الإعاقة تقهر المستحيل وتحقق إنتاجية متميزة في محاكم دبي
تحقيق: جمال الدويري
أولت محاكم دبي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما بالغا بكسرها للحاجز التقليدي الذي طالما وضع ابناء هذه الفئة في خندق الفئات غير العاملة او غير القادرة على الإنتاج بالشكل المطلوب، وحرصت على التعامل معهم بشكل طبيعي على انهم مؤسسون حقيقيون ولهم دور فعال في بناء الوطن، ودفع عجلة النماء والاقتصاد.
وقال القاضي محمد يوسف مدير عام محاكم دبي بالإنابة إن محاكم دبي وضمن سياستها الرامية الى التوطين في كافة القطاعات لا تفرق بين مواطن سوي وآخر من ذوي الاحتياجات، ومعيارها الوحيد القدرة على العمل بمهارة واقتدار، وقابلية التطور.
واضاف في تصريحات ل “الخليج” ان محاكم دبي ليست الدائرة الوحيدة التي تشغل موظفين من ذوي الاحتياجات، ولكن ما يميزها ان لديها عدداً ليس بالقليل منهم يعملون في مختلف الأقسام، وأثبتت تجربتها في توظيف ابناء هذه الفئة نجاحا كبيرا، الى ان جعلت توظيف ابناء هذه الفئة وانخراطهم في بيئة العمل احد بنود خطتها الاستراتيجية المستمدة أصلا من استراتيجية حكومة دبي.
وأوضح ان محاكم دبي تحرص على ان يكون موظفو ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعات التي يكونون قادرين فيها على الإنتاجية بالشكل المناسب من دون ان تحملهم فوق طاقتهم، مشيرا الى ان حرص المحاكم على ابناء هذه الفئة لم يقتصر على حد تعيينهم ضمن كادرها بل تعدى ذلك الى حد التعامل مع المتعاملين الخارجيين منهم، حيث قامت المحاكم بتعيين مترجمة لفئة الصم والبكم قبل ثلاثة اسابيع.
19 موظفاً
وقال عبد الواحد كلداري مدير الموارد البشرية في محاكم دبي ان عدد الموظفين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في محاكم دبي 19 موظفا من اصل 700 موظف هو اجمالي عدد موظفي محاكم دبي.
واضاف نفخر في محاكم دبي بأنه يعمل معنا بطل العالم للعام 2022 لرفع الاثقال لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة محمد خلف، فضلا عن البطولات الدولية والاولمبية التي حصل عليها.
واشار الى ان محاكم دبي هي اول دائرة وقعت اتفاقية مع نادي دبي للرياضات بهدف التعاون في اختيار وتعيين ابناء هذه الفئة في المحاكم من منتسبي النادي، مشيرا الى ان ابناء هذه الفئة يعملون في مجالات الارشفة الالكترونية وخدمة الجمهور، ومقسم الاتصال، وأقسام اخرى، الى ان تم تعيين موظفة كمترجمة قانونية لفئة الصم والبكم.
وكانت فاطمة المناعي إحدى موظفات قسم الطباعة والترجمة في محاكم دبي ادت اليمين القانونية أمام رئيس المحكمة المدنية القاضي عمر عتيق المري، لتكون بذلك أول مترجمة للصم والبكم “لغة الإشارات لذوي الاحتياجات الخاصة” بمحاكم دبي.
مترجمة
وأكدت المترجمة الجديدة أنها سوف تقوم بأعمال الترجمة بكل صدق وأمانة وعلى أكمل وجه، وبما يمليه عليها ضميرها وواجبها الديني مراعية بذلك الحق والعدالة.
وأضافت أنها لمست من المحاكم كل تعاون واهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تواصلها الدائم مع الموظفين من هذه الفئة، مشيرة الى انها تفتخر بهذه المهنة التي لها طابع خاص وتتطلب مهارات ذات حركية وسرعة بديهة ودقة في توصيل المعلومة.
ويعمل في محاكم دبي عدد من الموظفين المندرجين تحت هذه الفئة منهم عبدالله أهلي وحسين لوباري في قسم القضايا المدنية من ذوي الاحتياجات السمعية والنطقية وتختص وظيفتهما في أرشفة الملفات، ولكن رغم بساطة العمل الذي يقومان به إلا أن لديهما الطموح الذي لا حد له جعلهما مجتهدين في عملهما وعلى قدر من الإنتاجية العالية.
وفي قسم الحجوزات والبيوع بإدارة التنفيذ هناك منى احمد المازم وهدى صالح العامري وزكية ابراهيم السويدي وفاطمة حسن العلي ومريم الحمادي وهن من ذوي الاحتياجات السمعية ويقتضي عملهن بأرشفة المستندات الكترونيا من خلال أجهزة الحاسوب، حيث أعربن عن سعادتهن بالعمل في المحاكم بالوضع الذي يتناسب مع قدراتهن الجسدية والذهنية.
طموح
وهناك أيضا نصرة احمد وفاطمة عبدالحميد (إعاقة النطق والسمع) موظفتان تعملان في قسم القضايا العمالية في الأرشيف وطبيعة عملهن تصوير الملفات وتطمحان إلى أن ترتقيا في العمل وصولا الى مستوى عال من الأداء والتميز.
وفي نفس السياق قال عبدالله خليل عبدالله اهلي كاتب ارشيف الكتروني في قسم الحقوق وهو من ذوي الاعاقة السمعية، ان اعاقته لم تعد حاجبا عن الإبداع والانتاجية في عمله، وأضاف “نحن نعمل كالموظفين الأسوياء”.
ومن جهته قال فيصل مسعود الجسمي وهو منسق خدمة العملاء بقسم القضايا العمالية من ذوي الاعاقة الحركية ان العمل في المحاكم يتيح للموظف فرصه كبيرة للإبداع والاستمرار حول تقديم أفضل ما لديه بغض النظر عما إذا كان موظفاً طبيعياً او من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال توفير البيئة المثالية للعمل بالشكل الذي يتناسب مع الجميع من دون استثناء.
ارشيف
وتقول مريم عبدالرحمن الحمادي وهي كاتبة ارشيف الكتروني بقسم التنفيذ وهي من ذوي الاعاقة السمعية ان العمل في المحاكم أتاح لها فرصة لا تعوض في الدخول لغمار العمل بجدية وإنتاجية اكبر وذلك من خلال تعاون الموظفين في القسم معها بالشكل المطلوب وتوفير البيئة العملية والمساعدة والتي اكسبتها الخبرة الكفيلة بتقديم ما لديها لمجتمعها بشكل خاص ولوطنها بشكل عام.
وتسعى محاكم دبي جاهدة لتشجيع العمل لهذه الفئة وتوفر لها كافة الاحتياجات اللازمة وتحثها وتشجعها على ممارسة هواياتها والأنشطة الرياضية، حيث كانت المحاكم أول دائرة حكومية في إمارة دبي توقع اتفاقية تعاون بين محاكم دبي ونادي دبي للرياضات الخاصة، وتأتي هذه المبادرة ضمن العديد من المبادرات التي تطلقها محاكم دبي والتي تصب في الوقت ذاته ضمن إطار الاهتمام بالموارد البشرية.
وبحسب محاكم دبي فان توقيع هذه الاتفاقية يعكس الوعي المتزايد بتلك الفئة، ويدل على مشاركة المحاكم الفعلية في عجلة التنمية في دولتنا الفتية.
بطل عالمي في رفع الأثقال
يعمل في الارشفة الالكترونية في محاكم دبي بطل عالمي في رفع الأثقال لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة (اعاقة حركية) محمد خلف، حيث حصد في مسيرته الرياضية مجموعة كبيرة من الميداليات، وفاز في العديد من البطولات الدولية والاولمبية.
وقال خلف ان محاكم دبي اولته اهتماما كبيرا، وسهلت عليه عملية التنسيق بين العمل والرياضة، وحفزته على المشاركة في البطولات من خلال منحه إجازات رسمية للمشاركة، وتم تكريمه بشكل رسمي خلال مسيرته الرياضية.
واضاف ان المحاكم وفرت له جوا مريحا في العمل وبامكانه مواصلة تدريباته الرياضية بعد ساعات العمل بشكل منتظم حتى يحافظ على لياقته وصدارته.
اتمنى على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة ان تستفيد من تجربة محاكم دبي المتميزة
وإن شاء الله الجميع يهتمون بهذه الفئة
( 0 عائشة )
جميله دائما بإطلالتكِ بكلماتكِ بحضوركِ البهي
وشرفني ان تكوني من قراء صفحتي لان وجود قلمكِ هنا مشرق
وله رونق وجمال خاص لاحرمني الله منه
دمتِ بخير ،،