الموهوبون
الموهبة ملكة فطرية ممنوحة يختص بها الله ـ سبحانه وتعالى ـ بعض
عباده وكثيراً ما نصادف في حياتنا أطفالاً موهوبين ولكن تظل موهبتهم محتاجة إلى تعهد بالرعاية
والري وإلا خبت واضمحلت وفنيت لتكون المحصلة هي لجوء هذا الطفل إلى ركب المواهب
المطمورة غير المكتشفة.
إن البحوث والدراسات العلمية الحديثة تشير إلى أن هناك نسبة ما بين 2% و5% من البشر
يمثلون المتفوقين والموهوبين حيث يبرز من بينهم العلماء والمفكرون والمصلحون والقادة
والمبتكرون والمخترعون والذين اعتمدت عليهم الإنسانية منذ أقدم عصورها في تقدمها الحضاري،
والموهوب في اللغة اسم مفعول من الفعل وهب أي وقع عليه الوهب، والواهب هو الله سبحانه
وتعالى وهذه الفئة الموهوبة تحتاج إلى برامج خاصة تصقل مواهبهم وتنميها.
إن ثقافة الطفل الموهوب وبرامج رعاية الموهوبين بدأت تشق طريقها إلينا، حيث تعكف إدارة برامج
ذوي القدرات الخاصة على تقديم المشروع النهائي للتسريع لاعتماده من معالي وزير التربية بعد
موافقته المبدئية والذي يمكن الطالب المتفوق من اجتياز صفين دراسيين في عام واحد، ويعد هذا
الخبر من المؤشرات الإيجابية نحو مستقبل مشرق لأطفالنا الموهوبين الذين يتمتعون بمقدرة
تفوق مقدرة أقرانهم، وعليه فإنهم يستحقون بجدارة أن يميزوا.
إن هذه الفئة القليلة ينبغي التركيز عليها لأنها تمثل الرافد المهم لنمو المجتمعات وتطورها.
لقد تيقنت من هذه القناعة أكثر في زيارتي لبعض الفعاليات الصيفية لمركز الموهوبين التابع لجائزة
الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، مما زاد قناعتي رسوخاً لما لمسته من
تميز وموهبة في تلك الفئة من طلاب وطالبات المدارس.
إننا بحاجة ملحة لمثل هذه الطاقات الشابة الموهوبة المتميزة التي يعول عليها بناء الوطن، ولا نزال
ننتظر المزيد من البرامج والمراكز التي تجعل الموهوب محورها الأول كخطوة جادة نحو الرقي والريادة.
بقلم :بشرى عبدالله
المقالة منشورة في جريدة البيان زاوية انعكاسات الأسبوعية / الجيل
http://www.albayan.ae/servlet/Satell…e%2FFullDetail
رابط المقال