التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

كيف يتعامل المرشد الطلابي مع مشكلات الطفولة؟

<div tag="7|80|” >كيف يتعامل المرشد الطلابي مع مشكلات الطفولة ؟
لاشك أن للمرشد الطلابي في المدرسة دورا كبيرا في التعامل مع مشكلات الأطفال بشتى صورها وأشكالها إذ المرشد خاصة في المرحلة الابتدائية يواجه مرحلة من أدق المراحل وهي مرحلة الطفولة المتأخرة والتي تسبق مرحلة المراهقة ، التي ينبني عليها ما يتلقاه الطفل من معاملة ، وتختص هذه المرحلة أنها مرحلة انتقالية ففيها ينتقل الطفل من المنزل إلى المدرسة وفي نهايتها ينتقل الطفل إلى مرحلة أخرى أشد وطأة عليه من سابقتها وهي مرحلة مقاربة البلوغ ،( مرحلة المراهقة) يقول علماء النفس: إن الطفل تتشكل شخصيته في سن الخامسة وهو في أسرته فلا ينظم للمدرسة إلا بعد أن برزت ملامح شخصيته ، فتبدأ المدرسة تهذب وتكمل ما بدأه المنزل، فدور المدرسة إذا دور تكميلي لما بدأت به الأسرة0
إن سن الطفل يبدأ في المرحلة الابتدائية من 6-12 سنة وهذه السن تتزامن مع مرحلة الطفولة المتأخرة فكلما كان عمل المرشد مع هذه المرحلة متقنا ودقيقا استطاع أن يقلص من آثار المشكلات التي يمر بها الطفل في هذه المرحلة من عمره ، بل إنه إذا تم التركيز عليها واكتشافها في حينها كلما كان ذلك وقاية من تفاقمها وزحفها بشكل مؤسف إلى المراحل التي تليها ( المرحلة المتوسطة والثانوية ) ومن هنا تجيء أهمية عمل المرشد في المرحلة الابتدائية ، لذا يجب اكتشاف هذه المشكلات والتعامل معها بفنية وحكمة وصبر ، والتنسيق بين ما يعمله المرشد الطلابي والجهات الأخرى ذات الصلة بمرحلة الطفولة كالوحدات الإرشادية ومراكز الطفولة والتربية الخاصة والوحدات الصحية المدرسية ، إذ يجب أن يعلم الجميع أن الأمراض العضوية ليست أشد قسوة من الأمراض النفسية 0
إن حدود عمل المرشد الطلابي مع مشكلات الطفولة تتحدد بالمشكلات التي لاتصل إلى حد الأمراض النفسية وإلا احتاج الأمر إلى تحويل الطفل إلى العيادات النفسية ، فالمرشد الطلابي يتعامل مع مشكلات لم تصل حدتها إلى الأمراض النفسية التي تحتاج إلى تدخل دوائي ، ولكنها في أغلبيتها مشكلات اجتماعية تنتج عن تفكك الأسرة والمشكلات التي تعصف بها ، لذا عندما يكتشف المرشد الطلابي أن طفلا ما تظهر عليه أعراض وسواسيه أو هلاوس سمعية أو بصرية عليه فورا تحوله للعيادة النفسية للتشخيص والعلاج ويقوم هو بمتابعته كعضو مهم في الفريق العلاجي 0
على المرشد الطلابي في بداية العام الدراسي أن يقوم بإجراء مسح شامل يبدأ بالتلاميذ المستجدين في الصف الأول لجميع المشكلات الصحية والأسرية والعقلية والنفسية والاجتماعية ثم يقوم بتفريغها في سجل خاص بعد تصنيفها لمعرفة حجم المشكلات بالمدرسة ، ويستند في جمع المعلومات على أولياء أمور التلاميذ ، والمعلمين، والبدء باقتراح العلاج المناسب لها ، ومن الأساليب الإرشادية التي يمكن أن يمارسها المرشد الطلابي مع هذه الحالات مايلي:
أولا: المشكلات التي تحتاج إلى إرشاد جمعي كالمشكلات التي يتشابه الطلاب في أعراضها ، كمشكلة التدخين أو السهر أو الخجل أو العدوان فيقوم المرشد وقتئذ بعقد جلسات إرشادية أو تطبيق أسلوب السايكودراما والبدء في تأسيس النادي الإرشادي ، كما أنه يشترط لتطبيق أسلوب الإرشاد الجمعي أن يسبقه لقاء فردي ، وأن يتشابه الأطفال في الأعمار الزمنية والعقلية وفي نوعية المشكلة ، كما أنه عند تطبيق السايكودراما وهي عبارة عن مسرحية يمثل فيها التلاميذ مشكلاتهم مثل أن يقوم التلميذ بدور الأب إذا كان يعاني من مشكلة مع أبية ،أو أن يكتفي بمشاهدة المسرحية ، والتعليق عليها 0، كما أنه في الإرشاد الجمعي ينبغي ألا يزيد عدد المجموعة عن 12 طالبا ولا ينقص عن 3طلاب 0
ثانيا : المشكلات الفردية التي تحتاج إلى دراسة مستفيضة فيقوم المرشد حينئذ بفتح سجل بحث حالة فردية لكل طالب يحتاج إلى ذلك ، مثل مشكلة السرقة والمشكلات اللاخلاقية إذلايناسبها الإرشاد الجمعي 0
ثالثا : في الأسبوع التمهيدي ، قد يلاحظ المرشد الطلابي أو أحد المعلمين أن أحد التلاميذ ليس لديه الاستعداد للدراسة فقد يكون متخلفا عقليا ،أو توحديا لذا يجب بعد تحويله لوحدة الخدمات الإرشادية وتشخيص حالته ضمه إلى معاهد التربية الخاصة0
رابعا: حالات الفقر واليتم ويتم التعامل معها بإنشاء صندوق إعانة اجتماعية بالمدرسة لإمكانية مساعدة أسر أمثال هؤلاء التلاميذ أو أن يشترك الطلاب في تقديم الخدمات الطلابية ومنحهم مقابل جهودهم في الخدمة العامة أو المقصف المدرسة ، مثال ، يقوم بعض التلاميذ الفقراء بجمع أوراق السندوتشات ووضعها في القمامة مقابل أن ياخدوا ما يشاؤن من المقصف مجانا 0
خامسا : بعض التلاميذ تنقصهم الثقة بالنفس أو الخجل أو الانزواءوالإنطواء أو العدوانية فهؤلاء يمكن إشراكهم في جماعات النشاط المدرسي لتعويدهم وتعليمهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية وزرع الثقة في نفوسهم وامتصاص النشاط الزائد لديهم عندما يمارسون لعبة كرة القدم مثلا أو تكليفهم بعرافة الفصول أو تعويدهم على الإلقاء الجيد في الحفلات والإذاعة وتقديم كلمة طابور الصباح 0
سادسا: بالنسبة للمشكلات التي يرى المرشد الطلابي أن أسبابها تعود إلى سؤ التنشئة المنزلية فيمكن فتح باب الحوار والاتصال بأولياء أمور الطلاب لتقوية صلة البيت بالمدرسة ، ويمكن أن يشارك الآباء في حضور المسرحيات التي يقوم بأدوارها الطلاب الذين يعانون من سؤ تكيف بالمنزل كنوع من التوجيه غير المباشر للآباء لتعديل أساليبهم في التربية الو الدية0
سابعا: أما المشكلات الصحية فإنه عند حصرها تحول إلى الوحدة الصحية لعلاجها أو مراكز علاج النطق ومتابعة العلاج من قبل المرشد على أن يشعر المرشد المعلمين بحالات هؤلاء التلاميذ لمراعاتهم ، وأضرب على ذلك هذا المثال بالطالب المصاب بسيولة الدم يجب أن يعرف عنه المعلمون إصابته بهذا المرض إذ أنه لووقع على الأرض وسال منه الدم لن يتوقف لذا على المرشد الطلابي مسئولية اشعار معلم التربية الرياضية بذلك حتى يضع في حسبانه اسعافه عندما يتعرض لإصابة ما ، كذا الطالب المصاب بالسكر على المعلمين أن يعلموا بإصابته بهذا الداء حتى يسمحوا له بالخروج من الحصة لتناول علاجه أو الذهاب للحمام ومثل ذلك الطالب المصاب بمرض في القلب يجب أن يراعى من قبل المعلمين وبالذات معلم التربية الرياضية بعدم تكليفه بألعاب شاقه تعرضه للخطر أو ضربه من قبل احد المعلمين، إذا المرشد الطلابي في المدرسة يجب أن يكون الأذن المصغية والعين الثاقبة لما ينتاب طلابه من عوارض مرضية لينبه الغير عليها كوقاية للطلاب من مغبة إهمالها 0

هذه أهم الخطوات التي يجب أن يسلكها المرشد الطلابي المميز في مدرسته ، حتى يكون لعمله معنى ولجهوده نتائج مرضية ، فالإرشاد قبل كل شيء عمل إنساني ، فلا بد للمرشد أن يحتسب الأجر والثواب من الله ، ويكون عمله خالصا لوجهه الكريم والله الموفق 000

والله أستاذ متخصص
بارك الله فيك أخي إبراهيم
مع تحياتي
أخي العزيز / معتز غباشي —– سلمه الله
سهدت بتواجدك ، وكريم أخلاقك ، الله يديم عليك السعادة والتوفيق 00
شكرا جزيلا على الطرح المميز وننتظر ابداعك دائما
شكرا على الموضوع