بسم الله الرحمن الرحيم
من الأشياء الثابتة أهمية الأسلوب المتبع في تدريس موضوع ما.. ولا يوجد ضمان لجودة طريقة معينة للتدريس بوجه عام .
ولكن المعلم ذاته يستطيع أن يوجد ضمان في طريقة معينة في التدريس لموضوع معين ويعتمد ذلك بعد توفيق الله على العوامل التالية :
1 – اختيار المعلم لطريقة مناسبة لأهداف الموضوع .
2 – أن يكون لدى المعلم المهارات التدريسية اللازمة .
3 – أن يكون لدى المعلم الخصائص الشخصية المناسبة .
طريقة التدريس:
ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة .
تحديد طريقة التدريس :
يتطلب تحديد الطريقة ما يـأتي :
أولاً : تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي .
ثانياً : تحليل مادة التدريس لتحديد محتوى التعلم .
ثالثاَ : تحديد أو صياغة أهداف التعلم وتختلف أهداف التعلم باختلاف نوعية الطلاب ومستواهم العقلي و المواد والوسائل المتاحة للتدريس .
وبعد تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي وتحليل مادة التدريس لتحديد محتوى التعلم وتحديد أهداف التعلم يحدد المعلم طريقة التدريس التي تتلاءم مع المادة العلمية والمستوى العقلي وميول التلاميذ وعند تحديد المعلم طريقة أو طرق التدريس لتدريس الموضوع الذي يريد تدريسه عليه أن يسأل نفسه خمسة أسئلة هي :
1- هل تحقق الطريقة أهداف التدريس ؟
2- هل تثير الطريقة انتباه الطلاب وتولد لديهم الدافعية للتعلم ؟
3- هل تتمشى الطريقة مع مستوي النمو العقلي أو الجسمي للطلاب ؟
4-هل تحافظ الطريقة على نشاط الطلاب في أثناء التعلم وتشجعهم بعد انتهاء الدرس ؟
5- هل تنسجم الطريقة مع المعلومات المتضمنة في الدرس ؟
إذا كانت الإجابة بـ ( نعم ) أو (إلى حد ما ) فيمكن أن يقال أن الطريقة التي اختارها المعلم صالحة وإذا كانت الإجابة بـ ( لا ) في معظم الأسئلة فإن على المعلم أن يغير من طريقته .
القواعد العامة لطرق التدريس
وإذا دققنا النظر في القرآن الكريم وجدنا أنه قد اشتمل على القواعد العامة لطرق التدريس .
1- السير من المعلوم إلى المجهول .
قال تعالى : { وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون } التذكير بنعمة الأمن
من بعد ما أصابهم الخوف والرعب حين قدوم أبرهة لهدم الكعبة المشرفة .
2- التدرج من البسيط إلى المركب .
قال تعالي:{ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير }
ففي الآية الكريمة تدرج من البسيط المألوف لهم المشهود في عالم النبات ثم يتوصل بعد ذلك إلى تقرير القضايا الكبرى ،التوحيد المطلق والقدرة المطلقة والعلم الشامل وأنا الله تعالى محي الموتى وأنه على كل شي قدير .
3- التدرج من المحسوس إلى المعقول .
قال تعالى : { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقنه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه .الآية }
* الماء النازل على الأرض الهامدة وخروج النبات منها مجاز يقرب أمر الإعادة
والإحياء بعد الموت كما يقرر قدرة الله على الخلق والإعادة .
* البلد الطيب والبلد الخبيث مجاز عن القلب المؤمن وقلب الكافر .
طرق التدريس
يمكن تصنيف طرق التدريس وفقاَ لمدى استخدام المعلم لها وحاجته إليها إلى قسمين :
1- طرق تدريس عامة : وهي الطرق التي يحتاج معلمو جميع التخصصات إلى استخدامها .
2- طرق تدريس خاصة : وهي الطرق التي يشيع استخدامها بين معلمي تخصص معبن ويندر استخدامها من قبل معلمي التخصصات الأخرى .
وفيما يلي أهم طرق التدريس العامة :
أولا: الطريقة الإستنباطية :
وهي صورة من صور الإستدلال حيث يكون سير التدريس من الكل إلى الجزء أي من القاعدة العامة إلى الأمثلة والحالات الفردية ، وجوهر فكرة الإستنباط هو (إذا صدق الكل فإن أجزاءه تكون صادقة ) .
متى تستخدم هذه الطريقة ؟ .
تستخدم في تدريس القواعد العامة مثل النظريات والقوانين ، وعندما نريد تدريب الطلاب على أسلوب حل المشكلات بمختلف صورها .
الخطوات الإجرائية :
1- يعرض المعلم القاعدة العامة (قانون – نظرية – مسلمة) على الطلاب وشرح المصطلحات والعبارات المتضمنة بتلك القاعدة .
2 يعطي المعلم عدة مشكلات متنوعة (أمثلة) ويوضح كيفية استخدام القاعدة في حل تلك الأمثلة .
3- تكليف الطلاب لحل عدة مشكلات بتطبيق القاعدة عليها .
مثال :
1- عرض القاعدة : (أ + ب)2 = (أ + ب) (أ + ب) = أ2 + 2أب + ب2 .
ويتضمن العرض توضيح القاعدة بالرسم والوسيلة التعليمية حتى يدرك الطلاب فكرة القاعدة .
2- إعطاء الطلاب عدة أمثلة على تلك القاعدة بحيث يوضح المعلم كيفية تطبيق القاعدة العامة على هذه الأمثلة .
3- مرحلة التطبيق : يكلف المعلم طلابه بحل عدد من التمارين المتنوعة باستخدام القاعدة .
ثانيا : الطريقة الاستقرائية :
وهي أحد صور الاستدلال بحيث يكون سير التدريس من الجزئيات إلى الكل ، والإستقراء هو عملية يتم عن طريقها الوصول إلى التعميمات من خلال دراسة عدد كاف من الحالات الفردية ثم استنتاج الخاصية التي تشترك فيها هذه الحالات ثم صياغتها على صورة قانون أو نظرية
متى تستخدم هذه الطريقة ؟
عندما يراد الوصول إلى قاعدة عامة (نظرية أو قانون) .
الخطوات الإجرائية :
1- يقدم المعلم عدد من الحالات الفردية التي تشترك فيها خاصية رياضية ما .
2- يساعد المعلم الطلاب في دراسة هذه الحالات الفردية ويوجههم حتى يكتشفوا الخاصية المشتركة بين تلك الحالات الفردية .
3- يساعد المعلم طلابه على صياغة عبارة عامة تمثل تجريدا للخاصية المشتركة بين الحالات .
4- التأكد من مدى صحة ما تم التوصل إليه من تعميم بالتطبيق .
مثال :
1- اعرض على طلابك عدة مثلثات متنوعة (حالات فردية) ، إما برسمها بالسبورة أوبتوزيع نماذج على الطلاب .
2- اطلب من تلاميذك قياس زوايا كل مثلث ثم حساب مجموعها .
3- اطلب من تلاميذك تعميم ما توصلوا إليه وصياغة القاعدة العامة وهي (مجموع زوايا أي مثلث تساوي 180 درجة ) .
4- اطلب من تلاميذك رسم مثلثات أخرى للتأكد من صحة القاعدة .
ثالثا : طريقة حل المشكلات :
وهي أن يقوم المعلم بطرح مشكلة (حل تمرين) على طلابه وتوضيح أبعادها ، وبعد ذلك يناقش ويوجه الطلاب للخطوات والعمليات التي تقود لحل المشكلة ، وذلك بتحفيز الطلاب على التفكير واسترجاع المعلومات المرتبطة بالمشكلة ، وبعد ذلك يقوم المعلم بتقويم الحل الذي توصل إليه الطلاب .
أي أن هذه الطريقة تمر بثلاث مراحل هي : التقديم – التوجيه- التقويم .
ويفضل أن يقسم المعلم طلابه إلى مجموعات وذلك لمراعاة الفروق الفردية .
مثال :
عددان موجبان يزيد أحدهما 5 عن الآخر ، إذا كان حاصل ضربهما 24 فما العددان ؟
رابعا : الطريقة الوصفية :
يعتمد هذا الأسلوب بالمقام الأول على الوسيلة بحيث أنه يفترض بالدرس أن يكون غنياَ بالوسائل التعليمية المعينة وهذا الأسلوب تكون فيه الوسيلة محور الدرس بحيث لا يشرح جزءا من الدرس إلا عبر الوسيلة .
خامسا : طريقة المحاضرة (الإلقاء) :
تعريفها : هي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإلقاء المعلومات على الطلاب مع استخدام السبورة أحياناَ في تنظيم بعض الأفكار وتبسيطها، ويقف المتعلمون موقف المستمع الذي يتوقع في أي لحظة أن يطلب منه المعلم إعادة أو تسميع أي جزء من المادة التي ألقاها لذ يعد المعلم في هذه الطريقة محور للعملية التعليمية .
وهذه الطريقة يرى كثير من التربويين أنها طريقة مملة تدفع بالطلاب إلى النفور من الدرس ولكن يستطيع المعلم أن يجعل منها طريقة جيدة إذا راعا التالي :
* أن يعد المعلم الدرس إعداداَ جيداَ من جميع الجوانب .
* أن يكن الإلقاء توضيحاَ لما هو موجود في الكتاب لا إعادة له .
* أن يقسم الدرس إلى أجزاء وفقرات .
* أن يستخدم السبورة لتسجيل بعض النقاط.
* أن يستخدم ما يلزم من وسائل .
* أن يبتعد عن الإلقاء بسرعة وبصوت واطئ وأن يغير نبرة الصوت بين الحين والآخر .
* أن يتأكد من فهم الطلاب للجزء الأول من الدرس قبل الانتقال إلى الجزء الآخر .
سادسا : طريقة المناقشة والحوار
تعريفها : هي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإدارة حوار شفوي خلال الموقف التدريسي ، بهدف الوصول إلى بيانات أو معلومات جديدة .
ضوابط طريقة المناقشة :
1- أن تكون الأسئلة مناسبة للأهداف ومستوى الطلاب والزمن .
2- أن تكون الأسئلة مثيرة للتفكير وليست صعبة أو تافهه .
3- أن تكون الأسئلة خالية من الأخطاء اللغوية والعلمية .
4- أن تكون الأسئلة متدرجة في الصعوبة ومباشرة .
5- أن يشارك بالمناقشة جميع الطلاب ، وأن يتاح الفرصة للطلاب لمناقشة بعضهم البعض .
6- أن يشارك المعلم في توزيع الطلاب وضبط المناقشة والتنظيم .
سابعا : العرض أو البيان العلمي :
تعريفها : هي قيام المعلم بأداء المهارات أو الحركات موضوع التعلم أمام الطلاب وقد يكرر هذا الأداء ثم يطلب من بعض الطلاب تكرار الأداء .
ولضمان نجاح العرض في تحقيق أهدافه لا بد من توفر الشروط الأساسية الآتية :
* التقديم للعرض بصورة مشوقة وذلك لضمان انتباه الطلاب قبل البدء في أداء المهارات .
* إشراك الطلاب بصفة دورية في كل ما يحتويه العرض أو بعضه .
* تنظيم الطلاب في مكان العرض بشكل يسمح لكل منهم أن يرى ويسمع بوضوح ما
يدور أثناء العرض .
ثامنا : الأسلوب القصصي:
هو تحويل الدرس إلى قصة بأسلوب شائق وممتع .