التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

التعلم التعاوني لماذا؟

التعلم التعاوني ………. لماذا

البعض منا يشعر بصعوبة التغيير, وربما يراه مستحيلا في كثير من الأحيان, ضاربا عرض الحائط بكل ما قاله العلماء والخبراء في هذا المجال, ولذلك غالبا ما يبدع في تحديد المعوقات والبراهين على استحالة أمر ما أو عدم جدواه, وتتولد لديه قدرة هائلة على الحوار والمناقشة, وطاقة كبيرة في استعراض طابور هائل من الصعوبات وفي وقت قصير جدا, ولكنها تسخر كلها في اتجاه واحد وهو أن يوهم نفسه ويوهم الآخرين بعقم الفكرة واستحالة الأمر, وغالبا ما يختم كلامه: هذه ( فذلكات), إضاعة للوقت….. (إنسى) الموضوع.
وحتى لا اندفع بعيدا في مناقشة هذا الأمر, أكاد أجزم بأنه لو استخدم ما أظهره من قدرته الهائلة وطاقته الكبيرة في إيجاد حلول للصعوبات التي رصدها, وردود على الأدلة التي أقامها لأبدع في ذلك أيضا, وانتقل من (سوداوية) قاتلة إلى ( نورانيّة ) مبدعة, وانطلق في التفكير الإيجابي بدلا من السلبية واستعلى على الإحباط بشحنه للهمم, وحشد الطاقات, فيكون قد بدأ البناء في صرح النجاح واعتلاء سلم التميز بجدارة.
وبعد هذه المقدمة أعود إلى موضعنا ( التعلم التعاوني…. لماذا؟).
وأذكر بأن الهدف هو تعزيز القناعات بهذا الأسلوب أو تكوينها لدى البعض وبالتالي إعطاؤه ما يستحق من مساحة في الأداء الصفي ( في عملنا ).
وهنا استكمالا للمقال السابق نبدأ بإدارة العمل داخل المجموعة, حيث يقوم رئيس المجموعة بإشراف المعلم غير المباشر, بتنسيق الأدوار ومتابعة خطوات التنفيذ وتسلسلها, وشحذ الهمم, من خلال التذكير بشعار التعلم التعاوني " ننجح جميعا أو نفشل جميعا" ," نتكامل مع الآخرين وننافسهم على الرقم واحد" , " نعطي أكثر مما نأخذ".
كل هذا يعمق روح المسؤولية لدى رئيس المجموعة, ويعبنه مع المعلم على حفظ النظام داخل المجموعة, وينمي الاستعداد الفطر لدى الطالب للالتزام بالنظام, وتغليب المصلحة العامة, ويذكي روح العطاء لدى الطالب, وهذا جانب هام نتمناه في طالب اليوم وموظف الغد ورب أسرة المستقبل.
أما المنافسة الشريفة فمن حيث الهدف, فهو إحداث التأثير المطلوب في المتلقي, ومن حيث المجال, فمجالها (العطاء) أي الدرس بأهدافه العلمية والوجدانية, وأدواتها البحث والتنقيب والتعلم الذاتي (ما يحقق الاعتماد على النفس).
أما تكامل العمل فيبعدها عن التّحوّل إلى صراع, ويبقيها منافسة نقية طاهرة هادفة, فنرى الشخصية " التنافسية" كثيرة العطاء بعيدة عن الشح والأنانية.
أما الحديث عن دور المعلم في التعلم التعاوني, فسوف يكون إن شاء الله لقائنا القادم, فإلى اللقاء والسلام عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.