التربية بالضرب ..(1)
التوازن في تربية الطفل أمر مطلوب، واللين والرأفة هي الأصل في التعامل معه، ولكن ..هل تعني الليونة إفساح المجال للطفل ليفعل ما يشاء وينطق بما يشاء ويتصرف كما يشاء؟
إن القواعد والضوابط التي ينبغي أن تكون حاضرة في حياتنا الأسرية وفي علاقتنا مع أبنائنا، تعتبر- من الوجهة العلمية والتربوية والدينية- ضرورة لاستقامة الطفل والحياة الأسرية. والتربية هي جهد مبذول يحتاج إلى نفس طويل وصبر وتأن وبرمجة يومية ومتابعة جيدة لنرى بعد ذلك الثمار والنتائج الإيجابية بعد فترة من الزمن، وإن كان التعجل مفسدة في كل شيء، فإنه يعد قاتلاً للسلوك الإيجابي، قاتلاً للقدرات الكامنة في شخص الطفل، والتعجل يدفع الآباء والأمهات في الغالب إلى اللجوء لوسائل تربوية غير صحيحة من أجل رؤية النتائج سريعاً على أبنائهم، ومن هذه الوسائل العقاب البدني والضرب. ويمعن الكثير من الآباء والمربين في استخدام الضرب، ويستشهدون بنصوص في غير موقعها ويجزئون النصوص, يأخذون منها ما يريدون, ويتركون ما لا يماشي حججهم. وإن أقوى وأشهر ما يستدل به مؤيدوا أسلوب العقاب البدني- الضرب- حديث النبي e الذي رواه أبو داود بإسناد حسن: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" بينما المتمعن في الحديث الشريف يجد أنه من أقوى الأدلة على أن أسلوب الضرب وإن كان عقوبة جائزة شرعاً, إلا أن له ضوابط شديدة حتى يؤتي ثماره، لذلك كانت هذه الوقفات التربوية مع هذا الحديث الشريف: 1- تعويد الأطفال على الصلاة والعبادات يبدأ في سن السابعة: وهذه واضح من صيغة الأمر في "مروا" والأمر يفيد الوجوب، والحكمة من ذلك أن يستأنس الطفل ويعتاد على الصلاة، فيسهل عليه إقامتها إذا وصل سن البلوغ والتكليف. 2- الطفل أكثر استعداداً في سن السابعة: يشير الحديث إلى أن تدريب الطفل وتعويده على الصلاة في هذا السن أنسب لطبيعته، فهو حينئذ أسلس قياداً وأسرع مواتاة وأميل إلى التقليد، ولم تغلب عليه عادات تمنعه، بل هو في طور بناء عاداته السلوكية وعزيمته مرتفعة قوية لا تشوبها شائبة. 3- التدرج في التعليم سنة تربوية وطبيعة بشرية: فثلاث سنوات من العمل والتدريب والتشجيع كافية لأن يلتزم الطفل بالصلاة, ويبرمج عليها عقيدةً وسلوكاً ونظاماً في حياته، وهذه السنوات الثلاث تعد تدرجاً في الالتزام الكامل بالصلاة. 4- مسئولية الكبار أعظم.. وقد يضرب الكبير على تقصيره في حق الصغير: لا نكاد نجد من المهتمين بالمجال التربوي من يطرح هذا السؤال: متى نضرب الآباء والأمهات؟ وقد يكون هذا السؤال أهم بكثير من: متى نضرب الأطفال؟ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كلاماً رائعاً في هذا المجال: (ويجب على كل مطاع أن يأمر من يطيعه بالصلاة، حتى الصغار الذين لم يبلغوا، قال النبي e: "مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع" ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً، لأنه عصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ) مجموع الفتاوى 22/50 5- ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية: هذا الحديث فيه دليل وهداية للمربين على أن فترة ثلاث سنوات تعتبر فترة كافية لإحداث البرمجة الإيجابية، ثلاث سنوات تعنى (5475) صلاة مرّت على الطفل، و(5475) وقت انتظم فيه الطفل، وهذا العدد من التكرار يعد كافياً بشكل كبير لبرمجة الطفل على إقامة الصلاة اعتقاداً وممارسة وإدارة للوقت نظاماً وانتظاماً. وأي طفل خضع لهذا العدد الهائل من التكرار لا يمكنه أن يشذ على الصلاة أو يتركها ولا يفعل ذلك إلا الحالات الشاذة .. والشاذ لا يقاس عليه . 6- الصلاة أنموذج للتعامل مع باقى السلوكيات: الصلاة عمود الدين وركن أساس في الإسلام, وتركها كفر عند جمهور العلماء، وتركها جحوداً كفر بالإجماع.. ولهذه المكانة العظيمة للصلاة خصصها النبي صلى الله عليه وسلمبالحديث: "مروا". والسؤال المطروح هل يضرب الطفل مثلاً على عناده وهو ابن ثلاث سنوات؟ أو عن كثرة حركته؟ أو عن تخريبه لأثاث البيت؟ أو عن كذبه أحياناً؟ مهما اختلفنا حول الإجابة..فإننا لا يمكن أن نختلف على دور الأب والأم التربوي .. وهو تعليم الطفل لفترة ثلاث سنوات قبل أن يحق لنا اللجوء إلى العقاب. علماً بأن الكثير من سلوكيات الطفل المزعجة هي علامات النمو السليم في حياته.. والجهل وقلة الصبر يجعلانها مزعجة.. وقياساً على الصلاة فإنه يفهم من الحديث ما يلى: أ- ثلاث سنوات من التعليم : بمختلف الوسائل التشجيعية والتدريبية. ب- لا يضرب الطفل قبل عشر سنوات: ضرب الطفل قبل أن يصل سن عشر سنوات فيه منافع يراها الآباء عاجلاً..لكن مفسدته على المدى الطويل أكبر بكثير. 7-الرسول صلى الله عليه وسلم ما ضرب قط: إن الإستدلال بحديث الضرب مطلوب ولكن بفهم الحديث فهماً شمولياً، والمطلوب كذلك الاستدلال واستحضار أنه صلى الله عليه وسلم ما ضرب امرأة له، ولا خادماً، ولا ضرب شيئاً بيده قط، إلا في سبيل الله تعالى أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله. 8- التأديب بالإحترام والتقدير والمحبة والثقة، لا بالإرهاب والضرب!! يظن البعض أن الضرب يمنح المربين هيبة في نفوس الأبناء فينفذون ما يمليه عليهم المربي دون نقاش، ولهؤلاء نقول: ومن قال أن التربية الناجحة هي التي تقوم على الخوف والرهبة من المربين سواء كانوا آباء أو مربين؟ إننا نريد التأديب القائم على الإحترام والتقدير القائم على المحبة والثقة لا على الخوف والهيبة والعصا. إن طبيعة الطفل إنه يحترم ويقدر من يحب لا من يخاف, والسلوك المطلوب أن نجعل الطفل يحبنا ويخاف غضبنا بتوازن, ومن يغلب جانب الغضب يولد عند الطفل دوافع سلوكية نابعة من خارج نفسه وذاته بينما المطلوب تربوياً أن يكون الدافع نابعاً من داخل الإنسان ويُقَوّم هذا الدافع ويُزيَن بحوافز خارجية. والآن عزيزي المربي : وبعد هذه الوقفات مع هذا الحديث الشريف، أعتقد أنه أصبح لديك تصور جديد لقوله صلى الله عليه وسلم" واضربوهم عليها لعشر" فالعقوبة بالضرب هي نهاية المطاف وهي كالعلاج بالكي لا يكون إلا آخر الدواء، كما أننا إذا اضطررنا إليها فلها ضوابط كثير تجعلها مثمرة، نواليك بها في اللقاءات القادمة إن شاء الله. |
منقول..
وللموضوع بقية
بارك الله فيك /وجزيت خيرا
جزاك الله كل خير
وحقيقة انه الضرب لم يمنع في ايام دراستنا وكان له الاثر الايجابي
وسالت احد الاشخاص في الادارة بالمدرسه كيف وصلت الى هذا الكرسي في اقل فتره
اجاب بالجهود التي يرونها واضحه في الشباب والتزامهم
سالته كيف وضعت بصمتك على الشباب حتى اصبحو متفوقين وملتزمين بقوانين المدرسة
اجاب : بالضرب