بسم الله الرحمن الرحيم
وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية, وأن هؤلاء الثلاثة رسلاً من عند المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام, كما نص عليه قتادة وغيره و غيره و هو الذي لم يذكر واحد من متأخري المفسرين غيره و و في ذلك نظر من و جوه :
1- أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل, لا من جهةالمسيح عليه السلام كما قال تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون – إلى أن قالوا- ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون *وما علينا إلا البلاغ المبين} ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عندالمسيح عليه السلام. والله تعالى أعلم, ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم (إن أنتم إلا بشر مثلنا ) .
2-أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم, وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح ولهذا كانت عندالنصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة, وهن: القدس لأنها بلد المسيح , وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها, والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البطاركة والمطارنة و الاساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين, ثم رومية لأنها مدنية الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده, ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البطرك من رومية إليها, كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم, كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب و المسلمين فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت, فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى انهم كذبوا رسله و انه اهلكهم بصيحة واحدة اخمدتتهم و الله أعلم .
3-ان قصة انطاكية مع الحواريين اصحاب المسيح بعد نزول التوراة و قد ذكر ابو سعيد الخدري رضي الله عنه و غير واحد من السلف ان الله تبارك و تعالى بعد انزاله التوراة لم يهلك امة من الامم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين , فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية المشهورة و المعروفة فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية و لا قبل ذلك و الله سبحانه و تعالى اعلم
,فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال السبق ثلاث فالسابق الى موسى عليه الصلاة و السلام يوشع بن نون و السابق الى عيسى عليه الصلاة و السلام صاحب يس و السابق الى محمد صلى الله و عليه و سلم علي بن ابي طالب رضي الله عنه فإنه حديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر و هو شيعي متروك و الله سبحان و تعالى أعلم بالصواب .
المصدركتاب تفسير القرآن العظيم لللامام الحافظ عماد الدين ابو العداء اسماعيل بن كثير (الجزء الثالث ).
عمل الطالبة :
الصف :
بإشراف المعلمة:.