مراحل متعددة تمر بها حواس الطفل الخمس أثناء نموها وتطورها.
تَدَخُّل الأم في تنمية حواس طفلها ضرورة حتمية.
طفل الداون نجد معه صعوبة بالغة في تطور حواسة بمفردة
ولا بد من تنشيط حواسة الخمس والاجتهاد الدائم
والصبر لنصل لمرحلة طيبة
واعجبتني هذة التنمية او التنشيط
وادعو لكل ام معاق وخاصة من فئة متلازمة داون اتباعها
يأتي الطفل إلى هذا العالم وعقله مهيأ لتلقي الكثير من المعلومات التي سيحصل عليها من خلال حواسه الخمس: السمع والبصر والتذوق والشم واللمس، فكيف نستطيع تنمية هذه الحواس لديه كي يكبر وينمو بطريقة طبيعية؟
تمييز:
يملك المولود الجديد الذي لم يتجاوز بعد أيام معدودة رغبة جامحة في النطق واللعب واستكشاف المحيط الخارجي وما يدور فيه، ويحاول التمييز بين هذا الفعل أو ذاك، ويرى الألوان لكنه لا يميزها في البداية؛ حيث تتطور هذه الحاسة لديه شيئاً فشيئاً؛ إذ لا يرى سوى الألوان المتناقضة كالأبيض والأسود في الأشهر الأولى.
ويستمتع بسماع صوت أمه وهي تدندن لينام في الفراش، ويتصرف في هذه المرحلة على مبدأ الفعل ورد الفعل، فيلتفت إلى مصادر الصوت، ثم في المراحل المتقدمة يميل إلى بعض الأصوات، وينفر من بعضها الآخر لاسيما المزعجة منها، بيد أن هذا التَّلَفُّتُ باتجاه الأصوات، وهذه الردود سوف تختفي بعد شهرين من ولادته وتحل محلها في الشهر الرابع من عمره تعاونٌ حقيقيٌ في المعلومات بين العين والأذن.
وفيما يتعلق بحاستي التذوق والشم يقول الخبراء: بعد أسبوع من ميلاد الطفل يستطيع أن يميِّز رائحة أمه؛ فحاسة الشم من الحواس المهمة لارتباط الطفل الرضيع بأمه، كما بيَّنت إحدى الدراسات أنّ الطفل يشعر بالسرور إذا اشتم رائحة ليمون.
ومن ناحية أخرى يستطيع الطفل عند ميلاده أن يتذوَّق الطعم الحلو والمر والحامض، ولكنه يفضل الطعام الحلو أكثر من غيره.
أما ردود الأفعال الخاصة بحاسة اللمس، فتظهر بجلاء واضح؛ حيث يسحب يده ويشدها عندما تتلامس مع الأشياء الغريبة عنه، ويخشى من اليد الممدودة إليه ولا يلامسها، ولمساعدته على تحريك حواسه وتنشيطها لابد أن تحدثه بصوت واضح، وتهمس في أذنه، وتدندن له، وتحدق في عينيه، وتلامس جسمه وكتفيه، ثم تشده شيئاً فشيئاً، وتساعده على الإمساك بالأشياء المحيطة به.
ولتنشيط انتباه الطفل نضع له في كل زاوية من زوايا المنزل مزهرية ملونة تحمل وشاحات بألوان زاهية وأدوات زينة، وخاصة تلك التي تصدر أصواتاً؛ إذ من شأنها أن تساعده على زيادة مساحة الرؤية.
في الشهور الأولى:
ينتبه الطفل إلى كل ما يجري حوله فالألوان المتناقضة والنور والإضاءة تجذب نظره، وتوقظه الأصوات القوية نسبياً، وفي هذه المرحلة يبتسم ابتسامة لا إرادية، ثم يكتشف لاحقاً أن هذه التي يمررها على جميع الأشياء المحيطة به هي يديه، ولا يهتم بالألعاب إلا إذا ما استخدمت في تنبيه نظره، ففي هذا العمر لا يحتاج الطفل سوى لنشاطات أمه التي تجلب له الدفء والحنان، والتي تملك الدور الأساسي في تنشيط وتحريك حواسه؛ فهي تحرضه ليكتشف يده وقدراته من خلال تقديم ألعاب يدوية يسيرة له، ومراقبة ميوله تجاه الألعاب المختلفة، وتركه يستخدم أصابعه تدغدغ الألعاب والأقمشة الناعمة، وعندما تبدأ أنامله الصغيرة بالحركة وتلمس الأشياء، نستطيع حينها وضع ألعاب يسيرة وخفيفة بين يديه ليحكم هو بنفسه القبض عليها.
أما لبعث النشاط في حاسة السمع لديه في هذه المرحلة العمرية، فيمكن استخدام ألعاب ملونة ذات أصوات ناعمة وجذابة، ولا يخفى أن لحديث الأم لطفلها دوراً عظيماً في ذلك.
وينوه الأطباء إلى أن الضوضاء الشديدة يمكن أن تتلف إذن الطفل؛ لأن أجزاءها رقيقة للغاية؛ لذا يوصون الوالدين بحماية أطفالهم من الضوضاء العالية، ومنحهم فترات صمت بعيداً عن التلفزيون والهاتف والضجة التي يحدثها إخوانهم.
من الشهر الثالث إلى السادس:
يحاول الطفل تحريك كل ما يقع بين يديه، وبجميع الطرق وفي جميع الاتجاهات، ويبحث عن مكانٍ يضع فيه ما يسقط بيديه من أشياء تلقاها من محيطه، إلا أن بحثه هذا غير إرادي؛ حيث يندهش من يديه أحياناً وتكون لسانه وشفاهه أكثر حساسية من أصابعه، وأصابعه التي يمصها بسعادة تعد لديه لعبة مسلية؛ فتبرز أهمية الألعاب وتكتسب معنى آخر.
يزحف الطفل على بطنه رويداً رويداً، ويتكئ على يديه، ويرفع رأسه ليراقب ويتأمل ما يدور حوله؛ لذا يفضل تركه يعبث على الأرض، بعد أن نوفر له مجموعة من الأغراض والأشياء التي يمكن تحريكها والسير من خلالها؛ فبهذا نحرر حركاته وننمي قدراته، ولمساعدته على الالتفات إلى الوراء والإمساك بما يحيط به نحاول أن نقلده في ذلك ونجعله يصنع دائرة بجسده؛ فتقوى بذلك عضلاته، وهكذا نُكَوِّن لديه شعوراً بالمتعة في إدارة أعضاء جسمه والتحكم بها.
تناغم بين الحواس والحركات:
في الشهر الخامس والسادس يبدأ الطفل بالاهتمام بلعبة "الأخذ والعطاء" بطريقة تدريجية؛ حيث يتعلم فتح يده ولمس الأشياء للوصول إلى أفضل النتائج؛ فَتُعْطَى له قطعة حلوى ليستخدم يده في التعرف عليها ومن ثم تذوقها، وبذلك نصل إلى تناغم حقيقي وتعاون بين حواسه وحركاته.
كما أن للعبة "الإخفاء " أهمية كبيرة في تنمية حواسه؛ فإخفاء الأشياء وإظهارها فجأةً تجعله يتعلم معنى بداية الأشياء ونهايتها، ويفهم إن كان هناك أشياء وإن لم تكن ظاهرة لكنها مستمرة في الوجود، فمثلاً يفهم إن كان والده موجوداً أم لا، وإن لم يكن هنا فسوف يراه لاحقاً.
ولتمكين الطفل من التمييز بين الأشكال والأحجام لابد أن نقدم له القوارير البلاستيكية متعددة المقاسات ومختلفة الأحجام والألوان، وألعاب من قطع القماش مختلفة في قياساتها.
وفي هذا العمر يحبذ تقديم مرآة مناسبة له، تكون غير قابلة للكسر كي تساعده على معرفة أبعاد جسمه وحدوده فيكتشف بذلك حركاته وابتسامته.
استقلالية:
يظهر لدى الطفل شعور بالاستقلالية بين الشهر السادس والسابع؛ فيحاول التعلق بالأشياء والتمسك بها ويحاول الجلوس، ويستمر الطفل في تنمية حاسة اللمس لديه، فيتحسس الأشياء ويتلمسها بيديه وينقلها من يد إلى أخرى ويلاحظ الأشياء الملفتة للنظر. كما يعشق اللعب بالماء في هذه المرحلة وصناعة الضجيج والصخب على مائدة الطعام، واللعب على الأرض. هذه الحركات كلها تجعله يختبر طاقته وقدراته على الفعل والتصرف وتزداد ثقته بنفسه يوم بعد آخر.
لابد من تقديم الألعاب التي تمكنه من استخدام جسده وتساعده على صناعة الحركات الضرورية للجسم، إلا أن ذلك لا يتحقق بسهولة، فهو يحتاج للمساعدة والتشجيع، ولن يتردد الطفل في فعل كل ما يستطيع فعله؛ لذلك لا داعي لإكراهه على عمل شيء فوق طاقته؛ كالخطأ في تقديم وسائل المشي قبل أوانه، ولابد من تجهيز محيطه بالوسائل التي تحرض على الحركة لديه؛ كأدوات الوقوف والوسائل التي تتغير بأوضاع متعددة وتولد لديه قدرات السير والحركة السريعة.
وأخيرا يرى الخبراء أن الكيفية التي يستخدم بها الطفل حواسه في الأشهر الأولى من حياته لها أثر بالغ في نموه مستقبلاً، وتستطيع الأم إيجاد الأرضية المهيأة لبناء شخصية الطفل الأولى، التي تبنى عليها الكثير من الآمال في المستقبل، فهي لا تتكون إلا في المراحل الأولى من العمر، وما يليها تكون الأغصان التي نمت بفعل الجذور السليمة والصحية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
أشكركِ على هذه المشاركة الطيبة
وأترقب كل ما هو جديد منكِ
.
.
والسموحة