نور الهدى..=
محمــد أنت للدنيا الضــياء=
وأنت الغـيث ترسـله السمـاءُ=
حباك الله بالإسلام نوراً=
وبالقرآن كان لك البقاءُ=
أريج من سنا الرحمن يسري =
فأحيا الكون وانقشع العناءُ=
أتيت ولم تزل للخلق نوراً =
ومن كفيك قد نبع السخاءُ=
غدوت مرنماً في الكون لحناً =
على وتر الهدى فشدا الثناءُ=
وبالأخلاق قد شيدت صرحـاً =
وفي عينيك قـد سكن الحيـاءُ=
بعثت هدايـــة للنـاس لما =
تفشى الجهل وانتشـر الغبـاءُ=
وجاسوا في دروب الجهل حتى =
تلاشـى العقل واختنق الضيـاءُ=
أحالوا الصخرة الصماء دينـاً =
فخار الحـق وانهدم البنــاءُ=
وموسى يحتوي التوراة خوفـاً =
وعيسى كـاد يقتله البـكــاءُ=
وتنعي الكعبـة الغراء قومـاً =
شريعتهـم تهدهدها النســاءُ=
وكان السيف وجهتهـم لتبقى =
به الأنعام تحكمهـا الدمــاءُ=
وكان الظلم معقلهـم نهـاراً =
وفي غسق الدجى يعلو الغنـاءُ=
فما في القلب غير الظلم يعوي =
وبات العقـل يصفعـه العـراءُ=
الى أن أظهر الرحمن شمسـاً =
ليشرق نور أحمـد والسنـاءُ=
وقد أبدى بك الرحمن فجـراً =
بمكـة بعد أن عـم البـلاءُ=
ولدت مطهراً والحق يسـري =
على أهداب عينك والذكـاءُ=
وقد غنت بك البطحاء لحنـاً =
أنار الروض فاهتز اللحـاءُ=
وكنت الصادق المصدوق قولاً =
وأحيا الكون وجهك إذ يضـاءُ=
نشأت ولم تكن للناس صنـوا =
وكان القلـب يشغله النقـاءُ=
وقبل الوحي لم تـعبد سـواه =
ولم يمسسك من زيف هراءُ=
عبدت الله فالأنوار تسـري =
الى الـعليا فتبتسم السمـاء=
بشارات النبوة قد توالـت =
فجاء الوحي وانحسم القضـاءُ=
فحال الغار أنوارا تهادت =
على عينيك وانكشف الغطـاءُ=
وبان اللؤلؤ المكنون علمـا =
بصدرك إذ دنا منه اصطفـاءُ=
فهيا وانثر الإسـلام عطراً =
على وجه السمـاء كما تشـاءُ=
دعوت القوم للإسـلام دينا =
وأخلاقـا يهدهدها ارتقــاءُ=
حملت أمانة الإرشاد هديـا =
وكنت محـمداً نعم الفـداءُ=
ورمت هـداية للنـاس حتى =
غدوت ولم يزل منك الـدواءُ=
تولوا من سنا الإسلام جهلاً =
وقد عرفوا الحقيقة إذ أسـاءوا=
وساقوا الزيف بهتاناً وظلما =
وهز كيـانـهم منك الصفـاءُ=
وسرت مؤيدا بالحق روحـا =
ولم تيأس ويثنـيك العنـاءُ=
وللقرآن قد تاقـت نـفوس =
من الكفار إذ راحـوا وجاءوا=
ولكن قد أبوا للنور نشـرا =
فجهل النفـس يدفعه الشقـاء=
وعاثوا في ركاب الخير ظلما =
فسار الركب تحمـله السمـاء=
خرجت مهاجرا والحق يعلو =
بـأمر الله فازدهرت قبــاءُ=
وظل الكفر بالأحقاد يغلـي =
بصوت الحق واندحر الدهـاءُ =
ولم تجزع لأمـر الله حتى =
وصلت إلى المدينة فالغنـاءُ=
تراقصت المدينة إذ توالـى =
عليها النور وانبعث النقــاءُ=
وقد أسست قاعـدة ليحـيا =
بها الإسـلام يحفظه الإخـاءُ=
فحالت دولة الإسـلام كونـاً =
دعامته السماحـة والعطـاءُ=
فهيـا يـا بلال الفجر هيـا=
وأذن للصـلاة كـما تشـاءُ=
أرح قلب النبي بما ارتضـاه=
إلـه العرش إذ يعلو النـداءُ=
وسار الركب بالأخلاق يدعو=
علانيـة إذ انمحـق الخفـاءُ=
ولم تحمل سيوف الحـق إلا =
دفاعاً منك يحفظـه الوفـاءُ=
فيالك يا محـمد من إمـام =
نصرت ولم يكن منك اعتداءُ=
نشرت الحق بالحسنى فهامت =
طيور الروض يحدوها الهناءُ=
شأوت الرسل بالأخلاق نهراً =
ففاض الخير وانتشر النمـاءُ=
وسل بدراً عن الكفار ولوَّا =
فهاج السيف والتهب الجفـاءُ=
محقت عداوة الكفار نصـراً =
وكان جزاؤهم نعم الجـزاءُ=
توالى النصر والإسلام يزهو =
وشق المجد دربـك والبهـاءُ=
ونادت مكة الإسـلام إنـي =
أروم الفتح فليمض الرجـاءُ=
فجاء الفتح بالقرآن بشـرى =
وقد هزّ السمـا منك الدعاءُ=
وبيت الله قد أبدى ابتهـالاً =
فنور محـمد منه الكسـاءُ=
فيا من أ سس البنيان شرعاً =
فعاد الأمن يسبقـه الـولاءُ=
دفعت الشر بالحسنى بيانـاً =
بجود منك يسكبه الصـفاءُ=
وقد حفظ الإله بك البرايـا =
فكنت ولم تزل نعم الشفـاءُ=
فشمسك أ شرقت نوراً وعلماً =
ونور الشمس للدنيـا وقـاء=
وعشت مرددا بالنور ذكـراً =
وقرآنـا به الدنيا تضـاء=
أصاب لله بالمختار أرضـا =
فأينع زهرها وعلاه مـاء=
لك التاريخ قد أبدى امتنانا =
وما للحق في الدنيا انقضاء=
وقد عرف الحقيقة من تولى =
بزعم مـا نجا منه ادعـاء=
فذرهم يلعقون الكفر سمـا =
فسب محـمد في القلب داء=
فعيسى في عقيدتنا رسـول =
وموسى في شريعتنا لـواء=
ومهما تفعلوا فالنور يعـلو =
وما للزيف في الدنيا بقـاء=
فنور محمد في القلب يسري =
ويزهو كلما احتدم اللقـاء=
ونحن _ المسلمين _ وقد وقفنا =
ولن يعلو حضارتنا افتـراء=
أريج محـمد في الكون يبقى =
وبعد الجدب ينهمر الشتـاء=
شعر محمد الخولي=