38 من ذوي الاحتياجات الذهنية يزرعون الورود والأشجار
تجربة إنسانية رائعة ممتدة منذ ثلاث سنوات بين الورود والأشجار والنباتات في احد مشاتل منطقة الخوانيج في دبي، وهي تجربة رائدة بالفعل سارعت إليها مجموعة الصحراء المتخصصة في زراعة مستلزمات الحدائق والزينة التي قررت تشغيل عدد من طلاب مراكز رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابعين لوزارة الشؤون الاجتماعية من ذوي الإعاقة الذهنية داخل المشتل.
التجربة بدأت بعدد قليل وزاد العدد حتى بلغ الآن 38 طالبا والمتوقع أن يرتفع العدد إلى 50 طالبا من خريجي مراكز المعاقين وفقا لما أعلنه مسؤولون في مجموعة الصحراء خلال الزيارة التي قام بها وفد من كبار مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية لمشتل المجموعة في الأسبوع الماضي وضم عبدالله السويدي المدير العام للوزارة ووفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين.
وخلال لقائه بمسؤولي المجموعة والطلاب الخريجين في المشتل أكد السويدي على نجاح التجربة وهو ما سوف يشجع على قيام الوزارة بالعمل على تعميمها وتوسيعها بالدولة وخاصة في الإمارات الشمالية.
وكشف عن مذكرة تفاهم مع مجموعة الصحراء لتكرار تجربة تشغيل ذوي الإعاقة في الفجيرة ورأس الخيمة واستغلال المساحات الموجودة داخل مراكز المعاقين فيها بعد التشاور والحصول على الموافقة من الجهات المعنية بالإماراتيين وتوقع أن يتم التنفيذ العام المقبل ويشكل ذوو الإعاقة 80 بالمئة من قوة العمل داخل تلك المزارع أو المشاتل.
وقال مدير عام الوزارة إن تشغيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمعية للدمج يشارك فيها كافة الأطراف وخاصة قطاع الأعمال الخاص، وتثبت تجربة مجموعة الصحراء أن هذه الفئة من ذوي الإعاقة تحدت الظروف وعملت وزرعت وأنتجت في بيئة عمل وفرت لهم كافة عناصر الابداع والتحدي وإثبات الوجود والجدارة.
وأوضح السويدي أن ذوي الإعاقة ليسوا بحاجة إلى شفقة أو تمييز أو استثناء وإنما هم بحاجة إلى فرص عمل مناسبة للإنتاج، مناديا بإعطاء ذوي الإعاقة حقوقهم وفقا لما جاء في القانون رقم 29 لسنة 2022 الذي يوفر كافة الحقوق. وتوقع أن تبادر العديد من الشركات إلى تشغيل ذوي الإعاقة خلال المرحلة المقبلة، موضحا في الوقت ذاته أن مساعدات الشؤون الاجتماعية تمنح لذوي الإعاقة الشديدة وغير القادرين على العمل.
وطالب شركات القطاع الخاص بدعم تجربة تشغيل ذوي الإعاقة بشراء منتجاتهم في تلك المرحلة على الأقل، وسوف تقوم الوزارة بتقييم التجربة وقياس مؤشرات الأداء والإنتاج للأفراد، كما أن الوزارة بصدد إنشاء بوابة الكترونية لتجارب التشغيل الناجحة في الدولة لذوي الإعاقة وتوفير فرص للتدريب والتأهيل والتشغيل.
ويشار إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين قامت الوزارة بتشغيلهم في دبي 167 طالبا من خريجي مراكز التأهيل التابعة لها. وفاء بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بالوزارة قالت إننا نسعى للقضاء على البطالة بين ذوي الإعاقة في الدولة والذين نرى قدرتهم على العمل والإنتاج، وكان هناك بعض التخوف من تجربة تشغيل ذوي الإعاقة الذهنية الا أن التجربة الحالية أثبتت العكس وستشجع على تشغيل المزيد منهم.
وبينت بن سليمان أن تشغيل المعاقين وفقا للقانون يبدأ في سن 18 سنة بعد إجراء الفحص الطبي اللازم. من جانبه يطالب ناصر طالب المدير التنفيذي للمجموعة بخبرة ودعم الجهات الحكومية لتطوير التجربة، فالتحديات كانت كبيرة لكن نجاح التجربة فاق التوقعات بكثير. ويبلغ عدد حالات الإعاقة في مراكز المعاقين الحكومية والخاصة حوالي ـ 37 مركزا ـ نحو 3300 معاقا من مختلف الإعاقات من بينهم 600 حالة مسجلة في المراكز الخمسة التابعة للوزارة.
دبي ـ عادل السنهوري