– لا تطرد الطلبة خارج الصف، لأن ذلك دليل على عجزك
عن حل المشكلة، إن الغرض من العقاب السعي إلى ما فيه مصلحة الطلبة، وإن حرمان الطالب من
الدرس معناه تضييع الفرصة عليه للتعليم، ومن جهة أخرى فإن بعض الطلبة قد يقومون بالمشاغبة
لكي يطردوا من الصف في بعض الأحيان، لكي يتمكنوا من الذهاب للفناء للعب، أو على الأقل حتى
يرتاحوا من درس لا يحبونه أو من معلم ثقيل على أنفسهم لا يودون رؤيته أو سماع صوته.
42 – أحضر جميع مستلزماتك من وسائل وأدوات وطباشير حتى لا تضطر إلى إرسال طالب أو أكثر
للخروج من الصف ليحضروا لك ما تريد، فتفوّت عليهم سماع الدرس، أو أنك تنتظر عودتهم فتترك
مجالاً للفوضى .
43 – كن على علاقة ودية مع الطلبة داخل الصف وخارجه حتى تكسب ثقتهم واحترامهم، ويقتنعوا
بأنك تهتم بهم وتسعى لما فيه مصلحتهم فينقادوا إليك طائعين مختارين .
44 – لا تحاول جرح شعور الطلبة أو أن تهزئهم أو أن تسخر منهم أو من أشكالهم، أو من أجناسهم
أو من قبائلهم أو من أسمائهم، أو أن تلقبهم بأسماء نابية .
45 – لا تهدد كثيراً أو تكثر من الوعيد في أمور لا تستطيع أن تقوم بها، أو تقول ما لا تفعل، فيصبح
تهديدك من سقط الكلام ؛ فتسقط هيبتك في نظر الطلبة ويتجرءون عليك .
46 – كن رحيماً، وأشعر الطلبة بالمودة والأمان والاطمئنان ؛ حتى تكسب ثقتهم ورغبتهم في
الانتباه إليك بدافع ذاتي نابع من أنفسهم .
47 – إذا أمرت بشيء فتأكد من أنك تُجاب إلى طلبك ؛ حتى تجد لأمرك القادم التجاوب المطلوب
مستقبلاً .
48 – إذا طلبت من الطلبة القيام بعمل ما، فلابد أن تكون أوامرك حازمة تشعر بوجوب تنفيذها، وأن
يظهر ذلك على نبرات صوتك وطبقاته، ولهجتك حتى يشعر الطلبة بجديتك وإصرارك .
49 – لتكن أوامرك معقولة، فلا تسن أعداداً كبيرة من القواعد والقوانين الثانوية التافهة، ولذا فإننا
ننصح المعلم بتذكر الحكمة التي تقول : إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع .
50 – كن واثقاً من نفسك وليظهر ذلك على كلامك وأسلوبك ولهجتك، فإن ذلك مدعاة لأن يثق بك
الطلبة ويُقبِلون على ما تقوله .
51 – لا تكن متشدداً في أمورك، ولتكن طريقتك في التعامل مع الطلبة معتمدة على سياسة
من غير عنف والعطف من غير ضعف، أو بعبارة أخرى : لا تكن يابساً فتكسر ولا ليناً فتعصر .
52 – يجب أن تتحلى بالصبر والأناة والتأني وضبط النفس ؛ لأن المعلم العصبي الذي يثور لأتفه
الأسباب يُشقي نفسه، ويكون فُرجة للطلبة الذين يتلذذون بمنظره وهو يثور ويرغي ويزبد، ويضرب
الأرض برجليه ويصل بصوته إلى خارج الصف .
53 – تحلى بالعفو والتسامح، وقدم حسن الظن وتلمس الأعذار، فهذا من شأنه كسب مودة
الطلبة .
54 – كن عادلاً في تعاملك مع الطلبة، فلا تفرق بين صغير وكبير وأسود وأبيض، ولا تميز بين غني
وفقير، وقبيح ووسيم وقذر ونظيف، فالعدل في المعاملة أساس التقارب بينك وبين الطلبة حتى لا
تثير سخط بعض الطلبة وتذمرهم، مما يؤدي إلى انفعالهم وعقوقهم وحقدهم .
55 – الإخلاص في العمل، وهذا ما يجعل الطلبة يقدرونك ويهتمون بالدروس التي تلقيها، ويثقون
في ما تقوله ويكونون آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة، وينقادون لك طائعين مختارين لشعورهم بأنك أب
مرب لهم فلا يظهر منهم ما يخل بآداب السلوك .
56 – اكتسب ثقة الطلبة، وذلك بالتحدث إليهم ونصحهم خارج الصف، لأن النصيحة مهما كانت
وممن كانت لا بد أن تتم انفرادياً، فالنصح العلني نوع من التوبيخ والعقاب والتقريع .
57 – قف وأنت تكتب على السبورة بزاوية تمكنك من رؤية الصف أو جانب منه على الأقل حتى
يشعر الطلبة أنهم تحت الملاحظة، أما إذا أعطيتهم ظهرك لمدة طويلة أو أطلت الالتفات إلى
السبورة، فإن ذلك مدعاة للهرج والمرج والعبث واللهو والقيل والقال .
58 – ومن الحيل التي قد يلجأ إليها بعض البارعين من المعلمين، أنه إذا لمح طالباً بدأ يثير نوعاً من
الشغب أو أنه بدأ يتحرك لأخذ قلم زميله، أو شد شماغه، أو بدأ يتحدث مع أحد زملائه، فإنه
يتغاضى عنه ويدير وجهه للسبورة كلياً وينادي دون أن ينظر للصف : يا محمد اعتدل في جلستك، أو
اترك قلم زميلك، أو لا تشد شماغ زميلك، أو انتبه ولا تتحدث مع جارك علي .. الخ، فيظن الطلبة أن
المعلم يرى بأعين خلف رأسه مما يغرس الهيبة في نفوسهم .
59 – عود الطلبة على أن يحترموا ويقدروا آراء بعضهم البعض، وإذا وجدت وجهات نظر مختلفة، أو أراد
أحدهم تقديم اعتراض وجيه، فعليه تقديم ذلك بكل أدب وبدون تهكم أو سخرية أو سوء نية،
وبالمقابل، فإن المعلم القدير هو الذي يعلم المخطئ شكر زميله الذي دله على الصواب، وأن يعلم
الجميع كيف يغبطون المتفوقين ويهنئونهم .
60 – لا تلجأ إلى الطريقة الإلقائية إلا عندما لا تجد طريقة أخرى لعرض المادة أفضل منها ؛ لأن
الإلقاء الطويل يؤدي إلى انصراف الطلبة عن الدرس ويدفعهم إلى المشاغبة والخروج على النظام،
أما إذا اضطررت إلى استخدام الطريقة الإلقائية، فيجب أن تراعي استخدام الوسائل التعليمية
المناسبة، واستخدم التلميحات غير اللفظية، كالإشارات والإيماءات وتعبيرات الوجه واستعمال
طبقات الصوت ونبراته في تمثيل المعاني والمشاعر والأحاسيس المختلفة، هذا من جهة، ومن
جهة أخرى فإنه يستحسن أن يقوم المعلم بالتنويع بين استعمال الإلقاء والمناقشة بين الحين
والآخر .
61 – لا تتبع طريقة واحدة في العرض، بل نوع من طرق العرض لإبعاد الرتابة والسأم والملل من
نفوس الطلبة .
62 – صن نفسك ودرسك عن اللغط والجدل والكلام الفارغ، فإن ذلك يؤدي إلى العداوة والبغضاء
والتنافر والشحناء وعدم التآلف .
63 – قد يختل النظام إذا كانت سرعة التدريس لا تناسب الطلبة، فإذا أسرع المعلم في عرض
الدرس أكثر مما ينبغي، سرعان ما ينعزل الطلبة عن المعلم بشيء آخر، أو ينصرفوا إلى أحلام
اليقظة بعيداً عن الدرس، أو يتهامسون أو يضحكون بصوت مرتفع بين حين و آخر على ملاحظات
يبدونها فيما بينهم، وكذلك الأمر إذا كان الدرس يسير أبطأ مما يجب، فإن ذلك مدعاة إلى انصراف
الطلبة إلى شيء بعيد كل البعد عن الدرس وأهدافه .
64 – اغرس في نفوس الطلبة الثقة في أنفسهم والقدرة على تحمل المسؤولية، وذلك بإشراك
الطلبة في تحسين الجو المدرسي وذلك بتأليف مجلس الطلبة، وجعله مسؤولاً عن حل مشاكل
الطلبة الضبطية التي تحدث في المدرسة ككل، أو الصف بشكل خاص .
65 – تحدث مع الطلبة المشاغبين خصوصاً كبار السن منهم، وحثهم على الالتزام بالنظام وطالبهم
بأن يكونوا هم مسؤولين عن النظام، وحاول أن تقنعهم بأن مشاغبة بقية الطلبة يؤثر على
تحصيلهم، ويكونوا سبب رسوبهم فيتضرروا هم أكثر ؛ لأن أعمارهم أكبر من الباقين .
66 – إذا حدث وأن اختل نظام الصف، فعلى المعلم أن يتخذ بعض الإجراءات المؤقتة التي تحفظ
النظام المطلوب، وليس معنى ذلك أنه توجد بعض الأساليب الثابتة التي تصلح لكل حالة، وإنما
يستطيع المعلم استعادة ضبط الصف من خلال خبراته ومعرفته بالأساليب المناسبة للوضع الذي
هو فيه. وحبذا لو حاول المعلم معرفة دواعي الفوضى والشغب بعد
انتهاء الحصة، وحث الطلبة على عدم الفوضى والشغب بأسلوب ودي وأخوي، ويعرفهم بقيمة
المعلم ويغرس في نفوسهم العقيدة الإسلامية الصحيحة بتعريفهم بثواب طالب العلم وفضله حتى
على أهل الجهاد، وتعرفهم كذلك حق المعلم عليهم وفضله وأنه كالوالد، بل أكثر من الوالد ؛ لأن
الوالد قد يكون سبب السعادة الدنيوية، وأما المعلم قد يكون سبب السعادة الأبدية في الآخرة إن
شاء .