<div tag="7|50|” >
من وصية بعض الأدباء لابنه
يا بنى : إذا اجْتَمَعَتْ عليك أعمالٌ كثيرة، فابْدَأ بأحبِّهَا
إلى اللّهِ عز وجل، وأَحْمَدِها عاقبة
قال الشاعر :
اعمَلْ وأنتَ من الدُّنيـا على حذر
واعلم بأنك بعد المـوتِ مَبْعُـوث
واعلَم بأنك مـا قدّمتَ من عمَـلٍ
مُحْصى عليك وما خلّفت موروث
يا بني : إذا فعلت معروفا فلا تَمنَّ به، فإن الِمَّنة تهدِم الصنيعة وتُحْبط الأجرَ، وتسْقِط الشكر
قال الشاعر :
فـلا تـك منّـانـا بخيرٍ فعلتَـه
فقـد يفسد المعـروفَ بالمنِّ صاحبُـهْ
يا بني : عليك بالوفاء، فإنه يدعو إلى التُّقَى، واعلم أنه لا يتمُّ كرمُ المرء إلا بحسنَ وفائه
قال الشاعر :
إن الـوفـاء بعهـد الله عـادتُنـا
ولا يفـي بعهـود الله كـذابُ
يا بني : خذ في أمورك بالأناة وحسن التثبت، تسلمْ من عتاب الإخوان،
كما قال الشاعر :
قـد يـدرك المتأني بعضَ حاجتـه
وقـد يكـون مـع المستعجِـل الزللُ
يا بني : إذا ائتمنكَ أحدٌ على أمانة فاحفظها حتى تُسَلِّمَهَا مصونةً إلى أهلها،
ففي ذلك قال الشاعر :
وإذا اؤ تمنت على الأمانـة فَـارْعَهَا
إن الكـريمَ عَلىَ الأمـانـــةِ راعَ
يا بني : لا تعب أحداً مما يبدو لك من عيوبه، فإذا هممت بذلك فاذكر عيوب نفسك
ففيها ما يَشْغَلُكَ عن عيوب الناس، فإن عبت أحداً بما فيه كان ذلك قبيحاً،
وأقبحُ منه أن تعيبه بما فيك
وفي ذلك قول الشاعر :
إذا مـا ذكرت الناس فـاترك عيوبَهــم
فـلا عيبَ إلاَّ دونَ ما منك يُذْكَرُ
فـإن عبـتَ قومـاً بالـذي هـو فيهـمُ
فـذلك عنـدَ الله والنـاس مُنْكَـرُ
يا بني : إياك وقرينَ السوء فإنما صلاحُ أخلاق المرء بمقارنة الكرام،
وفسادُها بمحادثة اللئام، وإنما يُعْرَفُ المرء بقرينه،
قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عـن قرينـه
فكل قريـن بالمقـارن يقتـدي.