التعلم يقاس بما يفعله المتعلم لا بما يقوم به المعلم
ما علاقة الأنشطة بأساليب وطرق التدريس؟
تقوم وسائل وأساليب التدريس على محاولة إشراك الطالب في التوصل إلى المعرفة وتطبيقها .
وبقدر تمكن المعلم من إكساب الطالب القدرة على الحصول على المعرفة والتفاعل معها يكون نجاح المعلم ونجاح الأهداف التربوية .
ومن الوسائل التي تحقق هذا النجاح ابتكار وتطبيق الأنشطة المناسبة ، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة ماهية وأهمية الأنشطة وأنواعها وشروطها وكيفية تطبيقها وتقويمها .
أولاً : تعريف الأنشطة :
الأنشطة جمع نشاط ، والنشاط كلمة تدل على بذل جهد في ممارسة عمل ينشط له القائم به ويستمتع به. ومن الطبيعي أن هذا النشاط لن يستمر بلا نهاية وبلا هدف ، بل له زمن ذروة يقل بعده النشاط ويضعف ، وله هدف لولاه لم يحصل الشوق والاستمتاع بممارسته .
كما أن هذا النشاط يحصل في بيئة مكانية معينة ، ويتأثر النشاط بهذه البيئة وبالوسائل والإمكانات التي توفرها كما تتأثر بالعقبات والصعوبات التي فيها .
ومن خلال النظر المنطقي السابق يمكننا أن نضع تصورا لتعريف الأنشطة التعليمية بأنها :
ممارسة عملية يقوم بها الطالب بمفرده أو مع زملائه لمدة زمنية محددة داخل الصف أو خارجه لتحقيق هدف تربوي مرتبط بالمنهج وذلك تحت إشراف المعلم .
ثانياً : أهمية الأنشطة :
نلاحظ في واقعنا التربوي إشكاليات عديدة تدفعنا لتفعيل الأنشطة والاستفادة منها ، ومن هذه الإشكاليات :
1- فقر المناهج الدراسية في تلبية حاجات وميول الطلبة وتوسيع معارفهم ومداركهم .
2- عجز الطلبة عن التعلم الذاتي ومعرفة مصادر المعرفة وطرق الحصول عليها والاتكال على الغير.
3- ضعف الوعي بأهمية مادة التربية الإسلامية والفهم المغلوط للأنظمة التربوية الجديدة .
4- ملل الطلاب من رتابة المعلم في لزومه أساليب غير متجددة في التدريس .
5- سلبية الطالب في عدم مشاركته في الحصة واكتفاءه بالتلقي دون المشاركة في بناء المعرفة.
ما حل هذه الإشكاليات ؟!
ولهذا فإننا بحاجة إلى إزالة هذه الإشكاليات ومعالجتها من خلال الطالب نفسه ، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال الأنشطة ، فعن طريقها يمكن التوصل إلى ما يلي:
1- استكمال جوانب النقص والقصور في المناهج الدراسية .
2- إكساب الطلاب القدرة والرغبة على الحصول على المعرفة الصحيحة من مصادرها الآمنة والمتيسرة.
3- إعطاء مادة التربية الإسلامية أهمية عظمى لدى جميع أفراد المجتمع .
4- تشويق الطلبة وزيادة دافعيتهم وتفاعلهم مع دروس التربية الإسلامية .
5- يقوم الطالب ببناء المعرفة والمشاركة في ذلك بإشراف المعلم وتوجيهه.
ثالثاً : أنواع الأنشطة :
يمكن تقسيم الأنشطة إلى أقسام كثيرة باعتبارات مختلفة ، فنجد أنها تنقسم من حيث:
1- المكان إلى : أنشطة صفية ولا صفية .
2- الزمان : أنشطة يومية ، أسبوعية ، شهرية ، فصلية ، سنوية .
3- العدد : جماعية ، فردية .
4- المجال : دينية ، اجتماعية ، رياضية ، …الخ.
5- الوسيلة : كتابية ، شفهية ، حركية .
6- موضعها من الدرس : تمهيدية ، بنائية تكوينية ، تقويمية.
رابعاً : شروط الأنشطة الصفية واللاصفية :
1- الارتباط بالمنهج الدراسي بشكل مباشر أو غير مباشر.
2- تحقيق هدف تربوي معرفي أو سلوكي أو وجداني .
3- ملائمة النشاط ومناسبته لقدرات الطلاب والفروق الفردية بينهم .
4- إمكانية عمل النشاط واقعيا وماديا .
5- مراعاة الوقت المناسب لتأدية النشاط في الحصة وخارج الصف.
6- التنويع في الأنشطة والموائمة بينها وبين أساليب التدريس الأخرى .
7- قناعة المعلم والطالب ورغبتهما في النشاط .
8- إمكانية تقويمه والعمل على ذلك .
خامساً : أشكال الأنشطة الصفية واللاصفية :
1- كتابية : الواجب المنزلي ، البحث ، التقرير ، التسميع الكتابي ، الخرائط ، اللوحات.
2- شفوية : تلاوة القرآن ، قراءة الحديث ، وتسميعهما شفويا، شرح درس أو جزئية ، المناقشة ، تقديم فقرة إذاعية ، إلقاء خطبة أو قصيدة.
3- حركية : أداء عبادة مع مراعاة النية، مثل: الوضوء ، التيمم ، صلاة الكسوف والخسوف ، أحكام الجنائز ، صلاة المسبوق ، وسجود السهو ، أعمال العمرة والحج ، بناء مجسم .
سادساً : نماذج من الأنشطة في السيرة النبوية :
1- حديث المسيء صلاته ، حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة ثلاثا ثم علمه صفة الصلاة الصحيحة .وكان من نتائج ذلك :
أ. تشويق الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا المتعلم .
ب.تركه يحاول تصحيح خطئه بنفسه أو يعجز فيسأل ، وهذا أصل انبثق عنه أسلوب (التعلم بالمحاولة والخطأ) كما يسمونه في التربية الحديثة .
ج. أنه أوقع في نفس المتعلم وأدعى إلى قبوله وانطباع أعمال الصلاة في ذاكرته.
2- تعلم الصحابة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وتصحيح الرسول لهم أو تصحيح بعضهم لبعض.
3- تعلم الصحابة للقرآن والأذكار الشرعية حين كانوا يراجعون حفظهم عند النبي صلى الله عليه وسلم
سابعاً : من آثار الأنشطة الصفية واللاصفية في مادة التربية الإسلامية :
آثارها على الطالب :
1- الإتقان العملي وهو خير مقياس للتعلم في الحفظ أو أداء العبادة ومعرفة الأحكام .
2- شعور الإنسان بالمسؤولية عن صحة العمل والنية .
3- التواضع وحب العمل واستبعاد الغرور وترك الكسل والتواكل .
4- شدة الاقتناع وبلوغه أعماق النفس .(حديث الأنصاري الذي سأل فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتطاب )
آثارها على المعلم :
1- الاستمتاع بالتجديد في أساليب وطرق التدريس .
2- التعرف على خبرات جديدة تضاف إلى المنهج الدراسي.
3- القدرة على تقويم تعلم الطلبة وتحقيق الرضى النفسي بأداء أمانة العلم .
4- تمييز مستويات الطلبة وقدراتهم والفروق الفردية فيهم .
5- بناء علاقة جيدة مع الطلاب والتأثير الإيجابي عليهم .
أخطاء عند أداء الأنشطة :
1- ضعف التخطيط ( اختياراً وأهدافاً وزماناً ) .
2- إهمال التقويم والإشراف على عمل الطلاب.
3- إجراء الأنشطة لمجرد إرضاء الآخرين.
4- الغلو في الأنشطة أو تركها مطلقاً .
5- التركيز على المظهر أكثر من البناء المعرفي والسلوكي.
6- عدم التمهيد للأنشطة وكيفية إجرائها داخل الصف وخارجه.
الخاتمة
الأنشطة جزء من المنهج وليست كل المنهج .
الأنشطة تكمّل النقص وتطلق قدرات الطلاب وتوسّعها.
الأنشطة جزء من الحصة وليس كل الحصة ، فلا بد من أن تكون إلى جوار أساليب التدريس الأخرى وليس بدونها.
الأنشطة عبادات إذا أخلصت النية لله تعالى وليس ترفاً فكرياً.
لا تضع نشاطاً لا يحقق فائدة ، فدرس متكامل بدون نشاط خير من نشاط يضيع الوقت والدرس والجهد .
وأخيراً : أشكر الأستاذ عاطف محمود موجه التربية الإسلامية بمنطقة عجمان التعليمية في تعاونه معنا في إعداد هذه المادة.
هذا مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق .
أولا أبارك لكم هذه الاجازة و إن كانت قصيرة ثم جزاكم الله خيرا أستاذي الفاضل على نقلكم الرائع وهذه الأمور قمتم بتوضيحه لنا من خلال الدورة التدريبية . فجزاكم الله خيرا.
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع والمفيد
شكراً شكراً شكراً
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع والمفيد