التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

الازاحةالنفسية

<div tag="7|80|” >الإزاحة النفسية

عندما تفاجأ بأن شخصا يعتدي عليك بالضرب أو الشتم أو السب وهو ليس من عادته أن يفعل ذلك ، علما بأنك لم تفعل شيئا يضايقه أو يستفزه ، بل إنك سوف تستغرب أن يصدر من هذا الشخص هذا التصرف ،وهو يحدث أحيانا عند بعض الناس ، ولكن من هذه صفته عندما يهدأ غضبه يعود ويعتذر عمن أساء إليه ، هذا التصرف من هذا الشخص ما يسمى بالإزاحة النفسية إحدى الأمراض النفسية أو إحدى الحيل الدفاعية ( ميكانزمات ) التي تصيب بعض الناس نتيجة ضغوط نفسية وقهر يقع عليهم ، ويحدث ذلك بين مدير العمل ومرؤوسيه ، ومدير المدرسة والمعلمين ، وبين الزوجة وزوجها ، والأم وأطفا لها، مثال: على الإزاحة النفسية ، يعود الأب إلى المنزل وقد اختلف مع مديره بأن قام الأخير بازدراء هذا الموظف وسبه وشتمه وعد م النظر إلى ما أبدع فيه من إيجابيات في العمل ، فيدخل المنزل ضيق الصدر مشدود القوى متنرفزا كأنه يحمل الدنيا على ظهره وبالصدفة تلاقيه زوجته في الباب فيصب جام غضبه عليها بدون مقدمات، ومع أنها لاتستطيع مجابهة زوجها أو الرد عليه خوفا من أن يطلقها، في هذه اللحظة تسكت الزوجة وتكظم غضبها كعادة أكثر النساء خوفا من العواقب أو طبيعة بعض النساء الآتي تعودن على القمع والظلم في بيت أهلها ، ولكنها في المقابل تتسلط على أطفالها وتضربهم ، وهم أيضا لايستطيعون الرد عليها لأنها أمهم وأقوى منهم فيتسلطون على ألعابهم فيكسرونها وهذه الحالة ينطبق عليها المثل العامي ( من تقاوي عظيم كسره )ومثال آخر ، على الإزاحة النفسية عندما يكون مدير المدرسة حازما دقيقا متسلطا يتصيد الأخطاء على المعلمين ولا ينظر إلى إبداعاتهم وإنتاجهم الجيد فهو يتعامل معهم بالقوة والقسوة والتعالي والتعجرف ، وبالتالي يتأثر المعلم بمواقف المدير المتصلبة علاوة على ما يعانيه داخل أسرته من خلاف مع زوجته أو أحد والديه فيقوم هذا المعلم فيتسلط على طلابه ، وقد يختار أفضل الطلاب ويهينه أمام زملائه محدثا في نفسه شرخا مؤلما لاينساه طول حياته ، فالمعلم أراد أن ينفس عما شعر به من غبن وظلم وإنكار للذات ولكن على من على أناس أبرياء لادخل لهم بمعاناته وهم طلابه ، وهذا سبب جوهري من أسباب قسوة المعلمين على الطلاب وأحيانا يكون المعلم تعرض لضغوط نفسية من زوجته أو أن أحد أولاده مريض أو وجود مشاكل أسرية ، تقلق راحته وتشتت تفكيره ، ولا تدع له مساحة للتفكير الصحيح لأن الغضب يسد منافذ التفكير السليم فتصرفات المعلم في هذه الحالة لايحكمها التفكير السليم 0ومثال آخر للتاجر الذي يخسر تجارته فيصب جام غضبه على عماله وموظفيه ، أتذكر أنني عندما كنت دارسا في الدبلوم جاء أحد الدكاترة الله يذكره بالخير إذا كان حيا ويرحمه إن كان ميتا ، أقول: جاء للمحاضرة وهو في سورة من الغضب الشديد فصار يسب ويشتم ، فتعجبنا لذلك لأنه ليس من عادته أن يفعل مثل ذلك وبعدما هدأ صار يعتذر ، ويقول: إن ابني البارحة درجة حرارته40 ألا تنزعجون من مثل هذا الموقف ؟ قال أحدنا بلى ننزعج لكن ليس بهذه الصورة ، وأنت أستاذ جامعي نستقي منك مكارم الأخلاق والصبر على الشدائد ولسان حالنا يقول ( إذا طاحت الحوا مي ما على الجدران شرهه )0
على أي حال الإزاحة النفسية مرض نفسي يحدثه ما يتعرض له الإنسان من ضغوط بيئية وهو منتشر عند كثير من الناس ، وقد عالج رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم – هذا الداء عندما قال : لاتغضب ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) وليس معنى ذلك انه إذا لحقك أذى من غيرك أن تغضب وتزمجر وترد عليه بالمثل ولكن بالحلم والصبر والهدوء والسيطرة على النفس تعالج الموقف ، وإذا تعرض الإنسان لموقف أزعجه عليه إذا كان واقفا أن يجلس أو يترك المكان ويخرج للشارع حتى تهدا الأمور ثم يعود ويبدأ بمنا قشة ما وقع الاختلاف عليه بهدوء وسكينه لئلا يتصرف تصرفا يند م عليه حينها لاينفع الندم ، أو أن يشغل نفسه بالكتابة أو الرسم حتى يزول توتره وغضبه ويبدأ يفكر تفكيرا سليما 0
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يوجد في مدارسنا مرشدون ومرشدات يمكن أن يتعاملوا مع مثل هذه المواقف ، هل يمكن للمرشد الطلابي والمرشدة الطلابية أن يحتويا المعلم والطالب والمعلمة والطالبة ويقدما لهما المساعدة المناسبة أم أنهما سيعالجان مواقف الإزاحة النفسية بطرد الطالب أو الطالبة من الفصل دون النظر في المشكلة وأسبابها أو هل يملك المرشد الطلابي أو المرشدة الطلابية مهارة امتصاص الغضب الأمر يحتاج إلى دراية وحكمة مثال على مهارة امتصاص الغضب عندما يأتي الزوج متأخرا بعد الساعة الثانية عشرة ليلا ويدخل على زوجته فيجدها مشحونة ومتوترة وغضبا نه على تأخره إلى هذه الساعة ، ثم يفاجأ عند دخوله المنزل بأن زوجته صبت جام غضبها عليه ، فإذا كان حكيما ولا يريد للمشكلة أن تتطور بإمكانه أن يقول لها : أنا أتفق معك أنني تأخرت للمجي ء للمنزل ومعك حق في غضبك هذا ، وأنا غضبان أيضا لتصرفي هذا مثلك ، عندما تسمع الزوجة أن زوجها أعترف بخطئه وأنه يوافقها على رأيها ولم يقف موقف المدافع أو المتهجم عليها سيخف غضبها أو يتلاشى حتما وسوف تعود المياه إلى مجاريها أما إذا رد عليها بغضب وقال لها : هذا مهوب شغلك أنا حر في حياتي أجي وأروح على كيفي سوف تشتد سورة الغضب وسوف يحدث مالا تحمد عقباه أخي الزوج أختي الزوجة أخي المعلم أختي المعلمة إختارى ما يعجبك من التصرفين السابقين ـ أنا أعتقد أنك سوف تختار أوتختارين التصرف الأول التصرف الحكيم الهادي والرد المزيل للغضب، كم نحن بحاجة إلى مرشدين ومرشدات يلموا الشمل ويلطفوا الجو المشحون بالمشاجرات والمنازعات المدرسية ، ولا نحتاج إلى مرشدين ومرشدات يحتاجون إلى من يرشدهم ،فيزيدون النار اشتعالا بتصرفاتهم الخرقاء، والله الهادي إلى سواء السبيل 0 (إبراهيم الدر يعي)00000

شكرا لك …………….أستاذ ابراهيم
الصدى —————– شكر على مرورك 0
بارك الله فيك اخي إبراهيم
مع خالص تحياتي
الأخ الكريم / معتز غباشي —— سلمه الله
أشكرك على حضورك ، وأتمنى لك التوفيق 0
لك الشكر موضوع قيم…
جزاك الله خير الجزاء…. ونفعنا الله بك .. وجعله الله في ميزان حسناتك… موضوع أكثر من رائع … وتأكد أن الخير في أمة محمد الى يوم القيامة .. وثق ان هناك من يجيدون استخدام الاساليب المهنية بروح وتعاليم ديننا الحنيف وهدي سيد المرسلين (ص)لتحقيق الرسالة المرغوبة من الاختصاصيين في التعامل مع جميع المواقف الإشكالية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.