التصنيفات
الصف العاشر

مساعده لو سمحتواا

السلام عليكم

لو سمحتوا بغيت منكم تساعدووونيه الله يرضي عليكم

اوجه مقارنه اوروبا قبل النهضه اوروبا بعد النهضه
المجال الديني
المجال العلمي
المجال الاقتصادي
شخصية الفرد

تخيلي نفسك المفكر السياسي ميكافلي وهناك صحفي يجري معك لقاء فكيف ستجيبين عن هذه الأسئلة:

1) متى بدأت السياسيه تتغير وتطور؟
ميكافلي……………………………………. ……………………
2) من أشهر كتبك السياسية كتاب الأمير فما مضمون الكتاب ؟
ميكافلي……………………………………. ……………………

3) وضح الأهداف السياسية التي تضمنها كتابك؟
ميكافلي……………………………………. ……………………

4) هل تعلم بأن هناك توافق وتعارض بين مبادئك السياسية والدين الإسلامي ؟
ميكافلي……………………………………. ……………………

5) يتهمك البعض بأن انتشار مبادئك خاصة الغاية تبرر الوسيلة سببا في المشاكل السياسية التي تعيشها الدول حاليا فما هو ريك؟
ميكافلي……………………………………. ……………………

6) لو اتيحت لك الفرصه لتصحيح بعض أفكارك فها ستغيرها ؟ ولماذا؟
ميكافلي……………………………………. ……………………

لو سمحتواااا ساعدوني في الحل بليز

مشكورين

افااا وووينكم بليز خوانيه ساعدوونيه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلا الوجدان الشارقة
افااا وووينكم بليز خوانيه ساعدوونيه

هذا تقرير اقرئيه ان شاء الله بتعرفين اتجااوبين على الاسئلة ..الشارقة
لماذا وكيف شوهت سمعة ميكافيلي؟
نجم تشويه سمعة ميكافيلي عن عوامل ومنطلقات متباينة نحاول حصرها ملخصة في النقاط الرئيسية التالية:

1ـ الحسد:
كان لنيكولو، كمفكر عظيم، العديد من الحساد الذين حاولوا النيل منه بأحط الأساليب وأشدها مكرا. كان هؤلاء يختلقون الثغرات للنفوذ من خلالها إلي هدفهم غير النبيل. وهو، مع ذلك، لم يساوم ضعاف النفوس، بل ظل ينظر إليهم من فوق برج أفكاره وثقته الكبيرة بنفسه فيراهم أقزاما تحت قدميه لا يستحقون سوي الإشفاق لما في نفوسهم من مرض متأصل. وظل، مع كل سوءات هؤلاء، يحفظ في قلبه الكبير ما كان يعرفه من أدق أسرارهم ونقاط ضعفهم، بل كان يحاول أن يسدي لهم الخدمات كلما وجد إلي ذلك سبيلا.
والغريب أن نيكولو لم ينج حتى من بعض الطعنات الخفيفة من اقرب أصدقائه الحميمين. فان كويجارديني الذي كان ـ حسب وصف احد المؤرخين ـ ميكافيليا في حياته أكثر من ميكافيلي (27) ينتقد ما سماه بقسوة ميكافيلي في بعض آرائه مع أن هناك تطابقا كبيرا بين أفكار مؤرخي عصر النهضة ميكافيلي وكويجارديني، وفي كل اختلاف بينهما يميل الميزان إلي جانب الأول بشكل ملموس. ففي رأي كويجارديني أن ميكافيلي اخطأ عندما اعتقد بأن جميع مآسي ايطاليا السياسية وليدة انقسامها لأن ذلك الانقسام، كما يري هو، أدي إلي أن تظهر في ايطاليا كل هذه المدن المزدهرة التي ما كان في الإمكان أن يوجد مثلها في دولة موحدة ، لذا فان وجود نظام ملكي موحد كان يتحول إلي سبب لبؤس ايطاليا أكثر من رخائها (28).
أما صديقة الآخر فرانسيسكو فيتوري فانه كان في وسعه أن يسدي لنيكولو خدمات أكثر مما فعل، وذلك لما كان يتمتع به من موقع دبلوماسي مرموق في روما حيث النشاط السياسي والديني الواسع كمركز للبابوية والكنيسة الكاثوليكية، بينما أن الخدمات التي قدمها فيتوري إلي صاحبه ميكافيلي كانت محدودة لا تتناسب مع نفوذه الكبير.

2 ـ الكنيسة:
كان لموقف الكنيسة التأثير الأكبر في تشويه سمعة ميكافيلي. ولكي نفهم أبعاد هذا الموقف بشكل أوضح يجدر بنا أن نتطرق أولا إلي موقف ميكافيلي من الكنيسة وكل النظام الإقطاعي السائد بشكل عام. ومع انه ركز علي الكنيسة أكثر، إلا انه تناول في الوقت نفسه جوانب معينة من المجتمع الإقطاعي الذي هبط في عهده إلي أحط درك له فتحول إلي عائق رئيسي أمام التطور الطبيعي للمجتمعات الأوروبية. وقد حلل ميكافيلي هذا الواقع بأسلوب عبقري متوافق كليا مع طبيعة المرحلة التاريخية التي كانت تتطلب من الناحية السياسية إقامة أنظمة حكم مطلق من شأنها وضع نهاية للتسيب الإقطاعي السائد. وهنا نكتفي بإيراد مثل معبر واحد من المطارحات . فقد ذكر في القسم الخامس والخمسين من الكتاب الأول ما نصه:
إنني اسمي نبيلا كل الذين يعيشون في البطالة، ومما تعطيهم أرضهم دون أن يأتوا الزراعة أو أي عمل آخر. ومثل هؤلاء الناس وباء في كل مدينة، ولعل الأسوأ منهم هم أولئك الذين يملكون بالإضافة إلي إقطاعياتهم قلاعا تحت تصرفهم، وإتباعا يخضعون لهم. وهناك الكثيرون من أفراد هاتين الفئتين من الناس في مملكة نابولي، وفي الممتلكات البابوية وفي رومانا ولومبارديا ـ ولا ريب في أن هذا هو السبب الذي حال دون ظهور أية جمهورية أو حياة سياسية في هذه المناطق، فان الذين يولدون في مثل هذه الأوضاع يكونون شديدي العداء لأي شكل من أشكال الحكم المدني الحر. ولا يمكن لأية محاولة لإقامة جمهورية أن تكلل بالنجاح في مقاطعات منظمة علي هذا النحو. وإذا ما رغب إنسان في إعادة تنظيمها، فان السبيل الوحيد أمامه هو أن يقيم فيها نظاما ملكيا. والسبب في ذلك هو انه عندما يكون الجوهر علي هذا النحو من الفساد فان القوانين لا تكفي للحفاظ عليه واستبقائه، ومن الضروري أن تكون هناك بالإضافة إلي القوانين قوة عليا، كتلك التي تكون للملك عادة، تملك من السلطان المطلق والطاغي ما يمكنها من وقف أي تطرف أو مغالاة ينبعان من الطموح، ومن الإجراءات الفاسدة لذوي الحول والطول .
وقف ميكافيلي بشدة ضد تعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي اعتبرها عبئا يحول دون الإبداع النشط للإنسان. ولم يكن ذلك سوي تعبير أمين عن روح العصر ومهماته التقي في خطوطه الأساسية مع آراء ابرز مفكري أوروبا يومذاك، بمن فيهم اشد الناس حرصا علي المسيحية ووحدة الكنيسة من قبيل ارازمس الروتردامي وتوماس مور (29)، بل مع آراء زعماء حركة الإصلاح الديني التي انفجرت بقوة في ألمانيا المجاورة قبل موت ميكافيلي بحوالي عقد واحد من الزمان فقط. ولكن جاء تعبير ميكافيلي في هذا الصدد اقوي من غيره وأمر. فهل من قول أبلغ، وهل من خيبة أعمق من هذا الذي قاله نيكولو بتهكم لا يخلو من ألم عميق؟!
إن أول ما ندين به نحن الايطاليين للكنيسة ورجالها، هو أننا صرنا ملحدين ومنحرفين (المطارحات، الكتاب الأول ـ 12)، وهو نفس ما كان يؤكد عليه زعيم حركة الإصلاح الديني مارتن لوثر.
إن ميكافيلي الذي وضع وحدة ايطاليا فوق أي اعتبار ما كان يستطيع أن لا يعطي رأيه صريحا في موقف الكنيسة السلبي بهذا الشأن. فلنستمع إلي ما يقوله حول هذا الموضوع الحساس بانتباه:
إننا ندين للكنيسة ورجالها بشيء أعظم، ولعله هو السبب الثاني فيما الحق بنا من خراب فالكنيسة هي التي جزأت ايطاليا وما زالت تحافظ علي تجزئتها. ومن الحق أن يقال، إن أي بلاد لا تشعر بنعمة الوحدة وبالسعادة، إلا إذا كانت كلها تحت سيطرة حكم جمهوري واحد أو أمير، كما هي الحالة في فرنسا واسبانيا. ولا ريب في أن السبب في عدم وجود مثل هذا الوضع، أي الجمهورية الواحدة أو الإمارة الواحدة في ايطاليا كلها، يعود حتما وإطلاقا للكنيسة. إذ علي الرغم من وجود مقر للكنيسة في ايطاليا، ومن وجود سلطانها الدنيوي فيها، فان سلطانها هذا أو فضيلتها لم يكونا في يوم ما من القوة بحيث يمكنانها من إخضاع الطغاة الايطاليين لحكمها، ومن إعلان نفسها أميرة عليهم جميعا، كما أنها لم تكن من الناحية الاخرى في يوم من الأيام علي ذلك النحو من الضعف الذي لا يمكنها عندما تخشي ضياع سيطرتها علي الأمور الدنيوية، من دعوة احدي الدول الأجنبية للدفاع عنها ضد تلك الدولة الايطالية التي غدت قوية أكثر مما تريد هي لها.. وهكذا فان الكنيسة كانت السبب في الحيلولة دون وجود ايطاليا تحت حكم رأس واحد، وجعلها موزعة بين عدد من الأمراء والسادة الذين جاؤوا لها بالفرقة والضعف حتى أنها غدت فريسة لا للأقوياء من البرابرة (23) فحسب بل لكل من يهاجمها. وعلينا نحن الايطاليين أن نشكر الكنيسة، دون غيرها، علي هذا الوضع السيئ (المطارحات، الكتاب الأول ـ 12).
إذن إن السبب الأساسي لمعاداة ميكافيلي للكنيسة الكاثوليكية يكمن في تحول هذه الأخيرة إلي حجر عثرة أمام تحقيق حلمه الأكبر في أن يري الوطن موحدا، معززا، مكرما. فان البابوات، حسب تحليله الصحيح، كانوا اضعف من أن يحققوا الوحدة الايطالية من جانب، وكانوا لا يرغبون في أن يقوم احد غيرهم بذلك من جانب آخر. ولكي نفهم مدي عمق هذا التحليل الميكافيلي علينا أن نتذكر موقف الكنيسة إزاء قضية الوحدة الايطالية علي مدي أربعة قرون اتبعت القنبلة التي فجرها ميكافيلي بكل جرأة وصراحة دون أن يلجأ إلي الخيال والعالم الثاني كما فعل دانتي (24) أو يعرض أفكاره علي لسان الأقدمين كما فعل بترارك (25). فان البابوية ظلت تعارض الوحدة الايطالية بكل ما توفر لديها من أسباب. وعندما تحقق حلم الطليان الأكبر في العام 1870رفض البابا الاعتراف بحكومة ايطاليا الموحدة وعارض بشدة انضمام روما إليها واعتبر نفسه سجين فاتيكان وظل هكذا لغاية العام 1929 عندما تم الاتفاق بين موسوليني والبابا بموجب معاهدة خاصة اقر الأول فيها استقلال الفاتيكان واعترف الثاني بايطاليا موحدة.
وما يجدر بالذكر هنا أن ميكافيلي وقف بفكره الثاقب عن كثب علي مساوئ الكنيسة وما كان يتخبط فيه رجالها. فقد أوفد أيام الجمهورية بعثتين إلي روما اطلع خلالهما علي أسلوب حياة الاكليروس والرشوة السائدة بينهم فاقتنع أكثر بفساد الجهاز الكنسي وابتعاده الكلي عن الروح الأصيلة للديانة المسيحية.
جاء رد الفعل البابوي علي موقف ميكافيلي قويا وقاسيا في آن واحد. ففي العام 1557 قام الجزويت (26)، المتعصبون للكنيسة الكاثوليكية، بحرق جميع مؤلفات ميكافيلي. وفي الحال قررت محاكم التفتيش حرمان تداول تلك المؤلفات التي أدخلت جميعها في قائمة الكتب الممنوعة وأقر مجلس ترانت الكنسي ذلك. وفي العام 1559 أصدرت الكنيسة قرارا يقضي بحرق نموذج effigie ميكافيلي علنا، بينما طبعت روما مؤلفاته وعرضت مسرحياته الكوميدية بحضور البابا نفسه قبل ذلك بحوالي ربع قرن فقط (27). كما أن كتابه الشامل تاريخ فلورنسة الذي يقع في ثمانية مجلدات وكرس في الواقع لمجمل تاريخ ايطاليا السياسي ويعتبر بحكم تعمقه في تقييم الأحداث التاريخية ومن حيث أسلوبه الدرامي وقوة لغته واحدا من أعظم مكاسب الدراسات التاريخية الحديثة (28)، والذي لم يفقد أهميته حتى يومنا هذا، كان ميكافيلي قد ألفه بناء علي طلب شخصي من البابا كليمنت السابع وقدمه أليه بنفسه.

متملق؟
بعد ذلك بدأت حملة إعلامية منظمة ضد ميكافيلي تصدرها المؤلفون والمؤرخون الجزويت المتعصبون. وقد وضع هؤلاء جانبا المئات من نقاط القوة في مؤلفات وآراء ومواقف ميكافيلي وبدءوا يتمسكون بالبعض من أفكاره وأعماله بشكل مجرد فيرسمون صورة مزيفة لا تنطبق علي واقع الرجل مهما حاولوا وتفننوا. فأنهم اخذوا عليه، مثلا، إهداءه لكتابه الأمير إلي جوليانو (فيما بعد لورينزو) ميديتشي، واعتبروا ذلك بمثابة محاولة لتضليل أسرة ميديتشي اثر عودتها للحكم (29). ويوجد مؤلفون معاصرون يقيمون موضوع الإهداء من نفس الزاوية الجزويتية (30). في الواقع لا ينكر أن ميكافيلي كان يرغب في العودة إلي المسرح ويبحث عن عمل من شأنه أن يخفف من ضائقته المالية، وليس في ذلك ادني ما يؤخذ عليه. ومن الإجحاف أصلا تجريد نيكولو من دوافعه كانسان في مجتمع كان لذئاب البشر وثعالبه دورهم الكبير فيه، وكان للموقع والجاه سحرهما في نظر الجميع من خواص وعوام. ولكن المسألة تتعدي هذه الناحية الإنسانية المجردة. فان لورينزو ميديتشي كان يحمل فعلا من الصفات والإمكانات ما كان بإمكانها أن تجعل منه شخصية بارزة، فهو كان من النوع الذي يستطيع اتخاذ القرارات وحسمها، وتبني ما ورد في الأمير من سياسات كان من شأنها إنقاذ ايطاليا وتحقيق وحدتها (31)، وكان يكفي ذلك بالنسبة لميكافيلي لكي يري فيه أميرا أنموذجا.
مع ذلك تبقي نقطتان مهمتان من شأنهما إلقاء ضوء اسطع علي هذا الموضوع. فان نفس ميكافيلي الذي اتهم بالتزلف بسبب إهدائه كتابه الأمير رفض رفضا قاطعا أن يخدم البرابرة الأجانب في وقت كان الآخرون فيه يتمسحون بأعتابهم. ولندع الرجل يحدثنا شخصيا عن هذا الأمر الذي أثيرت حوله عاصفة مصطنعة هوجاء انه وبكل بساطة يقول:
إنني لا ارفض عملا ولا أرد أبدا أيا من أوامر الجمهورية حيثما أستطيع أن أكون مفيدا، وهذا هو ما افعله إن لم يكن بعلمي فبخطبي، وان لم يكن بخطبي فبمشاريعي… (32). إذن كان نيكولو مستعدا لخدمة بلاده بإخلاص. ولكن ظل مرفوع الرأس حتى في أحرج اللحظات، ولم يرغب أن يعمل إلا حيثما يكون مفيدا . فبعد عشر سنوات من النفي رفض هذا المتزلف قبول منصب سكرتارية مربح لأحد الكرادلة في روما، بسبب عدم تحمله لمواقف البابوية.
هنا يفرض سؤال منطقي نفسه علي المؤرخ بإلحاح: الم يكن من الأفضل بالنسبة لميكافيلي المتمكن، لو كان يرغب التودد فعلا، أن يحاول التقرب من الذين كان مصير كل ايطاليا، لا ايطالي واحد مثله، بين أيديهم، واقصد بهم الغزاة الأجانب وأصحاب الكلمة في روما الذين صب هو جام غضبه عليهم دون مواربة أو مساومة. ومن المهم أن نلاحظ إن اتخاذ مثل هذا الموقف من جانب المفكرين الطليان لم يكن نادرا في ظروفهم الصعبة للغاية. فان معاصر ميكافيلي، مفخرة ايطاليا والإنسانية ليوناردو دافنتشي (1452 ـ 1519) اضطر إلي أن يلجأ في أواخر حياته إلي الملك الفرنسي فرانسوا الأول وان يقضي السنوات الخمس الأخيرة من عمره في صحبته وفي قصر مجاور لقصره دون أن يتحول ذلك إلي لطخة ولو صغيرة بالنسبة لحياة ذلك العبقري وتاريخه. كما أن المفكر الاشتراكي المثالي الايطالي كامبانيللا (1568ـ 1639) الذي تحمل تعذيب محاكم التفتيش والسجن علي مدي 33عاما دون أن يساوم، لجأ أخيرا إلي ريشيليو الفرنسي وتمتع برعايته. ودون شك كان في وسع ميكافيلي لو أراد، أن يفعل مثلما فعلوا وان ينال أكثر مما نالوا، إلا انه لم يفعل. فقد رفض هذا المتزلف بكل إباء العمل في البلاط الفرنسي، ولنستمع مرة اخري إلي ما يقوله بنفسه وبأسلوبه الساخر حول هذا الموضوع: أفضل الموت جوعا في فلورنسا علي تخمة المعدة في فونتينبلو (33) (34).

سيزار بورجيا
انتقد المؤلفون الأوائل، ومنهم الجزويت بشكل خاص، ميكافيلي لاختياره سيزار بورجيا مثلا يحتذي به وذلك في كتابه الأمير . وهنا أيضا لم يأت اختيار ميكافيلي اعتباطا. فان سيزار بورجيا ابن للبابا الكسندر السادس المنتمي الي أسرة بورجيا المعروفة (35) وقد زاره ميكافيلي ثلاث مرات بمهمات دبلوماسية، فعرفه عن كثب وانتقد في تقاريره تصرفاته بشدة واعتبره عدوا لدودا لفلورنسة (36). إلا انه من خلال مراقبته الدقيقة لسياسته على مدي اشهر طوال اقتنع بأن بوسع أساليب هذا إنقاذ ايطاليا من محنها، فأثر فيه أكثر من أي سياسي آخر التقي به أو قرأ عنه (37). وكان المهم بالنسبة لميكافيلي أن سيزار بورجيا حاول بشتى الأساليب وبإصرار إقامة حكومة مركزية موحدة قوية تحكم مناطق واسعة في وسط ايطاليا، كخطوة على طريق توحيد كل البلاد. وقد أعجب ميكافيلي كثيرا بموقف سيزار من جيش المرتزقة ومحاولته الاعتماد على تجنيد أبناء ايطاليا أنفسهم وتنازله عن لقب الكاردينال الديني الرفيع من اجل تحقيق أهدافه السياسية. ومن الجدير بالذكر إن ليوناردو دافنتشي كان من بين الذين تعاونوا بإخلاص مع سيزار بورجيا الذي تردد ميكافيلي في البداية كثيرا في الاتصال به. وبغض النظر عن مدي نجاح ميكافيلي في انتخابه للبطل فان حقيقة واحدة يجب أن تسجل في هذا المجال هي أن اسم سيزار دخل الأمير بعد أن انقضي زهاء ستة أعوام علي موته وزوال دور أسرته عن المسرح السياسي الايطالي مما يضفي علي اختياره طابعا موضوعيا واضحا.
والغريب جدا أن يتمسك ناقدو ميكافيلي بمثالب سيزار بورجيا ويتجاهلوا كليا حلمه (حلم ميكافيلي) الرفيع في أن يظهر عبقري ايطالي ينتشل بلاده من التمزق والاحتلال فيقيم نظاما جديدا يضفي عليه الفخار وعلي جماهير الشعب الخير والسعادة . فان ايطاليا التي غدت بلا حياة تتطلع، كما يري نيكولو بإخلاص، الي ذلك الإنسان الذي يمكن له أن يداوي جراحها ويضع نهاية لدمار لومبارديا ونهبها وللجشع والاغتصاب البارزين في مملكة نابولي وتوسكانيا، وان يشفي بثورها المتقيحة منذ أمد طويل. وها هي ايطاليا تبتهل الي الله في كل يوم أن يبعث إليها من ينقذها من هذه الفظاظة البربرية والحمق الاعمي. إنها علي استعداد للحاق بكل راية وتواقة لذلك، شريطة أن يكون هناك من يحملها ويرفعها . وإذا قدر لايطاليا أن تعثر علي مثل هذا الأمير المحرر المنقذ فانه ليصعب وصف ما سيلقاه من حب في جميع المقاطعات التي عانت الويلات تحت نير الغزوات الأجنبية، ولا ما سيجده من تعطش للثأر، وإيمان ثابت، وولاء أكيد، ودموع الشكر والعرفان. إن الأبواب ستفتح جميعها علي مصا ريعها أمامه، وان الشعب بأسره سيقابله بالطاعة والولاء، ولن يجد من يحسده، ولن يتأخر ايطالي واحد عن الانضواء تحت لوائه. فهذه السيطرة البربرية تزكم انف كل إنسان (الأمير، الباب السادس والعشرون).

ليس متدينا ولا ملحدا
لم يكتف نقاد ميكافيلي بكل ما سبق، بل أنهم حاولوا كذلك تشويه موقفه من الدين، وتمكنوا من خلال ذلك من الضرب بشدة علي وتر عاطفي حساس لدي بسطاء الناس بشكل خاص وذلك بتصويرهم إياه مارقا ملحدا بينما لم تتعد جريرة نيكولو في هذا المجال حقيقة انه أراد أن تكون القضايا الروحية ذات مضمون سياسي تكرس لبناء حياة الأمة ولخدمة الدولة (38). ثم انه كان يري إن إصلاح الدولة لا ينشأ عن تغيير في النفوس، وإنما عن تغيير في المؤسسات. لذا نراه يعالج لا الدين وحده، بل كل العلاقات التي تنشأ بين الناس كالحب والحقد والفن وكل مظاهر الحياة نفسها، من حيث الدور الذي تلعبه في المجتمع.
صحيح إن نيكولو لم يكن متدينا، إلا انه لم يكن ملحدا كذلك، بل كان ـ كما تؤكد بعض المصادر ـ يحيا حسب التقاليد الدينية الامتثالية (39). وقد كان يكن احتراما عميقا لمؤسسي الأديان الذين يستحقون، في نظره، الإعجاب أكثر من مؤسسي الدول (40). شوه الجزويتيون، وغيرهم، موقف ميكافيلي من الفضيلة والقسوة بأسلوب بعيد عن كل القيم الموضوعية. فأنهم تجاهلوا، كما ذكرنا، الضوابط الكثيرة التي شدد عليها ميكافيلي في جميع مؤلفاته تقريبا، وغضوا الطرف عن تأكيده الصريح في المطارحات أن انتصار الرومان وازدهارهم إنما نجم الي حد كبير عن تمسكهم بالفضائل (41). ثم ان هؤلاء في تقييمهم لهذا الجانب من أفكار ميكافيلي يتناسون عن قصد ملموس انه لم يدرس أعمال الناس الاعتياديين، بل مهمات الحكام ممن تقع علي عاتقهم مسؤوليات كبيرة ومعقدة تتطلب أول ما تتطلب فهم الأشياء علي حقيقتها ووضع العواطف جانبا في سبيل انجازها الأمثل. وقد فسر نيكولو هذا الواقع بشكل معبر وواضح: أما الذين لا يستطيعون عند الضرورة وفي سبيل المصلحة العامة الخروج علي القيم فان عليهم أن يزاولوا أي شيء سوي السياسة التي اعتبرها شكلا من أشكال النشاط الإنساني الذي لا يخضع لأية شروط أو دوافع روحية أو ذات طابع أدبي ، وهي بذلك تختلف عن جميع النشاطات الإنسانية الاخري (42). وعلي هذا الأساس يكون ميكافيلي أول من وضع الصياغة الحديثة لمفهوم الدولة.
والي جانب الضوابط التي تطرقنا إليها مرارا فان ميكافيلي تمسك كليا بأرفع الفضائل في العلائق الطبيعية بين الناس. فمما ورد علي لسانه في الأمير انه لا يمكن لنا أن نطلق صفة الفضيلة علي من يقتل مواطنيه، ويخون أصدقاءه، ويتنكر لعهوده، ويتخلى عن الرحمة والدين. وقد يستطيع المرء بواسطة مثل هذه الوسائل أن يصل الي السلطان، لكنه لن يبلغ المجد عن طريقها (الأمير، الباب الثامن). وان الصداقة التي تقوم علي أساس الشراء، لا علي أساس نيل الروح وعظمتها، هي صداقة زائفة تشري بالمال ولا تكون أمينة موثوقة، وهي عرضة لأن توقدها في أول مناسبة (الأمير، الباب السابع عشر).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.