التصنيفات
الالعام لمادة اللغة العربية

أهمية القراءة في الثقافة والسلوك

<div tag="2|100|” >

أهمية القراءة في الثقافة والسلوك
تقديم الدكتور محمد البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية
تمهيد
أصدرت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 17/9 /2008تعميماً يتضمّن تخصيص حصة أسبوعية للقراءة الحرة في المرحلة الثانوية تنفّذ في مركز مصادر التعلم اعتباراً من 5/10/2008 ، وينطلق هذا المشروع الرائد من الخطة الإستراتيجية للوزارة وتحقيقاً للمبادرة في تشجيع الطلاب على القراءة الحرة .
ووضعت لهذا المشروع آليات للتنفيذ ، وتوزيعا زمنياً للحصص يبرز محتوى كل حصة ، ومواكبة منّا لهذا المشروع فقد وجدنا من المفيد أن نوضّح لزملائنا المعلمين ما يوجهون إليه الطلاب في الجزء النظري من الحصة ، ونبدأ بمحتوى الحصة التي تتناول : أهمية القراءة وأثرها في تنمية الثقافة والسلوك ، وسوف نتابع في الحلقات القادمة إن شاء المحتويات الأخرى للحصص التالية آملين أن يفيد منها زملاؤنا وأن يثروا مضمونها من خبراتهم .
أهمية القراءة في الثقافة والسلوك
تعد القراءة منذ القديم من أهم وسائل التعلم الإنساني التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، وهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها "هنا غذاء النفوس وطب العقول".
و القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.
والقراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة. ولبيان أهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمداً (صلى الله عليه وسلم) هي كلمة (اقرأ)، وهذا له دلالة كبيرة وعميقة على اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.
وفي العصر الحديث، دخلت القراءة في أنشطة الحياة اليومية لكل مواطن، فالقراءة هي السبيل الأهم للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والذين يقرؤون هم الأحرار؛ لأن القراءة والمعرفة تطرد الجهل والخرافة والتخلف.
إن المبدعين والمفكرين مجموعة من الشخصيات المتميزة اختاروا العلم موطناً والقراءة طريقاً؛ لأن الإبداع عندهم هو أن توجد شيئاً جديداً من مجموعة ما لديك من معطيات، ولن يتأتّى ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها.
إن عقولنا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر، بل عبر وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية وخبرات الحياة، وعلى مقدار ما نقرأ يتحسن ذلك الوسيط، وبتحسنه يتحسن فهمنا للوجود، وتتحسن معه نوعية حياتنا، ولذلك فمن لم يكن قارئاً فقد عطّل وسائط تفكيره وإدراكه وسبل حياته.
ويعرّف كثير من المفكرين القراءة بـ"أنها عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه، من خلال الربط بين الخبرة الشخصية (المخزون المعرفي) ومعاني هذه الرموز".
وللقراءة عمليتان أساسيتان: الأولى الاستجابة لما هو مكتوب، والثانية عملية عقلية ، يتم من خلالها تفسير المعنى عبر التفكير والاستنتاج (الفهم). إن المعرفة منتوج القراءة المباشر، وهي عماد التنمية والسبيل إلى مستويات التقدم.
والمعرفة ميزة إنسانية تمكّن الإنسان وتؤهّله للتفكير والتخيل والفهم والربط بين المعطيات المختلفة ، وتساعده على تكوين رأيه المنفرد، والتعامل مع المتغيرات والارتقاء نحو الأفضل. إن الفرد له الحق المشروع في الوصول إلى المعرفة، وللوصول إلى المعرفة يجب أن تتوافر له دروب المعرفة المختلفة، ومن أهمها الكتاب، حيث يعد الكتاب جواز سفر للمعرفة.
وتتطلّب القراءة فهماً للمقروء واستيعاباً له ، ومن مهارات الفهم التي يجب أن يمتلكها القارئ أثناء القراءة : إعطاء الرمز معناه، وفهم الوحدات الأكبر، كالعبارة والجملة والقطعة كلها، والقراءة في وحدات فكرية، وفهم الكلمات من السياق واختيار المعنى الملائم لها، والتخمين في معاني الكلمات و اختيار الأفكار الرئيسة وفهمها، و الاستنتاج.والاحتفاظ بالأفكار، وتقويم المقروء ومعرفة الأساليب الأدبية والفكرية وهدف الكاتب، و فهم الاتجاهات.
تلك بعض اللمحات التي تبرز أهمية القراءة نأمل من المعلم أن يثريها لطلابه باختصار شديد ، وأن يدفعهم بعد ذلك لممارسة القراءة الحرة.
تقديم الدكتور محمد البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية

متحرك 5374275 / 050
البريد الألكتروني /albohturi @hotmail .com

الشارقة

~::~

♥♥ بارك الله فيك وحفظك ورعاك ♥♥

~::~

الشارقة

جزيت خيرا أستاذنا الفاضل / دكتور محمد البحتري
على هذه الجهود الطيبة
في ميزان حسناتك وشكرا لك

سلمت الأنامل ، ونتمنى من الأمناء على لغتنا العربية؛ موجهين وموجهات ومعلمين ومعلمات ، أن لا بيخلوا علينا بما يجعلنا أهلا لحمل هذه الأمانة الغالية،مرة أخرى بوركت جهودكم يا أبا إسماعيل .

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

كتاب رائع عن تعديل السلوك لذوي الاضطاربات والمشكلات

السلوكية / للدكتور عبدالستار ابراهيم /
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Issue-180.pdf‏ (1.49 ميجابايت, المشاهدات 220)
بارك الله فيج اخوي
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Issue-180.pdf‏ (1.49 ميجابايت, المشاهدات 220)
بــــــارك الله فيك
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Issue-180.pdf‏ (1.49 ميجابايت, المشاهدات 220)
بالفعل كتاب رائع
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Issue-180.pdf‏ (1.49 ميجابايت, المشاهدات 220)
[quote=نفسي;978480]السلوكية / للدكتور عبدالستار ابراهيم /[

جزاكم الله الف خير

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Issue-180.pdf‏ (1.49 ميجابايت, المشاهدات 220)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفسي الشارقة
السلوكية / للدكتور عبدالستار ابراهيم /

الله يحييك

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Issue-180.pdf‏ (1.49 ميجابايت, المشاهدات 220)
التصنيفات
الصف الخامس

ورقة عمل للسلوك التعلمي والسلوك الفطري

صحيح اني لست بمعلم علوم ولكن صممت ورقة العمل لابنتي واتمنى ان تنال اعجابكم
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
بارك الله فيك
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
ورقة عمل مفيدة
ونتمنى المزيد لمادة العلوم للصف لخامس
جزاك الله خيرا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
أشكر لكم مروركم الكريم يا أخت بنت يهمور ويا أخي يوسف البطل
وان شاء الله سأحاول ان انزل أوراق عمل بس توجد مشكله بأنها ليست
مادتي التي ادرسها فأجد صعوبه في وضع ورقه عمل ربما لا تنال الاعجاب
ولا تكون هادفة او لا تحمل الاهداف الكامله للدرس ….
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
الله يعطيك العافية
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
شاكر لك مرورك الكريم يا أخت أم فطامي
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
مشكور اخوي ورقة مفيدة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
شكرا وننتظر المزيد
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
بارك الله في جهودكم الطيبة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
مشكورررررررررررررررررررررة وجزاك الله خيرا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
شاكر لكم مروركم وتشجيعكم
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
الله يعطيك العافية
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
الله يعطيك العافية
__________________
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
ورقة عمل مفيدة وأنيقة …الله يخليلك بنتك ويحفظها
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
اشكرك على هذا العمل الجيد ثابريالشارقةالشارقة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
العفو استاذ عبد الفتاح هجرس
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
تسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلم ايديكياحلوة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
الله يعطيك العافية
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
شاكر لكم مروركم الكريم
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فطوم علوم خامس.doc‏ (75.5 كيلوبايت, المشاهدات 1824)
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

تعديل السلوك

تعديل السلوك
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
بارك الله فيك
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
أشكرك علي مرورك عيون اليتم
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
<div tag="7|80|” > بارك الله فيك
ونفعنا بعلمك
وسدد خطاك
ووفقك لما فيه الخير

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
شكرا علي مرورك أستاذ محمد عبد المنعم وأتمني لك التوفيق دائماً
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
مشكور على الموضوع الرائع
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
الاستاذ أشرف محمود العريان تعلمت من خبراتك الكثير وأشكرك علي مرورك الكريم ولك تحياتي أشرف خلف محمد اختصاصي نفسي منطقة العين التعليمية
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
بارك الله فيك …~
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)

قرأته وأعجبني جداً
شكراً جزيلاً

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
مشكورة مريم علي مرورك تسلميلي والله يوفقك
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
بارك الله فيك و جزاك خيرا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورشة عمل.doc‏ (59.5 كيلوبايت, المشاهدات 80)
التصنيفات
الالعام لمادة التربية الموسيقية

الموسيقى و تقويم السلوك

مجلة العلم اليوم – جريدة البيان

الشارقة

بارك الله لك وتجربة مفيدة ومثمرة
واجمل مافي هذا المقال أستاذة حنان

انك قد تكلمت عن تجربة شخصية رائدة وهي خير يرهان على أهمية التربية الموسيقية في الميدان التربوي

واكم من تجارب ممثالة للمعلمين عبرت بطلابها لبر الأمان

عن طريق حب الطالب للمعلم أولا وأسلوبه

ثانيا المكافاءة الفورية وهي التشجيع وانبهار من حوله لمهارته سواء بالعزف أو بالغناء

وان لي ايضا تجربه أثرت في شخصياكنت أعمل في احد المدارس وكنت اعمل بمراكز الأطفال أيضا

وعندي طالب يشترك فقط في العزف على الألات الإيقاعية في طابور الصباح

وقد قمت بتكريمه في الطابور المدرسي

وإذا بالطالب يذهب لأستاذة في المركز ويخبره انه استلم شهادة تقدير ومع ان الطالب موهوب جدا

وأحد اعضاء فريق اوركسترا المراكز إلا انه قدشعر بالإمتنان لهذه الشهادة

وفي اليوم التالي تواصلت معي موحه الخدمة الإجتماعية والإختصاصيةالإجتماعية بالمدرسة

واخبرتني بمدى سعادة الطالب بهذه الشهادة وانه كان يعاني احباط شديد

لتدنيه في الدراسة وقد اخبر كل من عرفهم انه حصل على شهادة تقدير

وانه يستطيع الأن ان يحصل على غيرها وبدا ينشط في الصف ويعلو مستواه الدراسي

ولذلك فهذه التجارب الميدانية خير برهان لأهمية هذه المادة لطلابنا في هذه المرحلة

كل الشكر والتقدير لموجهتنا الحبيبة وإلى الامام دائما

<div tag="1|80|” >جزاك الله خير آأستاذة حنان على هذا الموضوع الرائع

كل الشكر والتقدير لموجهتنا الحبيبة وإلى الامام دائم
يا فراشتنا الغالية
اريد بوربويت باجر ضروري عن المسيقى الصف الخامس الوسمحتو بليز
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

تطبيقات الرسول صلي الله عليه وسلم في تعديل السلوك

الشارقةبتطبيقات عملية لمنهج الرسول صلي الله عليه وسلم في تعديل السلوك وتكوين العادات / / منقول للفائدة
ظهر في السنوات الأخيرة كم هائل من الدراسات والأبحاث التجريبية المنضبطة التي تشير جميعها إلى إن السلوك الإنسان لا يتغير من خلال التوجيهات والنصائح أو كثرة الوعظ والكلام عن القيم النبيلة والفضائل والآداب الرفيعة .. فالبرغم من أهمية هذه النصائح والتوجيهات إلا أن أثرها الفعلي في تعديل التفكير وتغيير الاتجاهات والسلوك يظل محدودا ما لم يرتبط بتطبيقات عملية وأنماط سلوكية تستمر لفترات طويلة وتدعم من البيئة المحيطة لضمان تكرارها وتثبيتها حتى تتحول إلى عادات راسخة في السلوك الانسانى .. ويصدق هذا بالطبع بل ويصبح اكثر الحاحاً فى عصرنا هذا .. عصر السرعة والتعجل والتشوش الذهنى الناتج عن تأثير الثقافات والسلوكيات الواردة الينا من الشرق والغرب ، وحالة عدم التوازن وفقدان القدرة على تحديد الاهداف ومواصلة السعى لتحقيقها التى اصبحت ايضا من العوامل التى تؤكد على ان التغيير الايجابى المنشود لن يأتى ابدا من خلال الخطاب الوعظى اوالتوجيهات الصارمة او العلوم والمحفوظات النظرية المنفصلة عن الواقع ، والتى تجعل الناس تعيش فى منظومة لا نهائية من الازدواجيات والتناقضات .. ان السلوك والعادات لا تستقر وتستمر إلا من خلال اساليب وتطبيقات عملية قادرة على تحويل المعانى والمفاهيم الاخلاقية الى انماط ثابتة من السلوك تقوم على مفاهيم وافكار ايجابية يحرص المجتمع على مكافئتها وتدعيمها حتى تتأصل وتستمر.

ان ما يسمعه الشباب من نصائح وتعاليم مرسلة وخطب نارية يتبخر من الذهن بعد دقائق تحت تأثير التشوش الذهنى وزحام الحياة وضغوطها .. وارتباك التفكير وتداخل القيم وعدم وضوح الاهداف والرؤية المستقبلية ، وفيضان المثيرات التى يراها الناس فى الفضائيات ، والصراعات التى يعايشونها على ارض الواقع .
لذلك فإن تعديل التفكير والتخلص من الافكار السلبية والانهزامية الهدامة وكذلك تعديل السلوك وتبنى انماط وعادات صحية وايجابية راسخة ومستمرة لن يحدث إلا من خلال التحول من الثقافة الوعظية و علوم الكلام وفلسفة الاخلاق الى التدريب والتطبيق العملى لعلوم سلوكية إسلامية عصرية وتطبيقية جديدة .
ولقد اشتمل القرآن والسنة النبوية الشريفة على عدد هائل من هذه النماذج السلوكية العملية والتطبيقات العملية فى كيفية التصرف فى مختلف نواحى ومواقف الحياة وتحت مختلف الضغوط والظروف النفسية والاجتماعية ، مما يفرض علينا ضرورة دراسة وتحليل هذه النماذج والمهارات السلوكية والتدريب عليها .. بل وضرورة تأسيس علوم جديدة فى فقه السلوك تهتم بدراسة تلك الاساليب السلوكية وتطويرها لتتناسب مع العصر وظروفه ، وان يكون ذلك وفق مناهج التفكير العلمى التجريبى .. مع الاستفادة من علوم النفس والطب النفسى والاجتماع وبحوث التعلم وعلوم النفس المعرفية وقواعد العلوم السلوكية والتى من اهمها التدرب فى تعديل السلوك واستخدام اسلوب المكافأة والتدعيم وغيرها لتثبيت السلوكيات المرغوبة والعادات الايجابية (راجع الأعجاز السلوكى فى القرآن والسنة ) .
ولقد وردت النماذج السلوكية العظيمة التى قدمها الرسول (صلى الله عليه و سلم) فى مواقف الحياة المختلفة فى السنة وفى تراثنا الدينى .. وجميعها تحتاج الى إعادة دراستها وعمل نوعاً من الحفريات السلوكية التى تهتم بتحليل ودراسة السلوك ومهاراته ولاتتوقف عند النص اللفظى او التعاليم والحكم اللفظية المرسلة بمعنى أن لا يقتصر اهتمامنا على الحديث والفاظه –رغم اهميته البالغة- بل على السلوكيات والتصرفات بمهاراتها وخطوات ممارستها تبعاً لكل الظروف المحيطة بها .. وهناك العديد من اساليب تعلم السلوكيات المختلفة وتثبيتها والاستفادة منها مثل التعلم عن طريق النمذجة (التعلم من النماذج الضمنية ) والتكرار والمحاكاه واساليب الضبط الذاتى وغيرها..
ولقد قدم الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج عملية حية ذات طبيعة تعليمية تسمى في علم النفس بالنماذج الضمنية وتعتبر أحد اساليب تعديل السلوك في علم النفس الحديث .
ولا شك أن العديد من الدراسات والأبحاث التجريبية الحديثة تؤكد أن سلوك الإنسان لا يتغير بمجرد الاستبصار أو العلم بسبب المشكلة كما كان يعتقد فرويد ومدارس علم النفس التقليدية .
وأن التوجيه والنصح والوعظ أو التعاليم المرسلة ـ رغم أهميتها ـ لا تكفي لتعديل السلوك وتثبيت السمات والأنماط السلوكية الجديدة وأنه قد آن الأوان إلى التحول من الثقافة الوعظية إلى الأساليب العصرية التطبيقية ، فتغير السلوك شئ صعب واكتساب بعض السمات والعادات أكثر صعوبة ، ولقد قدم الإسلام مجموعة من الاساليب الفعالة في هذا المجال تتفق مع الأبحاث الحديثة ومع آراء علماء معاصرين ، فقد أشار الأمام الغزالي رحمه الله في كتابه " إحياء علوم الدين " إلى عدة اساليب وردت في تراثنا الإسلامي لتعديل السلوك واستخدم لفظ رياضة النفس ليؤكد على أهمية التدريب العملي المستمر لاكتساب وتثبيت السلوكيات المرغوبه : فعلى سبيل المثال يوضح كيفية السيطرة على الغضب وتعلم الحلم والصبر من خلال التدريب الذي يبدأ بالتكلف والإفتعال ـ إذا لزم الأمر ـ لفترة زمنية كافية مصداقا للحديث الشريف (( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم )) حتى يصبح جزءً من المنظومة العصبية والسلوكية للفرد ..ويتطلب ذلك الألتزام بخطوات متدرجة تصاعدياً , مع التقيد الصارم بنظام محكم ومتواصل .
ومن النماذج العملية التي قدمها الرسول صلى الله عليه وسلم لتزكية المهارات الاجتماعية والتواصل الإجتماعي الذي يدعم التوافق الاجتماعي والصحة النفسية .. أنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام وبوجه بشوش .. وكان إذا لقى أحداً من الصحابة بدأه بالمصافحة.. وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادة التى تحته.. وكان يعطى كل من جلس إليه نصيباً من وجهة.. أى من النظر اليه والاهتمام به.. وكان فى كل سلوكه يتسم بالحياء والتواضع.. كما كان أكثر الناس تبسماً وضحكا فى وجه أصحابه.
لقد كان محبوبا يلتف الناس حوله ويتعلقون به.. فصدق فيه قول العزيز الحكيم
" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
(آل (عمران 159
( فاعفوا واصفحواً " (البقرة 109"
( وقولوا للناس حسناً" (البقرة 83"
كما كان الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ يردد في أكثر من موقف ( تبسمك في (وجه أخيك صدقة
لذلك ننصح كل شخص ان يزكى فى نفسه هذه الصفات :
– أن يبتسم فى وجه الآخرين.. وهناك مقولة فى الغرب تقول "إذا اردت ان تعيش سعيداً.. فقط ابتسم فى وجه من تقابله".
– ان يكثر من القاء السلام وتحية الآخرين وان يبدأ بالمصافحة.
– ان يعطى اهتمامه لكل من يجلس إليه او يتحاور معه.
– أن يكون عطوفاً لين القلب فى تعامله مع الناس.
– ان يقول للناس قولاً حسناً ولايكن غليظ القلب أو القول.
– ان يدرب نفسه على التسامح و الصفح والعفو باستمرار… فهى أهم مفاتيح السعادة والنجاح والصحة النفسية .
وتعتبر الاضافات العلمية والاكلينيكية التى قدمها الباحث – صاحب الموقع – فى هذا الاتجاه .. مثل العلاج النفسى الذاتى بالقرآن .. الخلوة العلاجية والتأمل .. وما تضمنته من اساليب عملية متعددة لتعديل التفكير والسوك .. هى جهد متواضع مخلص يأمل من خلاله ان يساهم فى تخليص العلاج النفسى الدينى والعلاج بالقرآن من براثن الدجل والشعوذة .. وان يقدم مجموعة مبسطة من الاساليب العلاجية العصرية النابعة من التراث الدينى والثقافى والتى تناسب الشخصية العربية وتخلصها من الجمود والتمركز حول الذات والوقوع فى اخطاء التفكير والسلوك .. ولا شك ان مجتمعاتنا العربية فى أشد الحاجة الى مثل تلك الاساليب العصرية المبسطة فى زمن القلق والتشوش والحيرة .. وفى غياب الجهات التى يمكن تأخذ بيد الشباب نحو المزيد من الصحة النفسية والتفكير المنطقى والسلوك السوى ويعلمه فنون ومهارات معالجة مشكلات العصر وتحمل ضغوطه .