برعاية وحضور الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، رئيسة اللجان المنظمة لمخيم الأمل الثامن عشر، عقدت في قاعة الاجتماعات بمعهد الأمل للصم صباح امس الأول ورشة عمل للمتطوعين المشاركين بالمخيم والذي تنظمه المدينة على أرض مفوضية الكشافة بالشارقة من 27 يناير/ كانون الثاني حتى 1 فبراير/ شباط 2022.وقد استهلت الشيخة جميلة القاسمي حديثها للمتطوعين بتهنئتهم جميعاً بالعامين الجديدين الهجري والميلادي، وتمنت لهم الخير بهطول أمطار الخير التي عمت الإمارات، وغمرت نفوس سكانها بالبهجة والارتياح.
وقالت الشيخة جميلة القاسمي: أسبوع واحد يفصلنا عن مناسبة غالية على قلبي وقلوبكم، مناسبة ما زلت أنتظرها عاماً بعد عام بلهفة، وشوق، وترقب لأيام من العمر نقضيها بصحبة أبنائنا وأخوتنا من ذوي الإعاقة القادمين إلينا من جميع دول مجلس التعاون، ومن دولة عربية شقيقة هي المملكة الأردنية الهاشمية. كما دعت رئيسة اللجان المنظمة لمخيم الأمل جميع المتطوعين إلى التركيز على مبدأ المحبة والاحترام المتبادل فيما بينهم وبين أخوتهم المعاقين، لأن هذا الاحترام هو ما يحقق النجاح لمخيمنا هذا منذ انطلاقته عام ،1986 ونحن لا بد أن نكون حريصين على هذه الوصفة السحرية، بل يجب أن نزيدها ونقوي من فعاليتها فيما بيننا جميعاً، لأنها خبرة أخلاقية عملية تدعم ما يتعلمه المعاقون نظرياً في مدارسهم.
ثم توجهت الشيخة جميلة القاسمي إلى المتطوعين بمجموعة من التعليمات الضرورية والمهمة والواجب عليهم التقيد بها ومن أهمها تركيز جميع اللجان وخاصة لجنة الثقافة والإعلام على إبداع المعاقين تجسيداً لشعار المخيم (بإبداعاتنا نلون المستقبل)، والعمل على استخراج المواهب الكامنة في نفوس ذوي الإعاقة على اختلاف وتنوع هذه المواهب وإبرازها كطاقات إبداعية قادرة على العطاء.
وركّزت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على ضرورة اطلاع جميع المتطوعين على تاريخ وحضارة وحاضر المملكة الأردنية الهاشمية، ليكون ضيوف المخيم على قناعة بأنهم ضمن أهلهم وليسوا غرباء، من منطلق أن دولة الإمارات بلد يحتضن جميع أشقائه العرب، وهم إذ يزورونه فإنهم لا يحلون ضيوفاً عليه، بل هم في بلدهم، وبين أهلهم.
ولحثّ المتطوعين على الصدق والإخلاص في العمل استشهدت الشيخة جميلة القاسمي بالآية الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) لأن العمل الصادق والمخلص لا تقتصر نتائجه الإيجابية على صاحبه وحسب، بل تمتد لتشمل من هم حوله فيزيدهم ذلك محبة وإخاءً، وقدرة على إنجاز المهام الموكلة إليهم بقدر كبير من السعادة.
وكانت الورشة قد بدأت أعمالها بكلمة لأمل خميس من اللجنة العليا المنظمة للمخيم قدمت من خلالها نبذة عن مخيمات الأمل السابقة منذ الانطلاقة الأولى عام 1986 باعتبار المخيم فرصة طيبة وملائمة ومتجددة أتاحتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للمعاقين الخليجيين والعرب، من أجل إبراز طاقاتهم الكامنة، ومهاراتهم التي تعلموها.
بعد ذلك قام رؤساء اللجان المنظمة للمخيم كل بدوره باستعراض برنامج عمل كل لجنة وذكر المهام التي يتصدى لها مع أعضاء لجنته، حيث أكد الجميع حرصهم الشديد، وعملهم الدؤوب، وتطلعهم اللامحدود كي يكون مخيم الأمل الثامن عشر كسابقه من المخيمات، ناجحاً، ومفيداً، ومعززاً لعرى الأخوة بين الشباب العرب. ثم ألقت الأستاذة في معهد التربية الفكرية سامية محمد صالح محاضرة مكثفة عن الإعاقة الذهنية تحدثت من خلالها عن كيفية التعامل مع أصحابها، مؤكدة أنهم ذوو إدراك وحس عاليين، ويستطيعون التفاعل مع الآخرين.
بعد ذلك ألقى صلاح عودة مترجم لغة الإشارة في تلفزيون الشارقة والمدينة محاضرة عملية عن استخدام لغة الإشارة.
ثم قدمت كلثم عبيد من اللجنة المنظمة للمخيم فكرة عامة عن الإعاقة الحركية، وشرحت كيفية التعامل مع المعاقين حركياً، مؤكدة أن كرامة المعاق من كرامة المجتمع.
وفي نهاية الورشة عقدت كل لجنة من لجان المخيم اجتماعاً خاصاً بأفرادها تمت من خلاله مناقشة التوصيات التي عرضت خلال الورشة، ودراسة أنجع الطرق لتطبيقها، بالإضافة إلى خطط عملها وبرامجها في المخيم.