قرأته عن هذه النظرية أنها نظرية تهتم بالعمليات المعرفية الداخلية للمتعلم وتهيئ بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته بنفسه خلال مروره بخبرات كثيرة تؤدي إلى بناء المعرفة الذاتية في عقله ، أي أن نمط المعرفة يعتمد على الشخص ذاته ، فما يتعلمه (علي) عن موضوع معين يختلف عن ما يتعلمه (سعيد) عن نفس الموضوع بسبب اختلاف الخبرات التي مر بها كل من (علي وسعيد) وما يمتلكه كل منهما مسبقا عن الموضوع ، وبعد وصول المعلومة للطالب يبدأ يفكر فيها ويصنفها في عقله ويبوبها ويربطها مع مشابهاتها إن وجدت وهكذا إلى أن يصبح ما تعلمه ذا معنى ومغزى وفي هذه اللحظة نقول بأن الطالب تعلم شيئا ، وبالتالي يصبح الطالب أو الفرد قادرا على استخدام هذه المعلومة في حياته أو توليد معرفة جديدة، فيصبح الطلاب منتجين للمعلومة لا مستهلكين لها فحسب .
أما عن طريقة توظيف هذه النظرية في تعليم الطلاب ؟
بالطبع أننا من خلال هذه النظرية لا نقدم المعلومة جاهزة للطلاب ونصبها في عقولهم وأذهانهم بل نترك لهم المجال في البحث والتنقيب والإكتشاف من خلال مصادر المعلومات المختلفة المتوفرة في(المكتبة ،البيت ،الانترنت إلخ …)، وعمل البحوث العلمية المناسبة لسنهم ، ورفع مهاراتهم في مجال الاتصال بالآخرين بشتى أشكاله التقليدية اللفظية اللغوية والالكترونية لتبادل المعلومات والخبرات وتوفير بيئة ثرية بالمعلومات ومصادرها.
بالنسبة لمادة الفيزياء بإعتقادي يمكنك الاستفادة من هذه النظرية من خلال التجارب وتكوين ورش عمل ، وترك للطلاب حرية البحث عن موضوع معين خلال النت أو المجلات والكتب العلمية ، أو عمل عروض تقديمية باستخدام البرامج الحاسوبية كالفلاشات او برنامج البوربوينت ، إعداد تقارير عن ما تعلموه وتطبيقه في حياتهم واستفادتهم وهكذا ……. بمعنى تكليف الطلاب بمشروعات صغيرة يقومون بها بمشاركة زملائهم .
الجديد في التربية المدرسية
اعتدنا في رسالتنا التدريسية والتربوية الى إعطاء الدور الأول والمباشر للمعلم، حيث يبذل المعلم بدوره الجهود الكبيرة لإيصال المعرفة إلى الطالب بأساليب وطرق مختلفة ومتنوعة، لفظية او باستخدام الأساليب المتنوعة دون ان يكون للطالب في اغلب الوقت دوراً رئيساً سوى الاستماع والإنصات وتدوين الملحوظات، وهذا ما يؤدي اجتماعياً وسلوكياً وتربوياً إلى تنمية بعض منهم إلى التبعية وعدم بذل الجهود الكافية للتفكير البناء والناقد وقبول هذه المسلمات على علاتها دون دراسة وتحليل وتدقيق. قال جون ديوي في كتابه، التعليم والتجربة، عام 1938 "يعتبر المعلم مسؤولاً عن المعلومات الخاصة بالأشخاص (المعلومات التي يلقنها للأشخاص) وعن المعلومات المتعلقة بالمواضيع التي ستساعد على اختيار النشاطات التي ستصبح جزءاً من التنظيم الاجتماعي الذي يتيح الفرصة لجميع الأفراد بالمشاركة في بناءه". والسؤال المطروح: هل هذا واقع مدارسنا؟ وكيف تتبلور عملية بناء الشخصية للطالب؟ ألم يحن الوقت للنقلة النوعية في هذا الأسلوب التقليدي من التعليم؟
نتكلم عن مدرسة المستقبل، مدرسة المجتمع حيث تبلورت الكثير من النظريات التربوية المعاصرة لبناء الطالب وتطوير المجتمع واثبات نجاعتها وفعاليتها في العملية التعليمية التعلمية لبناء الإنسان المتوازن في التعليم البنائي أي بناء المعرفة.
إنها النظرية البنائية Constructivism التي بناها بياجيه مجيباً على النظريات التقليدية حيث دعى إلى الاهتمام بالإجراءات الداخلية للتفكير والاهتمام بالعمليات المعرفية للتعليم. والهدف هو تطوير وتحسين التدريس والتعليم في المدرسة.
إن الفرد هو الذي يبني معرفته بنفسه وذلك من خلال مروره باختبارات كثيرة تساعده الى بناء المعرفة الذاتية في عقله. وهكذا يمكن تطبيق هذه النظرية البناء في العملية التعليمية من خلال تمهل المعلم وعدم صب المعلومات في عقل الطالب (كالتعليم البنكي لباولو فوريرو)، فالمعلومات المتوفرة في المصادر المختلفة هي مواد خام لا يستفاد منها إلا بعد القيام بعمل المعالجةلها مثل الطعام الغير مهضوم والطعام المهضوم الذي يستفيد منه الإنسان من خلال إدخال المعرفة وتبويبها وتدقيقها وربطها مع مشابهتها وتصنيفها في ذاكرته وتولد بصياغة جديدة وبفكر خاص وحقيقي. هكذا يتحول الطالب من مستهلك للمعلومات إلى منتج لها.
عملياً يستطيع المعلم تكليف الطلبة بعمل ما للحصول على المعلومة مثل البحث عنها في مصادر المعلومات المختلفة المتوفرة (مكتبة، انترنيت، البيت…) وبناء مسابقات وحوافز متنوعة في داخل المنهج الواحد والمدرسة الواحدة من خلال بناء الصحافة العلمية أو القراءات الموجهة وإحياء الإذاعة المدرسية والندوات الثقافية بإشراف الطلبة وعمل النشرة الإشرافية في داخل المدرسة….
هكذا تتحقق النظرية البنائية والمعرفية لبناء الشركة والمشاركة في العملية التعليمية التعلمية وإحياء التطور الفكري وصياغة المعرفة الحديثة ومواكبة تحديات وتطورات العصر لبناء شخصية الطالب المفكر والناقد والإلكتروني والمعاصر والبناء.
التعليم التكاملي بين النظرية والتطبيق
عطية العمري
يعتبر الربط بين المعارف والعلوم من أهم العوامل المساعدة على التعلم، والإنسان بفطرته مستعد لعملية الربط هذه
(يقين، 2022). وقد لوحظ أن المناهج الدراسية الحالية، سواء المناهج الفلسطينية أم العربية، تعاني انفصاماً بين مقرراتها المختلفة من ناحية، وبين النظرية والتطبيق من ناحيةٍ أخرى.
وينظر الكثير من التربويين إلى التعليم التكاملي كمنقذ لهذه المعضلة. فما المقصود بالتعليم التكاملي؟ وما مبرراته؟ وما أهدافه؟ وما أنواعه؟ وما أهم صور تطبيقه؟ وكيف يتم إعداد الدروس عند اعتماده أسلوباً في التعليم؟ وما الوسائل التعليمية/التعلمية التي يمكن استخدامها؟ وهل يبقى الطلاب في الوضع التقليدي للجلوس في الفصل؟… الخ. كل هذه الأمور وغيرها سنناقشها في هذه العجالة.
ما المقصود بالتعليم التكاملي؟
التكامل نظام يؤكد على دراسة المواد دراسة متصلة ببعضها البعض لإبراز علاقات واستغلالها لزيادة الوضوح والفهم، وهو يعد خطوة وسطى بين انفصال هذه المواد وإدماجها إدماجاً تاماً (الملا، 1994: 142).
ويعرف التكامل أيضاً: بأنه تقديم المعرفة في نمط وظيفي على صورة مفاهيم متدرجة ومترابطة تغطي الموضوعات المختلفة دون أن تكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلى ميادين منفصلة، أو إلى الأساليب والمداخل التي تعرض فيها المفاهيم وأساسيات العلوم، بهدف إظهار وحدة التفكير وتجنب التمييز والفصل غير المنطقي بين مجالات العلوم المختلفة (لبيب ومينا، 1993: 176).
ويعرَّف التعليم التكاملي بأنه التعليم الذي يقوم على أساس ربط المباحث الدراسية حيثما أمكن، باستخدام أساليب وطرق تعليم وتعلُّم متنوعة، وربطها بالخدمات التعليمية للطالب؛ حتى يأخذ دوراً فاعلاً في تعلُّمه (مجمع تدريبي: التعليم التكاملي لمعلمي المرحلة).
وعرفه تحسين يقين (2004) بقوله: "والتعليم التكاملي هو الربط بين المعلومات الواردة في المباحث الدراسية لأجل تثبيتها في ذهن الطفل ليصبح التعامل عن طريق الاستخدام وليس عن طريق التخزين فقط".
والحقيقة أن الربط بين المعلومات الواردة في المباحث الدراسية ما هو إلا صورة من صور التعليم التكاملي العديدة – كما سيتضح فيما بعد.
مبررات الدعوة إلى التكامل
هناك العديد من المبررات لاستخدام التكامل تعكس ميزاته، منها:
1. المنهج المتكامل أكثر واقعية وأكثر ارتباطاً بمشكلات الحياة التي يواجهها الفرد في حياته، حيث أن أي مشكلة يواجهها الفرد في حياته غالباً ما يتطلَّب حلها أكثر من لون من ألوان المعرفة التي يتعلمها الفرد، كما أن ارتباط المنهج بالحياة والبيئة يحفز الطالب ويزيد من ميله إلي دراستها، ما ينمي ميوله.
2. الأسلوب التكاملي يتفق مع نظرية الجشتالت في علم النفس التربوي، حيث أن المتعلم يدرك الكل قبل الأجزاء، والعموم قبل الخصوص،… وهكذا (الأنصارى، 1995: 43).
3. تعمل المناهج المتكاملة على التخلص من عملية التكرار التي تتصف بها مناهج المواد المنفصلة، ما يوفر وقتاً لكل من المعلم والمتعلم، ولا يثير الملل لديهما، ويكون أكثر اقتصاداً في الجهد والمال (الجراح، 2000: 43)، كما أن المعرفة كل لا يتجزأ، ولا يمكن تحصيلها إلا بمنهج تكامل العلوم والتخصصات، وتداخلها، وتكاملها في الأثر والنتيجة (التنمية العربية، 2022: 38).
4. يراعي المنهج المتكامل خصائص النمو السيكولوجي والتربوي للتلاميذ، من حيث مراعاة ميولهم واهتماماتهم واستعداداتهم في ما يقدم لهم من معارف وخبرات ومعلومات متكاملة، ما يخلق لديهم الميل والدافع لدراسة هذه المعلومات، أي أن هذا المنهج يتخذ من ميول التلاميذ أساساً مهماً من أسس اختبار المشكلات والموضوعات التي يرغبون في دراستها وأوجه النشاط المتصلة بها، وهذا يدفع التلاميذ إلى بذل قصارى جهدهم لجمع المعلومات اللازمة لحل تلك المشكلات، أو لدراسة هذه الموضوعات، وبذلك يكون التعلم أكثر نفعاً وأبقى أثراً؛ لأنه تعلم قائم علي رغبتهم ويتماشي مع ميولهم (الجراح، 2000: 52).
5. المناهج المتكاملة تعمل على تنمية المدرس مهنياً وعلمياً، حيث يجد المعلم نفسه بحاجة دائمة لتطوير نفسه وتنويع معلوماته، وذلك لتتناسب مع المعلومات المتشعبة والمتنوعة التي يقدمها لطلابه.
6. تساعد المناهج المتكاملة في مواجهة التحدي الذي نتج عن التغير والتطور السريع في عالم التعليم المدرسي، حيث أن التغير هو عملية حتمية تواكب الحياة وتعتبر مدى قدرة الفرد على متابعة هذا التغير أحد المقاييس المستخدمة لبيان مدى نجاحه في حياته.
7. شمولية المشكلات المجتمعية والحياتية وطبيعتها المتكاملة وصعوبة تجزئتها.
8. وحدة المعرفة الإنسانية وتكاملها.
أهداف تطبيق التعليم التكاملي
تطبيق التعليم التكاملي يحقق أهدافاً عدة على صعيد كل من المعلم والطلبة والإدارة المدرسية والبيئة التعليمية التعلّمية (مجمع تدريبي: التعليم التكاملي لمعلمي المرحلة):
أولاً- على صعيد المعلم، يهدف إلى مساعدته على:
1. استخدام طرق مختلفة في التعليم، بما فيها العمل في مجموعات والأنشطة العملية.
2. إثراء موضوعات الكتاب وتطوير الروابط بين المباحث المختلفة.
3. التقبل والتفاعل مع أفكار الطلبة.
4. القدرة على التخطيط والتقييم لأعمال الطلبة والتقييم الذاتي.
ثانياً- على صعيد الطلبة، يهدف إلى تدريبهم على:
1. تحمُّل المسؤولية والعمل الجماعي.
2. الاحترام المتبادل فيما بينهم، واحترام القوانين والأنظمة.
3. القدرة على الاتصال مع الآخرين، والقدرة على تقييم أعمالهم.
ثالثاً- على صعيد الإدارة المدرسية، يهدف إلى مساعدة مدير المدرسة على:
1. العمل مع المعلمين كفريق عمل وبشكل فعال، والتخطيط والتقييم لعملهم.
2. تحسين الاتصال والتواصل مع المجتمع المحلي من خلال تحسين كفاءة لجان الأداء، وتطوير الاتصال مع القطاع الصناعي، وعقد لقاءات مع أهالي كل صف لمناقشة تعلُّم أبنائهم.
رابعاً- على صعيد البيئة التعليمية التعلُّمية، يهدف إلى:
1. عرض أعمال الطلبة لبيان أهميتها وقيمتها.
2. تصميم زوايا ممتعة داخل الصفوف وتنفيذها.
3. تسهيل وصول الطلبة إلى مصادر التعلم المختلفة.
4. الاستفادة القصوى من الفراغ الموجودة في المدرسة.
5. الاستفادة من بناية المدرسة وساحاتها في النشاطات التعلّمية.
أنواع التكامل
مما لا شك فيه أن أي تكامل للمواد الدراسية يفترض أن يراعي ما يلي:
أ – التكامل الأفقي: وذلك عن طريق إيجاد العلاقة الأفقية بين المجالات المختلفة التي يتكون منها المنهج، حيث يركز الاهتمام على موضوعات ذات عناصر مشتركة بين مجالات متصلة، كأن نربط بين ما يدرس في الرياضيات، وما يدرس في العلوم والاجتماعات والتربية الفنية والرياضية وغيرها من فروع المعرفة المختلفة، بالإضافة إلي نقل المبادئ التي يتعلمها التلميذ إلي أي فرع من فروع المعرفة، أو أي مشكلة تعترضه، ففي الصف الخامس الأساسي -مثلاً- يتعرض المتعلم في العلوم لمفهوم السرعة مقارنة بسرعة بعض الأجسام، والعلاقة بين المسافة، والسرعة، والزمن، ومفهوم الكتلة والوزن، وأدوات قياسها. بالإضافة إلي الحجوم، وإيجاد حجوم أشياء على شكل متوازي مستطيلات، وفي كل هذه المفاهيم يحتاج إلى بعض المفاهيم الرياضية وبعض العمليات كالعمليات الأربع، والنسبة، وغيرها من المفاهيم. وكذلك في التربية الرياضية هو يحتاج إلى أن يخطط الملاعب لبعض الألعاب، وكذلك توزيع طلاب الصف على بعض الألعاب. وفي التربية الفنية يتعرض لمفهوم الزخرفة ومصادرها: هندسية، كتابية… الخ، وكذلك مفهوم التقريب، وفي الاجتماعيات يتعرض للخرائط ومقياس الرسم وغيرها من المفاهيم التي تحتاج إلى بعض المفاهيم الرياضية لتعلمها البعيد، وفى بعض المفاهيم الرياضية أيضاً لتعلمها، كما يمكن أن نزود الرياضيات ببعض الأمثلة والمشكلات من هذه الموضوعات، وذلك في ترابط يوضح قيمة ما يتعلمه التلميذ في مختلف الفروع في الصف الواحد.
ب – التكامل الرأسي: أو ما يسميه البعض البناء الحلزوني أو اللولبي (SPIRAL) للمنهج، ويعني ببساطة التوجه نحو نسقية العلم في المناهج، واتخاذ مفهوم محوري والارتقاء به عمقاً واتساعاً وتداخلاً في فروع العلم الأخرى وفي الحياة، كلما ارتقى الطالب من صف إلى صف أعلى.
ويقترح راشد الكثيري أن يتم البدء باستخدام التكامل الرأسي (المدخل الحلزوني) في بدايات مراحل التعليم الرسمي، على أن توضح خرائط منهجية كدستور تنفيذ للعمل يتضح فيه: المجال (Scope)، والتسلسل (Sequence)، والتوقيت (Timing)، والتداخلات المقصودة بين عناصر المحتوى المختلفة من داخل المقرر أو من خارجه، التي تدعم عمليات التعليم والتعلم، سواء أكانت بصورة مقررات إضافية أم أنشطة، وهذا أيضاً يدعم النمذجة الرياضية، حيث أن المعلم الجيد يستطيع البدء في مراحل التعلم الأولية بطرح المشكلات والموضوعات المناسبة للمستوى، وفي مستوى أعلى يقدم التطبيقات ذات الأفكار الأعمق ويتدرج في ذلك ليصل إلى مستوى تصبح فيه النمذجة نمطاً وسلوكاً عاماً للتعلم عموماً (الكثيري، 1995: 118).
من صور تطبيق التعليم التكاملي
لتطبيق التعليم التكاملي صور وأشكال عديدة منها:
1. الربط بين المواد المنفصلة من خلال إثبات العلاقة بين موضوعين أو أكثر، كربط موضوعات في التاريخ بموضوعات في الجغرافيا (مثلاً: تاريخ فلسطين وجغرافية فلسطين).
2. توسيع مجالات الدراسة من خلال تجميع المواد المتشابهة أو الخبرات التعليمية المتكاملة في مجال واحد، كالدراسات الاجتماعية (تاريخ، جغرافيا، تربية وطنية) والدراسات العلمية (فيزياء، كيمياء، أحياء).
3. إيجاد مناهج مترابطة من خلال إقامة علاقات عامة معينة بين مادتين أو أكثر، كأن يعمل معلم اللغة العربية مع معلم التاريخ، وذلك بتكليف الطلاب كتابة موضوعات في التعبير تربط بين فترات تاريخية معينة.
4. إيجاد مناهج مدمجة من خلال دمج مواد مترابطة في مادة دراسية، فمثلاً تدمج موضوعات في الجغرافيا مع موضوع له علاقة في الفيزياء في مادة دراسية مثل: "طبقات الأرض".
5. اتباع ما يسمى منهج المجالات الواسعة، وذلك بدمج موضوعات كثيرة في مبحث جديد كأن يتركب علم دراسة البيئة من علم الأرض والجغرافيا والكيمياء والسياسة وعلم الاجتماع.
6. اتباع ما يسمى منهج الوحدات القائمة على موضوع دراسي، حيث تدور الدراسة حول محور رئيس يُشتق من المادة الدراسية
ذاتها، ولكنه يعالج ناحية ذات أهمية في حياة الطلبة، ولا يتقيد بتنظيم الحقائق والمعلومات التي تُدرس تنظيماً منطقياً، كما أنه لا يلتزم بالحدود الفاصلة بين فروع المادة، أو بين المادة والمواد الدراسية الأخرى.
تحضير الدروس في التعليم التكاملي
عند تحضير الدروس في التعليم التكاملي لا يغفل المعلم أسس التحضير العادية، كما لا يغفل الأسس التي يتطلبها التعليم التكاملي. فيركز المعلم على الهدف وآلية العمل والمواد اللازمة، وإمكانية استخدام الدراما التربوية والنشاط الحركي كتمثيل الدرس بالحركات الإيمائية، أو تقليد الأصوات؛ ما ينعكس إيجابياً على حيوية الدرس الذي يسد مسد دروس أخرى، ويوفر الوقت ويعمق إحساس الطلاب بالمعلومات (يقين، 2022).
الوسائل التعليمية / التعلمية في الدرس التكاملي
في الدرس التكاملي لم تعد السبورة هي الوسيلة الوحيدة، بل هناك وسائل مساندة لا تجعل الطالب يمل الحصة. ومن هذه الوسائل: الخرائط الجغرافية، والأدوات العلمية، وأوراق العمل… الخ. كما يمكن توظيف الكمبيوتر وجهاز الـ(LCD) لعرض معلومات وأنشطة معدَّة باستخدام برنامج البوربوينت أو برنامج الفلاش.
كيفية جلوس الطلبة في الدرس التكاملي
تتميز الصفوف التي تطبق التعليم التكاملي بأسلوب خاص في جلوس الطلبة أثناء الدرس، فهي لا تعتمد على الطريقة المعتادة في الجلوس، بل تعتمد على طاولات وكراسي تسهِّل حركة المجموعات؛ لأن جزءاً كبيراً من عملية التعلم تتم عن طريق المجموعات الصغيرة. ولهذا، فإن جو الصف يصبح جواً مريحاً من النواحي الجمالية والحركية والنفسية.
مثال على تطبيق التعليم التكاملي
في بعض المدارس الفلسطينية
أعدت الباحثة نجاح الرمحي رسالة دكتوراه من جامعة ولدز في بريطانيا حول تجربة التعليم التكاملي في المدارس الفلسطينية حملت عنوان: "تأثير تقديم مشروع التعليم التكاملي على العمليات التعليمية داخل الصفوف المدرسية من الأول حتى الرابع". وتناولت الدراسة ست مدارس موزعة على ثلاث مديريات في الضفة الغربية هي نابلس، ورام الله، وجنوب الخليل. وقد رصدت الباحثة في دراستها كثيراً من إيجابيات تطبيق التعليم التكاملي، منها:
1. العمل في إطار المجموعات، واستخدام أسلوب الدراما، ومهارة طرح الأسئلة، واستخدام الأسئلة المفتوحة، والتعلم عن طريق العمل واللعب، وربط المفاهيم الأكاديمية بواقع حياة الطفل، واستخدام أساليب ونشاطات على أرض الواقع، واستغلال مرافق المدرسة الخارجية للتعليم، وتفعيل المواد الخام في البيئة المحلية.
2. تقليل الفجوة بين المعلم والطالب، حيث تميزت علاقة الطالب بالمعلم بالكثير من الانفتاح والقرب؛ ما انعكس على نفسية الطالب وجعله يحب المدرسة، ويندمج في العملية التعليمية.
3. تفعيل استخدام دور مجالس الآباء والأمهات لحل المشكلات الطلابية، وإعداد المواد التعليمية ومعالجة مشكلات الطلبة الضعاف.
4. إعطاء الطلبة حرية الخروج والدخول من الصف وإليه.
تطبيق على التعليم التكاملي
المادة: لغة عربية
الموضوع: الفواكه غذاء مثالي
الصف: الثامن الأساسي
كتاب: المطالعة والنصوص الجزء الأول الصفحات 19 – 26
أولاً- التكامل بين فروع اللغة العربية:
1. القراءة: قراءة الموضوع قراءة صامتة وأخرى جهرية.
2. المعجم والدلالات:
أ. الاصطلاحات (الفيتامينات – الحوامض – المادة القلوية … الخ).
ب. التمييز في المعنى بين: (كبد حمزة- سوداء الكبد – كبد السماء – أفلاذ أكبادها)
3. المناقشة والتحليل: حول الفهم العام والفهم التفصيلي لمضمون الموضوع.
4. تدريب لغوي: كتابة مصادر بعض الأفعال.
5. التعبير:
أ. تحليل فقرة من الموضوع (جملة رئيسة، يتبعها عدد من الجمل الفرعية التي توضح الجملة الرئيسة أو تفصل الإجمال الذي احتوت عليه).
ب. تدريب الطلبة على تحليل فقرة أخرى بالطريقة نفسها.
6. الإملاء: إملاء فقرة من الدرس.
7. الخط: كتابة عبارة من الدرس بخط الرقعة.
ثانياً- التكامل بين اللغة العربية والمواد الدراسية الأخرى:
1. العلوم:
أ. مكومات الجهاز الهضمي.
ب. أقسام الغذاء (بروتينات – نشويات وسكريات – دهون – فيتامينات – أملاح – ماء).
2. الجغرافيا: توزيع إنتاج الفواكه على دول العالم (أين تكثر كل فاكهة مما يلي: … ؟)
3. التربية الإسلامية:
أ. تحديد الآيات القرآنية التي فيها ذكر الفاكهة.
ب. تحديد الأحاديث النبوية التي فيها ذكر الفاكهة.
ج- تحديد الأحاديث النبوية التي فيها آداب الطعام.
4. الرياضيات:
أ. حساب النسبة المئوية لإنتاج الفواكه بالنسبة للإنتاج الزراعي في فلسطين.
ب.حساب النسبة المئوية لدخل قطاع غزة من الفواكه بالنسبة للدخل القومي.
ج. رسم بياني لكميات إنتاج الفواكه المختلفة في قطاع غزة.
عطية العمري – مركز القطَّان/غزة
المراجع
• الأنصاري، سامية عادل (1985). استخدام النظم في وضع برنامج للتربية العملية لطالب القسم العلمي في الكويت، رسالة دكتوراه غير منشورة، القاهرة، كلية التربية جامعة عين شمس.
• برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (2003). تقرير التنمية العربية للعام 2022 (نحو إقامة مجتمع المعرفة)، المكتب الإقليمي للدول العربية.
• الجراح، ضياء ناصر (2000). تطوير مناهج الرياضيات في مرحلة التعليم العام في المملكة الأردنية الهاشمية في ضوء النمذجة الرياضية، رسالة دكتوراه غير منشورة، القاهرة، كلية التربية جامعة عين شمس.
• الرمحي، نجاح (2001). تأثير تقديم مشروع التعليم التكاملي على العمليات التعليمية داخل الصفوف المدرسية من الأول وحتى الرابع، رسالة دكتوراه، جامعة ولدز بريطانيا.
• الكثيري، راشد بن حمد (1995). "تجديدات في مناهج العلوم والرياضيات ومدى الاستفادة منها في دول الخليج العربي"، الرياض: مكتب التربية لدول الخليج.
• كشك، وائل (2005). "تكامل المناهج واتصالية المعرفة"، رام الله: مركز القطان للبحث والتطوير التربوي.
• لبيب، رشدي، ومينا، فايز مراد (1993): قضايا في مناهج التعليم، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
• الملا، بدرية (1994): أثر برنامج متكامل بين القراءة الوظيفية والقراءة على الأداء اللغوي لتلميذات الصفوف الثلاثة الأخيرة في المرحلة الابتدائية"، رسالة دكتوراه غير منشورة، القاهرة: كلية التربية – جامعة عين شمس.
• وزارة التربية والتعليم (د.ت.). مجمع تعليمي: برنامج التعليم التكاملي لمعلمي المرحلة، وزارة التربية والتعليم العالي – فلسطين.
• وهبة، نادر (2005): "مشروع التعليم التكاملي – محضر اجتماع"، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، رام الله فلسطين.
• يقين، تحسين (2004). "التربية المعلوماتية والتعلم الفعال"، مجلة رؤية، السنة الثالثة، العدد 28، آذار 2022.