sh7alkm
abee t8ree 3n ay shy bs ahm shy ykoon mrtb..
bleeeez 9"roory
3by tmorrow
مشكلة التخلف العلمي في العالم الإسلامي .. ؟؟
إن فجوة التخلف بيننا .. و بين العالم العالم المتقدم في قضايا العلم و الثقنية فجوة هائلة .. تزداد اتساعا يوما بعد يوم .. الأمر
الذي بات معه بعض الناس في عالمنا الإسلامي يعتقد بأنه من المستحيل على المسلمين اللحاق بالركب العلمي و التقني الذي
وصلت إليه أوروبا و أمريكا .. و اليابان .. بمعنى أن المسلمين سيبقون في القضية العلمية __ على الأقل __ يعيشون على العطاء
الغربي ..
فهل من سبيل إلى جبر هذه الفجوة ؟؟ و هل كان ذلك بسبب ارتباطنا بالإسلام .. أم كان عقوبة لأنسلاخنا عنه .. ؟؟
ذلك أن طلب العلم فريضة .. و تحصيل ما تحتاج إليه الأمة المسلمة من العلم و التقنية فرض كفاية .. لا بد من القيام به و إلا أثمت
الأمة جميعها .. !!
336600
ترجع أسباب التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر – كما سبق وأن أسلفنا – إلى نفس الأسباب التي أدت إلى تخلف المسلمين عامة في هذه الأيام. والتي تتلخص في إضعاف الخلافة حتى تم إسقاطها في مطلع هذا القرن (1343هـ/1924م)، ومن ثم تمزيق بلاد المسلمين إلى دويلات متفاوتة في المساحة، وتعداد السكان، وفي طبيعة الأرض وتنوع مصادر الحياة، واقتسام تلك الدويلات بين الكتلتين الغربية والشرقية، وإخضاعها لنفوذهما المباشر وغير المباشر، والتخطيط الشيطاني الدؤوب لإخراجها من دائرة الإسلام إلى دوائر العلمانية الكافرة، وذلك تحت ستار من دعاوى التقدم والتطور ومسايرة العصر، أدت إلى تقمصها أنماطًا مختلفة من الحكم، والفكر، والسياسة، والاقتصاد، والتعليم، والإدارة، والاجتماع، تأرجحت بين أقصى درجات الرأسمالية المستغلة، وأقصى درجات الشيوعية المذلة. كما تعرض بعضها للعديد من الانقلابات العسكرية والانقلابات المضادة التي أنهكت قواها، ودمرت اقتصادها، وحطمت معنوياتها، وتركتها كيانات متنافرة، وإقليميات متناحرة، ومذهبيات متصارعة، وعصبيات متطاحنة فوق أرض متشابكة الحدود والمصالح، متعارضة النظم والفلسفات، ووسط عالم يتكتل على هيئة تجمعات كبيرة وحدّت نظمها الاقتصادية وسياساتها الخارجية، وخططها العسكرية، وتبادل المعلومات والخبرات في مختلف المجالات، فحققت بذلك ما وفر لها أسباب التسلط على الدول الصغيرة، ومكّنها من فرض سيطرتها وبسط نفوذها وهيمنتها على أجزاء مختلفة من الأرض.
وعلى ذك فيمكن إيجاز الأسباب المباشرة للتخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر فيما يلي:
أولاً: الأسباب المادية لتخلف مسلمي اليوم علميًّا وتقنيًّا:
(1) تمزق العالم الإسلامي المعاصر إلى أكثر من خمسين دولة[*]، بالإضافة إلى أقليات منتشرة في كل دولة من الدول غير الإسلامية، تفوق أعدادها مئات الملايين في بعض هذه الدول، واحتلال أجزاء عديدة من أراضي المسلمين مما أدى إلى تشتيت المقومات المادية والروحية والطاقات البشرية للمسلمين؛ في وقت أخذ العالم فيه الاتجاه إلى التوحد في تكتلات اقتصادية وسياسية وعسكرية، ولم يعد فيه وجود مستقل، أو إمكانية لمستقبلٍ لأية تجمعات بشرية يقل تعدادها عن مائة إلى مائة وخمسين مليون نسمة.
(2) تفشي الأمية بين المسلمين البالغين في هذا العصر:
تفشت الأمية بين المسلمين البالغين (أكبر من 15 سنة) في هذا العصر بصورة مزعجة تتراوح نسبتها بين 50% و 80% (بمتوسط حوالي 58%)، بينما تقل نسبة الأمية عن 2% في دول الشمال، ولا تتعدى هذه النسبة 45% في المتوسط في دول العالم الثالث بصفة عامة. وهذا يعني بوضوح أن أعلى نسبة للأمية بين البالغين في العالم في الدول الإسلامية المعاصرة، على الرغم من أن القرآن الكريم نزلت أولى آياته آمرًا بالقراءة والكتابة، وتعظيمًا لأدواتهما: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)[العلق:1- 3]. وأن القرآن الكريم يعظّم العلم والعلماء: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ)[الزمر:9]، (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[المجادلة:11].
وعلى الرغم من أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يفدي الأسير من أسرى بدر بتعليمه عشرًا من المسلمين القراءة والكتابة، وعلى الرغم من أن المسلمين أقاموا أجهزة تربوية كاملة منذ بعثة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، حتى لم يكد يطلع القرن الهجري الثاني إلا وكان ذلك الجهاز التربوي الإسلامي قد انتشر في جميع أجزاء الدولة الإسلامية المترامية الأطراف (والممتدة من بخارى وسمرقند شرقًا إلى الأندلس غربًا)، ابتداءً من الكتاتيب، إلى المدارس، إلى المساجد، إلى حلقات العلم ودوره، وبيوت الحكمة، والجامعات، من مثل: الزيتونة، والقرويين، والأزهر الشريف، هي أول نماذج للجامعات عرفتها البشرية.
ولقد بلغ من الاهتمام بالتربية والتعليم في الإسلام أن المسلمين كانوا يوقفون الضياع والعقارات لصرف ريعها على أهل العلم وطلابه، وكانوا يعتبرون ذلك من الأعمال التعبدية، وهكذا أدير الأزهر الشريف لقرابة الألف سنة من أوقاف المسلمين.
وعلى الرغم من هذا التاريخ الإسلامي المجيد في محاربة الجهل والقضاء على الأمية بنوعيها، أمية القراءة والكتابة، وأمية العقيدة، فإننا نجد أحفاد المسلمين العظام يتراجعون عن دورهم القيادي في الحياة، هداة مهتدين، ويتوارون عن مسؤولياتهم الكبيرة في حمل آخر الرسالات السماوية وأتمها وأكملها إلى البشرية كافة، ويتهاوون في ظلمات الجهل، وإهمال التعلم، حتى يصل متوسط نسبة الأمية بينهم إلى هذا الحد المخيف المفزع.
(7) عدم وجود الحوافز المادية والمعنوية الكافية للمشتغلين بالبحث العلمي والتقني في مختلف دول العالم الإسلامي المعاصر، مما صرف الناس عن هذه التخصصات، وأدى إلى هجرة كثير من العلميين لمراكزهم، واتجاههم إلى النشاطات المالية والإدارية، وذلك لأن الحياة العلمية تحتاج إلى الكثير من المجاهدة والصبر والنزاهة والموضوعية، وليس كل الناس قادرين على ذلك، فإذا لم يولَ الناسُ ما يستحقون من التكريم انصرفوا عن العلم.
ومن المؤسف حقًّا أن الكثير من الحوافز التي خصصت للعلماء والتقنيين في عالمنا الإسلامي المعاصر قد شابها كثير من عدم الموضوعية ونقص الحيدة بما خرج بها عن غاياتها الصحيحة.
(8) عدم توفر وسائل البحث العلمي والتقني من الأجهزة والمواد والمعدات والقوى الفنية المساندة، والخدمات المكتبية والتوثيقية المتطورة في كثير من دول العالم الإسلامي المعاصر، مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من العلماء والفنيين إلى خارج حدود العالم الإسلامي، وهذا في حد ذاته يمثل استنزافًا لأهم طاقات المسلمين ولأعظم إمكاناتهم، وذلك لأن غياب العناصر البشرية المثقفة والمدربة تدريبًا علميًّا وتقنيًّا عاليًّا، والقادرة على تحقيق عمليات التنمية الشاملة لمجتمعاتها المتخلفة، في عملية من النزف المستمر بالهجرة إلى الدول الغنية ابتداءً، أو بالامتناع عن العودة إلى أرض الوطن بعد قضاء فترة الدراسة أو التدريب بالخارج، يشكل إهدارًا للكفاءات العقلية النادرة، وللخبرات العلمية العالية، ولأصحاب المهارات الدقيقة الذين أنفقت المجتمعات النامية على المراحل الأولى من تعليمهم وتدريبهم من ميزانياتها المنضغطة، ثم فقدتهم في وقت هي أحوج ما تكون لعطائهم.
وهذا النزف من الكفاءات البشرية يشكل خطورة كبيرة على المجتمعات – النامية بصفة عامة، وعلى المجتمعات الإسلامية منها بصفة خاصة – في الحاضر والمستقبل، وتكفي في ذلك الإشارة إلى ما نشرته جريدة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية مؤخرًا، من أنه منذ بداية الستينيات وحتى منتصف السبعينيات فقدت البلدان النامية قرابة الأربعمائة ألف متخصص رحلوا إلى الدول الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا)، وهذا الرقم يمثل تحفظًا شديدًا؛ لأن بعض البلدان الصناعية مثل استراليا – وهي من أكبر الدول المستقبلة للعقول المهاجرة – لم تدرج في تلك الإحصائية.
وتبلغ نسبة الكفاءات المهاجرة من العالم الثالث إلى مجموع العقول المهاجرة إلى الولايات المتحدة 70-80% حسب تقدير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، الذي أشار إلى أن 50-70% من خريجي كليات الطب في باكستان يهاجرون سنويًّا خلال العقد الأخير. ويقدر هذا التقرير أن العقول المهاجرة من دول العالم الثالث إلى البلدان الثلاثة الكبرى المستفيدة من هجرة العقول (الولايات المتحدة، كندا، وبريطانيا) في الفترة بين عامي 1971، 1972م تمثل خسارة للدول النامية تساوي اثنين وأربعين مليارًا من الدولارات، كما أنها تمثل وفرًا للولايات المتحدة من الإنفاق على التعليم يقدر بحوالي 1.8 مليارًا من الدولارات.
ومن أخطار استمرار هجرة الكفاءات العلمية والتقنية من دول العالم الإسلامي إلى الدول الكبرى زيادة الفجوة التي تفصلنا (في زمرة الدول المتخلفة) عن الدول الصناعية الكبرى اتساعًا وعمقًا، وزيادة الدول المتخلفة تخلفًا، وإعاقة محاولات التنمية فيها، وزعزعة معنويات العلماء والتقنيين العاملين بها.
(9) اعتماد الجامعات والمعاهد الفنية ومراكز البحوث في كثير من دول العالم الإسلامي المعاصر على أعداد كبيرة من الأساتذة والفنيين غير المسلمين الذين يفتقرون – في أغلب الأحيان – إلى الإخلاص المطلوب، والحماس اللازم، والقدرات الضرورية، أو الذين قد يندسون أساسًا لأغراض تجسسية، أو تنصيرية، أو سياسية، بهدف تقييد عملية التقدم العلمي والتقني والتحكم في مسارها، وتبديد ثروات المسلمين في مشاريع براقة ليس لها من المردود الحقيقي إلا ما هو لهم ولدولهم فقط، وذلك لأن إصرار الدول الكبرى على فرض هيمنتها على الدول النامية بصفة عامة، وعلى الدول الإسلامية منها بصفة خاصة يحول دون الأخذ بيد الدول النامية للحاق بركب التقدم العلمي والتقني.
(10) عملية تمييز غير المسلمين في جامعات ومعاهد ومراكز بحوث بعض دول العالم الإسلامي المعاصر، تمييزًا يفقد المسلمين حماسهم، ويطفئ فيهم جذوة الشعور بالأخوة الإسلامية والمصير الواحد.
(11) تسليم المراكز القيادية في معظم جامعات العالم الإسلامي ومعاهده ومراكز بحوثه إلى أقل الناس تأهلاً لحمل أمانة المسؤولية والقيام بتبعاتها، وذلك انطلاقًا من العصبيات الضيقة، أو التكتلات الحزبية أو المذهبية الجاهلة.
(12) اعتماد الدول الإسلامية على الاستيراد من الدول الأخرى، بدلاً من التكامل الاقتصادي والصناعي والزراعي فيما بينها، مما أدى إلى خنق كثير من النشاطات الصناعية والزراعية في العالم الإسلامي، وإلى استنزاف أموال المسلمين، واستغلالهم، وفرض السيطرة عليهم من قبل الدول الموردة وتكتلاتها الصناعية والزراعية والتجارية المختلفة.
وتجدر في ذلك الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية لا يمثل أكثر من 1% من تجارتها الدولية (!!) وأن هناك أسعارًا خاصة تفرض اليوم على واردات العالم الإسلامي بصفة عامة، كما أن ما تدفعه تلك الدول سنويًّا في الاستيراد يكفي لإقامة كبرى الصناعات، ولدعم أضخم المشروعات الزراعية والإنتاجية التي يمكن أن تسد حاجة المسلمين كافة، وتغنيهم عن تحكم التكتلات العالمية المستغلة فيهم، وتكفي هنا الإشارة إلى المبالغ التي دفعت – و لا تزال تدفع – لاستيراد السيارات والشاحنات والطائرات والأعتدة الحربية.
ثانيًا: الأسباب المعنوية لتخلف مسلمي اليوم علميًّا وتقنيًّا:
(1) غياب التطبيق الصحيح للإسلام نظامًا شاملاً للحياة، وقد أفقد هذا الغياب المجتمعات الإسلامية دورها القيادي الذي يفرض عليها ضرورة السبق في كل اتجاه نافع – ومنها العلوم والتقنية – وأدى إلى تخلفها، ثم إلى تفتيتها وتشتيت إمكاناتها.
(2) غياب الفهم الصحيح لرسالة الإنسان في هذه الحياة عند الكثيرين ممن يملكون تسيير دفة الأمور اليوم في العالم الإسلامي.
(3) غياب الشعور بالمعنى الحقيقي للأخوة الإسلامية وواجباتها، وفي غيابه برزت مختلف النعرات العرقية، والعصبيات الإقليمية والسياسية والمذهبية الضيقة التي ساعدت على تفتيت الأمة الإسلامية وتشتيت مختلف طاقاتها. ومن صور ذلك ما نراه اليوم من تناحر الأشقاء، وتنافرهم، واقتتالهم، واستعدائهم للآخرين ضد إخوانهم، ودورانهم في أفلاك غيرهم، وليست الحرب الإيرانية العراقية ببعيدة عن الأذهان، تلك الحرب التي استمرت لأكثر من ثمان سنوات، واستنزفت الطاقات والأموال، وأراقت الدماء، وأزهقت الأرواح، وأفنت آلاف المقاتلين الأشدّاء، والمدنيين الأبرياء، ودمرت اقتصاد بلدين مسلمين متجاورين تدميرًا كاملاً. ومن صوره أيضًا ما نراه من أن بعض الجامعات الغنية في العالم الإسلامي المعاصر تؤثر البذخ، والإسراف على مديد العون لأخواتها اللواتي يكافحن من أجل البقاء، بل قد تؤثر جامعات الغرب والشرق عليهم في ذلك، وكثير جامعات العالم الإسلامي من حواليهم تحتضر أو تكاد!!
(4) الصراع الشديد بين دعاة التغريب – وأغلبهم ممن يرعاهم ويمدهم أعداء الإسلام في العالم الإسلامي المعاصر – ودعاة التأصيل (وهم كثرة ينقصها السلطان)، مما أفقد مراكز الإعلام بصفة عامة ومراكز العلم ومعاهده – في أغلب الأحيان – وحدة الهدف والغاية والوسيلة.
(5) الشعور الداخلي عند كثير من المسلمين المعاصرين (قيادة وأفراد) بالانهزام والتخلف والضعف أمام التكتلات العالمية الكبرى، وبالعجز عن مسايرة تقدمها العلمي والتقني والإداري إلا بمساعدة هذه التكتلات، وعن طريق الاستجداء منها، وذلك على الرغم من وضوح مخططات هذه التكتلات لإبقاء دول العالم الإسلامي على ما هي عليه من فقر ومن تخلف حتى يسهل قيادها واستغلال ثرواتها، وبيع فائض إنتاج الدول الصناعية عليها بأبخس الأسعار، وأعلى صور الربا على الديون، حتى ولو أدى ذلك إلى تضور أكثر من نصف سكان الأرض جوعًا، ومعاناتهم من سوء التغذية ومن العديد من الأمراض الفتاكة.
(6) الهوة الساحقة التي تفصل قلة من المثقفين عن السواد الأعظم من الأميين وأشباه المتعلمين، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تثبيط للهمم، وإعاقة لعجلة التقدم، وتصدع في جسد الأمة، خاصة وأن الكثيرين من هذه القلة المثقفة لا يرون أن من والواجب عليهم العمل على إخراج ذلك السواد الأعظم من أميته.
(7) غياب البيئة الصالحة للتقدم العلمي والتقني في ظل الاستبداد السياسي الذي يسود معظم دول العالم الإسلامي اليوم، تلك البيئة التي توفر حرية الفرد وتصون كرامة الإنسان، وتفرض حب العلم، وتحث على الاستزادة من المعرفة، وتكرم العلماء وتبجل رسالتهم، وتعمل على توفير أسباب العيش الكريم لهم، وتقاوم الجهل وتسعى جاهدة للقضاء عليه.
هذه الأسباب – مجتمعة أو متفرقة – كانت من وراء تخلف المسلمين المعاصرين علميًّا وتقنيًّا، ولقد استعرضت هنا من قبيل تشخيص الداء بحثًا عن الدواء، لا من قبيل تثبيط الهمم وإطفاء الحماس، فالأمة الإسلامية على الرغم من ذلك كله لا تزال تملك من القدرات البشرية والروحية ما يؤهلها لقيادة الإنسانية وإنقاذها من الهاوية التي تتردى فيها اليوم، خاصة وأن بيدها من نور الإسلام وهدى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام – ما يعينها على ذلك، وأن الدول الكبرى التي زادها التقدم العلمي والتقني ثراءً ورفاهية وقوة، زادها اضمحلال الوازع الديني، وجفاف النبع الروحي، وفقدان الفهم الصحيح لرسالة الإنسان في هذه الحياة.. زادها ذلك كله في نفس الوقت تحللاًّ، وتفسخًا، وانحطاطًا، وتميعًا، مما جعل مجتمعاتها تتآكل من داخلها على الرغم من إطار التقدم العلمي والتقني الذي تعيش فيه، وليس أدل على ذلك من فساد المجتمعات في الدول التي تقدمت علميًّا وتقنيًّا فسادًا كبيرًا، وانسلاخ أفرادها من ضوابط الدين: بعقائده، وعباداته، وأخلاقه، ومعاملاته، والزيادة المطردة لنوازع الشر فيهم، والميل إلى العنف في تصرفاتهم، وغلبة الأنانية الفردية، وحب الكسب المادي العاجل لديهم، ومن التناقض البين أن يتم ذلك كله وسط انفجار حقيقي للمعرفة، وتوسع ملحوظ في عملية التعليم، وتقدم مادي مطرد يسير جنبًا إلى جنب مع زيادة مطردة في معدلات التحلل الأخلاقي، والعنف الجماعي، وحركات الرفض المختلفة، وانتشار الإدمان على المخدرات والخمور، والأمراض المستعصية والناتجة عن الخلل في السلوك، وحركات تسيب المرأة، وتفكك الأسرة، وما يؤدي إليه كل ذلك من الأمراض الاجتماعية، والأزمات النفسية التي تنتهي في كثير من الأحيان إلى فقدان العقل، أو القتل العمد أو الانتحار، ومعدلات ذلك كله لم تصل بعد في أي بلد من البلاد النامية ما وصلته في المجتمعات المتقدمة علميًّا وتقنيًّا واقتصاديًّا، على الرغم من وفرة الغذاء والكساء والخدمات الصحية والاجتماعية، والرعاية الحكومية للأفراد والجماعات فيها.
أولاً: المقومات:
مما سبق يتضح أن مقومات أي تقدم إنساني هو الإنسان ذاته، ولما كان الإنسان اتزانًا دقيقًا بين مادة وروح، وجب أن يكون التقدم الإنساني شاملاً لهذين الجانبين فيه، وإلا أصبح أعرج إذا سار في اتجاه واحد دون الآخر.
ولما كان الجانب المادي في الإنسان خاضعًا للمنهج العلمي التجريبي – على حين أن الروح فيه من أمر الله – كان الإنسان في حاجة إلى الوحي السماوي المنزل تعليمًا من الله، حاجته إلى العلوم التجريبية وتطبيقاته، وإلى مختلف مجالات التقنية وحسن توظيف ذلك كله في خدمة قضية التنمية كي يستطيع القيام برسالته في هذه الحياة.
ولما كان الإسلام – متكاملاً في رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – هو آخر الرسالات السماوية وأتمها وأعمقها وأكملها، والرسالة الوحيدة التي نزلت للناس كافة، ومن ثم تعهد الله تعالى بحفظها فحفظت، في حين ضيعت الرسالات السابقة كلها أو حرفت أو بدلت، فإن أول مقومات التقدم البشري – ومن أسسه التقدم العلمي والتقني – هو الإسلام ذاته – ولو أن المسلمين وعوا هذه الحقيقة حق وعيها ما وجدوا أنفسهم فجأة، وعلى مدى فترة لا تتجاوز نصف القرن – في مؤخرة الأمم علميًّا وتقنيًّا، بعد أن ظلوا لقرون طويلة رواد التقدم وحاملي اللواء.
هذا من ناحية التقدم الروحي ومقوماته، أما من ناحية التقدم المادي ودعائمه، فإن الإسلام يقرر أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ولذلك فإنه يعتبر المحافظة عليها، وحسن استثمار ثرواتها، وصون بيئاتها فرضًا واجبًا على كل إنسان، وهو فوق ذلك يعتبر الأخوة الإنسانية من حقائقه الرئيسة "كلكم لآدم وآدم من تراب"، وعليه فإنه يعتبرها من أسس الوجود في هذه الدنيا. ولكن في ظل التكتلات العسكرية والسياسية والفكرية والعقائدية المعاصرة لا مناص لنا من التحدث عن العالم الإسلامي ككتلة واحدة حباها الله تعالى بنصيب وافر من الثروات التي يمكن إيجازها فيما يلي:
(1) مقومات بشرية: يفوق تعداده الألف مليون نسمة، تتوزع في أكثر من خمسين دولة مستقلة، وعلى هيئة أعداد متباينة من الأقليات في كافة دول العالم.
ويمثل هذا التعداد قرابة ربع سكان العالم، ويضم ملايين العلماء والمهندسين والأطباء والفنيين، والأدباء والمفكرين، والمقاتلين الأشداء، وسائر الحرفيين والمتخصصين في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية (على الرغم من تفشي الأمية في قطاع كبير ممن هم بين ظهرانيهم)، ويمثل ذلك أكبر تجمع بشري على وجه الأرض تربطه عقيدة واحدة.
(2) مقومات أرضية: تبلغ مساحة الدول المكونة للعالم الإسلامي أكثر من أربعين مليون كيلومتر مربع، ويمثل ذلك أكثر من ربع مساحة اليابسة (التي تقدر بـ148.354.000 كيلومتر مربع)، ويزيد في قيمة تلك المساحة الشاسعة اتصالها مع بعضها، وتوسطها دول العالم، وتكاملها من ناحية المناخ والتضاريس وطبيعة الأرض، وتعدد ثرواتها، وتنوع مصادر المياه فيها، وكثافة سكانها، وعراقة حضاراتها، وقدم ارتباطها برسالات السماء.
(3) مقومات بحرية: يطل العالم الإسلامي على مسطحات مائية عديدة تخترقها أهم خطوط المواصلات البحرية في العالم، وله موانئ هامة على كل من المحيط الأطلسي والهندي والهادي، وكل من البحر الأبيض والأحمر والأسود، وبحر قزوين، كما يتحكم في مداخل كل من المحيط الهندي والبحر الأحمر والأبيض والأسود، هذا بالإضافة إلى عدد من المسطحات والقنوات المائية الهامة التي تعتبر إسلامية بأكملها مثل البحر الأحمر، والخليج العربي، وبحر عمان، والبحر العربي، وبحر مرمرة، وقناة السويس.
(4) مقومات اقتصادية: وهذه تشمل مقومات زراعية وحيوانية عديدة، ومصادر للطاقة هائلة،، وثروات تعدينية لم تقدر تقديرًا نهائيًّا بعد، ومنشآت صناعية مختلفة،(5) مقومات تعليمية وتدريبية: تضم دول العالم الإسلامي اليوم أكثر من 224 جامعة، 335 معهدًا عاليًّا من المعاهد المتخصصة، بالإضافة إلى ما يفوق التسعمائة من مراكز البحوث وأكاديميات العلوم والتقنية، وخمسة عشر مركزًا ومؤسسة للطاقة الذرية والنظائر المشعة (يتركز منها خمسة في الباكستان، وثلاثة في تركيا، واثنان في مصر، ومركز واحد في كل من: أفغانستان، وإيران، والعراق، والجزائر، وتونس).
هذه الثروات المتعددة تشكل الدعائم المادية لنهضة علمية وتقنية كبيرة، ولكنها اليوم مبعثرة، ولابد لها أن تجمع إذا أريد للأمة الإسلامية أن تلحق بالركب. وليس ذلك بالأمر المستبعد، خاصة وأن أمامنا أمثلة كثيرة على نهضة الأمم بعد تدهورها (منها صحوة كل من ألمانيا الغربية واليابان بعد تدميرهما تدميرًا كاملاً إبان الحرب العالمية الثانية، وتقدم كل من الصين والهند وكوريا الجنوبية في مجال العلوم والتقنية، وقد كانت لهما – إلى عهد قريب – أوضاع من التخلف تفوق أوضاعنا الراهنة سُوءًا وتدهورًا).
ثم إن هذه النهضة العلمية والتقنية المأمولة إذا تحددت بالإطار المادي فقط فإنها لن تزيد عالمنا المضطرب إلا قوة جديدة تضاف إلى حدة الصراع فيه. ومن هنا فإنها يجب أن تكون نهضة علمية، تقنية، إسلامية شاملة في كل اتجاه. نهضة الأمة الوسط التي تستشعر مسؤولية القيادة، والتزامات الأخوة الإنسانية، وتبعات المصير الواحد. فالطاقات المسلمة الهائلة ممزقة اليوم تحت وطأة العديد من الأنظمة الوضعية المتباينة التي تكاد أن تسحقها وتشل فاعلياتها، وكلها نظم مستوردة، غريبة على أمتنا، وعلى تراثها وأخلاقها وتقاليدها.
وقد آن الأوان لهذه الملايين المسلمة المتطلعة إلى نور الشريعة الربانية، ورحمة العدل الإلهي أن تعود إلى الإسلام من جديد حتى تتقلد دورها الرائد الذي وصفه الحق تبارك وتعالى بقوله: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)[آل عمران:110]. خاصة وأن الناس في كافة أنحاء الأرض قد بدأوا يتلمسون طريقهم إلى الإسلام، وأخذوا يقبلون عليه في مدٍّ لم تعرف له البشرية نظيرًا من قبل، بعد أن سئموا حياة المادية الحيوانية الخاوية، الخالية من الروح. وإن المعطيات الكلية للعلوم في هذا العصر قد تجمعت لتؤكد على ضرورة الإيمان بالله، وعلى صدق الرسالة المحمدية. وإذا لم يدرك المسلمون ذلك فيبادروا بجمع طاقاتهم المبعثرة في خطة محكمة هدفها إعادة بعث الأمة على أسس إسلامية سليمة، وهداية الإنسانية إلى نور الرسالة الربانية التي حملوا أمانتها، وائتمنوا على تبليغها، فإن مصيرهم، بل ومصير الناس على هذه الأرض كافة سيكون مظلمًا أليمًا.
وهنا تحضرني كلمة للأستاذ ت.ب. إيرفنج، الأستاذ بجامعة تنسي الأمريكية، حينما وقف مخاطبًا تجمعًا للمسلمين في مدينة جلاسجو ببريطانيا منذ سنوات قال فيها: "إنكم لن تستطيعوا أن تنافسوا الدول الكبرى علميًّا، أو تقنيًّا، أو اقتصاديًّا، أو سياسيًّا، أو عسكريًّا، ولكنكم تستطيعون أن تجعلوا تلك الدول تجثوا على ركبها أمامكم بالإسلام، أفيقوا من غفلتكم لقيمة هذا النور الذي تحملون، والذي تتعطش إليه أرواح الناس في مختلف جنبات الأرض، تعلموا الإسلام وطبقوه، واحملوه لغيركم من البشر تنفتح أمامكم الدنيا، ويَدِنْ لكم كل ذي سلطان، أعطوني أربعين شابًّا ممن يفهمون هذا الدين فهمًا عميقًا، ويطبقونه على حياتهم تطبيقًا دقيقًا، ويحسنون عرضه على الناس بلغة العصر وأسلوبه، وأنا أفتح بهم الأمريكتين".
فهل يمكن لقادة العالم الإسلامي ومفكريه وشبابه المثقف أن يعوا هذا الكلام، ويقدروه حق قدره، فيعملوا على إخراجه إلى حيز التنفيذ وبأسرع وقت ممكن؟
بالوسائل المادية التالية :
(أ) المبادرة بالعمل على محو الأمية بين المسلمين في خطة محددة الأجل ؛ لأن الأمة الجاهلة لا يمكن أن يتحقق بها أي تقدم.
(ب) إعادة بناء النظم التعليمية على أسس إسلامية صحيحة وموائمة لاحتياجات مجتمعاتنا .
(ج) إعادة النظر في مهمة الجامعات والمعاهد العليا في العالم الإسلامي، والعمل على تطويرها كماً وكيفاً، وربط ذلك بمتطلبات التنمية الشاملة.
(د) دعوة الدول الإسلامية إلى أن يكون لكل منها أجهزة لتنظيم البحث العلمي وتخطيط برامجه، تلتقي في أجهزة إقليمية وتنتهي إلى جهاز إسلامي عالمي واحد.
(هـ) العمل على إنشاء سلسلة من المؤسسات الإسلامية للعلوم والتقنية يكون من بين مهامها:
(1) الحصر الدقيق للكفاءات المسلمة في مختلف مجالات العلوم والتقنية.
(2) ربط المسلمين المشتغلين بالعلوم والتقنية في مختلف أنحاء العالم في اتحاد عالمي للعلماء والمهندسين المسلمين يضم عدداً من الجمعيات المتخصصة على مستوى العالم، والتي تضم بدورها الجمعيات المحلية والأفراد المنتمين إليها بحيث يصبح كل متخصص من المسلمين عضواً في جمعية إسلامية محلية، وجمعية أخرى عالمية في تخصصه، وعضواً في الاتحاد العالمي للعلماء والمهندسين المسلمين.
(3) وضع سياسة علمية وتقنية دقيقة ومستقرة وبعيدة المدى للعالم الإسلامي، والعمل على تنفيذها، وتكون هذه السياسة قائمة على المسح الشامل لكافة إمكانات العالم الإسلامي البشرية والطبيعية، ولاحتياجاته الآنية والمستقبلية، وتكون في نفس الوقت قادرة على وضع سلّم للأوليات في حدود زمنية ملزمة، وفي إطار القدرات المتاحة، وقادرة على تأسيس قواعد علمية وتقنية وإدارية متطورة، وعلى استيعاب المتغيرات الاجتماعية المصاحبة لكل ذلك، وعلى الخروج بحلول واقعية للتعجيل بالنهضة العلمية والتقنية الإسلامية من خلال الاستثمار الأمثل لكل الطاقات والقوى والمصادر المتاحة، وذلك في محاولة لتجاوز الفوارق الهائلة التي تحول بيننا وبين الوصول إلى المستوى العلمي والتقني للدول الناهضة بهما.
(4) التنسيق بين مختلف المؤسسات العلمية والتقنية في العالم الإسلامي على أن يتم ذلك في إطار من التكامل وعدم الازدواجية ما أمكن، ويستحسن أن يكون عن طريق أجهزة إقليمية لتنظيم البحث العلمي وتخطيط برامجه، تنتهي إلى جهاز عالمي واحد.
(5) مراجعة خطط البحوث العلمية والتقنية في العالم الإسلامي ووضع الأولويات لها بما يتفق واحتياجات المجتمعات المسلمة وروح رسالتها الإنسانية العالمية، والتخطيط لبرامج بحوث مشتركة بين الهيئات العلمية الإسلامية.
(6) تشجيع البحث العلمي والتقني بين المسلمين ؛ وذلك بعقد المؤتمرات والندوات المتخصصة، ونشر الدوريات العامة والمتعمقة، والتشجيع على التأليف والترجمة والنشر، وتخصيص المنح والجوائز والمكافآت، وغيرها من الحوافز، والتشجيع على تبادل الزيارات والخبرات والمعلومات.
(7) مناقشة مشكلات العالم الإسلامي، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، وفي مقدمتها بحث أسباب التخلف الصناعي والزراعي والاقتصادي والإداري والسياسي، وإهمال العديد من الثروات الطبيعية، والصناعات التحويلية والعسكرية الهامة، وهجرة المتخصصين والفنيين المسلمين، والعمل على وقفها، واستعادة من له رغبة في العودة ممن هاجروا، والتخطيط لتكامل اقتصادي صحيح بين كافة الدول الإسلامية، والعمل على ترشيد التجارة الخارجية.
(8) إنشاء مراكز للبحوث العلمية والتقنية المتخصصة، ومراصد فلكية وأرضية ، ومؤسسات للطاقة على أرفع المستويات العالمية في دول العالم الإسلامي في غير تكرار أو ازدواجية عشوائية، ويكون من مهام هذه المراكز استقطاب الطاقات المسلمة المحلية والمنتشرة في العالم على أساس من كفاءاتها العلمية، والتزامها بالإسلام، دون أن يكون لانتماءاتهم العرقية أو صلاتهم الشخصية دخل في الاختيار.
(9) العمل على إعادة كتابة العلوم البحتة والتطبيقية من تصور إسلامي صحيح عن الإنسان والكون وعلاقتهما بالخالق العظيم.
(10) وضع البرامج الزمنية المحددة لترجمة أمهات الكتب العلمية والتقنية المختلفة إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات الرئيسة في العالم الإسلامي والتعليق على ما قد يرد فيها من أخطاء تتعارض مع قضية الإيمان، وذلك كمقدمة لاتخاذ القرار الضروري بجعل التعليم والبحث والنشر العلمي باللغة العربية أو باللغات المحلية في غير العالم العربي، انطلاقاً من أن تأصيل العلم والتفكير العلمي لدى أية أمة يتطلب استعمال لغتها.
(11) العمل على إصدار مؤلفات ودوريات وموسوعات علمية وتقنية إسلامية عامة ومتخصصة باللغة العربية وبغيرها من اللغات المحلية في العالم الإسلامي.
(12) تشجيع عملية النشر العلمي والتقني في العالم الإسلامي وتطوير كل ما يلزم ذلك من عمليات الطباعة والتوزيع، وما يعتمد عليه من صناعات.
(13) الاهتمام بإعداد ورعاية الفنيين والمعاونين في شؤون البحث العلمي بقطاعاته المختلفة، في مختلف بقاع العالم الإسلامي.
(14) التعاون في تأسيس قواعد إسلامية لصناعة الأجهزة العلمية والتقنية المتخصصة وصيانتها وتطويرها في مختلف أرجاء العالم الإسلامي حسب إمكانات كل منطقة، في شيء من التخطيط والتكامل.
(15) التعاون في إنشاء مراكز للإعلام والتوثيق العلمي والتقني، والصناعي، ومصارف للمعلومات ولخدمة تجهيز البيانات ، ومكتبات شاملة إقليمية وعامة، ودوريات متخصصة، ونشرات بمستخلصات البحوث، ومرافق لعقد اللقاءات والمؤتمرات العلمية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي يكون من مهامها تعريف الأجهزة العلمية والتقنية والصناعية المحلية بالتطورات والمنجزات العالمية، ونشر المعرفة على أن يقوم التنسيق الدقيق بين المراكز المختلفة، وأن ينتهي ذلك في هيئة مركزية واحدة للعالم الإسلامي تغذي المراكز الإقليمية وتتلقى عنها وتقوم بالتخطيط لمختلف أنشطتها.
(16) التعاون في إنشاء مركز عام ومراكز إقليمية للملكية الصناعية ووثائق براءات الاختراع تقوم بتنسيق تشريعات الملكية الصناعية في العالم الإسلامي، وحماية حقوق المخترعين المسلمين، ودراسة الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، وتبادل تلك الوثائق مع المراكز المشابهة في العالم.
(17) العمل على تطوير تدريس العلوم في مختلف المراحل ليساير التطورات العالمية من حيث المستوى والوسائل والكتب والطرائق والمختبرات وغيرها من وسائل الإيضاح.
(18) المبادرة بالعمل الجاد لتوحيد الأمة الإسلامية على مراحل منطقية عملية، فلم يعد هناك مجال لمجموعة بشرية يقل تعدادها عن 100 إلى 150 مليون أن تعيش بغير تبعية اقتصادية وما يتبع ذلك من رق ثقافي وسياسي وعسكري.
الوسائل المعنوية :
(1) العمل على إحياء المفهوم الصحيح للبحث العلمي والتقني في الإسلام، وبلورة النظرية الإسلامية للعلوم والتقنية، ووضع التفاصيل الدقيقة للدستور الأخلاقي الذي يفرضه الإسلام في هذين المجالين، وذلك لأن العلم لا يمكن أن يكون عملية مادية بحتة، خالية من القيم الروحية والأخلاقية، وإلا أصبح وبالاً على أهله وعلى الإنسانية جمعاء.
(2) تعميق قيم البحث العلمي والتقني في نفوس المسلمين من الباحثين، والقائمين على الأجهزة الرسمية، وكافة الأفراد، ووضع الخطط اللازمة لتربية الجماهير المسلمة تربية علمية أصيلة تقوم على الإيمان بأن العلوم التجريبية هي قرآنية المنهج، وأن الأسلوب العلمي في التفكير ودوره في تطوير الحياة هو ضرورة إسلامية، ومن ثم فإنه يتوجب على المسلمين بذل كل ما يملكون في سبيل نهضة الأمة الإسلامية علمياً وتقنياً، مرضاة لله وإعذاراً إليه، وذلك لأن القيام بالبحوث العلمية والتقنية في مختلف المجالات النافعة من فروض الكفاية التي تأثم الأمة كلها بتركها، وإهمالها أو التقصير فيها، وعليه فإنه يجب دعوة كل قادر إليها وتشجيعه عليها انطلاقاً من صميم الدعوة الإسلامية ذاتها.
(3) إبراز إضافات المسلمين للعلوم في مختلف العصور، وتحقيق تراثهم والعمل على نشره وتعليمه، ودراسة الشخصيات البارزة من علماء المسلمين قدامى ومعاصرين، لإعادة الثقة إلى نفوس مسلمي اليوم ودفعهم إلى النهوض بمسؤولياتهم.
(4) إحياء الشعور بالانتماء للأمة الواحدة بين المسلمين حتى يتهيؤوا للوحدة الشاملة ويبدأوا بالعمل الجاد لها، ويقضوا على العصبيات الجاهلية المقيتة التي استخدمت في تفتيتهم وتشتيت إمكاناتهم.
(5) الدعوة إلى الالتزام الدقيق بالإسلام الصحيح على مستوى الأمة أفراداً ومجتمعات، والعمل على تطبيق قيمه وأهدافه حتى يتقلص تأثير عمليات التغريب التي تعرضت لها الأمة الإسلامية طوال القرن الحالي بصفة خاصة.
(6) دعوة الناس كافة إلى الإسلام وفي مقدمتهم العلماء والمفكرون وأصحاب الرأي في الكتل العالمية الكبرى وهم الآن مهيَّؤون لتقبل الإسلام بعد أن سئموا الحياة المادية، وعاشوا ويلاتها، وأخذوا يتطلعون بحرص بالغ إلى ما يمكن أن يخلصهم مما هم فيه من بلاء، وبعد أن تبلورت المعطيات الكلية للعلوم في تأكيد واضح على حقيقة الخلق، وضرورة الآخرة، وحتمية الإيمان بالله، وليس أدل على ذلك من ظاهرة المد الإسلامي المعاصر في كافة أرجاء الأرض بين كبار العلماء والمثقفين، كما هي بين المظلومين والمستضعفين والمضطهدين.
(7) إبراز الاستنتاجات الكلية للعلوم خاصة ما يؤكد منها على حقيقة الخلق وابتدائه، وعظمة الكون ووحدة بنائه، وإبداع حركته واتساعه، وإعجاز ظواهره وسننه وقوانينه، وحتمية نهايته وفنائه، وإمكانية الوحي السماوي، بل ضرورته، وحقيقة الموت والبعث والحساب، ولزوم الآخرة بما فيها من ثواب وعقاب، وأغلبها قضايا غيبية استطاع العلم أن يصل إلى أدلة منطقية عليها، وقد سبقه في ذلك وحي السماء بالآلاف المؤلفة من السنين.
(8) إبراز الإشارات العلمية في القرآن الكريم، وإثبات سبقها للعلوم البشرية بالآلاف من السنين، وهي – على كثرتها، ودقة دلالاتها- وردت في سياق الدعوة إلى الإيمان بالله والدلالة عليه، لا في سياق عرض علمي مجرد، وذلك لأن القرآن في الأصل كتاب هداية، وليس كتاب علم خاص، وعلى الرغم من ذلك أصبحت هذه الإشارات العلمية سبباً في إقبال الكثيرين من العلماء المعاصرين على الإسلام واقتناعهم به، لإيمانهم بأن هذه الحقائق العلمية –التي لم يتوصل الإنسان إليها إلا مؤخراً- لم تكن بالقطع متوفرة لبشر في حياة سيدنا محمد أو قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ، ولا لمئات من السنين من بعده، وهي في هذا الإطار دلالات واضحة على صدق دعوته، وحقيقة رسالته، وعلى تلقيها عن خالق الكون ومبدع الوجود، الذي ( ليس كمثله شيءٌ وهو السميعُ البصير) . انتهى كلام الدكتور .
قلت : هذه الاقتراحات تحتاج قبل كل شيئ إلى أن تتعاون الدول الإسلامية جميعًا ، وتعتصم بدعوة الكتاب والسنة ، وتنبذ البدع والانحرافات بأنواعها ، والتشرذم والشحناء بينها الذي صنعه وأججه العدو ، وتلتقي من جديد حول فكرة ( الجامعة الإسلامية ) التي تزيدها قوة وعزًا ؛ ثم تتآزر فيما بينها للخروج من هذا التخلف ( الدنيوي ) ؛ كلٌ حسب جهده ؛ من بعضها المال ومن البعض الآخر العقول و الأفكار ومن الثالث اليد العاملة .. وهكذا . مع طرد الوساوس التي تجعلها أسيرة للأعداء ؛ تخافهم أشد من خوفها من الله ؛ وتنصاع لأوامرهم مخافة على دنيا زائلة على حساب دينها – للأسف – . أسأل الله أن يهيئ للأمة من يعيد لها قوتها ومكانتها .
http://www.islam.gov.qa/UmmaBook/BOO…d=&art_id=3207
وارجو الاستفادة
وللأمانة منقول من مهعد الامارات التعليمي..^^
والسموحة ع القصور..^^
abee t8ree 3n ay shy bs ahm shy ykoon mrtb..
bleeeez 9"roory
3by tmorrow[/QUOTE]