تعريف بالكاتب : يشار كمال … النبي قبل الهدية ….
الروائي الكردي العالمي ياشار كمال
<div tag="10|90|” >الروائي الكردي العالمي الشهير ياشار كمال ، يعد من المع الأدباء في تركيا اليوم إذ يقف مع كبار أدبائها أمثال عزيز نسين وناظم حكمت ومحمود مقال وفقير بايقورت. حصل على العديد من الجوائز في تركيا والخارج ، كان من أبرزها جائزة السلام في ألمانيا.
نظرة على أدبه:
كتب روايات بلغت الثلاثين وترجمت إلى اكثر من ثلاثين لغة. وقد ترشح في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي لجائزة نوبل للآداب. وسر نجاحه أنه نسج عالمه الروائي من هموم وشجون وآمال وآلام الناس، ومن التوق اللامحدود للحرية، ليصبح برواياته واحدا من الرموز الثقافية العالمية الخضراء الواقفة في الخط الأمامي لمنع قمع الإنسان لأخيه الإنسان.
وقد ترجم القليل من رواياته إلى العربية مما جعله غير معروفا" بشكل كبير للقارئ والمثقف العربي.
نبذة عن حياته ونتاجه الأدبي:
ولد يشار كمال عام ١٩٢٣ من أبويين كرديين وفدا من منطقةٍ قرب بحيرة وان، إلى منطقة جقورفا، هرباً من الجيش الروسي, حيث استقرا في قرية حميدة التركمانية، الواقعة في جنوب الأناضول، في منطقة أضنة.
عاش يشار كمال في بيئة فقيرة. في الرابعة والنصف من عمره، شهد مقتل والده في الجامع، عند أداء فريضة الصلاة، من قبل أخوه بالتبني. الصدمة جعلته يتأتىء في الكلام، حتى أتم الثانية عشرة من عمره. ومما يثير الدهشة والاستغراب أنه لم يكن يتلعثم أثناء الغناء, الشيء الذي حثه على ارتجال الغناء منذ نعومة أظفاره، الغناء على شاكلة الغناء التقليدي الشعبي في الأناضول. حبه للشعر كان الدافع الأقوى له، لتعلم القراءة والكتابة، ليتثنى له تدوين ماألفه من شعر. بيد أنه لم تكن توجد مدرسة في قرية يشار كمال، مثلها، مثل ٩٥ بالمئة من القرى التركية. مما أجبره وهو في سن التاسعة على أن يسير يومياً إلى المدرسة في القرية المجاورة.
غادر مع عائلته القرية فيما بعد، إلى بلدة قادرلي، حيث أتم هناك المرحلة الإبتدائية, فكان يشار كمال أول سكان قرية حميدة ممن أتموا المرحلة الإبتدائية.
بعد تركه للمدرسة، مارس العديد من الأعمال، حتى أنه لم يعد يتذكرها كلها, فعمل كعامل في حقول القطن والرز, درّس في المدرسة لفترة ما, ثم عاد إلى الزراعة مرةً أخرى كسائق حصادة. سافر إلى استنبول، عندما كان يعمل في إحدى شركات الغاز, ثم رجع إلى بلدة قادرلي، ليشتري آلة كاتبة، وليعمل كاتب عرائض.
وفي أضنه تعرف على أسرة" دينو " عارف الذي يقاربه في السن، وشقيقه عابدين الرسام المعروف، وقد قاده عارف إلى الأدب ، فأهداه رواية"دون كيخوته" التي يعتبر ياشار أنها الكتاب الذي مارس التأثير الأكبر والأبكر على جميع قراءاته اللاحقة،وعرفه على شعر ارتور رامبو. أما عابدين دينو فقد عرفه على الأفكار الاشتراكية ، وقدم له البيان الشيوعي في نسخة مخصصة للتداول السري ، وأما ما تبقى من أفكار اشتراكية تتلمذ عليها فقد وصلته بطريقة المشافهة أو عن طريق الدروس الثقافية في اجتماعات الحلقات السرية.
ومنذ سن السابعة عشرة قرأ ياشار ترجمات لروائيين عالمين من أمثال زولا، موليير، هيجو، تولستوي، تشيخوف، غوركي ، غوغول، شكسبير، وغيرهم.
خلال الفترة التي قرأ يشار كمال كل كتاب وصلت إليه يداه، صادق العديد من المفكرين، ممن ساهموا في تبلوره الثقافي. كتب أول قصة له عام ١٩٤٧.
في عام ١٩٥٠ عاد إلى استنبول ثانيةً، وبعد فترة مضنية من البحث عن عملٍ, نجح في الحصول على عمل كمراسل صحفي في أهم جريدة يومية في استنبول "الجمهورية". جمعت مقالاته في كتاب، والذي نال لاحقاُ جائزة رابطة الصحفيين لأحسن تحقيق صحفي في السنة.
في عام ١٩٥٢ نشرت مجموعته القصصية الأولى تحت عنوان: "قيظ أصفر". ثم كتب أنجه محمد (محمد يا صقري) التي نشرت عام ١٩٥٥, ولاقت إعجاباًً منقطع النظير في تركيا وخارجها. وحازت عام ١٩٩٦في تركيا على جائزة "فارلك" الحديثة العهد كأحسن رواية للموسم؛ ثم أختيرت في العام التالي كأكثر رواية محبوبة، في اقتراعٍ أجري بين القراء في جميع أنحاء تركيا. الكتاب حطم الكتاب رقماً قياسياً في المبيعات في تركيا وخارجها. كما ترجم الكتاب إلى ثلاثين لغةً.
نظرا لكتابات يشار كمال النقدية ذات التطلع التغيري الرافض للأوضاع الاجتماعية والسياسية المتردية، تم اعتقاله عام ١٩٧١ اثر الانقلاب العسكري، بعد ذلك تكررت حملات التضييق والملاحقة القضائية عليه، لذا نجده يهجر العمل السياسي المنظم ويتفرغ للكتابة الإبداعية التي تعتبر بحد ذاتها عملا سياسيا- بالمعنى الواسع للكلمة- ومؤثرا فاعلا ، لكن بلغة تنفس التمرد الهادي لدى القارئ وتنمي روح التالف والتواصل والتفاهم.
وفي عام ١٩٩٥ دبج مقالا سياسيا كان له صدى واسعا في الوسط الثقافي والإعلامي الألماني والكردي والتركي، حيث نشر مقالته " حقول الموت " في مجلة " المرآة " أوسع المجلات الألمانية انتشارا وأكثرها رصانة ، حيث انحاز فيه إلى هموم شعبه الكردي في تركيا وما يتعرض له من اضطهاد وتنكيل ومصادرة لحقوقه ومحو لثقافته وطمس للغته منذ سبعين سنة، وتعرضه للفضائع التي ارتكبتها السلطات والجيش التركي بحق اكرادها، فقد تم حرق اكثر من ألفي قرية ،وتهجير ثلاثة ملايين شخص، ووقوع ١٨٠٠ جريمة قتل " مجهول الفاعل " ضد خيرة الكتاب والأدباء والمحامين والصحفيين الأكراد، وترك الناس جياعا ومشردين ،ومحو غابات عن بكرة أبيها، ودخول مئات الناس في عداد المفقودين. وخلص الى القول بأنه لا أمل لتركيا بمستقبل ديمقراطي مالم تحل المسالة الكردية بطريقة سلمية، وعار على البشرية جمعاء ان تتلفظ بحرف الدال- لا بكلمة ديمقراطية – طالما ان بلدا " يحجب عن ١٥ مليونا من سكانه حقوقهم الأساسية . وأسفر مقاله السابق عن اتهامه من قبل السلطات التركية بالنزعة الانفصالية والمس بالأمن القومي التركي . ولكن تضامن معه ألف من نخبة الكتاب والإعلاميين في الوسط الثقافي التركي.
المصادر : موقع تيريز, صحيفة الاهالي