من خلال دراسة أصول بعض الكلمات العربية نكتشف أن العربي واسع الخيال بعيد النظر عميق الفكر .
خذ على سبيل المثال هذه الكلمات : العقل : قارن العربي بين ربط إحدى يدي البعير أو الناقة لمنعها من أن تسير فتضيع وبين ذهن الإنسان عندما يحسن التصرف تجاه الأمور ويعطي الأوامر بمنع الأعضاء من الانجراف وراء ما تمليه عليها النفس نتيجة الغضب فيبطش أو الشهوة فيصبو …فسموه العقل لأنه يعقل الأعضاء ويكبح جماح النفس كربط يد البعير , وانظر إلى تسميتهم العقل بالحلم : الحلم تعني رؤيا المنام والحلم تعني العقل والجامع بينهما الخيال فالحلم بمعنى الرؤيا : أمور متخيلة , بينما الحلم بمعنى العقل : أداة التخيل . ويسمونه اللب , واللب أصله الليّن داخل الصلب وهم حين سموا العقل لبّا قد أدركوا أن العضو المسؤول عن التفكير والتمييز هو تلك المجموعة اللينة التي داخل الجمجمة . وانظر إلى كلمة (حزن) أليس الحزن هو المكان الصعب أو الطريق الصعبة الوعرة ؟ وقد استعاروا هذه الكلمة للألم النفسي الحاصل نتيجة مصيبة تعرض لها الإنسان أو نتيجة قلق تجاه أمر يخاف وقوعه وفي جمعهم بين المعنيين بعد نظر وبصيرة ثاقبة فالإنسان حين يصاب بالألم النفسي يرى الأمور كلها صعبة مؤلمة ويرى الحياة ضنكى ..حتى اللقمة يصعب بلعها ! أيضا اشتقوا كلمة ( أسفر) بمعنى أضاء من كلمة (سفر) بمعنى كتاب بجامع الإضاءة في كل منهما فالسفر الضياء والسّفر الكتاب الذي يحوي العلم والعلم نور العقل والبصيرة وربما العكس فكلمة (سفر) اشتقت من (أسفر) غير أن كلمة (سفر) موجودة في اللغة العبرية أيضا مما دل على أنها أقدم من أسفر لأن أسفر عربية فقط والأحدث هو المشتق وبالمناسبة ما كان من الكلمات موجودا في العربية والعبرية أو السريانية أو الحبشية فهو من الكلمات الأصول التي تجمع بين اللغات السامية . هذا وإنّ هناك كلمات كثيرة نستشف من خلالها سعة خيال العربي وبعد نظره فمن أراد أن يضيف فليتفضل مشكورا . |
بوركت الجهود، وبانتظار المزيد
|