"ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم" كانت هذه الكلمات بمثابة الوصية الأخيرة التى كتبها الراحل الدكتور ابراهيم الفقي على حسابه الخاص بموقع "تويتر" قبل ساعات قليلة من رحيله، حتى أنه أوصى أصدقاءه بإعادة نشرها مرة آخرى، وكأنه كان يعرف مصيره الذى ينتظره فأراد أن يحمل رسالة إلى الجميع يدعو من خلالها الجميع بالتمسك بطموحاته أيا كانت صعوبة تحقيقها.
ابراهيم الفقي هو طاقة غير محدودة.. وبراعة منقطعة النظير في فن التقديم، لم ير أحدا مثله في مثل علمه.. شخصية محببة للنفس.. متمكن لأبعد الحدود وقادر على توصيل المعلومة بكل سهولة، فهو واحداً من المحاضرين القلائل في العالم الذين يتمتعون بقدرات ومهارات خاصة يمكن تلخيصها في ثلاث كلمات "خيالي, مبدع, ديناميكي".
ومن لايعرف د. ابراهيم الفقي يمكنه التعرف عليه في السطور التالية ، فهو أشهر خبراء التنمية البشرية في العالم العربي ، وكانت الانطلاقة الأولى له في هذا المجال خارج العالم العربي من خلال محاضرة ألقاها في أحدى شركات البترول أمام 1500 شخص، بعدها تنقل بين عدة دول منها كندا ،أمريكا ،الصين ،أستراليا ،أوروبا وحظيت المحاضرات التى القاها في هذه الدول بحضور جماهيري واسع.
وفي إحدى حوارته ذكر الفقي أن أسباب اهتمامه بنشر هذا العلم في العالم العربي كانت بسبب رجل مغربي مقيم في نيويورك اتهمه بالأنانية وسأله: "كيف تسافر وتحاضر في كل العالم وتترك الوطن العربي".
ومن حينها اتخذ الفقي قرار التوجه لمصر ونشر مجال التنمية البشرية، وعن ذلك يقول: "كنت خائفا من أن أكون في مصر، ولكن أصبح العالم كله يعرفني فأصبحت جاهزا لكي أكون في مصر، وعندما حضرت لأول مرة تمنيت أن يحضر لي عدد بسيط حتى أستطيع أن أفهم احتياجات الناس وكيف يمكن أن تحققها، وكيف يمكن أن ينجح ولكني وجدت أكثر من 1400 شخص في مكان واحد والحمد لله أنا في بلدي أتكلم بلهجتي العادية ووجدت نجاحا كبيرا وبرامج تلفزيونية ودورات وأمسيات".
كانت بداية الفقي العملية بعيدة تماماً عن مجال التنمية البشرية، حين سافر سنة 1977 إلى كندا، وبدأ حياته في غسيل الصحون في أحد الفنادق الفرنسية فكان يحمل طاولات وكراسي، ثم طرد من العمل عدة مرات لكن عزيمته وطموحه دفعته للاستمرار في العمل ليحصل على مرتبة الشرف الأولى في السلوك البشري من المؤسسة الأمريكية للفنادق، ومرتبة الشرف الأولى في الإدارة والمبيعات من المؤسسة الأمريكية للفنادق.
واستطاع الفقي أن يحصل على 23 دبلوم في مجالات التنمية البشرية والإدارة والمبيعات و التسويق اضافة الى دكتوراه في علم الميتافيزيقا من جامعة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما قدم عدد من الكتب والمواد المرئية والشرائط المسجلة منها "قوة التفكير، الأسرار السبعة للقوة الذاتية, البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود, المفاتيح العشرة للنجاح, قوة التحكم في الذات, سيطر على حياتك، سحر القيادة, كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك, اسرار وفن اتخاذ القرار, الطريق إلى النجاح, الطريق إلى الامتياز, أيقط قدراتك واصنع مستقبلك".
ومن المواد مرئية التى قدمها ايضاً المفاتيح العشرة للنجاح, قوانين العقل الباطن, فن وأسرار اتخاذ القرار, قوة التحكم في الذات, قوة الثقة في النفس, قوة الحب والتسامح.كما انشأ مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية ومنها المركز الكندي للتنمية البشرية, المركز الكندي لقوة الطاقة البشرية, المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية, المركز الكندي للتنويم بالإيحاء.
د.الفقي قدوة ومثل ورؤية ورسالة، هو معجزة هذا القرن بلا شك ، وشاء القدر أن تختتم رحلته صباح اليوم إثر حريق شب فى منزله بعد حياة حافلة اثرى فيها مصر والعالم العربي بمؤلفاته.
رحمك الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواك
فكان دائما يحمل الأمل في قلبه وعمله ،
ولا شك أن هذا المقال من نفائس ما قيل وإن هذه الوصية غالية نفيسة ،
وحقيقة
العظماء هم من يشعروك باجتهادك ورقيك وتقدمك ، حتى تشعر إنك منهم ،
أما المثبطون الذي يفضلون الكسل أو التكاسل فلا مكان لهم ،
فالزم دائما من يشعرك بأنك تتقدم وتتطور حتى تصير عادة عندك التفوق والتطور ،
وحينها فأنت مبدع خلاق
كل الشكر والتقدير
للأستاذ / جاسر المحاشي ، على هذا الخبر الذي لامس شغاف القلب .
ورحم الله الدكتور إبراهيم الفقي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
وشكرا عالموضوع ..