إن الناس إذا لم تنشغل بالنجاح انشغلت بالفشل، إن لم تكن سعيدة انشغلت بالتعاسة، وبدأ بعدها الحديث عن الدولة والفرد على حد سواء في حديثه عن النجاح، ذاكرا تجارب الدول العربية والدول الأخرى بعدها…
والآن لننطلق إلى الأنماط التي يتحدث عنها :
1. الشعور الدائم بعدم الكفاءة (عقدة النقص):
هذه أولى السلوكيات.. صاحب هذا النمط عنده شعور بالنقص والتقليل لذاته.. قد يعبر عنه بالخجل والإحراج وقد يعبر عنه بالتواضع، فهو عندما تعرض عليه الفرص يتهرب أو يغضب، ومعروف أن الناس ترغب بقائد يبث الثقة في نفوسهم ويملك القدرة والثقة على قيادتهم، إن هذا الشخص لو كان قائد فريق فإن الفريق سيكون متشتتا، أو لو كان مدير فإن إدارته ستكون متسيبة، أو لو كان رئيس دولة فستكون إدارته متفلتة.
إن سبب هذا الشعور عند الشخص هو الافتقار لاحترام الذات. إن مجموعة نمط من هؤلاء الناس يكونون جماعة متصوفة زاهدين، يسمي المؤلفان هذا النوع من السلوك برهاب مرتفعات المهنة، أي أن الشخص عندما يكون في نجاحات أو مناصب عالية يبدأ بالشعور بالرعب الداخلي، فلربما يظهر بوضوح ولربما كما في غالب الأحوال يظهر بأعذار أخرى وصور مختلفة، ويرى النفسانيون أن الطفولة تلعب دورا رئيسيا في تحديد نمط هذا السلوك، أي نوعية التربية، فقد يكون الشخص مر باضطهاد في طفولته أو تكتيم أو كبت صحبته مشاعر تقليل للذات، وقد يكون بسبب الثقافة والقناعات التي يتلقاها الإنسان. (كان الله في عونه!)
2. رؤية العالم بمنظور شديد التباين (الدنيا أبيض أو أسود):
هناك فئة من الناس ترى الدنيا حلالا أو حراما، وترغيبا وترهيبا، جنة ونار، صح أو خطأ، ظلما وعدالة، صديقا أو عدوا، هي هكذا شديدة التباين مثل محكمة التميز ترى الحكم صح أو خطأ لاتفصل في القضية البتة، فهو يأخذ كل أمر من البداية إلى محكمة التميز فوراً.
إن هذا النوع من الفكر عده د. بيرنس في كتابه feeling good من الفكر المعوج. إن صاحب هذا النوع يعيش في طرفين من الحياة فهو في القطبين الباردين لا يرى الحدائق ولا السهول!!..
هذا الشخص إن تولى القيادة فإن الأمر يصبح مركزياً بحتاً، لأنه لا يريد أن يتأكد من كون الأمور في خانة الصح لا الخطأ!!! هؤلاء الذين يحملون هذا النمط هم الكماليون الذين يعيشون في بعد مختلف من هذا العالم، لأن هذا العالم منعدم من الكمالية فالله سبحانه وتعالى وبحكمته خلقه متجددا ومتطورا، هذا النمط في المؤسسة دائما في نضال وكفاح وصراع، وهذا النوع من السلوك قد يكون خافيا فهو يتغطى بالحق وبالباطل..
إن مجموعة من هذا النوع قد يكونون جماعة عنف نضالية تود استتباب الحق على الباطل، فهو في صراع يجب أن ينتصر فيه الحق في النهاية. ليس من السهل تجمع أناس يحملون هذا النمط أصلا بسبب كشفهم دائما لنواقص الآخرين وتتبع عثراتهم، ولهذا يعيش هذا النوع وحيدا ويناضل وحيدا في الحياة وراء فكرته الكمالية غير المتوفرة في الحياة.
هذا النوع لا تقبل به سوق العمل فهو غير صبور وناقد وفي صراع مع السلطة. هذا النوع إذا وصل إلى القيادة فإنه ينشئ حلولا تؤدي إلى مشاكل، مثل إصداره قرارات تنظيمية جافة لا يرضى أحد بتطبيقها أو تؤدي إلى التحايل حول هذه القرارات …
تذكر أن الحياة عبارة عن حملة طويلة وإذا خاطرت وعرضت نفسك للموت في كل معركة فإن فرصتك بالمضي في القتال وكسب الحرب لهي فرصة زهيدة…
انتهت القصة اليوم..حاول ألا تكون منهم .. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
فاطمة مطر
كل الشكر والتقدير للأخت الكاتبة على حسن الاختيار
ومزيدا من التقدم والإبداع نرجوه لك
مع تحيات أخوكم طارق
الأخ ولد الإمارات وأنا أتمنى عدم رؤية هذه النماذج ليس فقط في الكليات والجامعات والمدارس بل في كل بقعة من الأرض يكون فيها مسؤول عن جماعة، حتى في البيت، أشكرك.
الأخ جاسر المحاشي أشكرك جزيل الشكر وسأشكرك أكثر إن تقترح لنا الطرق التي تقصدها في التدرب على تجنبهم، وبما أنك ذكرت التدرب فهذا يستلزم وجود هذه النماذج الأمر الذي لا نتمناه!!
الأخ طارق.. أشكرك على نقدك البناء الذي أشاطرك فيه بنسبة معينة إن كنت كاتبة هذا المقال، أما بالسبة للمقال فقد قمت بتلخيصه وهذه جمل واردة صادرة عن آراء المؤلفين ليست الشخصية بل التحليلية والنفسية والعلمية من وجهة نظرهم .. وسأقوم بذكر اسم الكاتبان، ولكن مجمل الحديث يتحدث عن الأنماط ويتصور كيف لو سادت ستكون.
مع خالص شكري العميق لكم
فاطمة مطر
كل الشكر والتقدير على ردودك الموضوعية والهادفة
اما فيما يتعلق باساليب التدرب على التخلص من هذه الانماط ان وجدت ونتمنى ان لا تكون
فيكون ذلك بطرق عدة اهمها
تبادل الزيارات والاطلاع على التجارب الناجحة في مجال الادارة والعمل على تطبيقها
الاخت بنت مطر أوافقك الراي الى حد ما
وأقول أن الميدان التربوي لا يخلو من النماذج المتميزة فعلا في الادارة المدرسية سواء كان ذلك على مستوى الاناث اوالذكور وهناك مديرات حصلن على جوائز دولية لتميزهن في العمل الاداري يمكن أن نستفيد فعلا من هذه النماذج لتطوير العمل الاداري في هذا البلد المعطاء
كل التقدير مع التحية
نشكر الإخوة في المنطقة على هذه الجهود الطيبة، ونشكر كل من يشاركنا هنا وهناك .. وأشكرك سيدي على مداخلاتك وتعليقاتك وتقديرك ..
فاطمة مطر
وأنا أقدر فيك طموحك وطمعك لكي تكون اداراتنا بأفضل حال
وبجهود أمثالك من المخلصين المجدين نأمل أن نتطور من الأفضل للأفضل إن شاء الله
الشكر موصول لك سيدتي على جهودك وتقديرك كل التحية
تحياتي
للجميع