التصنيفات
الصف الحادي عشر

عَـذَارَى الضّــــــاد للدكتور أكرم قنبس

عَـذَارَى الضّــــــاد

شـــعر :
د. أكـرم جمـيـل قُـنـبـس

أأشـــدو وقـد سَـــدَّ الـزّمانُ لَـهـاتـي = وأَدمـــنَ إيـــذائـي ووأَدَ بَـنـــــاتـي

وحَطَّـمَ قيـثــاري ، وأســرجَ هِـمَّــــة = مـن الـرّيحِ تُـقـصـيني عن النَّجَـداتِ

وهلْ صارَ للـضّــادِ الحنينُ مُضَـرّجاً = وينعَـى كأولى القِـبلـتـينِ أُســــــاتـي

لـقــد أَكَـلَـــتْ مُـجـــيـرَها أُمُّ عــامِــرٍ = بما اسـتُرضِعَـتْ من أَكْـؤسِ الغَدَراتِ

ولـدْتُ مع الضَّوءِ الـحزينِ ، وإنـني = تَـجـرَّعْـتُ صـبري عَــبر كُـلِّ غَــداةِ

أصـوغُ إلى النّـخـلِ الـحزينِ قِـلادتي = وأُلْـبِـسُـــــهَـا للأَسْـــعُـفِ النَّـضِـراتِ

فيـا نَـخــلةَ الضّــادِ الـتي ذابَ قَـلْـبُهَا = حَـنينـاً لِـعَـهْـد ِمُطْـلَـقِ السَّـــــعَـفـاتِ

يـتـيـمانِ عِشْـــنا في مـيـــادينِ أُمّــةٍ = نَـضــوعُ بِـرمْـلِ الأَعْـيُـنِ الشَّـزراتِ

يـتـيْـــهُ بِـنــا مَــوْجٌ من الـوَجْـدِ تارةً = وَيَـصـفَـعُـنــــا غَـزْوٌ بِـغـــيـرِ غُــزاةِ

لَهُ منْ دَخيــلِ الـعُـرْبِ أَلْـفُ مُـدَجّــجٍ = بِفـكْـرٍ شَــريكِ الشِّـركِ في الـغَـزَواتِ

يـغــيرُ على اُمِّ الـلُّـغــــاتِ ، كَــأنّـها = خَـصـيـمٌ تَـلَـقّـى أَعْـنـفَ الـطَّـعَـنــاتِ

يـجـزُّ بـها الـمـيـراثَ ، حـتّى كَـأنَّـها = سَــــــــــبـيَّـةُ قَــوْمٍ في مَـهْـــبِّ فـلاةِ

فـيـا قَـلْـبَـها المَـفـطورَ كيـف نُـعـيـدُهُ = سَــليـماً بِـنـبضِ الشّـوقِ والـبَسَـماتِ

فإنّ لَــهَـا روحَـــاً تَـمُـــدُّ مِـــدادَهـا = بِسَـــبْـعِ مَـثَـــاني الـعِـلْـمِ والـصّـلَواتِ

تَـخافُ عـليـكم أنْ تَـحــينَ وَفاتُــكُـمْ = وَلمْ تَـغـنمـوا منْ نِـعـمــةِ السَـــجَداتِ

فَـمَـنْ رامَ أنْ يـحـيا بِـغـيرِ وِصالِـهَـا = كَـمَـنْ رامَ أنْ يَـحـيَـــا بِـغـيـرِ صَـــلاةِ

ففي وَصْلِها بِرٌّ، وفي هَجْرِها ضَنىً = وَعيْـــشُ وليــدُ الضَّـنْــكِ والـزَّفَــراتِ

مَـعَ الـلَّـــهِ حَـيّـــوهـا بِـكُـلِّ تَـحيّـــةٍ = تَـروا كُــلَّ خــيرٍ مُـطْـلَــــقِ الــثَّـرواتِ

وَكَمْ قـد تَـدَلَّى حَـرْفُهَا لَـيْـلةَ السُّـرَى = حَنــانـاً يُــذيـبُ الـقـلـبَ في الـدُّفـقــاتِ

لَها بينَ عَـرشِ اللّـهِ والأرضِ رايةٌ = تُــرفـرفُ رَغْـــمَ الكَـيْــــدِ والـكَـــدَراتِ

لَها الشَّمْسُ ميدانٌ إذا أسْفَر الضُّحى = وإنْ جَـنَّ لَـيْـــــلٌ فهي بَـــدْرُ شَــــكاتي

أذوبُ بِـها وَجْـــداً ، وَتَـعــلـمُ أنّـني = بُـلَـيْـبِـــلُهـا الصَّــدّاحُ في الـخَـلَـجـــاتِ

تَضَـوّعَ منـها القـلْـبُ رَيّانَ مُشْـبعاً = بـأنـفـاسِـــــها الـعِـطْـريّــةِ الـدّعَــواتِ

تُـوحِّـدُ رَبّ الــكَــوْنِ فَـرداً أذاقَـها = حَــلاوَتَــها قُـدســــــــيّــةَ الـنَّــفَــحـاتِ

فَـمَنْ كحروفِ الـضّادِ غَـرساً مُدَللاً = على الـلّــهِ يـنـمو وارِفَ الـحَـسَـــنـاتِ

رَشَـــــفْنا شَــــذاها آيــةً بعد آيــــةٍ = وُقيـنــا بها منْ مَـصــرعِ الشُّـــــبُـهاتِ

وصارَتْ لَنــا أُنْـسَـاً وزادَاً وَحِكْـمَـةً = تُـداوي بَـنـــاتِ الصّــــدرِ في الكُـرُباتِ

رَضِـعْـنا نَـداها جُرعَةً بَعْـدَ جُـرعَةٍ = مِـنَ الـعَــرَبِ الأصْــلابِ والـعَــرِبـــاتِ

فكيفَ يَـتـيـــهُ الـجيـــلُ بِــرَّاً بأُمِّــه = وقَـد ألْـقَـمــوهُ فـاسِــــــدَ الـحَــلَـمـــاتِ

أتحيا بَناتُ الضَّادِ فينا عَـوَانِسَاً = وَيَـقـتُـلُــهُـنَّ الشَّــــوقُ للـصَّــهَـواتِ

وَتَـرتَـعُ بِنْتُ الـرُّومِ دِفئاً وَمَأْمناً = فَـنَسْـــتَـبْـدِلُ السَّــــفِـهاتِ بالـمَلِـكاتِ

جِناياتُ قَوْمي أَذْهَـلتْ كُـلَّ عاقِلٍ = فنامَتْ عَـذارى الضَّـادِ في الصَّـدفاتِ

لقدْ عَمَّ فينا الخَطْبُ شَرقاً ومَغرباً = فَمَـنْ سَـــيُـعيـدُ البِـشْــــرَ لِـلْـوَجَـنـاتِ

ألا هَيِّـئوا للضَّــادِ جيـــلاً يُجِلُّـها وَسَـــــيْـفاً يـقيـــها شَــــرَّ كُـلِّ عُــداةِ

أنيبوا إلى الـلّـهِ الذي عَـزَّ مُـلْـكُه = فَـوَصْـلُـكـُمُ الفُـصـحى منَ الـقُـرُبــاتِ

وإلّا فَـلَـسْـتُـمْ منْ بَـنـيها وَاَهْـلِها = وَلَكِنْ أسَــارى أَنْـفُـسٍ " سَــبِـتاتِ "

عَـجِـبْـتُ إليكم تصنعون نُعـوشَنا = وَتَـلـتـحـفـون الـظُّـلْـمَ وَالـظُّــلُـمـــاتِ

سَـتبقى لَنا فُصحى الـلُّغاتِ مَنارةً = وَتَـمضـون بالأوْزارِ والـحَـسَــــــراتِ

إذا كُـنْتُ أَبْـلَيْتُ الغَرامَ بِـوَصْـلِها = فإنّـي لِـقُــرآنـي نَـــذَرْتُ حَــيــــــــاتي

شــــــعـر:

د. أكـرم جـمـيـل قُـنـبـــس
موجّه اللغـة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.