[شهدت السنوات الأخيرة ثورة في مفهوم التقويم وأدواته ،. إذ أصبح للتقويم أهدافاً جديدة ومتنوعة ،. فقد اقتضى التحول من المدرسة السلوكية – التي تؤكد على أن يكون لكل درس أهداف عالية التحديد مصوغة بسلوك قابل للملاحظة والقياس – إلى المدرسة المعرفية التي تركز على ما يجري بداخل عقل المتعلم من عمليات عقلية تؤثر في سلوكه ، والاهتمام بعمليات التفكير وبشكل خاص عمليات التفكير العليا مثل بلورة الأحكام واتخاذ القرارات ، وحل المشكلات باعتبارها مهارات عقلية تمكّن الإنسان من التعامل مع معطيات عصر المعلوماتية ، وتفجر المعرفة ، والتقنية المتسارعة التطور .
وبذلك أصبح التوجه للاهتمام بنتاجات تعلم أساسية ،من الصعب التعبير عنها بسلوك قابل للملاحظة والقياس يتحقق في موقف تعليمي محدد .
وهكذا فقدت الأهداف السلوكية بريقها الذي لمع في عقد الستينات ، ليحل مكانها كتابة أهداف حول نتاجات التعلم Learning outcomes والتي تكون على شكل أداءات أو إنجازات Performance يتوصل إليها المتعلم كنتيجة لعملية التعلم .
وهذه النتاجات يجب أن تكون واضحة لكل من المعلم والمتعلم وبالتالي يستطيع المتعلم تقويم نفسه ذاتياً ،ليرى مقدار ما أنجزه مقارنة بمستويات الأداء المطلوبة
وهكذا أصبح التقويم هو التقويم الذي يعكس إنجازات الطالب ويقيسها في مواقف حقيقية. فهو تقويم يجعل الطلاب ينغمسون في مهمات ذات قيمة ومعنى بالنسبة لهم ، فيبدو كنشاطات تعلم وليس كاختبارات سريعة يمارس فيه الطلاب مهارات التفكير العليا ويوائمون بين مدى متسع من المعارف لبلورة الأحكام أو لاتخاذ القرارات أو لحل المشكلات الحياتية الحقيقية التي يعيشونها .
و لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للطالب في المواد المختلفة بل تعداه لقياس مقومات شخصية الطالب بشتى جوانبها وبذلك اتسعت مجالاته وتنوعت طرائقه وأساليبه.
ويهدف التقويم الحديث إلى :
• تطوير المهارات الحياتية الحقيقية .
• تنمية المهارات العقلية العليا .
• تنمية الأفكار والاستجابات الخلاقة والجديدة .
• التركيز على العمليات والمنتج في عملية التعلم .
• تنمية مهارات متعددة ضمن مشروع متكامل .
• تعزيز قدرة الطالب على التقويم الذاتي .
• جمع البيانات التي تبيّن درجة تحقيق المتعلمين لنتاجات التعلم .
• استخدام استراتيجيات وأدوات تقويم متعددة لقياس الجوانب المتنوعة في شخصية المتعلم .
وعلى هذا فإن التقويم الواقعي يركز على :
§ المهارات التحليلية ، وتداخل المعلومات .
§ الإبداع ويعكس المهارات الحقيقية في الحياة ممارسةً واتقاناً .
§ العمل التعاوني .
§ تنمية مهارات الاتصال الكتابية والشفوية .
§ التوافق مع أنشطة التعليم ونتاجاته ،ويوجه المنهاج .
§ التداخل مع التعليم مدى الحياة ،ويعد الطالب لمواجهة المشكلات ومحاولة حلها .
هذه كلمات مختصرة حول استراتيجيات التقويم الواقعي اختصرتها لكم من ورقة بحثية للدكتور مراد عوض
لعلها تجد صدى في نفوس المتحفزين ضد التقويم المستمر الذي انتهجته وزارة التربية مؤخراً .
هذا وأسأل الله تعالى التوفيق للجميع.
/SIZE]