التصنيفات
التربية الخاصة

،،،التأخر الاجتماعي،،، إلى أين؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم


تعاني مجتمعاتنا العربية عامة و مجتمعاتنا الخليجية خاصة من نوع من التخلف أو التأخر

وهو التأخر الاجتماعي وأريد ان انوه في موضوعي اليوم لعدة مواقف تعرضت لها خلال سنوات عملي

في هذا المجال فقد شاهدت أطفالا أبرياء لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم يعانون من فرط الحركة أو دلال

أحد الوالدين أو كلاهما أو انفصال الوالدين أو الإهمال الشديد الغير مبرر بأي حجة من الحجج وأيضا

يعاني أطفالنا هذا النوع من التأخر نتيجة لزواج الأجانب ( الغير عربيات ) فينشأ نوعا من العراك

النفسي مع الطالب مما يسبب له صراع داخلي وبالتالي العدوان والعنف الشديد كما يتعرض أولادنا

للعنف الأسري فنلاحظ الضرب المبرح الذي يتعرض له الأطفال وآثار ذلك الضرب تشهد على قسوة

أبائهم لذلك علينا كمعلمات وأمهات ان نعالج أو نتصدى لهذه الظاهرة بالحد من انتشارها على الأقل لان

أبناء هذا الوطن أمانة بأعناقنا ويجب المحافظة عليهم لذلك أيها المعلمين والمعلمات الأفاضل عند

مشاهدة هذه المظاهر من العنف يجب عدم السكوت عليها ولكن معالجتها ومقابلة ولي الأمر أولا

والتحدث معه بكل أدب واحترام لمعرفه من الذي يجعله يخرج من شعوره وما أسباب ذلك الشعور

الغريب الذي يؤدي به إلى عدم السيطرة على النفس وضبطها ولا أيأس من عدم التواصل أو إفادتي بأي

شيء يخدم الموضوع ثم أتطرق إلى طرق أخرى وبديلة على الفور لإنقاذ هذا الصبي أو الفتاة من

مظاهر سلوكية خاطئة ستنمو (معه/معها) ان لم أتدخل فورا…. وسأذكر لكم بعض الوقائع الحقيقية

لأنواع من التأخر الاجتماعي لدى الطلاب وهي قصص واقعيه حدثت بالفعل ولنبدأ بالطالبة (س) كانت

طالبة هادئة جدا داخل الفصل العادي وكانت تدرس في الصف الثالث التأسيسي بعد إعادته لمده عام

وبعد ذلك أخبرتني المعلمة (معلمة الفصل العادي ) أنها لا تتكلم أبدا ولذالك عادت العام الدراسي وتريد

ان تحولها لفصل التربية الخاصة فسجلت اسمها من ضمن أسماء الطالبات المسجلات معي داخل

الكشف بعد البحث عن طالبة طالبة ومن الأجدر بالتحويل إلى الفصل بعد الاختبارات النفسية ثم ظهرت

النتائج بالموافقة على انضمام(س) لفصل التربية الخاصة فكانت بالفعل طالبة لا يسمع صوتها داخل

الفصل وخارجه وليس لها صديقات وأنا أقوم بإخبار جميع طالباتي بأمور أولية فقمت بالترحيب أولا

ببناتي الحبيبات وأخبرتهم بأننا يجب ان نحصل على المراكز الأولى قدر المستطاع لجميع الفعاليات

والأنشطة بالمدرسة وأولها الدراسة النظافة النظام وغيرها من الأمور ولكن بأسلوبي الخاص فلاحظت

تدافع الطالبات على طاولتي ( أنا ماذا افعل وأنا من سأكون – رئيسة النظام – أم النظافة – أم السبورة –

أم ماذا )ما عدا (س) لم تسأل وهي في سرحان مستمر فبدأت اخرج في وقت الفسحة لانضم لطالباتي

وتعريف الطالبات الأخريات بأن فصلي جميل وطالباتي مميزات وان أحبهم كثيرا ومسكت بيد (س)

لنذهب لمقصف المدرسة وجلسنا نأكل سويا . وبعد ذلك حدثت المفاجأة بعد عدة أيام أصبحت (س) تأتي

وتكلمني وطلبت مني ان أرى ما ذا كتبت بالمنزل ومن يسكن معها وماذا تعمل والدتها وكانت

المفاجأة !!!! أبي ليس بالمنزل ! أنا أحبه ! أريد ان أراه ! بابا يشتري لي ألعابا كثيرة ! بابا في دبي !

ماما لا تحبه ! هو لا يسأل عنا ! ماما لا تدعه يرانا ! أنا أريد بابا ! معلمة ( وديني لبابا ) (بس لا تقولين

أنا قلت) . . . حبيبتي يا (س) إذاً عرفت سبب عدم الكلام عرفت لماذا أنت صامتة طوال الوقت ….

ماذا فعلت (س) لكي تكون بهذه المشاعر التي أبكتني بحق إذا لابد ان ابدأ لابد ان أحلق بك إلى الأعلى

هل تردين مشاهدة والدك ؟ ؟ ! ستشاهدينه ولكن ألا تريدين ان يقول لك والدك مبروك هل يراك وهو

غاضب منك ،،لأنك كنت ….كانت الإجابة بصوت مرتفع لا ،،هيا اجتهدي وشاركي زميلاتك في الفصل

أنت طالبة ذكية (وغيرها من كلمات التشجيع) هيا نبدأ بالمذاكرة والدروس أريد خطا جميلا . . أريد

واجبا محلولا . . أريد كتبا ودفاتر نظيفة . . ومرتبة .. هيا سأذهب لأحضر لك كل شي هيا نجهز صفنا

بكل ما هو ممكن للأخذ بيد (س) – أدوات – أجهزة حديثة – استعانة بمعلمين ومعلمات ذوي خبرة –

التواصل المستمر ..سنقف هنا..أي تواصل واستطيع القول بأنه من المستحيل التواصل مع ولية أمرها

فحاولت قدر المستطاع وللأسف لم استطع . . تواصلت مع جدتها لتخبرني بالصدمة انفصلت ابنتي عن

زوجها وأبعدت عنه بناته مع العلم بان الوالد لا يستطيع العيش بدونهم والعكس صحيح لماذا سألتها ؟

! لا اعلم هي تريد ذلك ثم طرحت سؤال على الجدة هل أدهشك عندما رأيت (س) وكيف أصبحت

بتميزها . . وأنا وعدتها وأريد ان أقابل والدتها (لا أمل) سأجتهد وأثابر وسأحقق مرادي هل إذا تغير

مستوى طالبتي سأحقق مرادي ؟ (نعم ) حصلت المعجزة وتغير حال الطالبة (س) وحصلت على أعلى

الدرجات بل التفوق وأصبحت مميزة بمعنى الكلمة (خروج بالإذاعة – إلقاء الكلمات المعبرة – دور

المعلمة الصغيرة – عازفة في الموسيقى – تقود صفها خلال الاحتفالات المدرسية ) إذا هيا يا معلمة

أوفي بوعدك هاهي (س) وفت وانتقلت بنفسها إلى الأعلى ماذا يجب عليك فبدأت مرة أخرى وحاولت

وبالفعل وصلت وقابلت ولية الأمر وبتوفيق من الله تمت المعجزة وقمت بالاتصال بولي الأمر (الأب)

لأخذ موعدا ليأتي ويأخذ بناته في نزهة جميلة وأتحمل المسؤولية (خوفا من خطف بناته !!!)هذا ما

قالته لي والدتها قلت أتحمل في سبيل راحة ابنتي!!! اقصد ابنتك.. نظرت لي نظرة وسألتني هل أنت أم

؟؟ قلت لا.. قالت لماذا تفعلين ذلك؟؟؟ قلت لأنني أريد مساعدتك !!!

ذهبت (س) مع والدها وأخبرتني بجميع الأماكن التي تجولت بها والأم تتواصل معي وأنا أطمأنها بأن لا

شيء سيحدث مما تفكر به وأحضرت لي جميع الهدايا التي احضرها لها والدها وهي في قمة السعادة

وما شاء الله كيف أصبح مستواها الدراسي ..

السؤال الآن ماذا نطلق على هذا التأخر الذي شاهدناه في شخصيه (س) أنه تأخر اجتماعي بسبب

الظروف الأسرية القاسية التي يتعرض لها أبنائنا . . أحبتي هناك الكثير والكثير من حالات (س) في

مجتمعنا الغالي والحل في أيدينا إن حاولنا واجتهدنا وللحديث بقية مع موقف آخر مع طالب أو طالبة .

…ودمتم في أمان الله . .


،،،مجهود شخصي،،،

بارك الله فيك وبجهودك المباركة هذه

شكرا لتسليطك الضوء على مثل هذه الحالات الإجتماعية لتكون عبرة لمن يعتبر

ننتظر البقية

البحر الصامت …………… قصتك مع (س) لهي تميز لكم ويجب أن تفخري بهذا الإنجاز الرائع .
نعم مجتمعاتنا تعج بمثل هذه الحالات .
بارك الله فيكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.