إليك الموقف الآتي لمساعدتك على الإجابة :
تشكو أم أن طفلها البالغ خمس سنوات يحرجها في الخارج ، وهو يختار الأسواق و البقالة ، ليصرخ ويركض ويعبث بالأدوات المعروضة بداية استخدمت أسلوب التعزيز المادي لتعليمه الالتزام فكانت تقول لطفلها: إذا التزمت الهدوء ولم تعبث بالأدوات المعروضة سأشتري لك اللعبة التي تريدها ، فكان أحمد يلتزم بالهدوء في ذلك اليوم ، وفي الوقت نفسه كانت تقول الأم لأحمد : كنت رائعا اليوم في البقالة ، لكنها وجدت نفسها مضطرة أن تقدم له شيئا مقابل التزامه الهدوء ، فقررت الأم أن تستبدل بهذه الطريقة استخدام المديح الفعال (التشجيع ) فأعطت الطفل قائمة صغيرة بالمشتريات وألصقت صوراً تدل على الشيء الذي تريده ، حتى يتعرف عليه بسهولة ، وطلبت منه أن يساعدها في الشراء الأغراض ، حيث إنها تثق بقدراته على المساعدة ، وبالفعل سعد أحمد كثيرا ، وشعر انه يشارك والدته في عملية الشراء وبينما هو منهمك في عملية الشراء شجعته أمه بعبارات مثل (إنك تقوم بمتابعة القائمة مع ما نقوم بشرائه بإتقان ) وأحيانا تذكر له أنها سعيدة لأنه مستمتع بعملية الشراء .
لاحظت الأم أن استخدامها المتكرر لهذه العبارات الأخيرة قلل من السلوك المشكل لدى أحمد ، وأعطاه الثقة في قدراته وجعله أكثر قدرة على الانجاز .
من خلال الموقف السابق اتضح لنا أن استخدام الأم المتكرر لأسلوب التشجيع أدى إلى حل نهائي للمشكلة بينما الأسلوب الأول الذي اتبعته مع احمد وهو التعزيز المادي كان تأثيره على احمد وقتيا ، وجعله يتعلم أن يأخذ شيئا مقابل كل تصرف جيد يقوم به .
ماذا يعني كلاً من (التشجيع ، التعزيز ، المديح )لغوياً وتربوياً
عدنا إلى المعنى اللغوي لهذه المصطلحات فوجدنا:
التشجيع : شجعه: قوي قلبه
التعزيز: عززه : شدده وقواه ، فثمة تقارب وتداخل لا بد أن يمس المعنى الاصطلاحي .
أما في الانجليزية فنجد من المردفات يشجع (encourage) يرعى ويستحث من أضدادها : يثبط الهمة!!
ومن مرادفات يعزز (reinforce) نجد يقوي ويدعم … وكأن التشجيع يبث في القلب القوة التي تجعل كيان المتعلم أكثر ثباتاً وقوة وتحثه على الاستمرار في السلوك المرغوب وربما الرغبة في تحسينه وهذا دعم وتعزيز له .
أما المديح : فهو الثناء على المرء بما فيه من الصفات . والثناء وصف بمدح أو ذم ، وقيل : خاص بالمدح .
فالمديح إذن وصف لما تستحسنه في الممدوح سواء أكان شخصاً أم إنتاجا لهذا الشخص .
ومن هنا اعتدنا إطلاق عبارات : جيد ، ممتاز ، ضعيف .
عندما نقارن المدح بالتشجيع يبدو لنا لأول وهلة أنهما عملية واحدة وذلك لان كليهما يركزان على السلوك الايجابي .
ولكي نفهم الفرق المهم بينهما ، علينا أن ندرك الهدف والتأثير الذي يتركه المديح مقارنه بالتشجيع ، ويتم توضيح ذلك فيما يأتي :
نتسأل الآن : ما هي تطلعاتك تجاه أطفالك ؟وبالمقابل ما الممارسات التي تقوم بها لتحقيق هذه التطلعات ؟ وماذا لو قمت بتغير ممارستك (الخاطئة في مضمونها )والتي يظهر لك للوهلة الأولى أنها ممارسات صحيحة ونافعة لطفلك .
حب غير مشروط : يكوَن الأطفال تصورات عن أنفسهم من خلال المعلومات التي يتلقونها منا (نحن المربين ) لاسيما خلال سنوات أعمارهم المبكرة ، وينظر الأطفال إلينا كي نؤيد وجودهم بوصفهم أفراداً متزنين ، وهم حساسون لأبعد الحدود لجميع الأدوار التي نمنحهم إياها، فالأطفال يشتاقون بفطرتهم إلى حب واستحسان كل من يعي ش حولهم والطفل يقوم بدوره بإرسال رسالة حزينة حول بعض الاحتياجات الرئيسية غير الملائمة ، سواء كانت الحاجة للانتباه ، أو الوقت أو الحب الكثير ، ولا نهم أطفال لا يستطيعون أن يوضحوا هذه الاحتياجات ولأننا كوننا بشر لا نستطيع دائما ًأن نتوقعها ، فكل ما نستطيع القيام به بوصفنا مربين هو بذل ما بوسعنا لننقل من خلال الكلمات والإيماءات والأعمال ، إلى أطفالنا وطلابنا أنهم مهمون ، وذو قيمه ، و أنهم أشخاص متميزون ولهذا سوف يكبرون بصورة أفضل ، وستزداد ثقتهم بأنفسهم مع مرور الأيام ، دعهم يعرفوا بأننا دائما ودون شك وحتى وقت الاختلاف معهم نحبهم .
شروط التشجيع : تقليص الاهتمام بأخطاء الأطفال والتركيز على الايجابيات ونقاط القوة .
تعليم الأطفال تقبل أخطائهم والتعلم منها .
عدم الاندفاع بسرعة نحو الحلول ، أو إعطاء الأفكار ،أو المحاضرات فغالبا لا يحتاج الأطفال إلى معلمين يوجهونهم، إنهم يحتاجون إلى شخص آخر يستمع إليهم ويعطيهم الفرصة لمعرفة كيف يستطيعون إنهاء اضطراباتهم ، إن حل مشكلة الطفل يمنحك شعوراً بالسعادة لإخراج طفلك من حالة الاضطراب التي كان يمر بها . فمثلاً عندما يحاول طفلك فتح علبة الحليب ولا يستطيع ذلك فانك تقوم بفتحها عنه لتنهي الاضطراب ، و أنت بذلك لا تعطيه الفرصة للتعلم بل تشعره بطريقة غير مباشرة ودون أن تعلم، انه عاجز وأنه لن يستطيع فتحها دون أن تساعده في ذلك ).ولكن الدعم الذي يحصل عليه الأطفال لإيجاد الحلول بأنفسهم هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم.وإعطاء الطفل تعليقاً جارحاً مثل "أنا أخبرتك ولكن …" سوف يجعل طفلك بعيداً عن استشارتك حول مشكلاته القادمة .
تأييد مخاوف ومشاعر طفلك مهما كانت بسيطة في نظرك ،فعندما يأتي إليك الطفل بمشاعر سلبيه ، تجنب التقليل من شأنها كقولك للطفل "لا تقلق حول ذلك فهذا شيء غير مخيف ".
كيف تقوم بعملية التشجيع :
عندما تعلق على أداء الطفل،فعليك أن تعي أهمية عدم إطلاق أحكام على ما تم القيام به من عمل ،كثيراً ما تصدر تعليقات إيجابية على شكل مديح ،وهذه التعليقات تعكس رأيك وتقويمك أكثر من كونها عوامل مساعده لبناء ثقة الطفل بنفسه .لذا عليك أن تستبدل بالكلمات أو العبارات التي تعبر عن التشجيع الفعلي .
عبارات تحمل معاني القبول :
تعجبني الطريقة التي عالجت بها الموقف .
بما أنك غير مرتاح ، ما لذي تعتقد أن بإمكانك القيام به لكي تشعر بالراحة .
بم تشعر تجاه كذا وكذا .
تبدو مستمتعا وأنت تلعب .
عبارات تحمل معاني الثقة في قدرة الطفل :
لأني أعرفك جيدا ، أنا متأكدة أنك تستطيع القيام بهذا العمل.
أنا متأكدة انك ستتغلب على الوضع .
لدي ثقة في حكمك على الأمور .
أعرف أن هذا شيء صعب ، لكنني متأكدة من قدرتك على القيام به .
سوف تتمكن من معرفة الطريقة الصحيحة .
عبارات تحمل معاني المشاركة والتقدير :
شكراً..لقد ساعدتني كثيراً.
كان جميلاً منك أن تتذكر …
شكراً ..أنا أقدر جداً ما قمت به لأنه يسهل عملي كثيراً.
إنك تعرف كيف تضع المكعبات في مكانها الصحيح .
هل يمكنك القيام بذلك الآن .
عبارات تشير إلى الجهد المبذول والتحسن :
انظر إلى ما أحرزته من تقدم ..(كن محدداً في توضيح هذا التقدم ).
أنت اليوم جلست وقتا أطول بهدوء في الحلقة .
يبدو أنك قضيت وقتاً طويلاً في هذا .
عبارات تشير إلى التعلم من الأخطاء :
لقد أخطأت إذن ماذا ستفعل بصدد هذا الأمر ؟
إذا لم تكن راضيا عن تصرفاتك ،ماذا ستفعل ؟
عبارات تشير إلى تحمل المسؤولية :
إن الأمر يرجع إليك .
سأتقبل قرارك .
يمكنك أن تقرر بنفسك .
لكل جهد أجره
وفي تشجيع الجهد وتقديره بغض النظر عن التقويم النتيجة نجد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة لكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران "متفق عليه
فا لأجر هنا على الجهد المبذول
إذا أردت أن تصبح أكثر تشجيعاً لأطفالك عليك تجنب الآتي:
التوقعات السلبية :
تعتبر التوقعات من أقوى العوامل تأثيراً في العلاقة الإنسانية ، الأطفال يتأثرون بهذه التوقعات التي تنعكس بدورها على ذات الطفل فيؤمن بها ، فعلى سبيل المثال : عندما يعتقد المعلم أن الطفل لن ينجح ف بانجاز مهمة صعبة ، فإنه ينقل هذا الاعتقاد بطريقة أو بأخرى ، وهنا يبدأ الطفل في الشك في قدرته ، ويتصرف بالطريقة التي يتوقعها منه ..أي انه يخفق .
المقاييس العالية وغير المعقولة : كثيراً ما يضع المعلم مقاييس وتوقعات لأطفاله،ويكون من الصعب جداً تحقيقها ،فهو يتوقع على سبيل المثال :أن يحصل الأطفال على الدرجات النهائية في كل المواد وغير ذلك من التوقعات ،وكثيراً ما يتوقع المعلم أن يكون أداء أطفاله أعلى من أعمارهم وقدراتهم .
وهناك نوع آخر من المعلمين يتصف بالقلق إذا ما وجد احد أطفاله يحب أن يكون الأفضل ، ويعبر عن قلقه من هذا الاتجاه لدى الطفل .إلا انه بأسلوب كلامه يشجع الطفل على المضي في الاتجاه نفسه،إذ يقول على سبيل المثال :"تستطيع أن تعمل أفضل من ذلك لو قمت بكذا وكذا " أو "أنات فخورة جداً بعملك الممتاز " هذه العبارات تقول ضمنيا للطفل بأن قيمته مرتبطة بنجاحه، وهكذا نجد أن المعلم المفرط في الطموح ينقل للطفل الشعور بأنه ليس كفؤا،ولم يصل بعد إلى ما يطمح أن يحققه لمعلمه .
تدعيم المنافسة بين الأطفال : كثيرا ما يقوم المعلم بهذا التدعيم بدون وعي منه ،فهو يمتدح الطفل الناجح بينما يهمل وينتقد الطفل المقصر ،وقد يعبر عن هذه المقارنة بطريقة لفظية أو غير لفظية،فحركة الجسم أو تعبير الوجه يمكن أن يثير التنافس كالكلمات ، وغالبا ما نجد الطفل يصبح متقناً لشيء لا يستطيع أصحابه في الفصل القيام به ، وبالمنطق نفسه قد تجد طفلا يقرر انه لا يريد أن يحاول عمل شيء يستطيع طفل غيره القيام به بطريقة متقنة لخوفه من الإخفاق لكن إذا استمر المعلم في تشجيع جميع الأطفال فسوف يخفض من التنافس ، ويجعل الأطفال أكثر مشاركة وتعاونا ً.
الموضوع نقلته لكم من مجلة بريد المعلم للفائدة
http://www.bareedmm.com/thinkingkids…aspx?showid=12