الأطفال ذوو الاحتياجات يقرأون «كليلة ودمنة» و«حي بن يقظان» في حملة المليون كتاب
كانت كلمات بسيطة وبريئة قادمة من القلب وتحملها عيون وإشارات أكثر من 50 طالبا وطالبة من مراكز المعاقين العامة والخاصة في يوم القراءة ضمن حملة المليون كتاب في وزارة الشؤون الاجتماعية أمس.
أحد هؤلاء الطلاب عبر بثقة وإصرار وحماس قائلا: «إبداعي هزم إعاقتي… وبإرادتي أخدم وطني… وانفع غيري وأتطوع واقرأ واكتب فأنا في هذه الأرض لي الحق في العيش كباقي البشر مطلقا طاقاتي.. واصنع منها نجاحاتي».
وبالأمس قرأ الطلاب كليلة ودمنة وحي بن يقظان و60 قصة وكتابا من قصص الأطفال وأنشدوا الأناشيد وابتهجوا بالحضور والمشاركة، منهم من قرأ ببصيرته وأنامله ومنهم قرأ بسمعه واستمع بقلبه».
تعددت اللغات المستخدمة في القراءة والهدف واحد، وهو المشاركة في حملة دبي العطاء، واحتفى الأشخاص ذوو الإعاقة بهذه المبادرة على طريقتهم الخاصة وبتشجيع ممن لهم الدور الكبير في إبرازهم كأفراد في المجتمع يتمتعون بقدرات كثيرة ومتنوعة، مستخدمين ما تبقى لهم من حواس، ومسخرين التقنية لخدمتهم في تشرب المعلومات المتعطشين لها، كيف لا والقراءة هي الكلمة الأولى التي نزلت على نبينا المختار صلى الله عليه وسلم الذي جاء بأعظم رسالة إلى البشرية.
وشارك في حملة القراءة لذوي الإعاقة طلاب من المدارس العامة بالدولة تطوعا منهم في التقرب من إخوانهم المعاقين وتشجيعهم على القراءة والمثابرة في حصاد النجاح. وقد حضر الفعالية حسين الشيخ المدير التنفيذي للرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية ومجموعة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية والسمعية والحركية من مختلف الفئات العمرية، الملتحقين بمراكز التأهيل التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وطلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والطلبة المعاقين المدمجين بمدارس التعليم العام وغير المعاقين أيضا، إضافة إلى عدد من المعاقين من مركز أولادنا ومركز النور ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وتقول وفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين ان المشاركة في حملة قراءة المليون كتاب جاء تعبيرا عن حق الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة والاندماج مع مختلف الفعاليات الثقافية والمجتمعية، بوصفهم جزءاً طبيعياً في نسيج هذا المجتمع المعطاء، ولتشجيعهم على القراءة والتعلم كقيمة حياتية هامة.
واعتبرت بن سليمان أن المشاركة هي استجابة عفوية من الأشخاص المعاقين لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد إطلاقه لحملة القراءة، وتجسيداً لقدرة المعاقين على العطاء والمشاركة في العمل التطوعي والثقافي والاجتماعي، وأنهم لم يعودوا مجرد متلقين للخدمات بل انتقلوا لمرحلة متقدمة من المشاركة فيها والقيام بدور إيجابي وهام في الفعاليات المجتمعية والثقافية من حولهم.
وأضافت بن سليمان أن الأشخاص ذوي الإعاقة قد قرأوا في هذا اليوم قراءة 60 قصة، سواء من تلك المطبوعة بلغة برايل الخاصة بالمكفوفين أو عن طريق الأشرطة السمعية، وقد قامت عبير زيد مترجمة لغة الإشارة في وزارة الشؤون الاجتماعية بترجمة مجموعة من قصص الأطفال لذوي لإعاقة السمعية المشاركين في هذه الفعالية، والذين تفاعلوا مع هذه القصص وأبدوا إعجابهم بها واستخلصوا العبر والقيم الاجتماعية المستقاة منها.
وداخل يوم القراءة قام الطالب عبدالله عوض بالصف العاشر بمدرسة الدهماء النموذجية في العين بقراءة رائعة لآيات من القران الكريم، وهو حاصل على جائزة حمدان للطالب المتميز وجائزة الشارقة للتميز التربوي وعدة جوائز محلية أخرى في مسابقات حفظ القرآن ويحفظ 20 جزءا.
كما انشد الطالب عبدالعزير نجيب أنشودة وطني الغالي وقام الجميع بعدها بقراءة القصص والكتب وبمشاركة الجميع وبحضور وسائل الإعلام.
دبي ـ عادل السنهوري