________________________________________
لعب الأدوار:
مفهوم اللعب وتعريفه:
"قدم علماء النفس والتربية للعب تعريفات عديدة ومتباينة وذلك تبعاً لتباين وجهات نظرهم حول طبيعة اللعب ووظائفه وخصائصه والدور الذي يؤديه في حياة الفرد صغيراً كان أم كبيراً، ذكراً أم أنثى، سوياً أم معاقاً.
وقد تناولوه من زوايا كثيرة ومتباينة، حيث تعرفه إليزابيث هيرلوك بأنه: (نشاط ينهمك فيه الفرد للحصول على المتعة التي تصاحب هذا النشاط دون اعتبار للنتائج الأخرى التي تتحقق في النهاية، ويتميز هذا النشاط بالتلقائية بعيداً عن الضغط والقوة والإكراه الخارجي".
"إن طريقة تمثيل الأدوار هي طريقة تتضمن قيام المتعلم بتمثيل تلقائي عن طريق الانخراط في الموقف والتفاعل مع الآخرين وتقمص أدوارهم وقد يكون التمثيل بواسطة متعلمين أثنين أو أكثر بتوجيه من المعلم، أما المتعلمون الآخرون الذين لا يقومون بالتمثيل فإنهم يقومون بدور الملاحظين وهم بعد التمثيلية مناقشون ومحاورون وناقدون وقد يكون التمثيل بتقمص أدوار لشخصيات اجتماعية مثل شخصية المعلم أو الأب أو الأم أو الطبيب أو الحداد… وسواها.
وقد يكون لأحداث تاريخية أو لموضوعات دينية أو أدبية ونفسية، وقد تركز على اتجاهات إيجابية كالنظافة والنظام والعمل الجماعي ومساعدة الآخرين وحب الوالدين وطاعتهم… وغيرها من لعب الأدوار.
وقد يستعان بالتمثيليات بأوقات مختلفة من الحصة بمعدل 10 – 15 دقيقة قد تكون في:
أ- بداية الحصة لإثارة دافعية المتعلمين ونشاطهم بالمادة وكسر الروتين والرتابة والجمود.
ب- نهاية الحصة كجزء من العمليات لمراجعة الدرس وتثبيت المعلومات.
ت- كجزء من الدرس أثناء سير التدريس من أجل مراجعة ما يتم توضيحه وشرحه".
أنواع لعب الدور:
"هناك عدة أنواع للعب الدور ولكن سنتعرض إلى نمطين رئيسيين هما:
1- لعب الدور الناطق: وفي هذا النوع يقوم الطلبة بتقمص شخصيات أو مفاهيم عملية مستخدمين الكلمات المنطوقة والحركات، ويقسم إلى نوعين:
لعب الدور المحكم البناء: في هذا النوعيقوم المعلم بالإعداد والتجهيز المسبق بالتعاون مع الطلبة لهذا النوع من خلال كتابة السيناريو وتدريب الطلبة مسبقاً على تقمص الأدوار. كما يتم فيه استخدام أدوات ومواد مختلفة لإظهار لعب الدور بصورة ممتعة ومشوقة.
لعب الدور الارتجالي: وفي هذا النوع يقوم أحد الطلبة بتقليد ومحاكاة شيء ما مثل الذرة، أو العنصر أو الخلية دون أن يكون قد استعد له مسبقاً أو نسق له المعلم معه مسبقاً، فيطلب منه المعلم تقليد الشيء في وقته داخل الحصة. كما أن الموقف التمثيلي لا يتم فيه استخدام أدوات، وإن استخدمت فهي بسيطة جداً.
2- لعب الدور الصامت: ويتم فيه التقليد والمحاكاة باستخدام الحركات دون استخدام عنصر الصوت، حيث يؤدي الطالب دوراً صامتاً دون كلام أو محاورة. ويرى البعض أن لا يستغرق تنفيذ هذا النوع من لعب الدور وقتاً طويلاً حتى لا يمل الطلبة، وتلتمس الفائدة والمتعة من ورائه. ومن الأمثلة على تجسيد الطالب لأعراض مرض الإيدز مثلاً، أو حركة الإلكترونات حول النواة
أهداف لعب الدور:
"يؤدي استخدام لعب الدور إلى تحقيق عدد من الأهداف وهي:
•تنمي لدى الطلبة كلاً من الذكاء اللغوي( من خلال الكلام الذي يقوله الطالب الذي يقلد أو يحاكي شخصية علمية أو مفهوماً علمياً) والذكاء الجسدي/الحركي ( من خلال التي غالباً ما تصاحب لعب الدور)، والذكاء البصري المكاني (عندما يتقمص الطالب دوراً ليس له بعد مكاني أو فراغي مثل تقمص دور الإلكترون وحركته حول النواة) والذكاء الموسيقي(إذا صاحبت لعب الدور موسيقى خفيفة هادئة وخاصة أثناء لعب الدور الصامت)، والذكاء الخارجي(عندما يستجيب المعلم لزملائه ومعرفة شعورهم ودوافعهم)، وأخيراً الذكاء الشخصي الداخلي(فهم المتعلم لنفسه وقدراته أثناء تقمصه الأدوار).
•توجد مشاركة كبيرة من جانب الطلبة سواء بطريقة مباشرة (المشاركون في تقمص الأدوار) أو غير مباشرة(باقي أفراد الصف).
•طريقة جيدة لتنمية الاتجاهات العلمية لدى الطلبة بسبب أن عملية التعلم تصبح بمثابة متعة وفن.
•تجعل عملية التعلم مرتبطة بالحياة العملية للطلبة من خلال تقمصهم ومحاكاتهم لأدوار من حياتهم.
•طريقة جيدة لنقل الشعور الذي يحس به الطلبة نحو الدور الذي قاموا به لزملائهم.
•تكون بيئة التعلم أكثر أماناً وسلامة ولا تشكل خطورة على الطلبة، لأن لعب الدور في الغالب لا يتعامل مع مواد خطرة إلا في حال تقمص الطالب لدور عالم معين يجري تجربة علمية.
•طريقة تمتاز بالواقعية في التطبيق ولا تحتاج إلى إمكانات واضحة.
•فرصة للتعرف على القيم والمعتقدات الشخصية التي حملها الطلبة الذين يقومون بالأدوار أو باقي أفراد الصف عن الظاهرة العلمية أو الشخصية التي يتقمصونها دورها.
•تساعد على إثراء لغة المتعلم من خلال الحوار أو الكلمات المنطوقة التي تستخدم في لعب الدور.
•تدريب المتعلمين على العمل الجماعي وتنمية العلاقات بينهم.
•تساعد المتعلمين على فهم المادة بشكل صحيح.
•تساعد بشكل كبير في توضيح المعلومات العلمية وتثبيتها في أذهان المتعلمين، لا سيما المفاهيم العلمية المجردة".
خطوات لعب الأدوار
"ويمر تمثيل الأدوار بالعديد من الخطوات هي:
1- تهيئة مجموعة المتعلمين للتمثيل وذلك بتعيين الموضوع أو المشكلة التي يراد تمثيلها بإيجاز.
2- تعيين المتعلمين المشاركين في التمثيل وتشخيص أدوارهم.
3- تحديد خطة أو سيناريو التمثيل.
4- تجهيز المكان قد يكون داخل الفصل الدراسي أو في مسرح المدرسة.
5- إعداد المتعلمين الآخرين للمشاهدة والملاحظة، وذلك بتكليفهم بواجبات تتعلق بما يشاهدون.
6- البدء في تمثيل الأدوار، وهنا ينبغي مراعاة واستمرار اللعبة وإيقافها عند الضرورة في الوقت المناسب.
7- القيام بالنقاش والتقويم وذلك عن طريق مراجعة أداء الظاهرة أو الحادثة أو الموضوع أو الواقعة، ثم استخلاص الفكرة الرئيسية من عملية التمثيل وتقويم تشخيص الأدوار لأجل الفرصة لتعديل السلوك".
معوقات لعب الدور في الغرفة الصفية:
"هناك عدد من معوقات استخدام طريقة لعب الدور في الغرفة الصفية، لكن بالتخطيط الجيد، وإرادة المعلم لاستخدام التطبيق يمكن التغلب عليها، ومن المعوقات:
•قد لا تثير طريقة لعب الدور كل الطلبة، وخاصةً الخجولين منهم.
•تحتاج إلى إعداد جيد من جانب المعلم لتعطي الطريقة ثمارها(إعداد من حيث تجهيز الأدوات وكتابة السيناريو والحوار وتدريب الطلبة).
•تحتاج إلى إدارة جيدة من جانب المعلم في فترة التطبيق، لأن احتمال الفوضى وارد في الحصة أثناء لعب الدور، ومن ضمن ذلك الضحك الذي يعتري بعض الطلبة.
•قد تحتاج – ولكنه يعتمد على نوع الدور ــ إلى وقت طويل للتطبيق، ولكن لا ننصح بأن يكون لعب دور طويل حتى لا يشعر الطلبة بالملل والسأم خاصةً إذا كان الطلبة الذين يقومون بلعب الدور لا يتقنون الأدوار أو عندهم مشكلة في اللغة العربية.
•قد تكون كثرة عدد الطلبة في الصف عائقاً أمام حركة الطلبة في لعب الدور".
مزايا لعب الأدوار:
1- "تكسب المتعلمين مهارات سلوكية للتعامل مع مواقف الحياة.
2- تنمي المواهب الفنية لدى المتعلمين.
3- تنمي خيال المتعلمين وتوسع آفاق تفكيرهم.
4- تضيف على الفصل الحركة والنشاط والمتعة.
5- تراعي الأسس النفسية في إثارة دافعية المتعلم وشد انتباهه وتأكيد مبدأ التعلم بالعمل والنشاط.
6- تتيح فرصة المشاركة ايجابية للمتعلمين في المواقف التعليمية التعلمية.
7- تقوي مهارات الملاحظة والانتباه والإصغاء والتفكير لدى المتعلمين.
8- طريقة فاعلة في تحقيق الأهداف الوجدانية والانفعالية وذلك بتأكيد تعليم وتعلم الاتجاهات والمعايير والأخلاق والمبادئ الاجتماعية.
9- تتيح فرص الممارسة والتكرار والتغذية الراجعة.
10- تنمي القدرة اللغوية لدى المتعلمين.
11- تنمي اللغة غير اللفظية لدى المتعلمين وتطورها.
12- تنمي الثقة لدى المتعلمين وقدرتهم على المشاركة في الأعمال الجماعية وفي تحمل المسؤولية".
سلبيات لعب الأدوار:
1- "تكون أكثر فاعلية مع المجالات الاجتماعية والإنسانية والأدبية من المجالات العلمية.
2- تكون أكثر فاعلية في تعليم السلوك الاجتماعي والأحداث والمفاهيم على تعليم الحقائق والمبادئ والقوانين.
3- بحاجة إلى إشراف وضبط مستمر من قبل المعلم لإجراء عملية تمثيل الأدوار.
4- قد لا تكون التمثيلية من الدقة تحاكي المواقف الحقيقية الواقعية.
5- تقتصر على مشاركة عدد محدود من المتعلمين.
6- بحاجة إلى تدريب عالٍ في تحليل ما يتوقع من المعلم القيام به لأجل استخدام المتعلمين لها وتقمصها في التمثيل".
7- "تحتاج إلى عملية تحليلية دقيقة للإجراء الذي يتوقع من المعلم القيام به. وبذلك فهي بحاجة إلى متخصصين في علم تحليل التعليم وتصميمه.
8- تحتاج إلى إشراف المعلم وردود فعله بشكل مستمر.
9- قد تسبب حرجاً وقلقاً لبعض الطلاب الذين لا يتقنون فن التمثيل