( الْبَلْقَاءُ )
بفتح الباء وسكون اللام ثم قاف ، ممدود معرف : جاء في ذكر زيد بن نفيل وطلبه دين إبراهيم ، حيث قال : . . . حتى انتهى إلى راهب بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم أهل النصرانية فيما يزعمون .
قلت : البلقاء ، إقليم من أرض الشام في المملكة الأردنية الهاشمية ، وهو الإقليم الذي تتوسطه مدينة عمان عاصمة الأردن ، ومن أشهر مدن هذا الإقليم : عمان والسلط ومادبا والزرقاء والرصيفة ، يتصل به في الجنوب إقليم الشراة الذي قاعدته معان ، وفي الشمال إقليم حوران ، ويشرف إقليم البلقاء على الغور الأردني غربا ، ويتصل ببادية الشام وصحراء العرب شرقا ، ومنطقته جبلية عالية ، وانظر الحديث عن عمان ، والبلقاء بقبائلها وجغرافيتها في كتابي رحلات في بلاد العرب وهي مركز الثقل في المملكة الهاشمية الأردنية
(الْبُوَيْرَةُ )
تصغير : قال حسان بن ثابت رضي الله عنه ، يشمت ببني قريظة . ويلمز مشركي قريش ، الذين تخلوا عنهم بعد الأحزاب :
تفاقد معشر نصروا قريشا *****وليس لهم ببلدتهم نصير
هم أوتوا الكتاب فضيعوه ***** وهم عمي من التوراة بور
كفرتم بالقرآن وقد أتيتــم ***** بتصديق الذي قال النذير
فهان على سراة بني لؤي ***** حريق بالبويرة مستطير
قلت : هي من أموال بني قريظة شرقي العوالي ، من ظاهر
المدينة المنورة ، ولم تعد معروفة .
( الْبَيْتُ الْحَرَامُ )
جاء في النص : قال ابن إسحاق : وتبان أسعد أبو كرب الذي قدم المدينة ، وساق الحبرين من يهود المدينة إلى اليمن ، وعمر البيت الحرام وكساه .
وكلمة البيت الحرام تعني : الكعبة ، وتسمى البيت العتيق أيضا ، وإذا قصد المسجد قيل : المسجد الحرام ، أما الحرم فمكة كلها حرم ، بل إن حدود الحرم الغربية والشرقية تبعد عن البيت قرابة ، عشرين كيلا ، أما الجنوبية فأقل من ذلك ، إذ تقع الحدود الجنوبية على الآكام التي تحف بوادي عرنة على قرابة ( 13 ) كيلا جنوبا ، ومن هذه الآكام : اللبينات ، والوتائر تلاع – وسود حمى ، جبال سود كالغربان .
أما من جهة الشمال ، فالحد مسجد عائشة رضي الله عنها على رأس وادي التنعيم ، وعنده ينقسم الماء إلى وادي التنعيم شمالا في الحل ، وتلعة ذات الحنظل جنوبا في الحرم ، ويبعد هذا المسجد قرابة 8 أكيال عن المسجد الحرام شمالا . أي إن حرم مكة يبلغ ( 882 ) كيلا مربعا بالتقريب .
(الْبَيْضَاءِ )
ضد السوداء : جاءت من قصة الإسراء من قوله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه في ضجنان ، وتمامه : . . ثم غطيت عليه كما كان ، وآية ذلك أن عيرهم الآن يصوب من البيضاء ، ثنية التنعيم ، يقدمها جمل أورق .
قلت : هي الثنية التي ينحدر الطريق الآتي من المدينة منها إلى وادي فخ بمكة ، وعلى قرارتها اليوم مسجد عائشة ، ومنه يعتمر الناس ، ويسمى المكان العمرة ، وعمرة التنعيم ، ولا تعرف البيضاء في زماننا .
والتنعيم : الوادي الذي يأخذ من هذه الثنية إلى الشمال فيصب في وادي يأجج ، ويأجج يصب في مر الظهران .
(التَّلاعَةُ )
بفتح التاء وتخفيف اللام وأهلها يكسرون التاء : جاء في قول بديل بن عبد مناة الخزاعي :
أمن خيفة القوم الألى تزدريهم **** تجيز الوتير خائفا غير آئل
وفي كل يوم نحن نحبو حباءنا ****لعقل ولا يحبى لنا في المعاقل
ونحن صبحنا بالــتلاعة داركــم ****بأسيافنا يسبقن لوم العواذل
ونحن منعنا بين بيض وعتود **** إلى خيف رضوى من مجر القبائل
في هذا النص : التلاعة : واد صغير يسيل من جبال راية فيصب في وادي أدام ، رأسه لهذيل ، وأسفله للجحادلة من بني شعبة من كنانة ، يقع جنوب مكة على قرابة ( 60 ) كيلا .
الوتير : ذكر في بابه .
بيض وعتود : واديان متجاوران بين حلي وجازان ، لا زالا معروفين .
خيف رضوى : هو رضوى الجبل المذكور في بابه ، وكانت ديار كنانة تمتد من بيض وعتود جنوبا إلى رضوى وينبع شمالا ، فكان ينبغي أن يكون هذا الشعر لرجل من كنانة ، لا لرجل من خزاعة ، فخزاعة كانت أذل من أن تحمي هذه المساحة التي تقدر بألف كيل على امتداد ساحل الحجاز ، لأن ديار خزاعة تبدأ من غربي مكة إلى الجنوب ممتدة شمالا على عسفان وثم جزء من أمج فقديد ، ثم جزء منها قرب الفرع ، وهي مجزأة غير متصلة ، في مسافة طولها قرابة ( 300 ) كيل وشريط ضيق في العرض يدخل في كثير من أجزائه ضمن ديار كنانة ولعل قول بديل هذا قريب من قول عمرو بن كلثوم في لاميته :
( لنا الدنيا ومن أضحى عليها )
! فإذا كانت الدنيا كلها ومن عليها لبني تغلب ، فلا بأس أن تحمي خزاعة أرضا لا تحلها ولا تملك منها شبرا .
( التَّنَاضِبُ )
جمع قلة للتنضب الشجر المعروف : جاءت في قصة هجرة عمر رضي الله عنه ، حيث قال : اتعدت ، لما أردنا الهجرة إلى المدينة ، أنا وعياش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل السهمي التناضب ، من أضاة بني غفار فوق سرف ،
قلت : التناضب وأضاة بني غفار موضع واحد ، الأضاة أرض تمسك الماء فيتكون فيها الطين ، والتناضب شجرات في هذه الأضاة ، وهي لا زالت مشاهدة على جانب وادي سرف الشمالي ، إلى جوار قبر أم المؤمنين ميمونة ، وقد صارت التناضب والأضاة أرضا زراعية لأناس من لحيان ، وكلما قطع شجر التنضب عاد أخضر يتنعم ، وقد قام بجانبها الغربي حي اليوم على 13 كيلا من مكة ، ولا أراها إلا ذاهبة من هذا التقدم العمراني المحموم ، بعد أن قاومت الزمن طيلة هذه القرون ، ولكن اليوم كل شيء يتغير بسرعة ، ولا حماية لمثل هذه الأماكن . وأهل الديار يسمونها اليوم " الودينة " تصغير ودنة ، وهي مزرعة الحبحب ، وذلك أن هذه الأرض لا تزرع إلا حبحبا .
( التَّنْعِيمُ )
كأنه تفعيل من النعومة . جاء ذكره في مواضع من السيرة ، وقد يقال وادي التنعيم ، وهو واد خارج الحرم من الشمال ، ينحدر من الثنية البيضاء المتقدمة في هذا الكتاب ، فيتجه شمالا محاذيا الطريق العام المتجه إلى المدينة ، فيصب في وادي يأجج الذي يذهب سيله إلى مر الظهران شمال غربي مكة على قرابة ( 20 ) كيلا . وقد تحدثت عن اشتقاق اسمه في المعجم .
( الثَّنَايَا )
جمع ثنية ، وهي المسلك بين جبلين : جاءت في وصف هزيمة هوازن يوم حنين ، فقال ابن إسحاق : وتوجه بعضهم نحو نخلة – يقصد اليمانية – ولم يكن فيمن توجه نحو نخلة إلا بنو غيرة من ثقيف ، وتبعت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك في نخلة من الناس ، ولم تتبع من سلك الثنايا .
قلت : الثنايا ، تخرج أولاها من رأس حنين على قرابة ( 50 ) كيلا شرق مكة ، ثم تقابلها أخرى قرب قرية الخليصة ، ثم أخرى تخرجك على وادي قرن المنازل قرب دحنا ، ثم يأتي طريقها الطائف من الشمال من جهة المليساء . وهذه الطريق كانت إحدى الطرق المؤدية إلى الطائف من مكة يستقصرها أهل الجمال . وقد اندثرت هذه الطريق اليوم .
( الثَّنِيَّةُ )
وهي المسلك بين جبلين : جاءت في خبر انهزام مالك بن عوف يوم حنين . ( السيرة : 2 456 )
قلت : هي ثنية تسلك من رأس حنين ، وهي إحدى الثنايا المتقدمة ، وتسمى الثنية بلا إضافة . ولا زال هذا اسمها اليوم .
( الْجَبَاجِبُ )
جمع جبجب بتكرار الجيم والباء الموحدة : جاء في قول أبي قيس بن الأسلت :
لقد علم الأقوام أن سراتكم على كل حال خير أهل الجباجب
قلت : هو يعني جبال مكة ، وقد قال قوم : الجباجب جبال مكة ، وقال آخرون : هي جبال منى ، وقال غيرهم أقوالا غير ذات بال . والجباجب عند عرب اليوم هي الجبال الحجرية الظاهر الطينية الداخل ، إذا حفر فيها وجدت هشة . ولكن النص هنا صريح بأن جبال مكة كانت تدعى الجباجب .
( الْجُحْفَةُ )
جيم مضمومة وحاء ساكنة وفاء ثم هاء :
جاءت في النص : غسان : ماء بالمشلل قريب من الجحفة .
وأقول : كانت الجحفة مدينة عامرة ومحطة من محطات الحاج بين الحرمين ، ثم تقهقرت في زمن لم نستطع تحديده ; إلا أنه قبل القرن السادس ، وتوجد اليوم آثارها شرق مدينة رابغ بحوالي ( 22 ) كيلا ، إذا خرجت من رابغ تؤم مكة كانت إلى يسارك حوز السهل من الجبل ، وقد بنت الحكومة السعودية مسجدا هناك يزوره بعض الحجاج .
وقد توسعت في ذكرها في " معجم معالم الحجاز " ، باب الجيم ، وفي كتابي . . " على طريق الهجرة " وصف كامل لها ، فراجعه إن شئت .