بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بنبذة بسيطة عن الجائزة
هي جائزة تهتم بالشباب من سن الرابعة عشرة وحتى السابعة عشرة برعاية أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله، وهي تنقسم إلى ثلاثة فئات سأشرحها بطريقتي، وعلى الراغبين في معرفة التفاصيل الدخول إلى موقع الجائزة ( جائزة الشباب العربي الدولية ) ، وعموماً هذا التقرير كله من وجهة نظري أنا، ويمكنكم دوماً الرجوع إلى الصحف أو إلى موقع الجائزة نفسه.
http://arabyouthawards.net/ar/Default.aspx
كما وضحت سابقاً فالجائزة تقسم إلى ثلاث فئات ألا وهي:
1- فئة الشباب العربي المؤثر عالمياً :
وهي جائزة تخص أولائك الذين لديهم إنجازات مجتمعية ، كأن يقيم أحدهم حملة تشارك فيها فئات المجتمع.
ملاحظة: يفوز فيها شاب واحد فقط .
2- فئة الشباب العربي المتميز:
وهي تخص الشباب الذين حققوا إنجازات كبيرة ( على المستوى الشخصي غالباً ) كنشر كتاب أو الفوز بجائزة على مستوى عالي أو المشاركة في مسرحية مع مشاهير وهكذا دواليك..
وعلى المشاركين فيها أن يختاروا أحد المجالات التالية:
الخدمة المجتمعية
الاستدامة ( البيئية – الاقتصادية – أخرى )
العلوم والابتكار
الأدب
الفنون
الرياضة
ملاحظة: يفوز طالب واحد فقط في كل مجال..هذا يعني أن عدد الفائزين النهائيين يجب أن يكون سبعة..ويحصلون على مبلغ نقدي ودرع وشهادة موقعة من صاحبة الجلالة الملكة نور الحسين وأم الإمارات العزيزة الشيخة فاطمة بنت مبارك.
3- فئة المؤسسات الداعمة للشباب ( أو شيء كهذا )
حقيقة لا أعرف عن هذه الجائزة غير أنها تخص المؤسسات التي تدعم المواهب الشبابية ( ولا أريد أن أفتي في ما لا أعرف ) ، لكن ما أعرفه أن ثلاث مؤسسات تفوز في هذه الفئة، وتحصل على درع وشهادة موقعة كذلك، وتحصل على فرصة لعرض مشاريعها في مؤتمر الشباب العربي .
في ذات يوم حار ( من أيام الإمارات العزيزة ذات المناخ الصحراوي الحار الحبيب ) جاءني اتصال من الأستاذة عوشة السويدي ، تخبرني فيه أنني فزت بالمجال الذي اشتركت فيه ( قسم الأدب ) ، وأخبرتني أن علي أن أجهز أغراضي للسفر إلى الأردن بتاريخ 12-7-2012 ، طبعاً لا تسعني الكلمات لأعبر لكم عن الفرحة التي اعترتني لهذا سأتجاوز هذا القسم، وأخبرتني كذلك أن الرحلة مدفوعة التكاليف لي ولمرافق ( وسيكون أبي طبعاً ).
ملاحظة للمشاركين : أصرت أمي على المجيء كذلك ، وعندما ذهب أبي ليحجز لها مقعداً أخبره المسئول عن (حجز المقاعد) بأنه الأخير على هذه الرحلة ، ظن أبي أن الأمر فيه شيء من المزاح أو المبالغة ، لكن اتضح فيما بعد أنه بالفعل كان الأخير ، لهذا أنصح من ستبتسم لهم الأقدار بحجز المقاعد أسرع ما يمكنهم بعد سماع الخبر السعيد، لأن الموسم موسم سياحة وعادة ما تكون الطائرة مملوءة حتى الباب..
وصلنا إلى مطار الملكة علياء ، وهناك التقيت بالعزيزة مريم ، مصرية الجنسية تسكن في الإمارات وقد فازت في مجال الرياضة ، ثم انتظرنا الحافلة التي ستنقلنا حيث الفندق، وفي الحافلة التقينا بالفتى العراقي العبقري مصطفى ، شيء في هالته كان يخبرنا بأنه فاز بالفئة الأولى ، أي أنه مؤثر عالمياً ، ولم يخيب الفتى ظننا ، بل قد تجاوز توقعاتنا لكنني سآتي على وصف شخصياتهم والمواقف الغريبة التي صادفتنا أثناء المشاركة في نهاية التقرير ، على سبيل رد الجميل لهم ، ولكي يعرف الناس من هم فعلاً أولائك الذين فازوا وكيف أنهم يستحقون الفوز عن جدارة.
وصلنا إلى الفندق ( بعد ساعتين بدت كالدهور في الحافلة ) ، وأخبرونا بأن نرتاح قليلاً ثم ننزل إلى صالة الفندق مرة أخرى في الثامنة ، لا بأس ، الساعة الآن الخامسة أو السادسة تقريباً ولدينا وقت كافٍ للراحة ( علماً بأن توقيت الإمارات يسيق توقيت الأردن بحوالي ساعة ) .
في الساعة الثامنة أخذونا إلى مطعم ( نسيت اسمه للأسف ) حيث أخذونا إلى طاولة طوييييييييلة طوييييييييييلة تساءل الجميع عن سبب طولها ، لكننا عرفنا أن السبب هو أن معالي الوزير والمسؤولون عن الجائزة ومسؤولي الأنشطة (وكل الأناس الخطيرين) سيكونون موجودين على العشاء معنا .
كان اللقاء بسيطاً بعيدا عن المبالغات عديمة النفع ، لقد قام هؤلاء القوم بكل ما يمكن لكسر الحواجز بينهم وبين الفائزين وأولياء أمورهم ، وقد كانوا في شدة التواضع والبساطة حتى أننا كنا نتكلم معهم ونلقي بالنكات كأننا في مقصف المدرسة ، يجب على المرء أن يبقى مركزاً كي يتذكر مراكزهم الاجتماعية ، لأنك تكاد في أي لحظة أن تقول لأحدهم ( كفك !! ) أو شيء قريب من هذا ولا أظن أن هذا يجوز حقيقة ! قد يزعجهم كلامي الآن وسأخجل من هذا حتماً ، لكن كلامي إطراء لكم يا جماعة أكثر من كونه أي شيء آخر.
تأخر الطعام نوعاً، فعلى سبيل قطع الوقت اقترحت الأستاذة عوشة أن يقوم كل فائز من الفائزين بالقيام وذكر اسمه والفئة التي فاز فيها وإنجازاته..
هنا بدأ مصطفى ، العراقي العبقري
فاز بالفئة الأولى فئة الشباب العربي المؤثر عالمياً
قام بتصميم برنامج لإدخال بيانات الطلبة عندما كان في المرحلة الإعدادية، و قد اعتمدته مدارس العراق .
ملاحظة للقارئ: سألت أمي عن موضوع تصميم مثل هذه البرامج فأخبرتني : عندما يقوم أحدنا بتصميم عرض ( سلايد شو ) فإنه يتعب في التصميم والتنسيق وما إلى ذلك، فما بالك به لو صمم البرنامج نفسه ( البور بوينت ) !! ، ذكرت هذا المثال فقط لأبين صعوبة العمل الذي قام به مصطفى ، وتأكيداً على عبقريته الفذة وعلى صعوبة الوصول لهذه الجائزة.
فتكرمت الأستاذة عوشة بإدلاء رأيها في الموضوع حيث قالت : لقد قدم مصطفى ملفه في البداية للفئة الثانية ، لكن لجنة التقييم وافقت بالإجماع على رفعه إلى الفئة الأولى ! هذا الكلام الذي قالته الأستاذة جعلني أقدر طاقم العمل في هذه الجائزة أكثر فأكثر ، حيث أنهم من أنفسهم قاموا بتقدير المواهب الحقيقة وتثمينها وإعطائها حق قدرها
( تحية إجلال لكم ، لكم يا سادة ترفع القبعات ).
ثم قمت بالتعريف عن نفسي ( أخيراً ستعرفون من هذا الشخص الذي يثرثر معكم منذ مدة !! )
ميثاء عمر ، إماراتية
فائزة في الفئة الثانية قسم الأدب
فائزة بجائزة حمدان للتميز مرتين وبجائزة الشارقة للتميز مرة
نشرت كتابي الأول عندما كنت في الصف الثامن
وقد اختارتني جائزة حمدان من ضمن أكثر ثلاثين طالباً إماراتياً تميزاً
ثم جاء دور مريم العزيزة ، مصرية مقيمة في الإمارات
فائزة في الفئة الثانية قسم الرياضة
حائزة على جائزة الشارقة مرتين وجائزة حمدان مرتين
رئيسة فريق السباحة في نادي الفتيات
سارة، إماراتية ، مخترعة من الطراز الأول ( أول مرة أراها فيها )
فائزة في الفئة الثانية قسم الابتكار
فازت بجائزة حمدان وبالعديد من مسابقات الروبوتات وقد شاركت في العديد من المعارض التقنية
ثم قامت سارة، فتاة سورية أنيقة ، تقيم في الإمارات كذلك
وقد كانت أول مرة أراها فيها كذلك
فائزة بالفئة الثانية قسم الاستدامة
وقد حازت على العديد من الجوائز منها
جائزة حمدان مرتين
جائزة الشارقة مرتين
جائزة الشارقة للعمل التطوعي مرتين
( ملاحظة : لقد أحسست بالضآلة فعلاً بين هذه الجبال الفتية )
آخر فتاة هي فاطمة عادل جنجر، إماراتية
فائزة في الخدمة المجتمعية
وللأسف لم نسمع ما قالته
لأننا كنا نعرف بأنفسنا كي يستمع إلينا معالي الوزير، ولأنها كانت بعيدة فقد قامت من مكانها كي تقترب منه فأخفضت صوتها ولم نستطع التقاط شيء.
هكذا انتهى اللقاء بالفائزين.. لحظة.. انتهى اللقاء !!؟؟ هنالك شخص ناقص !! واحد اثنتان ثلاثة أربعة خمسة ستـ…. لابد أن نكون سبعة ، فمن هو السابع ؟؟ هنا سمعت الأستاذ القدير مهند يتحدث مع الأستاذة الغالية عوشة عن أن سلطان يجب أن يسمع الطلب مرة ومرتين وثلاثة وخمسين ومئة حتى يفهم المطلوب.. وقد توقعت أن يكون هو الفائز بقسم الفنون، لأن الفائز بقسم الفنون لابد أن يكون مبدعاً بدرجة غير مسبوقة ، وعموماً .. الإبداع إذا زاد في تفكير الإنسان عن سبعين بالمئة تصبح عملية الحفظ أصعب..
( اعتذاري الشديد لسلطان إن كنت أزعجته بهذه الملاحظة ، لكن وللحق فهو مبدع بحق وقد شارك في مسرحيات مع ممثلين كبار وقد أخرج بنفسه مسرحية قام بكتابتها وهذا في حد ذاته جهد جبار وقد استحق الفوز فعلاً، دعكم من أنه الأردني الوحيد ونحن في ضيافته الآن !! )
كان العشاء لذيذاً ، وقد قمت ومصطفى بالثرثرة طويلاً مع ( الأناس الخطيرين ) بحكم أن الحظ حالفنا بالجلوس أمامهم ، وقد قامت أم مصطفى ( وهي أم رائعة على فكرة ، من المستحيل أن تشعر بالملل وهي بجانبك ) بالتعريف عن ابنها كما يجب ، ثم سألوني مرة أخرى عن إنجازاتي ، وقد أسمعتهم تلك القصيدة التي تكاد تهترئ وتتمزق من كثرة تكراري لها في كل محفل ( ناداك المجد ) ، لكنهم لم يسمعوها لحسن الحظ من قبل لهذا تفاعلوا معي ولله الحمد.
ثم قام معالي الوزير بإسماعنا قصيدة ، عرفها بقوله : كانت فتاة تدعى إيريني، من المجوس طبعاً لكنها تتميز بالجمال ،فقال له صديقه اكتب عنها شيئاً..فكتب قصيدة يقول في مطلعها:
يا إيريني ويا إدهاش عقلي وإيماني بمن خلق الجمال
أيعبد قومك الأبقار جهلاً ولو عبدوك كان احتمالا
ملاحظة : أعتذر إذا لم يكن اسم الفتاة إيريني ، فأنا كتبت ما سمعته وقد كنت بعيدة نسبياً.
ملاحظة أخرى ( لا مؤاخذة ) : ما زلت أذكر جملة الأستاذة عوشة عندما قالت عنا: هؤلاء شباب الدورة الأولى وأشعر بأنهم أبنائي.
صورة لنا مع بعض الخطرين!!
في اليوم التالي توجهنا رأساً إلى البتراء، الوردية لسبب ما ( ذكروني أن أقوم ببحث عن سبب تسميتها بالوردية ) ، وقد صارت بعض المشاكل التي أطالت رحلتنا ساعات أخرى ، لكن المشكلة حلت في النهاية ولله الحمد ، ووصلنا إلى فندق ( نسيت اسمه كذلك ) بالسلامة ولله الحمد.
ويلاحظ في الرحلة حماس أولياء الأمور أكثر من الفائزين أنفسهم ، وخاصة الآباء ،
1- والد سارة ( الفائزة بمجال البيئة ) وهو رجل عطوف جداً وتربوي جداً وقد أشعرنا بشكل ما بأنه أبونا كلنا .
2-أبو أحمد وهو والد سارة الأخرى ، وقد كان عطوفاً كذلك لكنه كان ميالاً للصمت ، كان يفعل أكثر مما يقول ، وأنا أحب الذين يفعلون أكثر مما يقولون.
3-أبو علي وهو والد فاطمة ، وقد استطاع مصادقة أبي فوراً ، حيث كانا يتجولان أغلب الوقت معاً.
4-أبو… أبي أنا !! ولا أستطيع قول شيء عنه إلا أنه أبي، وشهادتي فيه مجروحة لذا سأتركها اتقاءً للقيل والقال.
صورة الآباء يحملون الدروع عن بناتهم لأنها ثقيلة !!
وعنوان الصورة الآباء المكرمون!!
وأعجبني في الأمر أن الجميع كانوا معاً حتى آخر لحظة في المطار ، لكن هذه لحظات لاحقة.
حانت لحظة التكريم ، وقد كان المسرح مفتوحاً والجو رائعاً ،
منظر مكان الاحتفال من نافذة الفندق
الفائزون ينتظرون الدروع ( والشيكات ) !!
شرفتنا جلالة الملكة بحضورها ، وقد قدمت الفقرات الفنية وقام كل من له شأن بالموضوع بإلقاء كلمة ما .
وحقيقة ، لم نشعر بالفخر أو عظمة إنجازنا من قبل كما شعرنا وهم يتلون أرقام المشاركات والملفات التي قدمت للجائزة، حيث قال الأستاذ الرائع مهند : عدد الملفات المشاركة هو ( عدد أكثر عن 200) ، عدد الملفات التي تأهلت للترشيح ( 113 ) ، وعدد الملفات التي عرضت على اللجنة النهائية ( 27 ) وعدد الفائزين هو ( 7 ) !! ، تخيلوا !! مع كل رقم كان يتلوه كنا نقشعر أكثر وأكثر ، هذه أرقام لا تصدق !! الرجاء الانتباه إلى أن هذه الدورة الأولى للجائزة.
حانت لحظة التكريم، وانهالت أضواء الكاميرات علينا من كل صوب حتى كادت تغرقنا ، وراح رجال الإعلام يروحون ويجيئون للحصول على اللقاءات منا ( أحسست بالشهرة لوهلة !! ) .
حانت لحظة التكريم، وحان الوداع الأولي، كنا نهنئ بعضنا وقد حاول البعض منا إخفاء حزنه لانتهاء هذه المرحلة ، كنا نهنئ بعضنا ونحن نعرف بأن الوداع سيكون بعد الساعات الأولى من الصباح ، كانت لحظات صعبة ورائعة ، وقد أخذنا أكواماً من الصور التذكارية.
على المسرح مع جلالة الملكة
مع الشيكات
مع الوفد الإماراتي
في اليوم الثالث و الأخير ودعنا سلطاناً في البداية ، فهو سيكمل رحلته إلى عمان بينما نذهب نحن إلى المطار ، ثم ودعنا مصطفى حيث أن رحلته تسبق رحلتنا بنصف ساعة، عاد إلى العراق حاملاً إنجازاً سيظل يفخر به طويلاً، لكنه لن يلبث أن يأتي بإنجاز آخر أكبر وأعظم.
ثم بقينا نحن ( بنات الإمارات ) ، وقد تبادلنا العناوين البريدية و الـفيسبوكية على أمل التواصل بإذن الله.
هذا هو تقريري عن الرحلة أتمنى أن ينال إعجابكم..وآسف على الإطالة.. أتمنى أن يقرأ أحدهم هذا التقرير فعلاً !! عدت اليوم من الأردن ورحت أكتب هذا التقرير قبل أن أنسى تفصيلاً ما..
همسات للفائزات إذا كن يقرأن تقريري:
سارة: عقبال جايزة الروبوت على مستوى المجرة وإن شا الله تخترعين لنا شي رهيب في المستقبل ينكتب عليه ( صنع في الإمارات ).
سارة: إن شا الله تحصلين على جوايز عالمية وخاصة إن العالم يتجه حالياً لحماية البيئة فاستمري وبإذن الله تحصلين على تكريم عالمي آخر.
فاطمة : متميزة ، رائعة ، ومن نجاح إلى نجاح يا رب ، والله يرزقج الفردوس إن شا الله على أعمالج الخيرة.
مريم: بنت بارة ما شا الله عليج ، استمري يا مريم وعقبال ما ترفعين اسم الإمارات واسم مصر في الأولمبياد يا رب وتحصدين على المراكز الأولى دايماً.
حرر في : 15-7-2012
الساعة: 00:12 AM
ما شاء الله .. بكم نفتخر يا شباب وشابات الوطن
مزيج رائع من تقرير + خواطر شابة متميزة
مبارك فوزك بجائزة أنت أهل لها
ومن تميز إلى تميز آخر ( على مستوى المجرة ) بإذن الله تعالى
ما شاء الله تبارك الله…..