التصنيفات
القصص والحكايات

الصيصان السحرية

الصيصان السحرية

بقلم: رافع يحي
أشرقت الشمس فوق بيت فريد, أطلت عليه من النافذة فوجدته حزينا, سألته بعجب: لماذا أنت حزين يا فريد؟
رد عليها فريد بصوت خافت: اليوم رحلة الصف, وأنا لن أسافر مع طلاب صفي لأني لا املك مصاريف الرحلة.
· قالت له الشمس وهي تبتسم:لا تقلق يا فريد عندما تكبر سيكون معك نقود, وستسافر إلى حيث تحب. فودعته الشمس .
· أما فريد فتخيل أولاد صفه وهم يضحكون ويمرحون في رحلتهم, فترقرقت الدموع في عينيه ثم سقطت على الأرض, وفوجئ فريد حين تخيل هذه الدموع تتكور وتتحول إلى ثلاث بيضات ملونه. ولم تمض لحظات حتى تحولت البيضات الثلاث إلى ثلاثة صيصان ملونة, ترقص وتطلق أصواتا جميلة. طار فريد من الفرح وأحس بأنه يملك كنزا عجيبا. تساءل بعجب: من أين جاءت هذه الصيصان؟ نظر من النافذة وقال: سأخرج مع هذه الصيصان في رحلة إلى البحيرة, وسأستمتع اليوم هناك وأفحص ما الذي يمكن أن يحدث لهذه الصيصان
اخذ فريد يعدو بمرح وهو ينظر إلى صيصانه. كانت تعدو خلفه وهي تطلق الأصوات الجميلة كزقزقة العصافير.ازداد جمال الطبيعة لفرحة فريد ومتعته. اقترب من صخرة وجلس عليها ليستريح. اخذ يتأمل صيصانه التي كانت تحكي لبعضها حكايات غريبة!
نظر فريد نحو الأشجار فلمح بيتا صغيرا على مقربة من الطريق. وكانت قرب البيت شجرة لوز مزهرة. أثارت أزهار اللوز إعجابه فاقترب منها. نادته الشجرة وقالت: تعال يا فريد "سلّيني" لقد سئمت من الليل والوحدة. إن أهل البيت لا يتكلمون معي, ولا حتى مع بعضهم فلا أتسلى بأحاديثهم !!
دنا فريد من الشجرة وهو يعجب من حالها, أشفق عليها وفكّر قليلاً ثم قال: سأعطيك صوصاً من صيصاني هدية. فيمتعك بقصصه لأنه يحب الحكايات والقصص.. فهل أنت الآن سعيدة؟
أجابت الشجرة: نعم أنا سعيدة… شكراً لك يا فريد.
خطر ببال فريد أن يغادر هذا المكان بسرعة قبل أن يفقد الصوصين الذين بقيا معه, وما أن خطا خطواته الأولى حتى أطلت بنت خلف المنزل تحمل سلة غسيل, وعلى وجهها تبدو علامات الوحدة والملل.خجلت البنت من وجود فريد, وشعرت بالخوف, ثم أسرعت نحو البيت. فقال لها فريد: لا تخافي … أنا فريد! املك صيصاناً سحرية ملونه وصوتها جميل. استغربت الفتاة من كلام فريد لكنها لم تقترب منه. حدّقت بالصوصين, فقدم لها فريد أحدهما وقال لها: ما رأيك أن نصبح صديقين؟!
لم تجبه البنت. حملت الصوص وأسرعت نحو البيت وهي تنظر إلى فريد بفرح.
فرح فريد لأنه أسعد غيره, حمل صوصه الأخير, وأخذ يعدو نحو البحيرة بفرح ومتعة .
وصل فريد إلى ضفاف البحيرة… وجلس يتذكر المكان الغريب الذي صادفه في طريقه. ولمح من بعيد قارباً يقوده شيخ, دنا القارب من فريد وفوجئ بالصوص يقفز نحو القارب الذي ابتعد عنه بسرعة واختفى عن أنظاره … حزن فريد لفراق الصوص الأخير حزناً شديداً واحتار مما يحدث له.
عاد أدراجه إلى بيته, وهو يتمنى أن يجد البنت التي أعطاها الصوص لكي يروي لها ما حصل له. لكنه فوجئ بان البيت والشجرة والعصفور والطفل والبنت قد اختفوا جميعاً, ولم يشاهد في ذلك المكان سوى الأشجار, والأعشاب والعصافير والشمس التي أوشكت على المغيب. ومع ذلك فرح فريد لأنه تخيل هذه القصة التي أنسته الملل والوحدة ولو لفترة قصيرة, وعاد إلى بيته سعيداً.

فنانة وايد القصة
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
مشكووووورة عيبتني قصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.