التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

إشراف الأقران

الإشراف التربوي من قبل الأقران

( تبادل الزيارات بين المعلمين )

مفهوم إشراف الأقران :

يسعى إشراف الأقران لتحسين مهارات المعلمين ، وله عدة مسميات هي :

ـ الإشراف من قبل الزملاء .

ـ التدريب من قبل الزملاء .

ـ الملاحظة من قبل الزملاء .

ـ تقييم الرفاق .

ـ تبادل الزيارات بين المعلمين .

ـ النمو المهني المشترك .

ولعل أكثر هذه المسميات تداولا هو تبادل الزيارات بين المعلمين ، وتقييم الرفاق . ويعرفه أحد الباحثين :

بأنه أسلوب في الإشراف التربوي يقوم به زميل بزيارة زميل آخر له ، لتحقيق أهداف تعليمية معينة ، وضمن خطة محددة ، وبتعاون من المشرف التربوي ، ومدير المدرسة ، والمعلم .

ويعرفه آخر بأنه " أحد أساليب الإشراف التربوي الذي يقصد به أن يقوم نفر من المعلمين بزيارة زميل لهم في الصف ، أو خارجه ، في مدرستهم ، أو في مدرسة مجاورة ، لتحقيق أهداف محددة ضمن خطة واحدة .

وفي هذه العملية يتفق معلمان أو أكثر على العمل معا من أجل نموهم المهني ، ويكون ذلك من خلال القيام بزيارات صفية لبعضهم البعض ، ومن ثم نقل انطباعاتهم حول ما شاهدوه لبعضهم البعض ، وتحليل ذلك الموقف التعليمي وتبادل النصائح والإرشادات والتصورات ، لتطوير الممارسات التعليمية لأي منعهم .

خصائص الإشراف من قبل الأقران :

1 ـ إن العلاقة التي تربط هذا الفريق من المعلمين ( اثنين أو أكثر ) هي أكثر من مجرد تبادل عشوائي للزيارات الصفية ، وإنما هي عملية رسمية وذات بعد مؤسسي .

2 ـ يتفق المعلمون على زيارة صفوف بعضهم البعض مرتين على الأقل في السنة الدراسية الواحدة ، ومن ثم عقد اجتماع بعدي ( اجتماع للتغذية الراجعة ) يتلو كل زيارة صفية .

3 ـ إن هذه العلاقة التقويمية الإشرافية تخص المعلمين ( الزملاء أو الفريق الواحد ) وحدهم وليس للمدير ، أو لأي إداري آخر ، حق التدخل في هذه العملية ، ويقوم المشرف التربوي بتنظيمها .

4 ـ إن الهدف الذي تسعى إليه عملية التقويم من قبل الأقران هو تحسين وتطوير مهارات المعلم ( الزميل ) التعليمية ، وليس لإطلاق الأحكام تقيمية تحدد جودة مهاراته التعليمية أو رداءتها .

إجراءات تنفيذ برنامج إشراف الزملاء :

ومثلما هو الحال مع قضايا تربوية عديدة ، فإن البحوث والدراسات لم تعط جوابا قطيعا لهذا الجدل حول فعالية وجدوى أسلوب التقويم بالأقران . وعلى أية حال فإن هذه البحوث والدراسات التربوية قد أعطت بعض المؤشرات والدلائل التي تدعم استخدام هذا الأسلوب في الإشراف والتقويم .

1 ـ يعطي مدير المدرسة أو مساعده مسؤولية تنظيم هذا البرنامج ومن ثم مراقبة تقدمه بطريقة غير رسمية . ويقصد بغير رسمية هنا ، أي أن لا تشكل نتائجها أي أساس في عملية "تقييم" أداء المعلم لاعتبارات إدارية وظيفية .

2 ـ يجتمع المدير ( أو مساعد المدير إذا ما أنيطت المسؤولية به ) تحديد الإطار العام لهذا البرنامج ( خطة العمل ) .

3 ـ واعتمادا على هذا الاجتماع ، يضع المعلمون التنظيم النهائي لخطة العمل ، ومن ثم يتفقون على القيام بزيارتين صفيتين على الأقل لبعضهم البعض .

4 ـ وفيما يتعلق بحجم الفريق ، فإن معظم الدراسات ذات العلاقة تشير إلى أن معلمين اثنين أو ثلاثة يشكل الحجم الأفضل للفريق الواحد .

ويمكن لأسلوب تبادل الزيارات بين المعلمين ، أو الإشراف من قبل الأقران ، أن يتحقق على مستويات كثيرة ، من أهمها :

1 ـ معلمو المادة الدراسة الواحدة :

ينظم المشرف التربوي جدول تبادل الزيارات بين معلمي المادة الواحدة من خلال اجتماع يوضح فيه أهمية الزيارات ، وطريقة الإعداد لها ، وطريقة تعبئة التقرير الخاص بهذا البرنامج .

2 ـ معلمو الصف الواحد :

وفيه يقوم معلمو الصف الواحد بزيارة زملاء لهم متخصصين بتدريس الصف نفسه ، وعلى هذا المستوى يمكن أن يتباحثوا في طرق إدارة الصف ، وتوزيع البرنامج اليومي والأسبوعي ، والتخطيط للنشاطات المختلفة .

3 ـ معلمو الصفوف المجمعة :

وفيه يقوم معلمو الصفوف المجمعة بزيارة زملاء لهم يدرسون صفوف مجمعة مماثلة . وعلى هذا المستوى ، يمكن أن يتباحثوا في إدارة الصفوف المجمعة ، وكيفية تدريسها وتخطيط نشاطاتها وبرمجتها يوميا وأسبوعيا بحيث لا يطغى صف ، على صف أو نشاط على نشاط .

4 ـ معلمو المرحلة التعليمية :

وفيه يقوم معلمو المرحلة الواحدة بزيارة زملاء لهم يدرسون بالمرحلة نفسها . وهنا يمكن أن يتباحثوا في خصائص النمو والتطور والعوامل النفسية التي تؤثر على طلاب تلك المرحلة بشكل عام ، والمشكلات التي تعيق تحصيلهم العلمي والمسلكي بشكل خاص .

5 ـ معلمو المدرسة الواحدة لغيرها :

وفيه يقوم معلمو المدرسة بزيارة مدرسة أخرى ، وعقد لقاء يوم واحد بين المعلمين ، بحيث يجتمع كل مع نظيره في المدرسة الأخرى ، ويتباحثون في الأمور كافة ، العملية والمسلكية ، التي تهم المدرسين .

6 ـ زيارات حسب الحاجات الفردية للمعلمين :

ينظم المشرف التربوي بعض الزيارات التي يقوم بها المعلمون لزملاء هم للإطلاع على فكرة ما أو أسلوب ما . وتكون هذه الزيارات بناء على حاجات المعلمين وأهداف المشرف التربوي .

7 ـ زيارات المعلمين القدامى الجدد وبالعكس :

يستطيع المشرف التربوي أو مدير المدرسة أن يضع ترتيبا يتبادل فيه قدامى المدرسين الزيارات مع الجدد منهم ، والعكس بالعكس .

8 ـ زيارات المعلمين المتبادلة على مستوى اللواء أو المحافظة :

وقد يسهم قسم الإشراف التربوي على مستوى مديرية التربية والتعليم أو وحدة الإشراف التربوي في الوزارة بتنظيم مثل هذه الزيارات ووضع إطار عام لها .

إيجابيات الإشراف بالأقران ومحاذيره :

1 ـ إن عملية تقويم الرفاق ، تعتبر مناسبة جيدة للاشتراك مع المعلمين الآخرين ( الزملاء ) في الأساليب التعليمية .

2 ـ تعزيز إيجابي لجوانب معينة في التدريس .

3 ـ تثمين متزايد واعتراف كبير لمجهود المعلم من قبل أقرانه .

4 ـ فهم متزايد للطلبة .

وقد بينت تلك الدراسات أن لهذا الأسلوب إيجابيات عدة وفوائد كثيرة منها :

1 ـ يميل معظم المعلمين إلى طلب النصح والإرشاد من زملاءهم أكثر من غيرهم ، وخصوصا المشرفين التربويين .

2 ـ يستطيع المعلمين أن يزودوا بعضهم بعضا بآراء ومعلومات ( التغذية الراجعة ) ، مفيدة جدا ، دونما حاجة لتدريب طويل ومركز ودونما حاجة لاستخدام نماذج أو أدوات تقيمية معقدة .

3 ـ إن أسلوب التقويم من خلال الأقران يدعم علاقة الزمالة المهنية داخل المدرسة ، ويقويها كما وينمي بين الزملاء حب التعاون والمنافسة والبناء .

و لهذا الأسلوب مجموعة من المحددات أو جوانب القصور ، ومنها :

1 ـ إن المعلمين غير المدربين لن يستطيعوا القيام بعملية إشرافية أو تقويمية ذات مستوى عال ، كالتي يقوم بها المشرفون التربويون أو المدربون تدريبا جيدا .

2 ـ إن أسلوب التقويم من قبل الأقران قد لا يكون مرغوب فيه من منظور الربح والكلفة . فالمعلمون ينبغي لهم التفرغ بعض الوقت لزيارة بعضهم بعضا أثناء التدريس .

3 ـ كما وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض العوائق التنظيمية في المدارس تجعل من تطبيق أسلوب التقويم بالأقران أمرا ليس سهلا ، مثلما تجعل فرص نجاحه قليلة إذا ما طبق .

وهناك بعض المحاذير أيضا منها :

1 ـ يمكن أن تثار حساسية خاصة عند بعض المعلمين المزارين ، ولكن يقضى عليها من خلال توضيح أهداف الزيارة .

2 ـ يحذر من تقليد بعض المعلمين لزملائهم ، بالرغم من اختلاف ظروفهم وطلبتهم وطبيعة مدارسهم .

3 ـ يحذر من المبالغة في تجسيم الأخطاء ، والسخرية ، وإظهار عدم الثقة ، والقسوة الزائدة في محاولة تقويم الحصة .

موضوع رائع أستاذتنا الكريمة

الله يعطيج العافية يا رب

طرح رائع وموضوع شائق وجهد طيب
جزيت خيرا
موضوع رائع
جزاك الله كل خير
سأنقله للمعلمات للاستفادة منه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.