من ضيق المكان الذي تسكن ومن بين ثنايا عتمة الليل التي تحيا ومن بين كل الظروف الصعبة التي تعيش… من تقصيرك في منح الحنان الكافي للذين من واجبك منحهم إياه … قد تنتج إبداعاً إن استطعت أو يكفيك أن تبدأ بالخطوة الأولى نحوه فكل النهايات العظيمة بدايتها خطوة …. إن استطعت أن تنهض من بين الركام وتتلمس الطريق فأنت تنبض بالحياة … لن يستطيع من يغزل الشرك لك مع الخفافيش في إيقاعك أو إيقافك إن امتلكت ثقافة عدم النظر إلى صغائر الأمور .
أن تشعر بوجودك ويشعر الآخرون بك … أن تترك أثراً جميلاً في المكان الذي تعمل به هو أعظم مردود لعمل أنجزته لأن هذا يدوم لفترة طويلة وأما المردود المادي فهو آني ولن يدوم طويلاً فليكن سعينا إلى ترك البصمة الخاصة بنا لأنه من الصعب بل من المستحيل وجود بصمتين متشابهتين لشخصين مختلفين .
أحتسب عملك خالصاً لوجه ربك الذي منحك العقل والصبر وامتثل لقوله تعالى : (( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) التوبة105 وكن مصدقاً بقول رسولنا الكريم – عليه أفضل الصلاة والتسليم – : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له )
وفي نهاية الأمر أشكر الله عز وجل الذي وفقك للإبداع واشكر الناس الذين ساندوك ووقفوا بجابنك
عندما تزرع البذرة بكل حب ومعاناة فتكبر وتزهو ألوانها ويأتي من يقتلعها من جذورها بكل قسوة ودون أن يترك أثرا لأرضا خضرا نعم ولكن قد يجهض الابداع عندما تمضي بكل ثقة إلى الأمام وبحفاوة الجميع ومباركة الخلائق ويقتحم المكان بشر ويرجعك إلى نقطة البداية
أخي الطيب كلماتك وقريحتك الابداعية لامست خبايا روحي المرهقة من هموم الحياة ومن طول الدرب
بارك الله فيك ويدا بيد نسقي ونستقي من دوحة الابداع في المجال التربوي لننفع به طلابنا وطالباتنا ولا لليأس بإذن الله
…. البشر جلهم يمتلكون القلوب لكنهم هل يمتلكون الخافق ؟ هل تحرك قلوبهم ابتسامة طفل بريئة دون أن يتهم الطفل بأنه يخدعهم … هل تحركها وردة على غصنها دون أن تصبح ميتة بين أيديهم … هل تحركهم أصوات العصافير دون أن تصبح حبيسة أقفاصهم …. هل يدخل الفرح إليهم عندما يشاهدون النجاح في عيون من تعطي أم يتهمونهم بالغش … قلوب إن لم تتحرك مع كل نسمة هواء … مع كل حركة موج فهي صلدة لا يمكن أن تزرع فيها ولا يمكن للماء أن يتوقف عندها وإن لامسها … فالابداع مرسوم على الخافق من القلوب لا على كل القلوب .
صدى الكلمات لا يُسمع إن كان هناك من يقرأها … أحاول أن أقرأ كلماتي من الرد لأنني كتبت الكثير ولم استطع قراءة ما كتبت لكني الآن غير .
ما أجمل الحياة عندما يكون من فيها
ذا بصيرة بها وبحقيقة وجوده
عارفاً أنها دار امتحان
يمشي فيها بنور من ربه خالقه وخالق من فيها
وهوسبحانه سيد القدر فيها
وضعها للأنام وهو ناظر ما يصنعون فيها
أرادها لتكون معراجاً لدارنعيمه
لمن أراد إلى النعيم سبيلاً
واختار الصراط المستقيم طريقاً
ومنهجاً سديداً رشيداً
فما أجمل التناصح في الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر بين عباده
جزاكم الله خيراً لهذه الإضاءات الرائعة
أخوكم طارق