اخبار الدار
02:01 آخــر تحديــــث 2022-12-02
تعليم بالموز والحليب
العين – محمد الفاتح عابدين:
فيما تنهمك وزارة التربية والتعليم في تطوير مؤسساتها المختلفة لإيجاد نظام تعليمي فعال يتماشى والمعايير العالمية، تبقى بعض مدارسنا الخاصة تغرد خارج السرب وكأنها مستثناة من خطط الوزارة ونهجها الجديد.
وفي واحد من التجاوزات التي دأبت عليها تلك المدارس أرسلت مدرسة خاصة في منطقة العين التعليمية رسالة الى أولياء الأمور تطالبهم فيها بإرسال قطعة من الفواكه مع أطفالهم لعمل سلطة فواكه، إضافة الى تزويدهم بعبوة حليب صغيرة في اليوم الذي يليه، حيث سيتناول الدرس الحليب ومشتقاته.
ولعل إدارة المدرسة التي كانت أرسلت في وقت سابق من العام الدراسي تطالب بإرسال طبق من الحلويات مع الاطفال بحجة تنظيمها لحفل استقبال جماعي، تناست ان ما تطلبه من أولياء الأمور يمثل مادة علمية لها وسائل الايضاح المناسبة والتي من المفترض ان تكون متوافرة في المدرسة، وفي حال افتراض حسن النية في طلب هذه المدرسة ورغبتها في ان توجد نظاماً علمياً وعملياً في أساليب تدريسها، فكيف سيكون الحال في دروس القيمة الغذائية للحوم والدواجن؟ وهل ستبعث رسالة أخرى لأولياء الأمور تبلغهم فيها بإرسال قطع من اللحم أو دجاجة حية؟
بقي أن نشير الى ان درسي سلطة الفواكه ومشتقات الحليب في هذه المدرسة مخصصان لأطفال “الروضة” الذين بالكاد ينطقون أسماءهم، وهو ما يعني ان قائمة الطلبات التي ستبعث الى أولياء الأمور خلال سنوات دراسة أبنائهم المقبلة ستكون باهظة الثمن، خاصة عندما تتناول دروسهم وسائل النقل والاتصالات، حيث انه ليس من المستبعد ان يطالب أولياء الأمور بتوفير قطعة من محرك سيارة أو جهاز هاتف متحرك.
وثمة سؤال يستوجب الإجابة لماذا يدفع أولياء أمور الطلبة تلك الرسوم الباهظة سنوياً وتعجز إدارة المدرسة عن توفير أبسط مقومات العملية التعليمية؟ وأين تذهب نقودهم وهم يستقبلون بشكل مستمر خطابات هي عبارة عن طلبات ينبغي توفيرها. بعضها لا يزيد سعره على الدرهم أو الدرهمين، في حين يصل الأمر في مدارس أخرى الى توفير أدوات قرطاسية بألوان تتناسب ولون الصف الدراسي والزي المدرسي وربما مع لون الحافلة ايضاً.
إن الوزارة معنية بوقف هذه التجاوزات وعقد اللقاءات المفتوحة مع أولياء الأمور والتعرف الى معاناتهم حيث ما خفي كان أعظم، كما ان أولياء الأمور ايضاً مطالبون بالتواصل مع الوزارة والمناطق التعليمية وبإبلاغها بتجاوزات مدارس أبنائهم الخاصة لوقفها عند حدها ولمنع استغلالها لهم.
الغريب في الأمر برمته ان المدرسة الخاصة التي دأبت على بعث طلباتها الى الآباء تتقاضى رسوماً سنوية تقارب العشرة آلاف درهم عن الطفل الواحد في مرحلة رياض الأطفال