التصنيفات
البحوث

الكتابات الكلاسيكية:

الفيزياء
.
.

المـــقدمة:
إن دراسة منشأ الاحتكاك على المستوى الذري- هذه الدراسة التي أهملت كثيراً من قبل الفيزيائين والتي تعرف باسم نانوتريبولوجي nanotribology- تشير إلى أن قوة الاحتكاك تنشأ عن مصادر مختلفة غير متوقعة ، بما في ذلك طاقة الصوت.
ولما لهذه الدراسة أهمية اقتصادية سوف نتحدث عنها في موضوعنا هذا ونتطرق الى كيفية تطور هذه الدراسة واكتشافها انطلاقا من الكتابات الكلاسيكية وصياغة قوانين الإحتكاك ,ثم الانزلاق على السطوح الجافة ,واخيرا سوف نذكر اعادة صياغة قوانين الاحتكاك .

العــرض:
الكتابات الكلاسيكية:
ربما بدأ علم التريبولوجي الحديث قبل 500 سنة عندما استنبط ليوناردو دافنشي القوانين التي تحكم حركة انزلاق كتلة مستطيلة على سطح مستو ومن ثم أعاد الفيزيائي الفرنسي أمنتون في القرن السابع عشر صياغة قوانين الاحتكاك وهي :
أولاً : تتناسب قوة الاحتكاك التي تقاوم الانزلاق على سطح فاصل بين جسيمين طرداً مع الحمل الطبيعي أو مع القوة التي تضغط السطحين معاً .
ثانياً : التلامس الظاهري بين سطحين.
وقد أضيف قانون ثالث ينسب إلى العالم ( كولوم ) وهو أن قوة الاحتكاك مستقلة عن السرعة عند ما تبدأ الحركة.
وفي منتصف الخمسينات تم استبعاد خشونة السطوح كآلية محتملة لتفسير معظم حالات الاحتكاك اليومي، وكان أمراً مدهشاً أن يجد صانعوا السيارات مثلاً أن الاحتكاك بين سطحين يكون أحياناً أقل عندما يكون السطحان أكثر خشونة ويمكن أن يزداد الاحتكاك مع ازدياد النعومة ذلك في حالة اللحام البارد فإن المعادن المصقولة يلتصق بعضها ببعض بثبات أكثر.
الانزلاق على السطوح الجافة :
الآن لنتسائل لماذا تسبب طبقة سائل احتكاك أكبر في المقياس الذري في حين أنها تسهل الانزلاق في الاستخدامات اليومية ؟ لقد قدمت الدراسات الحسابية الإجابة الحاسمة، كما فتحت نافذة نادرة على السلوك الجزيئي الذي لا يمكن الوصول إليه بأية طريقة أخرى. فلقد طرق عدة باحثين مجالات جديدة في النانوتريبولوجيا بوساطة الحاسوب ومنهم ( لاندمان ) الذي كان طليعياً في محاكاة نقاط التماس.
كان ( روبنز ) ومساعديه أول من أجاب عن سؤال احتكاك السائل عندما قاموا بمحاكاة انزلاق أغشية الكريبتون السائل الذي سماكته ذرة واحدة على سطوح ذهب متبلور، حيث بينوا أن ذرات الكريبتون السائل الأكثر حركية من ذرات الكريبتون الصلب تستطيع أن تلتصق بسهولة أكثر في الفجوات بين ذرات الذهب ذي الصلابة العالية، كما لاحظت هذه المجموعة أن القص الحاصل بين المادة الصلبة وسطح السائل يختلف عن الحالات الماكروسكوبية للتزيت حيث إن القص الحاصل داخل كتلة السائل (أي على السطح البيني سائل –سائل) يبدي مقاومة أقل من القص عند السطح البيني سائل – مادة صلبة.
إن سبب التوافق شبه التام بين نموذج روبينز والنتائج التي توصلت لها كريم لأنه نسب الاحتكاك في حساباته إلى اهتزازات الشبكة البلورية (أمواج صوتية)، مع العلم أن روبنز كان قد أهمل الاحتكاك الناتج عن التأثيرات الكهربائية.ففي السطوح العازلة ينتج الاحتكاك من تجاذب شحنات كهربائية موجبة وأخرى سالبة على جانبي سطح التلامس (يحدث تجاذب مماثل عند دلك بالون بالشعر وتركه يلتصق بالجدار)، وظهور الشحنات لا يكون كبيراً عندما يكون أحد أو كلا سطحي التماس معدناً ، ولقد اقترح بيرسون من جامعة شالمر للتقانة بالسويد ظهور نوع آخر من الاحتكاك الإلكتروني، ، حيث وجد أن هذا الاحتكاك يتعلق بالمقاومة التي تواجهها الإلكترونات المتحركة داخل المادة المعدنية عندما تنجرف على طول الوجه المقابل.
الفيزيائيون يعرفون حالياً هذا النوع من الاحتكاك لكنهم لا يعرفون مدى أهميته (فلماذا تقوم أجسام صلبة صغيرة بالانزلاق بدون احتكاك تقريباً وليس تماما). ولبحث هذا الموضوع أجريت قياسات حديثة من قبل فريق جاكيولين لتعين قيمة القوة اللازمة لانزلاق غشاء صلب سمكه ذرة واحدة أو ذرتان من الكزينون على طول سطح فضة متبلور، ولاحظنا أن الاحتكاك يزداد بنسبة 25% في حالة غشاء كزينون سمكه ذرتان فهل يعود هذا الفرق إلى الاحتكاك الإلكتروني ؟ طبعاً من المحتمل أن يكون الجواب بالنفي . ….! ومع التطور في نظم المحاكات الحاسوبية والجهود النظرية سوف نتمكن بالتأكيد وبدقة تحديد مقدار الفقد بالطاقة التي ترافق التفاعلات الإلكترونية واهتزازات الشبكة البلورية.
إعادة صياغة قوانين الاحتكاك :
يبين التقدم الحديث في النانوتريبولوجي أن قوانين الاحتكاك الماكروسكوبي غير قابلة للتطبيق على المقياس الذري ، لذا فقد تم إعادة صياغة هذه القوانين كالآتي:
أولاً : تعتمد قوة الاحتكاك بين سطحين على سهولة التصاقهما من عدمه وهذا يتناسب مع درجة عدم عكسية القوة التي تضغط السطحين معاً أكثر من اعتمادها على شدة القوة .
ثانياً: إن قوة الاحتكاك تتناسب مع منطقة التماس الحقيقية وليس مع منطقة التماس الظاهرية
ثالثاً : قوة الاحتكاك تتناسب طرداً مع سرعة انزلاق السطح البيني على نقاط التماس الحقيقية ، ما دامت السطوح البينية لا تسخن وسرعة الانزلاق أصغر من سرعة الصوت (قريباً من هذه السرعة يختل التساوي لأن اهتزاز الشبكة البلورية لا تستطيع نقل الطاقة الصوتية بسرعة كافية).
ولقد افترض الفيزيائيون أن عدم انتظام السطح يؤدي إلى دوراً في الاحتكاك سواءً كان انزلاقاً أو التصاقاً ، حيث ينزلق فيها أحدهما على الآخر : التصاقاً لحظياً ثم يتابع ، وكمثال على ذلك صرير مكابح سرعة القطار وحركة الأظافر على الطاولة . ولهذا كان الاعتقاد بأن الخشونة هي التي تسبب الطبيعة العشوائية لكلٍ من الالتصاق والانزلاق .
الخاتــمة:
أخيرا , بعد ما تعرفنا على محاولات العلماء والباحثون في دراسة قوى الاحتكاك , نلاحظ أنه لم تتم الإجابة على كافة الأستلة المتعلقة بقوى الاحتكاك , فالباحثون لايزالون يدرسون هذه القوى , ونظراً لأهمية هذا البحث نأمل أن يساعد النانوتريبولوجيون العاملون في فروع الهندسة يوماً ما الكيميائيين على فهم الاحتكاك المحسوس للتفاعلات التي تظهر على السطوح ، أو علماء المواد في هدفهم لتصميم مواد تقاوم التآكل . وعندما تصبح الحاجة أكبر
إلى المحافظة على الطاقة وعلى المواد الخام فإنه يتوقع أن يسارع الفيزيائيون لفهم أسس عمليات الاحتكاك..

جوزيتي الجنه ان شاء الله على هذا الجهد الطيب الشارقة

دمتي سالمة ^_^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.