الانجاز المرتفع
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى والشكر له على ما أولى من نعم سابغة وأحمده سبحانه وأتوب إليه.
إن من الأسس الأخلاقية الفاضلة في الإسلام خلق ((علو الهمة)) ويرجع هذا الأساس الأخلاقي إلى مجموعة من الظواهر الخُلقية مثل[الجد في الأمور،والإباء والترفع عن الصغائر والدنايا،والطموح إلى المعالي].
تعريف الهمة:-
هي ما هُمّ به من أمر ليُفعل ، والهِمة هي الباعث على الفعل وتوصف بعلوٍ أو سفول.
أقسام الهمة:-
1- وهبية 2- كسبية
الوهبية:-هي ما وهبه الله تعالى للعبد،وإذا عُنيت ورُعيت تصبح كسبية.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
((ولقد عرفت بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي،وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات،فإذا حُثت سارت،ومتى رأيت في نفسك عجزاً فسل المنعم،أو كسلاً فالجأ إلى الموفق،فلن تنال خيراً إلاّ بطاعته ولا يفوتك خيراً إلاّ بمعصيته.))
موقف الإسلام من خلق علو الهمة:-
الإسلام يحث على علو الهمة ويحرص على تربية المسلمين على هذا الخلق وعلى كل الظواهر الخلقية التي ترجع إليه.
فمن الملاحظ في الإسلام أن الإيمان والعمل قرينان، والعمل هو الظاهرة المادية لعلو الهمة في النفس.
ولقد كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بألوان تربية المسلمين على علو الهمة، ومن ذلك توجيهه لكسب أرزاقهم عن طريق الكدح والعمل،وتوجيههم للتنافس والتسابق في فعل الخيرات،وإلى معالي الأمور ورفع المنازل بالعمل الصالح وتعويدهم الجد في أعمالهم والقيام بها بهمة ونشاط،وأمرهم بالجهاد فيها ومجاهدة النفس،وفي مقابل ذلك ذم الإسلام التواني والكسل وأمر بالبعد عن اللهو وكل أمر لا فائدة منه.
الحث على علو الهمة من القرآن والسنة:-
تواردت نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة على حث المسلمين على ارتياد معالي الأمور والتسابق في الخيرات وتحذيرهم من سقوط الهمة وتنوعت(1) أساليب القرآن الكريم في ذلك:
أ) ذم ساقطي الهمة وتصويرهم في أبشع صورة:
1- كما قص الله علينا في قصة موسى-عليه السلام-لقومه:
((أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير))
2- وقال تعالى واصفاً حال اليهود والذين علموا فلم يعملوا((عُلمتم ما لم تعلموا))،في حين أنه امتدح يعقوب عليه السلام بقوله تعالى((وإنه لذو علم لما علمناه)).
3- وذم المنافقين المتخلفين عن الجهاد لسقوط همتهم فقال تعالى((رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)).
4- وشنع –عز وجل- على الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ويجعلونها أكبر همهم وغاية علمهم باعتبار هذا الإيثار من أسوأ مظاهر خسة الهمة فقال تعالى((فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق،ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب))
ب) ثناء الله تعالى على أصحاب الهمم العالية:
1- وفي طليعتهم الأنبياء والرسل قال تعالى((واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل)).
2- كما أنه أمر المؤمنين بالهمة العالية والتنافس في الخيرات قال تعالى((فاستبقوا الخيرات))
2) أما من أساليب السنة الشريفة:
فحدث ما شئت عن علو همة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوصاهم بذلك فقال((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)).
وكان عليه السلام يتعوذ بالله من(( العجز والكسل)) وقال لأصحابه((إن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفسافها)).
وطمأن أهل الهمة العالية بأن الله يمدهم بالمعونة على قدر سموهم فقال عليه الصلاة والسلام((إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة)).
وسائل ترقية الهمة:-
إن تطوير الإنسان لهمته والرقي بها أمر مطلوب،وإذا كان علو الهمة مطلب للناس جميعاً حث عليه رسولنا الكريم فإنه من الأجدر بنا كمعلمين ومعلمات أن نرقى بهممنا ونعلو أشرف مهنة على وجه الأرض ألا وهي مهنة التعليم،لذا فمن الأولى أن نكون أول من يحرص على رقي وعلو هممنا في التدريس لننال شرف الدنيا وثواب الآخرة.
وهذه جملة أمور تساعد على تطوير الهمم:-
1] المجاهدة:-
قال الإمام عيسى بن موسى((مكثت ثلاثين سنة اشتهي أن أشارك في أكل هريسة السوق فلا أقدر على ذلك لأجل البكور إلى سماع الحديث)).
2] الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله:-
فهو سبحانه القادر على أن يقوي إرادتنا ويُعلي هممنا ويرفع درجاتنا
((اللهم ارزقني عملاً صالحاً ترضى به عني))،((اللهم إني أسألك علما نافعاً وعملاً صالحاً))((اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني)).
3] اعتراف الشخص بقصور همته وأنه لابد له أن يطورها ويعلو بها:-
فهذان الأمران الاعتراف بالقصور،واعتقاد إمكانية التغير عاملان مهمان لابد منهما في تطوير الهمة وبدونهما لا يكون الشخص قد خطا خطوات صحيحة.
4] قراءة سير سلف الأمة:-
فكم من إنسان قرأ سيرة صالح مجاهد فتغيرت حياته إثر ذلك تغيراً كلياً وصلح أمره وحسن حاله.
5] مصاحبة صاحب الهمة العالية:-
كل قرين بالمقارن يقتدي.
6] مراجعة جدول الأعمال اليومي ومراعاة الأولويات:-
إذ كلما كان الجدول بعيداً عن الرتابة والملل كان أجدى في معالجة الهمة.
7] التنافس والتنازع بين الشخص وهمته:-
فعلى من يريد تطوير همته أن يضيف أعباءً وأعمالاً يومية لنفسه لم تكن موجودة في برنامج حياته السابق بحيث يُحدث نوع من التحدي داخله لإنجاز ما تحمله ويجب أن تكون هذه الإضافات مدروسة بعناية وإحكام حتى لا يصاب بالإحباط كما يجب أن تكون هذه الأعمال مبلغة للكمال(بإذن الله).
8] الدأب والتشوق للمعرفة:-
فمن استوى عنده العلم والجهل أو كان قانعاً بما له وما هو عليه
فكيف تكون همة أصلاً.قال تعالى((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)).
9] الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمةوتضيعها:-
كثير من الناس تضيع طاقاتهم في أمور لا تعود عليهم بالنفع بل قد يكون فيها كثير من الضرر .
ونختم تلك الأمور بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف))
والقوي هو صاحب العزم عالي الهمة الذي يواجه صعوبات الحياة والعمل ومراقي الكمالات بقوة وعزيمة وهمة عالية فيحرص على ما ينفعه ،ويبذل كل ما يستطيع من قوة لديه مستعينا بالله غير متخاذل ولا شاعراً بالعجز،أو خائف منه وكيف يعجز وعون الله يصاحبه إذا كان صادقاً مع الله.
قال البارودي
ومن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
والآن أختي المعلمة سوف نطبق الأساليب السابقة بأسلوب علمي عملي مستعينين بالله لنصبح معلمات ذوات همة عالية ننال به الأجر والثواب من عند الله .
قال صلى الله عليه وسلم((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه)).
قال تعالى((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
1) القوة من داخلك
إن من أصعب المهام في هذه الأيام هو التدريس ، فالتدريس اليوم أصبح معقداً أكثر مما سبق حيث يواجه المعلم بعض التحديات التي لم توجد في الماضي منها:
1- بعض الطلاب يحضرون للمدرسة وهم غير مستعدون للتعلم.
2- بعض الطلاب مشتتين وليس لديهم أي دوافع إيجابية للتعلم.
3- بعض الطلاب لديهم مشاكل في التركيز.
4- بعض الطلاب لديهم مشاكل سلوكية.
5- الأهل الذين لا يقدرون جهود المعلم.
6- الإدارة الغير متعاونة.
7- النقص في الموارد سواء المالية،الكتب،الخامات،والأدوات وغيره.
8- الأهل الذين لا يقدرون أهمية التعليم.
ولكن ما الذي يقوله المجتمع والمختصون حول تلك التحديات ؟إنهم في الحقيقة يلقون باللوم على المعلم ، ويطالبونه بــــ:
• أن يزيد من دافعية طلابه.
• أن يزيد من ثقتهم بأنفسهم.
• أن يساعدهم للوصول إلى أعلى قدراتهم.
ولكن من الذي سيحفز المعلم؟ من الذي سيعتني بثقته بنفسه؟من الذي سيساعده ليصل لأعلى كفاءة ؟
من وجهة نظري إن الأزمة التي يمر بها التعليم ليست بسبب المنهج ولكن هي بسبب التحديات التي تواجه عدد كبير من المعلمين، ولذلك نجد الكثير منهم فقدوا إيمانهم بقدرتهم على التأثير في حياة طلابهم.
إذن الإجابة على الأسئلة السابقة هي ج/المعلم نفسه.
يستطيع المعلم أن يسترد اعتقاده بقدرته على التغيير في طلابه
إن المعلم هو الذي يستطيع أن يقابل هذه التحديات بطرق إيجابية فعالة وأن يعمل تغير في طلابه،وأن يتمكن من عمل التغير الذي ينشده في فصله بالإضافة إلى ذلك شعوره بالسعادة بقدراته وإنجازاته.
يستطيع المعلم التأثير بعمق على حياة طلاب
كيف يصبح المعلم ذو همة( إنجاز عالي)؟
أي معلم يستطيع أن يصبح ذو إنجاز مرتفع ،وذلك عندما يؤثر إيجابياً على حياة طلابه،ويستطيع ذلك من خلال اختياره، فالاختيار يجعل رد فعله إيجابياً نحو التحديات التي تواجهه.
هذا السلوك(الاختيار)يعتبر الاستراتيجية الأولى التي يمكن للمعلم تعلمها و في الحقيقة يجب أن يتعلمها،لأن مستقبل الأمة يعتمد عليه(أي على المعلم) وذلك لأهمية وظيفته ،والاستراتيجية الثانية هي اعتقاد المعلم بقدراته،فإذا اعتقد المعلم أنه يستطيع فعل (….)فإنه سيستطيع بإذن الله أما إذا اعتقد بأنه لا يستطيع فهو فعلاً لن يستطيع.
إن اعتقاد المعلم بقدرته على التغير تنبع من إيمانه بقدراته الشخصية وبأنه يستطيع أن يعمل تغيراً كبيراً في حياة طلابه.
الفعالية عادة نستطيع أن نتعلمها
لقد ذكرت تلك القصة للتأكيد على أهمية دور المعلم ،هذه القصة تفيد بأن المعلم يستطيع أن يقابل التحديات مهما كانت وأن أي مشكلة لها حل.
إن المعلم الذي يطلق عليه ذو همة(( إنجاز عالي)) هو المعلم الذي يستطيع إخراج أو إظهار القدرات المميزة عند طلابه،والذي يتغلب على التحديات التي تقابله بفعالية والذي يرجع على منزله وهو في قمة الرضا والسعادة بنفسه وبإنجازاته، والذي يقول لنفسه (دائماً) أنا هنا من أجلهم فإذا لم أستطع التواصل معهم فمن الذي سيفعل ذلك؟أنا مهتم بهم،وقلق عليهم،أريد تعليمهم،أريد منهم أن يثقوا بي وبالطرق التي استخدمها معهم،والذي ينظر إلى عيونهم الصغيرة ويتخيلهم يقولون له((لو سمحت ساعدنا))ولهذا السبب فقط أنا معلم.
هناك حقيقتان تقود المعلم إلى الفعالية
الأولى:- كل طالب يستطيع أن يتعلم بإذن الله.
الثانية:- وأن كل معلم لديه القدرة على تعليم كل طالب بالفصل.
المعلم الفعّال:-
هو الذي:
1. من خلال تشجيعه للطالب يستطيع أن يخرج كل القدرات التي يمتلكها ويظهرها على هيئة سلوك إيجابي.
2. يحول فشل الطالب إلى نجاح مهما تطلب ذلك من جهد ووقت إي المعلم الذي لا يفقد الأمل في طلابه.
3. يستطيع التعامل والتواصل مع طلابه ويتقبلهم كما هم وذلك لأنه يحترمهم ويقدر خصوصياتهم وإمكاناتهم الفردية.
4. يعطي القليل من نفسه لكل طالب حيث أن الطلاب يرغبوا في التعامل معه.
خصائص المعلم الفعّال (صاحب الإنجاز المرتفع) :-
1. لديه رؤية واضحة ومحددة:أي يعرف تماماً ما الذي يريد أن يصل إليه في فصله كل يوم.
2. لديه إيمان إيجابي بقدراته :أي لديه اعتقاد بأنه يستطيع العمل بنجاح مع طلابه وذلك لعمل تغير في حياة طلابه.
3. يطور مهارات حل المشاكل : هذه المهارات التي تساعده على ابتكار وإنجاز الخطط التي تتغلب على التحديات المختلفة.
4. إدراكه بأن الاختيارات التي يقوم بها هي التي تؤثر على نجاحه.
5. تعلم كيف يبني علاقات إيجابية مع طلابهم بصرف النظر عن مدى تفوقهم وسلوكهم.
6. وأيضاً تعلم كيف يبني علاقات إيجابية مع الأهل والتي تجعله يقدر الجهد الذي يقوم به الأهل مع أبنائهم في المنزل.
7. الذي يحافظ على ردود الأفعال الإيجابية مع طلابه،والذي يعرف أن رد الفعل السلبي يعوق تعلمهم.
8. الذي يقدر احتياجه لفريق مساعد يسانده بإيجابية.
9. الذي تعلم كيف يخطط ويدير وقته وجهده ليستثمر مهاراته ومصادره.
إن تعلم تلك المميزات أو الاستراتيجيات الخاصة بالتدريس الفعّال ما هو إلاّ تطوير عادات جديدة في الاعتقاد وفي الشعور وفي الأفعال ولكن المشكلة هي أننا عندما نتعود على عمل ما فإننا نستصعب التغير.
الخلاصة:-
الذي يجعل المعلم صاحب إنجاز مرتفع ودافع أكثر للعمل هو التغير أي عليه أن يدرك بأن ما كان يفعله سابقاً يجب أن لايستمر في المستقبل ، كما عليه أن يدرك أنه باستطاعته تعلم حلول جديدة لمواجهة التحديات ولا ينسى أنه يستطيع:
تغير حياته من خلال اختياراته الدائمة.
التعلم ليصبح أكثر نجاحاً.
أن يقوي نفسه لعمل تغيرات في فصله يومياً.
أن يختار لعمل هذا التغير.
ليكون المعلم فعالاً هذا يرجع لاختياره ولكن لا تنسى أنت مدين لطلابك بهذا الاختيار والأهم أنت مدين لنفسك بهذا الاختيار.
أولاً الرؤية
بعض الدوافع وراء التحاق المعلم بمهنة التعليم:-
1- مساعدة الأطفال لاستخدام قدراتهم.
2- مساعدة الأطفال لزيادة ثقتهم بأنفسهم.
3- غرس المبادئ والقيم الإسلامية في نفوس الأطفال.
4- توجيههم الوجهة الصحيحة في الحياة.
مهما اختلفت دوافع المعلمين فإنها في النهاية لا تخرج (أو لا تبتعد) عن السابقة،وكل معلم (من المؤكد) يعرف ما الذي يريد أن يصل غليه في فصله ومع تلاميذه،ولا بد من أن لديه ما يركز عليه،وهذه ما نسميها أهدافه الذي يسعى لتحقيقها وهي تعتبر مفاتيح حماسه وثقته،ولكن المشكلة تكمن عندما تنسي أو تغمر المشاكل اليومية أهدافه.
من السهل النسيان خلال المشاكل
أحياناً نجد بعض المعلمين يعتبروا أن هدفهم يقف عند حدود اليوم الدراسي ولكن مثل هذا الهدف لا يترك أثرا قوياًً على التلاميذ،فنجد أن هؤلاء المعلمين هم الذين يعانون من الضغوط النفسية.
المعلم ذو الهمة لديه رؤية واضحة يرتبط بها في جميع الأوقات:-
إن الرضا الذاتي يأتي إذا ما حقق المعلم الأهداف الهامة له،أما إذا استبدلت هذه الأهداف باهتمامات وقتية فإن الشعور بعدم الرضا هو الذي سيحل بنا، فحتى يستعيد المعلم رضاه الذاتي ودافعيته فإنه يحتاج إلى أن يعيد اتصاله وتفاعله بما كان يتمنى أن يصل إليه عندما التحق بالتعليم،أي أنه يحتاج للعودة والارتباط برؤيته.
كيف يضع المعلم رؤيته ؟
هناك استراتيجية عملية تساعد المعلم على وضع رؤيته وهي كالتالي:
على المعلم أن يتخيل نفسه في حفل تقاعده وأنه سيكرم من قبل كلمة سيلقيها عليه بعض الطلبة،فيسأل نفسه ما أهم ما أريد سماعه من طلبتي عني؟ثم يكمل بماذا أريدهم أن يتذكروني؟
وبعد ذلك يقوم بتدوينه ثم يعيد قراءته بصوت ويستشعر الموقف ويحدد شعوره هذا الشعور المتولد هو الشعور الذي لابد أن يصاحبه في كل مرة يتفاعل مع طلابه،والذي نريد منه أن يصحبه معه إلى المنزل.
ما هي الرؤية؟
الرؤية هي مجموعة من المبادئ الأساسية وأهداف أو تصاريح ومخططات المعلم وهي بمثابة دليل يستطيع المعلم من خلاله التركيز على أهدافه الهامة، والتي تعتبر المحرك والدافع الأساسي لعمله والتي تحقق له الرضا الذاتي عن مهنته والمنبثق من رضا الله سبحانه وتعالى.
نماذج من رؤى بعض المعلمين:-
1)) رؤيتي هي زيادة ثقة طلابي بأنفسهم،وتشجيعهم للوصول لأعلى قدراتهم وإمكاناتهم،وفي كل تفاعل معهم سوف أعاملهم باحترام وشفقة وتفهم.
وسوف أحقق توقعاتي المرتفعة عنهم أكاديمياً،وسلوكياً وسوف أتحمل مسؤولية وصولهم إلى تلك التوقعات.
2)) رؤيتي هي مساعدة كل طالب ليطور صورة إيجابية عن ذاته واجعلهم جديرين بالاحترام وأن يتمكن كل منهم من الوصول لأعلى قدراته الفكرية والاجتماعية والعاطفية والحركية.
3)) رؤيتي هي أن أحث وأحفز وأعطي من نفسي ما يصل بكل طالب لأفضل ما يمكن أن يكون.
4)) رؤيتي هي مساعدة كل طالب ليصبح متعلم فعال في مراحل حياته وأن أنمي فضوله وخياله وإبداعاته،كما سأساعد كل منهم ليطور مهارات الضبط الداخلي وتحمله للمسؤولية وأن يصبح مواطن صالح.
5)) رؤيتي هي تقوية كل طالب ليصل للمستوى الذي يشعره بأهميته وذلك من أول يوم سوف أعمل معهم ليدركوا بأنهم مقبولين ومهمين وليدركوا أهمية التعليم ،وأن الحياة أمامهم وأنهم لابد أن يضيفوا فيها شيئاً ويثبتوا هويتهم الإسلامية.
6)) رؤيتي هي النظر لكل طفل يومياً وأن أعطيه ما يحتاجه ليصبح لديه إيمان بشخصيته المسلمة،وأن أجعله يشعر بأفضل ما يمكن أن يصل إليه وأن أعطيه المهارات التي يستطيع بها مواجهة التحديات التي تقابله.
لماذا على المعلم كتابة رؤيته؟
لأن الكتابة تعتبر بمثابة عقد بينه وبين نفسه عليه الالتزام به.
كيف يفعل المعلم رؤيته؟
عندما تسبق المعلم رؤيته إلى الفصل فإنه بالتالي سوف يخطط لدرسه بناءً عليها(الأهداف،الأنشطة،المناقشة…..الخ) وإذا وضع المعلم بطاقة على مكتبه لتذكره بأهدافه(الدافعية،الإيحاء…الخ) فإنه سوف يوجد الطرق التي توفر له تحقيقها،كما أنها ستساعده للتوجه في قراءاته نحو المواضيع الذي ينشدها مثل (الضبط الداخلي، تعليم المبادئ..الخ).
وفي نهاية اليوم على المعلم أن يفكر في الطلاب الذين كان له دور معهم في تحقيق رؤيته.
المعلم ذو الهمة هو الذي يعتقد بأنه يستطيع النجاح مع طلابه
إن المعلم الفعّال(ذو الهمة) هو الذي يعتقد بأن كل طالب يستطيع أن يتعلم ويحقق النجاح كما أنه يعتقد بقدرته على مساعدة كل طفل للتعلم والنجاح والأهم من ذلك أن المعلم الفعال هو الذي يعتقد بأنه يستطيع أن يصل ويحقق أهدافه التي تجلب له الرضا والسعادة الداخلية أي بصورة أخرى هو الذي لديه اعتقاد برؤيته وبتحقيقها.
ما المقصود بالاعتقاد؟
ليس المقصود بالاعتقاد هو الأفكار الإيجابية فقط ، وإنما هو تحقيق هذه الأفكار.
إذا اعتقدت بأنك تستطيع أو بأنك لا تستطيع فأنت في الحالتين صائب
الاعتقاد السلبي يؤدي إلى نتيجة سلبية:-
إن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى التعود فعندما نعتقد بأن هذا الطالب لا يستطيع التعلم فإن ذلك يعتبر عادة تعلمناها واكتسبناها.
وكما رأينا في تجربة جامعة هارفارد أن الاعتقاد لم يكن له علاقة بالواقع.
ولكن ما السبب في أن عدد كبير من المعلمين مُقيد نفسه بالاعتقادات السلبية؟
السبب :-
1- نظرة المجتمع الحالية للأطفال(أطفال الأيام هذه متعبين،يكرهوا المدرسة،لا يمكن تحملهم………الخ).
2- ما يبثه لنا الإعلام من صور سلبية عن الأطفال والمراهقين.
3- ما يدور من أحاديث بين المعلمين مثل:
من المستحيل أن يتعلم أولئك الأطفال(أنسي).
أنصحك لا تحاول الاتصال بوالد ……هذا شخص ما……..
عرفت ما الذي يريده المدير ، يظن أن الأولاد يمكن تدريبهم .
كيف يومك؟هل كان بنفس درجة السوء التي كان علها يومي؟
أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً مع الأطفال إنهم لا يستجيبون للتعليمات ، ولا يرغبوا في التعلم ، وحتى أنهم لا يهتمون بأي شيء .
يا الله لقد أصبح هذا المكان مثل حديقة الحيوان.
فعندما نمرر مثل هذه الرسائل يومياً إلى أسماعنا ، فإننا وبسهولة وبدون أن نشعر سنجد أنفسنا معتقدين فعلاً بأننا لا نستطيع أن نقوم بأي تغير أو تحسين.
الخلاصة:-
إذا اعتقدنا بأن هذا الطفل لا يستطيع أن يتعلم فإننا لا شعورياً (أو غريزياً) لن نقوم بالجهد المطلوب لتعليمه،سوف يتولد صوت في عقلنا ((حقيقي لا يستطيع أن يتعلم،حقيقي لا يستطيع أن يتعلم،حقيقي لا يستطيع أن يتعلم……..))وبالتالي نجد أنفسنا استسلمنا لهذا الصوت (بدون أن ندرك) ولم نبذل الجهد المطلوب.
إن ما نفكر به يؤثر على مشاعرنا والتي بدورها تُحرك سلوكنا
الاعتقاد الإيجابي يُكسب نتيجة إيجابية:-
إن مفتاح النجاح هو اهتماماتنا وأفكارنا الإيجابية .
مثل/((أحمد يستطيع أن يتعلم،فقط أحتاج للاستمرار في العمل معه وسوف أجد الطريقة التي سيتعلم بها)).
وعندما ننجح في ذلك فإنه سيتولد لدينا شعور بالنجاح والرضا وسيدفعنا لمزيد من النجاح أي ستحقق رؤيتك.
إذا لم تحقق هذه الطريقة نتيجة فابحث عن الأخرى
إن المعلم ذو الهمة (الفعّال) يدرك قيمة اعتقاداته،ولديه توقعات مرتفعة عن نفسه وعن طلابه وهذه التوقعات تنعكس على أفعاله داخل الفصل يومياً،وعندما نستمع إلى معلم ذو همة يتحدث فإنك ستسمع هذه العبارات تتردد دائماً منه:
أنا مؤمن بأن أي طفل يستطيع أن يتعلم بصرف النظر عن ما يحمله داخل الفصل أو عن ما يعانيه في المنزل،أنا لا أقبل أي عذر لهم،أنا أعرف إنهم يستطيعوا ذلك.
أنا أعتقد بأن قدراتي تسمح لي بتوقعات مرتفعة في فصلي،وأن أتوقع الأفضل في أطفالي وأن أخرج من كل الإيجابيات،وأنا لا أعتمد على طريقة واحدة وإنما استخدم وأجرب الطرق التي توصل للنجاح.
القاعدة التي وضعتها هي اعتقادي بهم
إن كل ما يجري هو ما يتوقعه المعلم فإذا اعتقد أنهم سيحسنون التصرف فسيجدهم كذلك،وهذه هي القاعدة التي يجب أن يعمل بها المعلم ذو الهمة.
مثال/معلم الصف الثاني.
من المثال السابق نتعلم أنه أبداً ل نشك في قدرتنا علىتعليم أي طفل.
كيف نغير اعتقاداتنا من السلبية إلى الإيجابية:-
هناك 4 خطوات يمكن للمعلم اتباعها:
1. التعرف على الاعتقادت السلبية عنده.
2. ادراك القدرة على تغير هذه الاعتقادات.
3. اتباع نموذج تصرف المعلم (ذو الهمة)الفعّال.
4. التعرف على نتائج الاعتقادات السلبية.
أولاً/التعرف على الاعتقادات السلبية:-
على المعلم أن يبحث في داخله عن الاعتقادات السلبية التي يدخلها معه في الفصل ، هذه الاعتقادات التي قد تمنعه من تحقيق رؤيته مثل:
الأطفال غير مهتمين بالتعليم.
الأهل غير مهتمين.
لا أستطيع أن أعلمهم.
الإدارة غير ذات جدوى.
لا أستطيع أن أجعل (…….)يُحسن التصرف إنه غير محتمل.
مجتمع المدرسة ميؤوس منه كيف يمكن لي أن أعمل وأنتج في مثل هذا الجو.
لا أستطيع أن أفعل ….التدريس صعب.
ثانياً/القدرة على تغير هذه الاعتقادات:-
الخطوة التالية هي أن المعلم يحتاج للاقتناع بأنه حقيقة يستطيع أن يغير اعتقداته ،وحتى يستطيع ذلك عليه أن يعرف بأنه لديه القوة ليصبح إيجابي ويتحمس اتجاه قدرته في تحقيق رؤيته،وأن يقول لنفسه أنا أستطيع أن أعمل ذلك طالما هناك العديد قد فعل ذلك.
مثال/قصة معلمة المرحلة المتوسطة ،ومعلم الصف الرابع.
((فإذا كان هؤلاء المعلمين قد فعلوا ذلك فلماذا لا تستطيع أنت أيها المعلم أن تفعل ذلك)).
ثالثاً/اتباع نموذج تصرف المعلم ذو الهمة:-
وحتى يستطيع المعلم أن يرفع توقعاته عن الأطفال عليه :
• باختيار رد الفعل كتحدي للقدرات بدلاً من الشعور بالاحباط.
• بتوليد حلول إبداعية للمشاكل والاستعداد للمخاطر التي قد يقابلها.
• بالاستمرار في المحاولة للوصول للطالب واشراك الأهل في الحل.
• بالبحث والتركيز على قدرات الطلاب.
• بإيجاد الطرق التي يربط بها بين تلك القدرات والخطط والأفعال التي يستطيع بواسطتها الأطفال الوصول لأهدافهم.
رابعاً/التعرف على عواقب الاعتقادات السلبية:-
إن الاعتقادات السلبية تعطي الإذن للمعلم بعدم المحاولة إضافة إلى ذلك تجعله كانه يقوم بمحو الطالب كلية،كما أنها تجعل المعلم يدفع شعوره بالضغوط والفشل وعدم الثقة بالنفس ثمناً لها .
إذن على المعلم أن يعتقد دائماً أن هناك أمل وإلاّ سيبقى متحملاً عبئاً ثقيلاً من الفشل والاحباط على ظهره دوماً.
أخي المعلم أختي المعلمة……أليس هذا سبباً كافياً لتغيير اعتقداتك لتصل إلى النجاح بإذن الله؟
إن الاعتقادات والمهارات هي وسيلتك لتحقيق رؤيتك ولــــــكن تبقى الاعتقادات في المقدمة.