التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

العصف الذهني تمرين جديد لأسرتك

تيسير الزايد

موظف يفكر
مفاهيم جديدة، تمارين عقلية، نظريات حديثة تطالعنا بين فترة وأخرى، يجتهد من تبناها أن يوصلها لنا بشكل نستطيع أن نستفيد منه، حتى يثبت صلاحية تلك المفاهيم التى وضعها، وقدرتها على حل مشكلاتنا، وإضافة المتعة والفائدة على حياتنا، ومن تلك المفاهيم: تمرين العصف الذهني الذي استخدم منذ زمن بعيد، ولكنه دوّن كنظرية عندما كتب عنه«أليكس أوزبورن» الذي كان يعمل في مجال الدعاية في كتابه your creative power «طاقتك الإبداعية» كتمرين يستخدم في العمل الجماعي للوصول إلى حل لمشكلة أو ايجاد فكرة جديدة.
وكغيره من المفاهيم – التي يمكن أن تكون قد مارستها دون وضع مسمى لها – بدأ هذا المفهوم في الدخول إلى محيط الأسرة ليساهم في تقريب الأفراد من بعضهم بعضاً وإضفاء جو من المتعة في الأسرة وإيجاد وسيلة لحل مشكلاتها أو الوصول لفكرة جديدة.

ما العصف الذهني؟

يقول «توماس أديسون»: «حتى تحصل على فكرة جيدة، لابد أن يكون لديك عدد كبير من الأفكار».
العصف الذهني هو بالضبط ما كان يعنيه «أديسون»، فهو وسيلة لإيجاد حلول مبتكرة لمشكلة معينة، وتتم هذه الطريقة والتركيز على مشكلة معينة، ثم وضع عدد لا محدود من الحلول لها، بل دفع هذه الحلول لتدخل عالم الإبداع والتجديد، ومن ثم تنقيح تلك الحلول للحصول على حل مبتكر جديد.
ممكن أن يتم هذا التمرين ضمن مجموعة كبيرة أو صغيرة من الناس، بل أصبح يمكن استخدامه كأفراد.
والعصف الذهني يرى المختصون أن من الأفضل ممارسته مع الأبناء في نطاق الأسرة؛ لأنه يدربهم على الإبداع، وينشط لديهم مهارة التفكير والبحث عن الحلول الجديدة والأفكار المبدعة، كما أنه يعطي الأسرة فرصة للتقارب والاستماع لأفكار بعضها بعضاً، والتعبير عن الرغبات الفردية، وتقبل رأي الآخرين دون هجوم أو نقد لاذع، وبالتالي فهو يساهم في توسيع المدارك لدى الصغار وزيادة الوعي لديهم.
يساعد العصف الذهني على إعطاء درجة من الاهتمام لموضوع ما، ويولد عدداً كبيراً من الأفكار، ويعلِّم الجرأة في تداول الأفكار، ويُشعر الصغار بأهمية أفكارهم واقتراحاتهم، وهو وسيلة لتعليم مهارات حل المشكلات عن طريق جمع عدد كبير من الحلول ثم اختيار الأفضل من بينها.
ويمكن استخدام العصف الذهني في التخطيط ضمن الأسرة لرحلة معينة أو تجديد في المنزل أو حل مشكلة أو عمل مشترك أو تقديم مساعدة لشخص أو القيام بعمل تطوعي أو خيري معين.

كيفية العصف الذهني؟

1- اجمع الصغار والكبار من أفراد العائلة حولك، وعيِّن قائداً لهذه المجموعة، مع تعيين شخص آخر لتسجيل الأفكار المطروحة.
2- عرِّف المشكلة أو الموضوع الذي ترغبون في وضع تصور له، وقوموا بصياغة عدد من الأفكار والحلول المبتكرة، ومع مراعاة دقة تعريف الموضوع، فحسن تعريف المشكلة يؤدي إلى إعطاء أفكار وحلول مبدعة أكثر، ومن الممكن البدء بسؤال: «كيف يمكن أن… ؟».
3- احرص على أن يكون لدى الجميع فكرة واضحة عن الموضوع، لأن الهدف من هذا التمرين جمع عدد كبير من الأفكار، وأعطِ المجموعة فرصة (دقيقتين) للتفكير في الأمر قبل البدء.
4- اختر كلمة غريبة، أو اعرض صورة معبّرة لتبدأ بها تحفيز الجميع لعرض أفكارهم.
5- ضع قوانين لاجتماعكم، مثل:
< قائد المجموعة هو من يتحكم في إدارة الجلسة.
< على كل فرد في المجموعة المشاركة بأي فكرة تخطر على تفكيره.
< الأفكار لا تقيّم من قبل الأعضاء في حينها، بل جميعها مقبولة حتى الوصول لمرحلة التقييم النهائى.
< تحديد وقت معين له بداية ونهاية والوقت المقترح هو 25 دقيقة، ولكن يمكن زيادته على ذلك إذا كان الأبناء أصغر سناً.
6 – ابدأ العصف الذهني باختيار فرد من الأفراد، ثم يقوم بالإجابة عن السؤال المطروح، مع كتابة ما يطرح من أفكار، مع عدم نقد أي فكرة مطروحة.
7 – بعد انتهاء الوقت المحدد تبدأ مرحلة تنقيح الأفكار وتصفيتها عن طريق:
< حذف الأفكار المكررة.
< حذف الأفكار الخارجة عن الموضوع.
< تصنيف الأفكار المتبقية الى مجموعات.
8 – بعد تضييق مجال البحث ابدؤوا في مناقشة الأفكار المتبقية كمجموعة، وذلك بكتابة محاسن ومساوئ كل فكرة، ومن ثم التقييم الأخير، وذلك بأن تكون الفكرة ضمن القدرات المتوافرة وتغطي الاحتياجات التي من أجلها قمتم بالعصف الذهني، وإذا أمكن فلتمنح كل فكرة درجة معينة، واختر الفكرة التي تحصل على أعلى درجة مع الاحتفاظ بالأفكار الأخرى التي لم يتم اختيارها في حال عدم إمكانية تحقيق الفكرة الأولى.
9- احرص على أن يكون جو الاجتماع ممتعاً، وامنع أي شخص يحاول أن يحقر أفكار الآخرين، بل علِّمهم احترام الآخرين وحسن الاستماع، وإذا لاحظت صعوبة لدى أحد الأبناء في عرض أفكاره أو التعبير عنها ساعده لاحقاً على قدر استطاعتك.
العصف الذهني مع الصغار
1- يحتاج الصغار لبعض عبارات التشجيع والمساعدة أثناء العصف الذهني، ومن الأسئلة المهمة المحفّزة السؤال الذي يبدأ بـ: «ماذا إذا…؟».
2- تقبّل كل الأفكار والمقترحات المطروحة، وتجاوب معها بإيجابية، حتى وإن كانت غير عملية، ولكن ضع من البداية شكلاً معيناً للأفكار، كأن تكون بعيدة عن العنف أو تافهة.
3- الشخصيات التي تعلّق بها الطفل منذ صغره قد تكون ملهمة له في ابتكار الأفكار، ويمكن استخدامها كوسائل بصرية تحفّز الطفل على التفكير.
4- أن يتخطى الطفل البداية ويفكر في إجابات مبدعة خطوة تحتاج مساعدة الوالدين في أن يشرحوا له أن هناك أفكاراً وأسماء أخرى غير التي تطرأ على تفكيرنا في البداية ونحتاج بعض التفكير لنصل إليها.
5- العصف الذهني عملية ممتعة، وخاصة عندما تنهمر الأفكار الغريبة والمبدعة، ويشعر الجميع بروح الجماعة المتعاونة.
6- هناك عدد من الأساليب التي تدرب الطفل على التفكير بشكل مختلف، ومنها توجيه أسئلة عن مواقف غريبة والحصول على إجابات غريبة أيضاً، مثل: «لماذا لم تأخذ حماماً منذ سنة؟ أو أيجب عليك أن تذهب للمدرسة؟!».
ومن الأساليب الأخرى: اذكر عشرة أسباب لعدم كتابة الواجبات.
أو اذكر عشرة أسباب للنوم في الفصل.
أو اذكر عشرة استخدامات لحفاظات أخيك الصغير.
أو اذكر عشرة استخدامات لقميص المدرسة.
فكِّر مع أبنائك في مصطلحات متناقضة مثل: اللص الأمين، دموع الفرح، ضحكات الحزن، فمثل هذه التمارين بالرغم من بساطتها إلا أنّها تشجع الطفل على التفكير وبشكل مسلّ.
ولأهمية العصف الذهني فقد تم اعتماده في عدد من المدارس كوسيلة لتعليم التفكير لعدد من المواد، وهناك دراسة عن استخدامه لتدريس مادة التاريخ في سلطنة عمان.>

جزاك الله خيرا
موضوع مفيد وجزاكم الله خير
موضوووووووووووووووووووووووع مفيد جدا
اتمنى الاستفادة منه
جزاك الله الف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.