لسنا في حاجة إلى التأكيد على أهمية العلاقة بين المدرسة والمنزل، سواء فيما يتعلق بدور كل منهما في النمو الدراسي والاجتماعي والأخلاقي للطلاب، أو بدورها في تطوير المدرسة أو تطويرها في تنمية المجتمع المحلي.
ونستطيع أن نقول إن جوهر هذه العلاقة بالدرجة الأولى هو العلاقة بين المعلم كونه ممثلاً أساسياً للمدرسة وبين ولي الأمر كونه ممثلاً للأسرة، وكل منهما يعد من العناصر الأساسية لنجاح العملية التربوية، ومن ثم فإن توطيد العلاقة بينهما يعد أمراً مهماً ينبغي أن يسعى إليه كل منهما.
وتستفيد العملية التعليمية من توطيد العلاقة بين المعلم وولي الأمر في الجوانب التالية:
1. تبادل الرأي والمشورة بشأن نمو الطالب ومستوى تحصيله، ومدى تقدمه والصعوبات التي تعترض طريقه، وكيفية التغلب عليها. ويتم ذلك من خلال دعوة ولي الأمر لزيارة المدرسة، وقد يقوم بزيارة الصف وملاحظة الطالب، وما يقوم به من مناشط مختلفة، كما قد يتم من خلال اجتماع خاص يعقد بصفة دورية بين أولياء الأمور والمعلمين في المدرسة لمناقشة الأمور التعليمية ومستوى التحصيل والمشكلات التي تواجه الطلاب.
وقد يقتصر التفاهم بين المعلم وولي الأمر على الاتصال الهاتفي، خاصة في الحالات العاجلة التي يرى فيها المعلم ضرورة التفاهم مع المنزل حول قضية ملحة تتصل بالطالب.
2. إسهام أولياء الأمور في تدعيم برامج النشاط المدرسي التي تحتاج إلى بعض الخامات أو الإمكانات المادية الأخرى والتي يسهل توفيرها من قبل ولي الأمر بحكم طبيعة عمله ، فقد يسهم ولي الأمر الذي يعمل مقاولاً في إعداد وتمهيد فناء المدرسة لممارسة الأنشطة الرياضية أو قد يسهم ولي الأمر الذي يعمل نجاراً في تقديم بعض لوحات الإعلان الخشبية لتعليق الصحف الحائطية عليها … إلخ .
وينبغي في كل الأحوال أن يهتم المعلم بحسن استقبال أولياء الأمور، ويتخذ مع إدارة المدرسة خطوات إيجابية في هذا الصدد، ويتقبل بصدر رحب اعتذارهم عن الحضور رغم تعدد مرات دعوتهم، إذ إن مصلحة الطلاب والعملية التعليمية تتطلب أولياء الأمور لدعوة المدرسة لزيارتها، إذ من المفيد التجاوز عن أي خطأ في حق المدرسة طالما كان ذلك في مصلحة الأبناء.
وينبغي التذكير بأمر آخر قد يوثق كثيراً العلاقة بين المعلم وولي الأمر، وهو مبادرة لمعلم إلى زيارة ولي الأمر، فمثل هذه المبادرة تظهر لولي الأمر اهتمام المعلم بالطالب، تترك لدى ولي الأمر أثراً طيباً ملموساً.
وقد يسعى المعلم إلى التنسيق مع إدارة المدرسة من أجل تكوين بعض المجالس الاستشارية، ويضم بعض أولياء الأمور، مما يجعلهم يندمجون في مشكلات المدرسة، ويسهمون في إبداء الرأي من أجل حل مشكلات تعلم أبنائهم بطريقة إيجابية بناءة .
وعلى المعلم أن يعي أن إقامة علاقة مع ولي أمر الطالب تتطلب جواً من التعاون والتفاهم والثقة حتى تحقق هذه العلاقة أهدافها .
فمن شأنه الرقي بمستوي المتعلم من خلال التحليل والأقتراح والتزويد والتوجية البناء مباشرة
موكشة
مقال ممتع وقيم
أشكرك علي هذا الأختيار