إن التعليم الناجح لن يتحقق إلا بوجود معلم يتمتع بصفات ومهارات متميزة في قيادة عملية التعليم، وقد أورد (حسن زيتون) بعضاً من سلوكيات المعلمين التي تقود إلى النجاح تحت عنوان "كن هذا المعلم" نورد منها:
1-كاسر الجليد.
وهو المعلم الذي يحرص على كسر حاجز الغربة (الجليد) بينه وبين طلابه بحيث تبدأ الألفة والتواصل والتفاعل المشترك بينهما من أول وهلة.
2-المدردشاتي .
وهو الذي لا يتعجل الدخول في الدرس الجديد مع بداية الحصة، بل يحرص على إدارة حديث مع طلابه قبيل وأثناء الدقائق الأولى من الحصة وعادة ما يغطي هذا الحديث أحوال الطلاب واستفساراتهم وطلباتهم واهتماماتهم وشواغلهم، وكذا يعطي بعض التعليمات الموجهة إليهم والأخبار المتعلقة بهم. (* وهو بحسب تعبير (زيتون) المعلم الذي يميل إلى التحاور والتناقش (الدردشة) مع طلابه في أمورهم الشخصية والمجتمعية من خلا حديث عذب مفعم بالمودة والألفة.)
3-المحرك.
وهو المعلم الذي لديه قناعة كبيرة بأهمية إطلاق الشرارة الأولى في بداية الدرس بمعنى أنّ لديه اعتقاداً راسخاً في أهمية التهيئة الحافزة، ومن ثم فهو يسلك في تدريسه وفق هذا الاعتقاد، فنجده حريصاً على تهيئة الطلاب لموضوع الدرس الجديد، وحريصاً أيضاً على تنويع أساليب التهيئة، فيختار ما يناسب درسه.
4-المعلم الحفار.
وهو الذي يشجع طلابه على اكتشاف المعرفة بأنفسهم ويقدم لهم العون والإرشاد عند الضرورة، فنجده من المتحمسين للتدريس الاستقصائي.
5- فنّان العرض.
وهو المعلم الذي يشبه فنان عرض البضاعة في واجهة المحلات؛ إذ يقوم الأخير بتوظيف ما لديه من فنون لعرض البضاعة بشكل يجذب الآخرين للنظر إلى البضاعة ومن ثم دخول المحل لشرائها) نظراً لحسن تنسيق العرض، استخدام الإضاءة، إبراز نواحي الجمال، تحريك البضاعة المعروضة آلياً، التعريف بالبضاعة من حيث مكوناتها، سعرها، بلد الصنع، وضع خلفية مناسبة للمعروضات.الخ.
6-الحفّاز.
وهو هنا يشبه المادة الحافزة catalyst التي تنشّط التفاعل الكيميائي بين مادتين وتعمل على استمرار هذا التفاعل بينهما حتى يتم الانتهاء من التفاعل. أي أن المعلم الحفّاز يسعى إلى إثارة الرغبة لدى الطلاب (للتفاعل) مع موضوع التعّلم وتوجيههم للاستمرار في هذا التفاعل من خلال ممارسة أنشطة التعلم حتى تحقق أهداف التعلم المرجوة.
7-المعلم المغناطيسي.
وهو المعلم الذي لديه قناعة كبيرة في أهمية الاستحواذ على انتباه طلبته طوال الوقت، بمعنى أنّ لديه اعتقاداً راسخاً في مقولة: أنّه لا تعلّم بلا انتباه ومن ثم يسلك في تدريسه وفق هذا الاعتقاد، ونجده مثل المغناطيس القوي الذي يجذب برادة الحديد مهما بعدت عنه ومهما كانت صغيرة الحجم ، إنه المعلم اليقظ الذي لا تفوته شاردة أو واردة في قاعة الدرس.
8-صانع السبح.
وهو المعلم الذي يعد ملخص الدرس في صورة نقاط جوهرية مفتاحيه، ويحاول أن يربط بينهما ، فتكون هذه النقاط أشبه بحبات المسبحة التي يربطها خيط واحد، فهو يلم محتوى الدرس ويوجزه في كل متكامل.
9-الجنتل
الذي يعامل طلابه برقة واحترام واهتمام ومجاملة، وبروح تتميز بالتلقائية والمرح ويكون حريصاً على كسبهم لصفه دون أن يتم ذلك على حساب هيئته أو على حساب خرق القواعد الصفية المنظمة لعملية التدريس أو خرق الأصول الأخلاقية لمهنة التدريس.
10-الحكيم
وهي أهم صفة يحتاج إليها المعلم للتعامل مع سلوكيات الشغب وتظهر الحكمة في فطنته في توقع أسباب هذه السلوكيات، ومن ثم العمل على منعها وفي هدوء أعصابه وتعامله بروية وصبر وأدب مع محدثي هذه السلوكيات من الطلاب وكذا في قدرته على اختيار البديل المناسب من الأساليب لضبط حالة النظام في الصف)
إذ أن الصف يحتاج إلى معلم يضبط أحداثه .( 1)
إن الاتجاه الجديد في التدريس أن يجعله المعلم " شيئاً مختلفاً عن المألوف ، وأن يكون فيه شيء من جديد يبعث على المتعة، ويجلب الانتباه في جو نفسي يبعث على الراحة والاطمئنان ، وعندما يكون معلماً مميزاً قد عرف طريقه إلى النجاح، وإلى إحداث تقدم مضطرد عند طلبته على اختلاف مستوياتهم في الذكاء والتحصيل ، كل بما عنده من قدرات وطاقات."(2)
كما أن "معلمي المستقبل الجيدين سيظلون يقومون ويعملون بما هو أكثر من تعريف الطلاب بكيفية العثور على المعلومات من خلال طريق المعلومات السريع فسيظل مطلوباً منهم أن يدركوا متى يختبرون، ومتى يعلقون، أو ينبهون أو يثيرون الاهتمام، وسيظل مطلوباً منهم أن ينموا مهارات الطلاب في مجال الاتصال الشفهي والكتابي، كما سيستخدمون التقنية كنقطة بداية أو كوسيلة مساعدة. إن المعلمين الناجحين سيعملون بوصفهم مدربين وشركاء وكمنافذ خلاّقه ، وجسور اتصال بالعالم". (3)
وندعوا الله ان تجتمع فينا جميع هذه الصفات
على مسامتك الرائعة واتمنى أن لا تحرمينا من نورك لتضيئي دروبنا
فنحن بك ومعك نزداد تألقا
أشكركم على التواصل الدائم معنا
وشكرا لحسن الانتقاء
طارق