ثانياً: النصب
ولِلنَّصبِ خَمْسُ عَلاَمَاتٍ: الْفَتْحَةُ، وَالأَلِفُ، وَالكَسْرَةُ، وَاليَاءُ، وَحَذْفُ النُّونِ
ويمكننا أن نحكم على الكلمة بأنها منصوبةٌ إذا وجدنا في آخرها علامة من خمس علاماتٍ: واحدة منها أصلية، وهي الفتحة، وأربع فروع عنها وهي: الألف، والكسرة، والياء، وحَذْفُ النون.
الفتحة ومواضعها
وتكون الفتحة علامة على أن الكلمة منصوبة في ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: الاسم المفرد.
والموضع الثاني: جمع التكسير.
والموضع الثالث: الفعل المضارع الذي سَبَقَهُ ناصب، ولم يتصل بآخره ألفُ اثنين، ولا واو جماعة، ولا ياء مخاطبة، ولا نون توكيد، ولا نون نسوة.
1. أما الاسم المفرد فقد سبق تعريفه.
– والفتحة تكون ظاهرة على آخره في نحو" لقيتُ عليًّا " ونحو: " قَابَلْتُ هِنْدًا " فَـ عليًّا، وهندًا: اسمان مفردان، وهما منصوبان؛ لأنهما مفعولان، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة. والأول مذكر، والثاني مؤنث.
-وتكونُ الفتحةُ مُقَدَّرَةً، مثل: لَقِيتُ الْفَتى ,, حَدَّثْتُ لَيْلَى
فالفَتى وَلَيْلَى: اسمان مفردان منصوبان؛ لكون كلٍّ منهما واقع مفعولًا به، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والأول مذكر والثاني مؤنث.
2. وأما جمع التكسير فقد سبق تعريفه أيضًا (في الدرس السابق):
– والفتحة قد تكون ظاهرة على آخره مثل:
صَاحَبْتُ الرِّجَالَ ,, رَعَيْتُ الْهُنُودَ
فالرجال والهنود جَمْعَا تكسير منصوبان، لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة، والأول مذكر، والثاني مُؤَنث.
– وقد تكون الفتحة مقدرة مثل:
قوله تعالى: ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ﴾ وقوله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الأيَامَى ﴾
فَسُكَارَى والأيَامَى: جَمْعَا تكسير منصوبان؛ لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
3. وأما الفعل المضارع المذكور فنحو قوله تعالى: ﴿ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ﴾ فنبرح فعل مضارع منصوب بلَنْ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وقد تكون الفتحة مقدرة، وذلك في الفعل المعتل الآخر بالألف نحو:
" يَسُرُّنِي أن تَسْعَى إلى المَجْدِ " فتسعى: فعل مضارع منصوب بأنْ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
– فإن اتصل بآخر الفعل المضارع ألف اثنين أو واو جماعة أو ياء مُخَاطَبة لم يكن نصبه بالفتحة، وإنما بحذف النون، والألف أو الواو أو الياء فاعل مبني على السكُون في محل رفع، (وسنعرف توضيح ذلك فيما بعد عندما ندرس العلامات الفرعية).
– وإن اتصل بآخره نون توكيد ثقيلة، نحو: " والله لَن تَذْهَبَنّ " أو خفيفة " والله لَنْ تَذْهَبَنْ " فهو مبني على الفتح في محل نصب.
– وإن اتصل بآخره نون النسوة، نحو: " لَنْ تُدرِكْنَ المَجْدَ إلَّا بالْعَفَافِ " فهو حينئذ مبني على السكون في محل نصب.
ثالثاً: الجزم
ولا يأتي إلا في الفعل المضارع, وعلامته الأصلية هي السكون وتكون في الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم يتصل بآخره شيء.
مواضع السكون
الموضع الأول: إذا أتى بعد أداة الشرط التي تجزم فعلين, مثل:
إن تجتهد تنجح
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
تجتهدْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
تنجحْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لأنه جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
الموضع الثاني: إذا وقع جواباً للأمر أو الدعاء أو الطلب, مثل:
اجتهد تربحْ :مجزوم لأنه وقع في جواب الأمر
وتقدير الجملة: إن تجتهد تربح.
الموضع الثالث: إذا جاء بعد (لم) النافية, مثل:
لم يذاكرْ محمد
لم: حرف نفي وجزم وقلب (وذلك لأنها تقلب معنى الفعل المضارع إلى المُضي)
يذاكر: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون
(والجملة تعني أن محمد لم يذاكر في الماضي والفعل (عدم المذاكرة) ممتد إلى الحاضر).
الموضع الرابع: إذا جاء بعد (لا) الناهية, مثل:
لا تهملْ في دروسك
الموضع الخامس: إذا جاء بعد (لام) الأمر, مثل:
لتجتهد في دروسك ,, (لينفق كل ذي سعة من سعته)
ثالثاً: علامات الخفض
وَلِلْخَفْضِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: الْكَسْرَةُ، وَالْيَاءُ، وَالْفَتْحَة
ويمكنك أن تعرف أن الكلمة مخفوضةٌ إذا وجدت فيها واحدًا من ثلاثة أشياء:
الأول: الكسرة، وهي الأصل في الخفض.
والثاني: الياء.
والثالث: الفتحة، وهما فَرْعَانِ عن الكسرة ؛ ولكل واحد من هذه الأشياء الثلاثة مَوَاضع يكون فيها، سنذكر لك مواضعها تفصيلًا فيما يلي.
الكسرة ومواضعها
الموضع الأول: الاسم المفرد المنصرف، وقد عرفت معنى كونه مفردًا، ومعنى كونه منصرفًا: أن الصرف يلحق آخِرَه.
والصَّرْفُ: هو التَّنْوين، نحو: " سَعَيْتُ إلى مُحَمَّدٍ " ونحو: " رَضِيتُ عَنْ عليٍّ ". ونحو: " اسْتَفَدْتُ مِنْ مُعَاشَرَةِ خَالِدٍ ". فكل من " محمد " و"علي " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة. و"خالد" مخفوض لإِضافة ما قبله إليه، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضًا.
ومحمد وعلي وخالد: أسماء مفردة، وهي منصرفة، لِلُحُوقِ التنوين لها.
والموضع الثاني: جمع التكسير المنصرف، وقد عرفنا مما سَبَقَ معنى جمع التكسير، وعرفنا في الموضع الأول هنا معنى كونه منصرفًا.
وذلك نحو: "مَرَرْتُ بِرِجَالٍ كِرَامٍ " ونحو: " رَضِيتُ عَنْ أصْحَابٍ لَنَا شُجْعَانٍ "
فكل من " رجال وأصحاب " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة، وكل من " كرام، وشُجعَان " مخفوض؛ لأنه نعت للمخفوض، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضًا، ورجال وأصحاب وكرام وشُجْعَان: جموعُ تكسير، وهي منصرفة ؛ للحوق التنوين لها.
والموضع الثالث: جمع المؤنث السالم، وقد سبق تعريفه..وذلك نحو:
" نَظَرْتُ إلى فَتَيَاتٍ مُؤَدَّبَاتٍ "،, "رَضِيتُ عن مُسْلِمَاتٍ قَانِتَاتٍ "
فكل من " فَتَياتٍ، وَمسلمات " مخفوض؛ لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة. وكل من "مؤدَّبات، وقانتات " مخفوض؛ لأنه تابع للمخفوض، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضًا، وكل من: فتيات، ومسلمات، ومؤدبات، وقانتات: جمع مؤنث سالم.
الأسئلة:
– في كم موضع تكون الفتحة علامة على النصب؟
– مثّل للاسم المفرد المنصوب بمثالين أحدهما منصوب بفتحة ظاهرة والآخر منصوب بفتحة مقدّرة.
– مَثِّل لجمع التكسير المنصوب .
– بماذا يُنْصبُ الفعل المضارع الذي اتصل به ألف اثنين.
– استعمل الكَلِمَات الآتية في جمل مفيدة بحيث تكون منصوبة:
الحقل، الزهرة، الطلاب
– كم موضع يكون السكون علامة ًللجزم؟
– ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية فعلًا مضارعًا مناسبًا، ثم بيّن علامَة إعرابه:
(أ) الكسول ….. إلى نفسه ووطنه.
(ب) إذا أساءك بعض إخوانك فلا ……
(ج) لَنْ ….. المَجْد إلا بالعمل والمثابرة.
(د) يَسُرُّني أن ….. إخْوَتَكَ.
– ما هي المواضع التي تكون الكسرة فيها علامة على خفض الاسم؟
– ما معنى كون الاسم مفردًا منصرفً
– مثّل لجمع المؤنث السالم المجرور بمثالين.