النشاط المدرسي يراه بعض العلماء إرشادا غير مباشر ، لذا فأنا أنادي بأن لايتولى الإشراف على جماعات النشاط بالمدرسة غير مختص في الخدمة الاجتماعية أو علم النفس ، ولكن بعض المسئولين مع الأسف يرون أن النشاط المدرسي عبارة عن شغل فراغ الطالب بالمفيد فقط ولكني أرى أكثر من ذلك ، طبعا الموضوع يحتاج مني إلى محاضرة ولكني أحببت أن أوضح لكم بعض النقاط وخلاصة مافي الموضوع أن النشاط المدرسي مرتبط أيما ارتباط بالإرشاد الطلابي لكونه إرشاد غير مباشر مثال إذا كان هناك مجموعة من الطلاب في المرحلة المتوسطة ثبت بالتجربة والملاحظة تدني مستواهم الدراسي و عدم رغبتهم في مواصلة الدراسة ، أليس من حقهم أن ينظم لهم المرشد الطلابي بالمدرسة زيارة لمصنع من المصانع؟ ، فماذا نلاحظ عندما يقومون بزيارة هذا المصنع نلاحظ أن أكثرهم يتحمس لهذه الزيارة وسوف يشاهد عمل هذا المصتع وما ينتجه من أشياء نافعة ، بعض هؤلاء الطلاب تعجبه فكرة هذا المصنع ويتمنى أن يكون احد العاملين فيه ، فهو في نظرة أفضل من المدرسة التي لايحس بوجوده فيها غير تمضية وقته بدون فائدة وإلحاق العقاب به كلما أخطأ والرسوب والإهانة من معلميه ووالديه ، فنجد هذا الطالب يعبر عن شعوره بعد هذه الزيارة بأنه يتمنى أن يكون أحد الفنيين بهذا المصنع ، أليس هذا توجيها له غير مباشر؟؟ بدل أن تضيع عليه سنوات من عمره في المدرسة لم يستفد منها شيئا إلم تكن ضاعت أليست هذه الزيارة من مهام رائد النشاط؟؟ فهو الذي ينظمها وينسقها ولكن مع الأسف أكثر الذين يتولون الإشراف على النشاط المدرسي لايدركون بأنهم أكسبوا الطالب خبرة جديدة ووجهوه بحسب رغبته وميوله إلى حقل يعمل فيه ويناسبه أ فضل من طرده من المدرسة ، فيضاف إلى قائمة العاطلين عن العمل والدراسة أو أن يبقى سنوات تضيع من عمره تحت ضغط من والديه 0
النشاط المدرسي مهم للغاية في المدرسة فهو نوع من الدراسة اللا منهجية ، لو أستغل ووفرت له الإمكانيات لكان نافعا جدا لمثل هؤلاء الطلاب الذين لارغبة لهم في مواصلة الدراسة على الأقل إكسابهم مهارة أو صنعة ما بحيث أنهم عندما يتركون المدرسة يتعيشون بها ( صنعة في اليد أمان من الفقر ) يمكن أن تنظم المدرسة لمثل هؤلاء دوارات في السباكة أو الكهرباء أو التبريد أو الميكانيكا أو أي مهنة أو حرفة تفيد الطالب في حياته بدل تركه يتسرب من المدرسة وينضم إلى قائمة العاطلين ، فيصبح وبالا على أهله وعلى وطنه 0
من المواقف الطريفة التي مرت علي في المدرسة أن أحد الطلاب كان يتأخر صباحا وباستمرار وكان يدرس بالصف الثالث ثانوي ، كنت أحضره دائما عندي في المكتب لأناقشه عن أسباب تأخره في كل صباح، لكنه لايبدي لي سببا لتأخره ، قلت له في إحدى المرات وبحزم إذا استمريت على هذا التأخر فنحن نعتذر عن وجودك في المدرسة كنوع من التهديد له ، فلما رأني جادا في كلامي من الغد أحضر والد ه سالت والده عن سبب تأخر ابنه خالد عن المدرسة : فقال والده إنه يوصل أخواته في الصباح لمدارسهن ، قلت له هل هو سائق أم طالب ، قال لاهو طالب : قلت أمامك خياران ، إما أن ينتظم ابنك كغيره في المدرة ولا يتأخر عن الحضور صباحاوإلا خذه معك ليقضي حوائجك ، قال لاما يصير يا أستاذ إبراهيم قلت له لقد صبرنا على تأخره ما فيه الكفاية ولم يعد في وسعنا أن نصبر أكثر من ذلك ، قال لي والد هذا الطالب :من اليوم وصاعدا إذا تأخر عن المدرسة ، لاتدعه يدخل إليها ، قلت له كلام رجال وإلا تهرب من الواقع قال كلام رجال ، ومن عادتي الا أكتب تعهدات في مثل هذه الحالات ، ولكن الطالب لم يعد للتأخر الصباحي بعدها ، هذا موقف من المواقف العديدة التي مرت علي في المدرسة وتمر على غيري من المرشدين ، هناك ساعات ينبغي أن يستخدم فيها الحزم لمصلحة الطالب لكن ليس دائما وفي الوقت المناسب0
أتذكر أنه كان يوجد لدينا في المدرسة مجموعة من الطلاب الفقراء لاحظنا أنهم لايشترون من المقصف المدرسي لأن ذويهم لايعطونهم مصروفا يوميا ، وكان عددهم 12 طالبا ، فجمعتهم في مكتبي وقلت لهم تعلمون أن نظافة المدرسة لازمة علينا والمسئول عن المقصف غير ملتزم بها ، لذا أريد منكم شيئين الأمر الأول/ عملية تنظيم الطلاب ليتمكن كل طالب من الشراء من المقصف بسهولة ومنع الازدحام عند فتحة المقصف والشيء الآخر: جمع علب العصيرو بقايا السندوشات من ساحة المدرسة أثناء الفسحة ، ومقابل ذلك أن تأخذوا من المقصف ما بدا لكم ، فوافقوا على ذلك ، بل فرحوا بهذه الفكرة
ونحن نريد من ذلك تجنيبهم مذلة السؤال،و الأخذ بدون مقابل وتدريبهم على تحمل المسئولية ، قام هؤلاء الطلاب بتنفيذ ما طلبت منهم خير قيام وبكل دقة ،واستطعنا-بحمدالله – أن نحقق هدفا ساميا ونبيلا دون جرح مشاعر مثل هؤلاء الطلاب وتحسيسهم بأنهم فقراء0
من الذكريات الجميلة التي لا أنساها في حياتي ، انني عندما تم توجيهي للعمل مدرسا للعلوم العربية بمتوسطة روضة سدير ، انتابني شعور غريب ، طبعا لدي رغبة شديدة في التدريس إذ كنت أمارس التدريس قبل تخرجي من الجامعة ليلا في مدارس محو الأمية ، وكنت أدرس بمدرسة الفلاح بالبطحاء بالرياض مقابل مبلغ زهيدلكن أنا لايهمني ذلك أمام رغبتي الجامحة في التدريس ومن هنا أقول الرغبة في مهنة التعليم ضرورة فالمعلم غير الراغب في التعليم من الأفضل له الابتعاد عنه لأنه لن يبدع فيه ، أقول قد وجهت لمدرسة روضة سدير المتوسطة وكنت خائفا ومرتبكا ماذا ؟ سوف يواجهني ، ؟ هل ساجد مديرا متفهما ، سيذلل العقبات من أمامي؟؟ أنا معلم جديد ولكن لدي خبرة- والحمد لله- وهذه الخبرة أفادتني كثيرا -، دخلت على مدير المدرسة ، فاستقبلني استقبالا حارا وكأنني نزلت عليه من السماء ، هذا المدير هو الاستاذ/ إبراهيم السويح – رحمه الله – وعندما وجدت هذا الترحيب وهذه الحفاوة انقشعت عن صدي غمة ، فشعرت بالارتياح النفسي ، وهذه في نظري أولى مقومات النجاح في العمل التربوي وغيره ، كنت أعمل بنشاط منقطع النظير لأنني أحسست بالتقدير ، وكنت أقبل أي عمل يسنده لي مدير المدرسة بصدر رحب فكنت أمينا للمكتبة ومشرفا إجتماعيا أي مرشد طلابي في هذا الزمان ،وقائدا للكشافة ومسئول عن النشاط المدرسي ، المدرسة صغيرة جدا لايتجاوز عدد طلابها 35 طالبا أقل من عدد فصل من فصول أحد مدارس منطقة الرياض ، هذه المدرسة تتفوق على جميع مدارس محافظة المجمعة بالنشاط بسبب مديرها- الله يرحمه- فهو يحظى بتقدير خاص من إدارة التربية والتعليم أثناء حياته ، ولاتزال علاقتي مستمرة بأولاده يزورونني في منزلي وفاء لوالدهم 0
لم أقصد من حديثي هذا أن أشيد بنفسي وأفتخر – حاشا لله – فأنا لاأحب مدح النفس ولكني أقول إنظروا ايها المديرون أثر التشجيع للمرؤوسين على العمل ، فلو لم أحظ بهذه الرعاية والتشجيع من قبل مدير هذاه المدرسة لما أبدعت ، فالجانب الإنساني مهم جدا في العملية الإرشادية وغيرها لأننا نتعامل مع الناس والناس لهم مشاعر وأحاسيس إذا راعينها نجحنا في حياتنا وإذا أهملناها أخفقنا في تعاملنا مع من نرأس ، الجانب الإنساني في العمل يزيد كمية الانتاج ، وهو هدف رئيس من أهداف المؤسسة التعليمية وغيرها ،أما التسلط والعجرفة وتسفيه رأي الآخرين فهو إحباط للعاملين ودفعهم للكسل والإهما ل فضلا عن عدم الابداع والابتكار ، مواقف مدير هذه المدرسة دفعتني إلى أن أضاعف عملي قدر ما أستطيع ، فلم أفكر في نفسي ولا في وقتي ، حتى أن أحد مديري المدارس بالمحافظة ، زار مدرستنا ورآني أعمل بكل إخلاص ،وقال له بعض الزملاء عن نشاطي فقال كلمة لا أنساها ، هو يقصد أنني طافر بالعمل خيره مهون ) لكن كلمته هذه لم ألق لها بالا واستمريت على ما أنا عليه والحمد لله نلت ما أردت بتوفيق من الله وبدعاء والدتي – الله يرحمها – 00
من عادتي أنني عندما أزور مدرسة ما ، أسال مدير المدرسة ، بعض الأسئلة التي تدل على كيفية معالجة إدارة المدرسة للمشكلات التي تعترض العملية التربوية ، وكان من ضمن الأسئلة التي طرحتها على مدير مدرسة خارج مدينة الرياض ، أن قلت له كيف تعالجون مشكلة تاخر الطلاب عن الحضور لطابور الصباح ؟ فقال ، نحن الطالب الذي يتأخر عن الحضور مبكرا نسحب من فصله مكتبه وكرسية ، فإذا دخل الفصل لايجد له مكانا يجلس عليه ، قلت ربما يجلس في مكان أحد الغائبين ، قال ونكتب عليه تعهد بعدم الغياب ، قلت للمدير طيب الطالب المتأخر صباحا إذا سحبتم مكتبه ، أين يذهب ؟ قال إذا كان تأخره لأول مرة لظرف طاريء نعيدة ، أما مشكلتنا مع من يتكرر تأخره ، قلت له وهل أنتم على علم بأسباب تأخر الطلاب صباحا ، حتى تعالجون المشكلة من أسبابها ، عندها توقف هذا المدير ، قال يا أخي نحن لانستطيع القيام بهذه المهمة فهي تحتاج إلى مختص ، وطلبنا منكم مرار وتكرار ارسال مرشد طلابي للمدرسة ولم تلبوا الطلب ، فاقبلوا منا ما اجتهدنا فيه ، قلت له معك حق في ذلك ، والله الموفق إلى سواء السبيل 0