التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

مرض الفصام إلى أين؟؟

<div tag="7|80|” >
مرض الفصام إلى أين ؟؟
حضرت ندوة في مستشفى القوات المسلحة في الرياض في يوم الثلاثاء الموافق 16/1/1430هـ في تمام الساعة السادسة مساء في قاعة المحاضرات الرئيسية بالمركز الترفيهي،وأدار هذه الندوة الأستاذ /علي الضاحي وكانت هذه الندوة بعنوان ( مرض الفصام إلى أين؟؟ ) استمرت أربع ساعات وكانت برعاية الأميرة /سميرة بنت عبدا لله الفيصل الفرحان آل سعود وقد ناقش المحاضران وهما علمان من أعلام الطب النفسي في المملكة هما : الدكتور / عبدا لله السبيعي والدكتور /إبراهيم الخضير وكان الهدف من هذه الندوة المتخصصة في مرض عقلي خطير كالفصام هو التثقيف وتوعية أسر من يعاني بعض ذويهم من هذا المرض المزمن ، ولا شك أنها ندوة رائعة أبدع فيها الدكتوران السبيعي والخضير أيما إبداع وكشفا الغطاء عن هذا المرض اللعين بعدما وضح الدكتور السبيعي تعريف الفصام وهو انفصال العقل عن الواقع وبين أسبابه وطرق علاجه وتخلل هذه الندوة عرض مشاهد مؤلمة لمرضى الفصام ومعاناة والديهم معهم وصدق من قال المريض من يرافق المريض ليس المريض نفسه لأن المريض لايشعر بنتائج سلوكه كما أجريت مقابلة علاجية مع أحد المرضى بالفصام بالعيادة النفسية بالمستشفى وقد استنكر الدكتور الخضير على الأسر التي تأخذ أبناءها المرضى للمشعوذين والدجالين الذين يزيدون مرضهم مرضا ولا يراجعون بهم العيادة النفسية لعلاجهم ولكنه لم ينكر أثر العلاج بالرقية والقرآن فالقرآن الكريم فيه شفاء لمافي الصدور وذكر أن المرض لايفرق بين غني وفقير أو كبير أو صغير فيصيب الكل وقد استمرت هذه الندوة قرابة أربع ساعات مرت مر الكرام من الساعة 6- 10ليلا، ولم ينقص هذه الندوة شيء سوى أنه لم يضر من أسر المرضى إلا العدد القليل ومعظم الكراسي خالية والذي يجب أن تعرفه أسرة الفصامي أن مرض الفصام لايختلف عن غيره من الأمرض المزمنة الأخرى كمرض السكر والضغط والربو فهذا يتطلب من أسرالمرضى عناية خاصة فقد يستخدم الفصامي الدواء مدة طويلة قد يبقى المريض يستخدم الدواء طيلة عمره وأن ترك الدواء معناه انتكاسة المريض وعودة المرض إليه ، وأن الطبيب النفسي هو من يقرر توقف الدواء من عدمه وقد يوقفه بالتدريج ، والذي لاحظته أيضا أن المحاضرين لم يركزا على العلاج الاجتماعي للمريض وأقصد بالعلاج الاجتماعي التأثير في أهل المريض وتوعيتهم لئلا ينتكس المريض بعد شفائه ويكون علاجه أصعب وقد ركز المحاضران على العلاج الدوائي أكثر والعلاج الدوائي لاشك أن العلاج الدوائي في حالة الفصام مفيدا ، ولكنه لاينفع وحد ه على الرغم من تطور المعالجة الدوائية ووجود أدوية حديثة أفضل من الأدوية التقليد ية التي كانت تستخدم من قبل ، بل لابد من العلاج التكاملي المتمثل في طرق العلاج النفسي الأخرى كالعلاج السلوكي والعلاج العقلاني والعلاج الاجتماعي وواضح من كلام الدكتورين أنهما يعانيان من كثرة المرضى وعدم تطبيق العلاج بدقه من قبل المريض وعدم متابعة أهله له بل إن بعض المرضى يشتري العلاج من الصيدلية ويستخدمه بناء على وصفة زميل أو صديق مصاب بهذا المرض ، أو أن المريض لايستخدم العلاج بل بعض المرضى يرفض العلاج لأنه غير مستبصر بمرضه فعندما تقول له أنت مريض يقول لا أنا لست مريضا أنت المريض ويرمي الدواء ومن ثم ينتكس المريض ويعود للطبيب ليصف له علاجا آخر ولكن أقوى من العلاج الأول ، مشكلة المريض النفسي أنه يتعافى ويشفى من المرض لفتره ولكنه عند خروجه من المستشفى يعود له المرض مرة أخرى ولكن بشكل أقوى لما يعود لبيئته الأولى التي ساهمت في إحداث مرضه ، فكأن العلاج النفسي في هذه الحالة لاينفع بدون تحسن أوضاع الأسرة وأعني بها أسرة المريض حتى أن بعض الأسر لاتزور ابنها في المستشفى علاوة على عدم استقباله عند خروجه من المستشفى وكأنه مجرم أو وباء ، لذا فإن هذه الندوة وأمثالها يحتاج إليها المجتمع أكثر من العلاج نفسه لأن العلاج لن يكون فعالا بمعزل عن تفاعل أسرة المريض وتقبلها له ومتابعة المريض في أخذ الدواء لاسيما وأن هذا المرض منتشر بشكل كبير في مجتمعنا السعودي إذ تبلغ نسبة الاصابة به 1% من مجتمع السكان معنى ذلك أنه يوجد بيننا في مجتمعنا مايزيد على 40ألف مريض فصام لايراجع العيادات النفسية إلا العدد القليل منهم وبعضهم يبقى مشردا في الشوارع ربما يؤذي نفسه ويؤذي غيره كما أن مستشفياتنا أي مستشفيات الصحة النفسية لاتستوعب هذا العدد الكبير من المرضى لعدم وجود أسرة كافية ، وهذا طبعا مما يفاقم المشكلة ويزيد في العدد علاوة على قلة الوعي الصحي لدى كثير من الأسر التي لديها بعض المصابين بهذا المرض الذين يرون أن المرض النفسي عار على العائلة وانه جنون لذا يمتنعون عن مراجعة العيادات النفسية بأبنائهم المصابين كما أن البعض يرى أن الأدوية النفسية تسبب الإدمان وقد رد الدكتور الخضير على ذلك بأن الأدوية النفسية شأنها شأن غيرها من الأدوية الأخرى لاتسبب الإدمان إذا كانت بوصفه طبية ولو كانت تسبب الإدمان لما بيعت في الصيدليات ولما أجازت دخولها الدولة للمملكة 0 0
وفي نهاية الندوة أعلنت الأميرة/ سميرة عن تأسيس جمعية خيرية لرعاية مرضى الفصام 0
قد يقول قائل ما علاقتكم وأنتم أهل الإرشاد بموضوع مثل الفصام؟، وكيف تحضر ياأستاذ إبراهيم محاضرة ليست في صميم عمل المرشد الطلابي ؟؟ فأقول يجب أن يكون المرشد الطلابي ملما بجميع الأمراض النفسية من فصام أو غيره ليس شرطا أن يكون مشخصا ومعالجا ولكن يجب أن يكون لدى المرشد دراية بالأمراض النفسية ليصمم برامج للوقاية منها لأن بعض الطلاب قد يتعرضون لمثل هذه الأمراض وقد شاهدت بأم عيني عندما كنت أتعامل مع حالات الطلاب في وحدة الخدمات الإرشادية بعضا من الطلاب يعانون من الأمراض النفسية كالوسواس القهري والرهاب الاجتماعي والبكم الاختياري والقلق والتوتر والاكتئاب فضلا عن مشكلات أخرى لم تصل إلى حد المرض النفسي كمشلات التأخر الدراسي والغياب والتسرب من المدرسة والمشكلات العائلية وغيرها وكون المرشد يلاحظ على بعض الطلاب شيئا من أعراض الذهان و من ثم يحولهم للعيادة النفسية في وقت نبكر أفضل من تركهم بدون علاج أو اكتشاف المرض في وقت متأخر ومعها يصعب علاجه ، ولكن المؤسف حقا أنني لم أقابل في هذه الندوة ولا مرشدا واحد امن منطقة الرياض التعليميةعلى كثرة أعداد المرشدين بالمدارس ومما زادني حسره أنني شاهدت أحد الزملاء من محايل عسير ( مشرف تربوي) تكبد مصاعب السفر وقدم للرياض لحضور هذه الندوة والمرشدون الموجودون في الرياض والقريبون من المحاضرة لم أر منهم أحدا أليس هذا بموقف مؤلم؟؟ وكيف يتطور الإرشاد ونحن لانقرأ ولا نطلع ولانحضر محاضرات أو نشارك في ندوات ؟؟؟ والله الهادي إلى سواء السبيل 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.