعليم أن انتقل إليها لتحسين وضعه الوظيفي ، ولكن أولى المشكلات التي واجهته أنه لم يجد البيئة العلمية والإرشادية التي كان يطمح للعمل فيها ، طبعا هو كان يعمل معي في قسم التوجيه والإرشاد في منطقة الرياض التعليمية ، ويلزمني أن أطبق عليه ماأ طبقه على زملائه من إسناد مدارس له ليشرف على المرشدين فيها هذا الأستاذ هو: سليمان القحطاني ، طبعا هو استلم المدارس كغيره من المشرفين وصار يزور المرشدين كغيره ، طرأ علي فكرة إنشاء وحدة إرشادية متخصصة في دراسة الحالات الفردية لأن المشرفين في القسم لايستطيعون القيام بهذه المهمة التي هي من صميم عمل المرشد ، كما أن المرشد نفسه في المدرسة يحتاج إلى من يعينه على هذه المهمة فهي لب عمله ، وأنا عندما كنت أزور المرشدين لاحظت تقصيرا واضحا في دراسة الحالة الفردية ، ولكن من يقنع المسئولين بوجود مثل هذه الوحد ة والإرشاد نفسه يعاني من سوء الفهم والاستهانة به فكيف يقتنع المسئول والوحدة مكلفة أيضا ماليا ، ويجب أن استغل مثل الأستاذ القحطاني وبعض اللامعين من المرشدين في هذه الوحدة ، في يوم ما كنت في زيارة خاصة لمديرعام التوجيه والإرشاد- السابق- الأستاذ / بجاد العتيبي وكان شابا متحمسا فاهما لعمله ومتقنه ، وطلب مني الأستاذ بجاد الانتقال لمقام الوزارة ولكني رفضت وقلت في نفسي ماذا سيحقق لي هذا الانتقال ، فأنا لن أجد بأفضل مما أنا فيه على الرغم من المضايقات التي أحس بها من البعض ، لكني في الأخير غيرت رأيي واشترطت على الأستاذ بجاد شرطا قبله فورا وهو إيجاد وإنشاء وحدة إرشادية مركزية في الوزارة تقوم بدراسة حالات الطلاب الذين لاتستطيع المدرسة القيام بها ومساندة المرشد الطلابي في عمله وتقديم المشورة للطلاب والمعلمين والمرشدين وأولياء أمورالطلاب ، فهي وحدة صغيرة لاتتناسب مع الحجم الكبير لأعداد الطلاب ولكنها ليست وحدها فهي ممكن أن تستفيد من المؤسسات والمراكز والمستشفيات الحكومية وغيرها بتحويل بعض الطلاب إليها ، الأستاذ بجاد أعجب بالفكرة جدا وتحمس لهاو عرض الفكرة على الدكتور محمد العصيمي وكيل الوزارة المساعد لشئون الطلاب –سابقا- فوافق عليها وكان ذلك عام 1418هـ واخترنا لها غرفتين في الوزارة ورشحت مع الأستاذ / سليمان القطاني الأستاذ شايع الحسيني والأستاذ/ عبدا لعزيز الناصر وهما من ألمع المرشدين في منطقة الرياض التعليمية 0
كنت أنا والأستاذ / بجاد العتيبي في زيارة للوحدة الصحية المركزية في الوزارة للبحث عن مقر للوحدة الإرشادية داخل الوحدة الصحية المركزية ، مع أني كنت معترضا على وجود الوحدة الإرشادية داخل الوحدة الصحية المركزية لكي لايشعر الطالب المراجع للوحدة الإرشادية أنه ذاهب للعلاج ولكن عدم وجود مكان مناسب هو الذي أجبرنا على القبول بهذا الوضع، ولكن وجود الوحدة الإرشادية داخل الوحدة المركزية الصحية بالوزارة لم يتم لأن أحد المسئولين – هداه الله –قال للإستاذ بجاد وأنا: سنبحث لكم عن غرفتين لمجانينكم فصدمت لهذه الكلمة إذ كيف بمسئول يقول: مثل هذا الكلام فعدلنا عن وجود الوحدة الإرشادية في الوحدة الصحية المركزية واستقر رأينا على أن يكون مقر الوحدة في الوكالة المساعدة لشئون الطلاب 0
بعد مابدأنا العمل في الوحدة تعاملنا مع حالات كثيرة تصل إلينا من المدارس بمنطقة الرياض بنسبة 90% من بين المناطق والمحافظات ، مما جعل الدكتور / محمد العصيمي يفكر بتعميم فكرة هذه الوحدات على جميع مناطق ومحافظات المملكة حتي يستفيد منها الكل ، لكن المشكلة أن الوحدة تسير بجهود فردية وقد انعكست عليها المصاعب التي تواجه الإرشاد بشكل عام ومن بين هذه المصاعب عدم وجود ميزانية تنفق منه الوحدة على نشاطها ولكن على الرغم من ذلك سارت هذه الوحدات بجهود وحماس بعض المخلصين المتفانين في حب الخدمات الإنسانية التي تقدمها هذه الوحدات ،
في عام 1421هـ صدر تعميم من مقام وزارة التربية والتعليم بتعميم هذه الوحدات على جميع مناطق ومحافظات المملكة ومع أني ما كنت أميل لهذا التعميم إلا أنا الدكتور العصيمي أصر على تعميمها لأنه يقول إن الوزارة جهة تخطيطية وليست جهة تنفيذية ، وكان المفروض أن تعمم على 10 مناطق فقط حتي يتم نجاحها ومن ثم تعمم على الجميع، ومن ذلك التاريخ وهي تسير على قدم واحدة يدفعها في ذلك جهود وإخلاص بعض المتحمسين من مديري التعليم ورؤساء أقسام التوجيه والإرشاد – حفظهم الله –
لقد واجهت هذه الوحدات صعوبات كبيرة في بعض المناطق والمحافظات حتى أن بعض المحافظات توقفت عن التنفيذ إذ أن البعض قال عنها إن ما تطلبه الوزارة مستحيل تنفيذه فليس لدينا ميزانية و مختصون ، وقال أحد المشرفين على إحدى الوحدات الإرشادية أخشى على هذه الوحدات أن تموت واقفة 0
واليوم بحمد الله تذللت أولى الصعوبات التي واجهت هذه الوحدات وهي عدم وجود ميزانية خاصة بها إذ خصصت الوزارة لها عام 1443 هـ ميزانية لا أعلم بالضبط كم المبلغ المخصص لكني أعتقد أنه كاف أحسن من عدمه 0
بقي مشكلة التخصص المناسب في بعض المحافظات ، وعدم وجود مقر مناسب للوحدة أعتقد أن الزمن كفيل –بإذن الله – بتذليل هاتين العقبتين 0
لقد أصاب هذه الوحدات زوابع كثيرة وعقبات انعكست عليها من السلبيات الموجودة في الإرشاد لكنها بحمد الله لاتزال صامدة لأن أهدافها نبيلة وعملها إنساني لوجه الله سبحانه وتعالى 0
كان في نقسي أن أطبق في هذه الوحدات الإرشاد الأسري لأنه ثبت لدينا من خلال دراسة التقارير التي وردت إلينا من المناطق والمحافظات أن معظم المشكلات التي تتعامل معها هذه الوحدات مصدرها الأسرة فالمشكلات المدرسية تزحف على المدرسة من المجتمع ومن الأسرة فلا بد من علاج المشكلة من جذورها ولن نصل إلى عروق المشكلة إلا بالتعامل مع الأسرة ، لذا فكرت في وجود وحدة للخدمات الإرشادية للبنات يتولى العمل فيها الأخوات المختصات في الإرشاد النفسي في تعليم البنات لتكنمل الصورة ، وتتولى الأخوات في تعليم البنات دراسة الحالة من الجانب الأنثوي ، واتصلت حينها بتعليم البنات وأبدت الأخوات حماسا لهذه الفكرة والآن يوجد بعض الوحدات الإرشادية للبنات أعتقد في الرياض ومكة المكرمة وجدة والدمام وأبها ولكني لاأزال أطمح في زيادة عددها ، وكذلك في تحقيق التعاون فيما بنها وبين الوحدات الإرشادية للبنين ، والله المعين 0
كنت قد قابلت أحد الزملاء المميزين في الإرشاد وهو متخصص في العلاج النفسي وكان محاضرا في كلية التربية / قسم علم النفس جامعة الملك سعود، وكان بعمل في وحدة الخدمات النفسية التابعة لقسم علم النفس، وكا ن من حظي وحظ وزارة التربية التعليم أن انتقل إليها لتحسين وضعه الوظيفي ، ولكن أولى المشكلات التي واجهته أنه لم يجد البيئة العلمية والإرشادية التي كان يطمح للعمل فيها ، طبعا هو كان يعمل معي في قسم التوجيه والإرشاد في منطقة الرياض التعليمية ، ويلزمني أن أطبق عليه ماأ طبقه على زملائه من إسناد مدارس له ليشرف على المرشدين فيها هذا الأستاذ هو: سليمان القحطاني ، طبعا هو استلم المدارس كغيره من المشرفين وصار يزور المرشدين كغيره ، طرأ علي فكرة إنشاء وحدة إرشادية متخصصة في دراسة الحالات الفردية لأن المشرفين في القسم لايستطيعون القيام بهذه المهمة التي هي من صميم عمل المرشد ، كما أن المرشد نفسه في المدرسة يحتاج إلى من يعينه على هذه المهمة فهي لب عمله ، وأنا عندما كنت أزور المرشدين لاحظت تقصيرا واضحا في دراسة الحالة الفردية ، ولكن من يقنع المسئولين بوجود مثل هذه الوحد ة والإرشاد نفسه يعاني من سوء الفهم والاستهانة به فكيف يقتنع المسئول والوحدة مكلفة أيضا ماليا ، ويجب أن استغل مثل الأستاذ القحطاني وبعض اللامعين من المرشدين في هذه الوحدة ، في يوم ما كنت في زيارة خاصة لمديرعام التوجيه والإرشاد- السابق- الأستاذ / بجاد العتيبي وكان شابا متحمسا فاهما لعمله ومتقنه ، وطلب مني الأستاذ بجاد الانتقال لمقام الوزارة ولكني رفضت وقلت في نفسي ماذا سيحقق لي هذا الانتقال ، فأنا لن أجد بأفضل مما أنا فيه على الرغم من المضايقات التي أحس بها من البعض ، لكني في الأخير غيرت رأيي واشترطت على الأستاذ بجاد شرطا قبله فورا وهو إيجاد وإنشاء وحدة إرشادية مركزية في الوزارة تقوم بدراسة حالات الطلاب الذين لاتستطيع المدرسة القيام بها ومساندة المرشد الطلابي في عمله وتقديم المشورة للطلاب والمعلمين والمرشدين وأولياء أمورالطلاب ، فهي وحدة صغيرة لاتتناسب مع الحجم الكبير لأعداد الطلاب ولكنها ليست وحدها فهي ممكن أن تستفيد من المؤسسات والمراكز والمستشفيات الحكومية وغيرها بتحويل بعض الطلاب إليها ، الأستاذ بجاد أعجب بالفكرة جدا وتحمس لهاو عرض الفكرة على الدكتور محمد العصيمي وكيل الوزارة المساعد لشئون الطلاب –سابقا- فوافق عليها وكان ذلك عام 1418هـ واخترنا لها غرفتين في الوزارة ورشحت مع الأستاذ / سليمان القطاني الأستاذ شايع الحسيني والأستاذ/ عبدا لعزيز الناصر وهما من ألمع المرشدين في منطقة الرياض التعليمية 0
كنت أنا والأستاذ / بجاد العتيبي في زيارة للوحدة الصحية المركزية في الوزارة للبحث عن مقر للوحدة الإرشادية داخل الوحدة الصحية المركزية ، مع أني كنت معترضا على وجود الوحدة الإرشادية داخل الوحدة الصحية المركزية لكي لايشعر الطالب المراجع للوحدة الإرشادية أنه ذاهب للعلاج ولكن عدم وجود مكان مناسب هو الذي أجبرنا على القبول بهذا الوضع، ولكن وجود الوحدة الإرشادية داخل الوحدة المركزية الصحية بالوزارة لم يتم لأن أحد المسئولين – هداه الله –قال للإستاذ بجاد وأنا: سنبحث لكم عن غرفتين لمجانينكم فصدمت لهذه الكلمة إذ كيف بمسئول يقول: مثل هذا الكلام فعدلنا عن وجود الوحدة الإرشادية في الوحدة الصحية المركزية واستقر رأينا على أن يكون مقر الوحدة في الوكالة المساعدة لشئون الطلاب 0
بعد مابدأنا العمل في الوحدة تعاملنا مع حالات كثيرة تصل إلينا من المدارس بمنطقة الرياض بنسبة 90% من بين المناطق والمحافظات ، مما جعل الدكتور / محمد العصيمي يفكر بتعميم فكرة هذه الوحدات على جميع مناطق ومحافظات المملكة حتي يستفيد منها الكل ، لكن المشكلة أن الوحدة تسير بجهود فردية وقد انعكست عليها المصاعب التي تواجه الإرشاد بشكل عام ومن بين هذه المصاعب عدم وجود ميزانية تنفق منه الوحدة على نشاطها ولكن على الرغم من ذلك سارت هذه الوحدات بجهود وحماس بعض المخلصين المتفانين في حب الخدمات الإنسانية التي تقدمها هذه الوحدات ،
في عام 1421هـ صدر تعميم من مقام وزارة التربية والتعليم بتعميم هذه الوحدات على جميع مناطق ومحافظات المملكة ومع أني ما كنت أميل لهذا التعميم إلا أنا الدكتور العصيمي أصر على تعميمها لأنه يقول إن الوزارة جهة تخطيطية وليست جهة تنفيذية ، وكان المفروض أن تعمم على 10 مناطق فقط حتي يتم نجاحها ومن ثم تعمم على الجميع، ومن ذلك التاريخ وهي تسير على قدم واحدة يدفعها في ذلك جهود وإخلاص بعض المتحمسين من مديري التعليم ورؤساء أقسام التوجيه والإرشاد – حفظهم الله –
لقد واجهت هذه الوحدات صعوبات كبيرة في بعض المناطق والمحافظات حتى أن بعض المحافظات توقفت عن التنفيذ إذ أن البعض قال عنها إن ما تطلبه الوزارة مستحيل تنفيذه فليس لدينا ميزانية و مختصون ، وقال أحد المشرفين على إحدى الوحدات الإرشادية أخشى على هذه الوحدات أن تموت واقفة 0
واليوم بحمد الله تذللت أولى الصعوبات التي واجهت هذه الوحدات وهي عدم وجود ميزانية خاصة بها إذ خصصت الوزارة لها عام 1443 هـ ميزانية لا أعلم بالضبط كم المبلغ المخصص لكني أعتقد أنه كاف أحسن من عدمه 0
بقي مشكلة التخصص المناسب في بعض المحافظات ، وعدم وجود مقر مناسب للوحدة أعتقد أن الزمن كفيل –بإذن الله – بتذليل هاتين العقبتين 0
لقد أصاب هذه الوحدات زوابع كثيرة وعقبات انعكست عليها من السلبيات الموجودة في الإرشاد لكنها بحمد الله لاتزال صامدة لأن أهدافها نبيلة وعملها إنساني لوجه الله سبحانه وتعالى 0
كان في نقسي أن أطبق في هذه الوحدات الإرشاد الأسري لأنه ثبت لدينا من خلال دراسة التقارير التي وردت إلينا من المناطق والمحافظات أن معظم المشكلات التي تتعامل معها هذه الوحدات مصدرها الأسرة فالمشكلات المدرسية تزحف على المدرسة من المجتمع ومن الأسرة فلا بد من علاج المشكلة من جذورها ولن نصل إلى عروق المشكلة إلا بالتعامل مع الأسرة ، لذا فكرت في وجود وحدة للخدمات الإرشادية للبنات يتولى العمل فيها الأخوات المختصات في الإرشاد النفسي في تعليم البنات لتكنمل الصورة ، وتتولى الأخوات في تعليم البنات دراسة الحالة من الجانب الأنثوي ، واتصلت حينها بتعليم البنات وأبدت الأخوات حماسا لهذه الفكرة والآن يوجد بعض الوحدات الإرشادية للبنات أعتقد في الرياض ومكة المكرمة وجدة والدمام وأبها ولكني لاأزال أطمح في زيادة عددها ، وكذلك في تحقيق التعاون فيما بنها وبين الوحدات الإرشادية للبنين ، والله المعين 0