12. هذب سلوك أي طالب ترى أنه بدأ يجلب إلى المدرسة سلوكاً خاطئاً اكتسبه من أسرته أو من بيئته أو من أصدقائه خارج المدرسة سواء كان هذا السلوك قولي أو فعلي .لأنك بتهذيب سلوك هذا الطالب تكون قد نفعته وقضيت على داء سينتشر بين الطلاب لو أهملته . فمن وصية لابن سينا في تربية الولد " أن يكون الصبي مع صبية حسنة آدابهم مُرضية عاداتهم لأن الصبي عن الصبي ألقن وهو عنه آخذ وبه آنس ."
13. حاول أن تحترم نفسك ولا تبتذل ذاتك وتكسر الحواجز بينك وبينهم بل أبق مساحة من التقدير والاحترام تحتفظ بها لنفسك فلا يجرؤ عليك طالب ولا يستهين بك ولا يستهتر بتعاليمك وتوصياتك . علمه أن يخاطبك بعبارات التقدير والإجلال لا أن يخاطبك كما يخاطب أخاه الصغير .لا تنزل نفسك وشخصيتك إلى درجة لا تكون قوية وآمرة وناهية . حاسب كل طالب يجرؤ عليك أو يستهين بك . كن دائماً الأكبر سناً ومقاماً ولكن لا تطلب أن يحترمك أحد قبل أن تحترم نفسك وتبتعد عن الصغائر والتصرفات التي لا تليق بمن هو في مقامك ومركزك .
14. لا تشعره أنك عاجز عن إيجاد حل لمشاكل الطلاب بكثرة تحويل الطلبة للمدير أو الوكيل أو المرشد . فالطالب الذي يرى عجز المدرس عن علاج مشاكل الطلبة تهتز صورته ويفقد شيئاً من احترامه .هذا بالإضافة إلى الضرر الحاصل للطالب بحرمانه من الحصة . فكلما كثر إخراجه من الفصل كلما فقد جزءاً من منهجك . وبعملية تراكمية تكثر الدروس التي لا يفهمها من منهجك فيتحول إلى عنصر إزعاج ومصدر للقلق والفوضى ويتكون حاجز نفسي بينه وبين دروسك حتى تصبح عنده من أصعب المواد وأعقد الدروس . حاول أن تعاقبه داخل الحصة بتوقيفه مع مشاركته لزملائه في فعاليات الدرس .
15 . وزع منهجك توزيعاً صادقاً ونظم سيرك فيه تنظيماً يتفق مع خطتك . بحيث لا تبقي فيه حصص في آخر الفصل الدراسي متأثرة بالتوزيع السيئ . فإما تقدم في المنهج وتبقي حصص فارغة لا تعرف كيف تشغلها أو تأخر في المنهج بحيث تبقى مواضيع لم تنل حظها من الشرح وهذا له انعكاسه الخطير على فهم واستيعاب الطلاب أو السيطرة عليهم في حصص فارغة . وخطورة هذا التوزيع السيئ أنه يزيد من نسبة الغياب في الأيام الأخيرة من الفصلين الدراسيين .
16 . حاور الطلاب وناقشهم فالحوار مفتاح لأي باب مغلق بين شخصين . اعتبر الطالب رجلاً صغيراً لا تسفِه رأيه ولا تحتقر اقتراحه .ولا تحكم عليها بعقلك الكبير .بل هي صادرة من عقل بدأ يتفتح على الحياة ومحاولة لفهم الأشياء من حوله .وكل طفل له تفسير لكل شيء . ودورنا هو محاولة تركيب القطار على القضبان .
17. فسر حركات الطالب الذي تبدو منه حركات زائدة أنها دليل صحة وحيوية .فالطالب السليم جسمياً تتدفق الطاقة من كل أجزائه ولا يستطيع التحكم في هذه الطاقة .وعليك استغلال هذه الطاقة وتوجيهها التوجيه السليم والمفيد . لا تعتبر أنها سوء سلوك أو مشاغبة . فالطفل المريض هو الهادئ والذي لا يكاد يرفع يداه . والمرض
إما بدني ويبدو من سكونه وهدوئه واصفرار لونه وإعيائه وإما مرض نفسي كالمنطوي والخجول وفاقد الثقة في نفسه. إذن الهدوء مؤشر مرض والحركة مؤشر صحة ويهمنا أن يكون طلابنا أصحاء .
18. إذا رأيت أن الدرس ثقيل على الطلاب وبدأ الملل يتسرب إلى نفوسهم وعقولهم فاسمح بقليل من المرح يشيع بين الطلاب. سمعهم نكتة أو اطلب من أحدهم نكتة . وغير في أسلوب عرضك بأسلوب حركي وتفاعلي بينك وبينهم حتى ترى أن نفوسهم انفتحت وبدءوا يتجاوبون ويشاركون .
19. لا تغير آرائك ومواقفك . فمرة تجيز عمل ومرة ترفضه . ومرة تسمح بسلوك ومرة تحاربه . تسمح لزيد أن يكذب وتحاسب عمرو إن كذب ، وتدخل أحمد إن تأخر وتحاسب محمداً إذا تأخر . وإذا أهمل الطالب واجبه تعاقبه مرة وأخرى لا تعاقبه . حتى أنه لا يعرف حين يهمل واجبه اليوم على أي حالتيك يلقاك . بل اجعل لك موقفاً ثابتاً ومبدءاً لا يتغير حتى يستطيع الطلبة أن يتعاملوا معك على أساس هذا المبدأ .
20. احمل معك وأنت متجه إلى الفصل كل طلباتك واحتياجاتك من أقلام وطباشير وأدوات ووسائل ومسّاحة ودفتر تحضير وسجل متابعة ودفاتر الطلبة المصححة . ولا تكلف الطلاب أن يحضروا لك طلباتك . لأن إخراج الطالب من الفصل يفوته شيء من الشرح أو المقدمة . والأخطر من ذلك أنه يدخل غرفة المدرسين بما فيها من سجلات درجات وأوراق إجابة لامتحانات . قد تجعل الطالب يغير في درجاته أو إجاباته . أو يخفي شيئاً منها .
أخي المدرس هذه بعض الأمور والخطوات التي تجعل منك عنصر جذب للطالب ومصدر تشويق له نحو مدرسته . وتكون عاملاً مهماً للقضاء على ظاهرة التسرب . وذلك حين نستطيع أن نجعل من المدرسة واحة تغرد فيها عصافير المحبة ويشع منها نور الحب والإخلاص والوعي الكامل بوظيفتنا الخطيرة . أن نجعل من المدرسة ورشة عمل وإنتاج وعطاء متبادل . أن نجعل من التعليم مصدر سعادة لا كابوس يجثم على صدور أبنائنا . أن يتعرف الطلاب على أن المدرسة ليست مجرد كرسي وطاولة وطالب جامد ومدرس متسلط وسبورة خرساء وإنما خلية كل أفرادها يعملون . أن يعرف الطالب أنه مصدر تعليم أحياناً ومصدر تعلم أحياناً أخرى فالمدرس الذي استعان بطالب ليؤدي مشهداً أو يقرأ جملة أو يشرح معنى ويتلقاه الطالب الآخر يكون قد فهم من زميله .
هل نستطيع أن نجعله يشتاق للمدرسة وهو خارجها ، ويستاء كثيراً من سماع جرس الدرس السابع ؟ هل نستطيع أن نجعل أسوأ لحظاته آخر الدراسة وأجمل لحظاته بداية اليوم الدراسى وينام على أحلام أن غداً دراسة . قد يكون هذا حلم صعب . لكن برغبتك القوية والصادقة قد نتوصل إليه .
وفى النهايه اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان تكونوا قد حصلتم او افادكم هذا الموضوع كما افادنى .
انى أحبكم فى الله منقول [/COL[/SIZE]
وجزاكم الله خيرا