لأن الإرادة القوية تعني الاستعلاء على كل مظاهر الإغراء والمتع اللحظية بغية الوصول إلى الهدف المرسوم .
ولأن الإرادة القوية تعني التحلي بالصبر على معوقات العمل التي تقابلنا في الطريق ، وإيجاد الحلول المناسبة لها حتى نحقق مرادنا ، ونصل إلى أهدافنا.
ولأن الإرادة القوية تعني الاتصاف بالقدرة على تحمل الأذى ، وتجاوز الأزمات حتى يتحقق المأمول ونصل إلى الهدف المنشود.
ولأن الإرادة القوية تعني التصدي لكل عوامل الضعف وبث اليأس والإحباط في قلوب أصحابها وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار.
ولأن الإرادة القوية تعني الحرمان والمشقة أثناء السير في الطريق وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار.
حقيقة :
والحقيقة التي يعيها الكبار جيداً أنهم لن ينالوا ما عند الله من نصر وتمكين إلا بصمودهم وصبرهم ، وهذا بلا شك يحتاج إلى إرادة فتية ، لا يتطرق إليها ضعف ولا وهن ، فالبعض يتخيل أن اختيار راية الجهاد والقتال في سبيل الله من المفترض أن يقابله معية خالصة من الله تعالى … ونزول الملائكة المسومين للقتال مع جانب المؤمنين … وإلحاق الهزيمة الماحقة بالأعداء … وهذا بالتأكيد حقيقة لابد من الإيمان بها بل واليقين في حدوثها ، ولكن هذا لا يتأتى أبداً إلا إذا كانت هذه الفئة المؤمنة ثابتة صابرة محتسبة ، ولهذا فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون هناك عقبات في الطريق لابد من اجتيازها ، ومصاعب لابد من تخطيها والتي يتبين من خلالها صدق المجاهدين ، وتميز صفوفهم ، وأن تتطهر ممن لا يستحقون نزول النصر عليهم .
فقد أبى الله إلا أن ينتصر لعباده الصادقين الصابرين … أصحاب الإرادة القوية … والعزيمة الصادقة … والذين انتصرت إرادتهم على مشتهيات نفوسهم طاعة لله ، وتحملت المشاق ابتغاء رحمة الله ، وصبرت على الأذى راجية مثوبة الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"[محمد:7]
اختبار الإرادة الأول :
وترسيخاً لهذا المعنى فإن هناك حادثة قصها القرآن علينا لو أمعنا فيها النظر والتدقيق لوجدنا أن فيها دعوة إلى أهمية التخلق بهذا الخلق العظيم "الإرادة القوية" ، والتي تصمد أمام المغريات ولا تضعف أمامها ، هذه الحادثة هي قصة آدم عليه السلام مع ربه حينما خلقه.
فلقد خلق الله آدم وزوجه حواء وأمر الملائكة لهما بالسجود وكرمهما أيما تكريم ، وأسكنهما الجنة يأكلان من شجرها … ويستمتعان بخيراتها … ولم ينههما إلا عن شجرة واحدة ؟ ولتسأل نفسك أخي القارئ .. ما العلة من هذا النهي عن هذه الشجرة بعد كل هذا النعيم والتكريم ؟ إنه اختبار حقيقي في الإرادة والقدرة على التحكم في النفس ، إنه اختبار يُعتبر الأول من نوعه ، إنها شجرة الإرادة إن جاز لنا تسميتها ، فلم يصمدا أمام هذا الاختبار ، ولم يستطيعا الصبر ووهنت إرادتهما ، واستسلما لوساوس الشيطان يقول تعالى "وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"[الأعراف:35]
"فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى . فَأَكَلَا مِنْهَا…"[طه:120-121]
وصدق ربنا حين قال "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا "[طه:115]
اختبارات الإرادة للتمحيص:
وهناك قصة أخرى وردت في كتاب الله ، تروي لنا كيف أن الإرادة لابد منها على الطريق حتى يتطهر الصف من المعوّقين والمهزومين نفسياً ، والذين ضعفت إرادتهم وانهارت معنوياتهم فلم يستطيعا الصمود والثبات في اختبارات الإرادة التي تعرضوا لها.
لقد استطاعت هذه الاختبارات أن توضح لنا الفرق بين قوم أصحاب قضية يؤمنون بها إيماناً قوياً ، ووهبوا لذلك أموالهم وأرواحهم في سبيل نشرها وإعلاء رايتها ، وفئة قليلة ، ضعيفة إرادتها .. خائرة عزيمتها .. قليل عملها .. كثير كلامها… إنها قصة الملأ من بني إسرائيل من قوم موسى وسنحاول التعريج عليها مركزين على جوانب الإرادة وموطنها في القصة.
الحماسة لا تعني قوة الإرادة :
الحماسة والرغبة في القتال لا تعني قوة الإرادة أو الصمود على متطلبات النصر والثبات أمام عقبات الجهاد ، فرغم تحذير نبيهم لهم من أن القتال إذا كتب عليهم ألا يُقاتلوا إلا أنهم أصروا عليه "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا" [البقرة:246]
ورغم أن الظروف والأسباب التي دفعت بني إسرائيل للجهاد والقتال في سبيل الله كانت قوية وحاضرة في أذهانهم إلا أن بعضهم لم يستمر "…قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا…"[البقرة:246]
انهيار إرادة البعض:
ولأن إرادة القتال لم تقوى بداخلهم ، والرغبة لم تكن حقيقية في نفوسهم كان انهيار البعض من البداية أمام فرضية القتال ووجوبه عليهم "فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"[البقرة:246]
ورغم هذا الدافع القوي إلا أن هذه الرغبة التي كانت بداخل البعض منهم قد تحطمت إرادتها في ثاني اختبار حقيقي لها وهو اختلافهم على من اختاره الله ملكاً عليهم وجدالهم حول جدارته بالقيادة ” وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[البقرة:247]
اختبار النهر :
وسارت كتيبة المجاهدين في طريقها بعد سقوط فريق منهم ، وفي الطريق كان في انتظارهم اختبار ما أصعبه ، وما أقساه على النفس ، إنهم سيمرون على نهر … إذن هي فرصة للارتواء والتزود للطريق ، ولكن الله أراد أن يختبرهم ويبتليهم "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ"فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ"[البقرة:249]
وفي هذا الاختبار يتساءل المرء لماذا تعرضت كتيبة المجاهدين لهذا الاختبار الصعب ؟ إنها كتيبة الجهاد والدفاع عن المقدسات …والذود عن الأعراض … ورفع راية الله …
ولعلك تلمح الإجابة حينما تقرأ قوله تعالى" فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ" فلا يزال الصف ممتلئ بغير الصادقين ، وغير الراغبين في القتال.
اختبار المواجهة :
شرب من شرب ، وثَبُت من ثبت ، ومضت كتيبة المجاهدين بالقلة الباقية في طريقها نحو العدو ، وما إن تجاوز المجاهدون النهر حتى انكسرت إرادة الجهاد في نفوس البعض منهم ، خوفاً ورعباً من هول عدد عدوهم وكثرته ، فخارت عزائمهم ، وتهاوت قواهم ، وزلزلت قلوبهم حينما حكموا على الأمور بظواهرها "…. فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ …"[البقرة:249]
إرادة الكبار :
هنا تظهر أخلاق الكبار ، وتنكشف معادن الرجال ، إنهم الرجال حينما تفقد الرجال فتبحث عنهم فلا تجدهم ، إنهم رجال الطوارئ الذين تعتمد عليهم في أي لحظة كانت ، إرادتهم حديدية ، قلوبهم عصية على الاستسلام ، إنها الفئة الثابتة .. الصادقة في إرادتها .. والصادقة في رغبتها في القتال والجهاد " قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"[البقرة:249-250]
قصة أخرى من قصص بني إسرائيل ، تبدأ القصة حين ألحوا على نبيهم موسى – عليه السلام – أن يجعل الله لهم يوماً للراحة والصلاة لا يشتغلون فيه بشيء من شئون المعاش . فجعل لهم السبت، ثم ساق إليهم صيد البحر يجيئهم قاصداً الشاطئ متعرضاً لأنظارهم في يوم السبت، فإذا لم يكن السبت اختفى ، شأن السمك في الماء ، فلم يطيقوا الوفاء بعهودهم مع الله؛ وراحوا – في جبلة اليهود المعروفة – يحتالون على الله فيحوّطون على السمك يوم السبت ولا يصيدونه؛ حتى إذا كان الصباح التالي عادوا فأمسكوه من التحويطة1.
فانكشف هنالك زيف ما كانوا يدعون الله من أجله وهو التفرغ لله والانقطاع للعبادة، عندما انكسرت إرادتهم أمام طمعهم في صيد السمك يوم السبت ، وخارت عزائمهم أمام جشعهم ولم يصبروا طاعة لربهم ، ولم يفوا بعهدهم مع الله ، لهذا كان العقاب الإلهي للذين ضعفوا واستسلموا منهم " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ"[الأعراف:165]
اختبار الإرادة في غزوة تبوك :
غزوة تبوك هي غزوة العسرة والشدة والابتلاء ، وهي بحق تُعتبر اختباراً في الإرادة للمستنفرين للجهاد في سبيل الله فلقد كانت في وقت الشدة حيث طاب الثمر وحان اقتطافه .. واشتد الحر .. ورغبت النفس الراحة .. وكانت الدعوة إلى النفير عامة لم تستثن أحداً في بداية أمرها" انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا"[التوبة :41]
فتخلف البعض عن الركب وقعدوا مع القاعدين فكانوا نموذجاً لضعف الهمة وانكسار الإرادة ، فكانوا فريقين فريق صادق ولكن ضعفت إرادتهم ، وهبطت حماستهم ، واستزلهم الشيطان فأولئك اعترفوا بخطئهم فتاب الله عليهم ” وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"[التوبة:118]
وفريق خارت قواه ، وانهارت عزائمه فبين قائل " وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ"[التوبة:81] وبين متعلل بالخوف من الفتنة " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي"[التوبة:49]
وهكذا تعللوا بأعذار وهمية ليخفوا هزيمتهم الداخلية المتمثلة في انكسار إرادتهم أمام مغريات الحياة.
فالأمة المجاهدة في حاجة إلى إرادة صلبة ثابتة في مشوار كفاحها الطويل من أجل الوصول إلى حياة كريمة في ظل نصر مرغوب ، وتطهير الأمة المجاهدة من أمثال هؤلاء أصحاب الإرادة المسلوبة ، وقاية لها من التخلخل والهزيمة ، والأمة المجاهدة التي يتخللها أمثال هؤلاء يخذلونها في ساعة الشدة فيشيعون فيها ضعف الهمة وخور العزيمة ، فيضعف الصف وتنكسر إرادة النصر بداخله" فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ"[التوبة:83]
لماذا اختبارات الإرادة؟
إن الأهمية القصوى للنجاح في اختبار الإرادة للأمة المجاهدة تكمن في أن النصر لا يتنزل إلا على فئة مؤمنة .. استعلت بإرادتها على رغبات النفس وأهوائها ، فالفترة التي تسبق النصر دائماً هي فترة انكسار وذل وضعف واستسلام بعد هزيمة ساحقة مُنيت بها الأمة التي ترغب في الجهاد وتغيير الوضع … وأمة ذلك حالها يجب أن تنتصر أولاً على نفسها وتقوى إرادتها في التغيير.
ولأن الصف لابد أن يتخلص من المعوقين أصحاب الإرادة الضعيفة ، والعزيمة الخائرة ، لأنها بمثابة الجرثومة المعدية .. التي ستنقل الخذلان والهزيمة والخور والضعف والوهن والهوان وسط صفوف المجاهدين ، وهذا أخطر ما يمكن أن تسببه تلك الفئة وهو ما يلجأ إليه المحاربون في معاركهم الآن ويطلقون عليه "الحرب النفسية" لكسر إرادة المقاتلين.
والأمة المجاهدة التي اجتازت اختبارات الإرادة واستعلت بها على غيرها .. تحمل بداخلها قوة باطنة كامنة تضبط بها شهواتها ورغباتها .. وتصمد أمان الحرمان والمشاق التي هي من طبيعة الجهاد والقتال .. وهي كذلك بتلك الإرادة القوية تؤثر الطاعة وتتحمل التكاليف .. وتنهض للعهود حين تصطدم بالمغريات والأطماع.