التصنيفات
المعلمين والمعلمات

الله نور السموات والأرض

ما أجمل الحياة في ظلال القرآن … وخاصة إذا ماكان صاحبها ممن خبر الحياة في ظلال الفلسفات الأرضية واعتصرته آلامها وداسته وحوشها الكاسرة كل منها تبتغي أسره لتشبع به نهمة النزوع إلى التسلط والهيمنة والتأله الزائف
وأي طعم لهذه الحياة إن لم يهتد المخلوق إلى التفيؤ في ظلال رسالة الخالق إلى أكرم مخلوق فوق هذه البسيطة

وهاكم أحبتي صفحات من روائع البيان اخترتها لكم من تفسير (في ظلال القرآن )
وكأنها كلمات من النور فاضت بها نفس عايشت القرآن واستلهمت النور من أية الله نور السموات ..في سورة النور فكانت نوراً على نور

يقول الله تعالى : (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
يقول:رحمه الله

"{ الله نور السماوات والأرض } . .
وما يكاد النص العجيب يتجلى حتى يفيض النور الهادئ الوضيء ، فيغمر الكون كله ، ويفيض على المشاعر والجوارح ، وينسكب في الحنايا والجوانح؛ وحتى يسبح الكون كله في فيض النور الباهر؛ وحتى تعانقه وترشفه العيون والبصائر؛ وحتى تنزاح الحجب ، وتشف القلوب ، وترف الأرواح . ويسبح كل شيء في الفيض الغامر ، ويتطهر كل شيء في بحر النور ، ويتجرد كل شيء من كثافته وثقله ، فإذا هو انطلاق ورفرفة ، ولقاء ومعرفة ، وامتزاج وألفه ، وفرح وحبور . وإذا الكون كله بما فيه ومن فيه نور طليق من القيود والحدود ، تتصل فيه السماوات بالأرض ، والأحياء بالجماد ، والبعيد بالقريب؛ وتلتقي فيه الشعاب والدروب ، والطوايا والظواهر ، والحواس والقلوب . .
{ الله نور السماوات والأرض } . .
النور الذي منه قوامها ومنه نظامها . . فهو الذي يهبها جوهر وجودها ، ويودعها ناموسها . . ولقد استطاع البشر أخيراً أن يدركوا بعلمهم طرفاً من هذه الحقيقة الكبرى ، عندما استحال في أيديهم ما كان يسمى بالمادة بعد تحطيم الذرة إلى إشعاعات منطلقة لا قوام لها إلا النور! ولا « مادة » لها إلا النور! فذرة المادة مؤلفة من كهارب وإليكترونات ، تنطلق عند تحطيمها في هيئة إشعاع قوامه هو النور! فأما القلب البشري فكان يدرك الحقيقة الكبرى قبل العلم بقرون وقرون .

كان يدركها كلما شف ورف ، وانطلق إلى آفاق النور . ولقد أدركها كاملة شاملة قلب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففاض بها وهو عائد من الطائف ، نافض كفيه من الناس ، عائذ بوجه ربه يقول : « أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة » وفاض بها في رحلة الإسراء والمعراج . فلما سألته عائشة : هل رأيت ربك؟ قال : « نور . أنى أراه » .
ولكن الكيان البشري لا يقوى طويلاً على تلقي ذلك الفيض الغامر دائماً ، ولا يستشرف طويلاً ذلك الأفق البعيد . فبعد أن جلا النص هذا الأفق المترامي ، عاد يقارب مداه ، ويقربه إلى الإدراك البشري المحدود ، في مثل قريب محسوس :
{ مثل نوره كمشكاة فيها مصباح . المصباح في زجاجة . الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار . نور على نور } . .
وهو مثل يقرب للإدراك المحدود؛ ويرسم النموذج المصغر الذي يتأمله الحس ، حين يقصر عن تملي الأصل . وهو مثل يقرب للإدراك طبيعة النور حين يعجز عن تتبع مداه وآفاقه المترامية وراء الإدراك البشري الحسير .
ومن عرض السماوات والأرض إلى المكشاة . وهي الكوة الصغيرة في الجدار غير النافذة ، يوضع فيها المصباح ، فتحصر نوره وتجمعه ، فيبدو قوياً متألقاً : { كمشكاة فيها مصباح } . . { المصباح في زجاجة } . . تقيه الريح ، وتصفي نوره ، فيتألق ويزداد . . { الزجاجة كأنها كوكب دري } . . فهي بذاتها شفافة رائقة سنية منيرة . . هنا يصل بين المثل والحقيقة . بين النموذج والأصل . حين يرتقي من الزجاجة الصغيرة إلى الكوكب الكبير ، كي لا ينحصر التأمل في النموذج الصغير ، الذي ما جعل إلا لتقريب الأصل الكبير . . وبعد هذه اللفتة يعود إلى النموذج . إلى المصباح :
{ يوقد من شجرة مباركة زيتونة }
ونور زيت الزيتون كان أصفى نور يعرفه المخاطبون . ولكن ليس لهذا وحده كان اختيار هذا المثل . إنما هو كذلك الظلال المقدسة التي تلقيها الشجرة المباركة . ظلال الوادي المقدس في الطور ، وهو أقرب منابت الزيتون لجزيرة العرب . وفي القرآن إشارة لها وظلال حولها : { وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين } وهي شجرة معمرة ، وكل ما فيها مما ينفع الناس . زيتها وخشبها وورقها وثمرها . . ومرة أخرى يلتفت من النموذج الصغير ليذكر بالأصل الكبير . فهذه الشجرة ليست شجرة بعينها وليست متحيزة إلى مكان أو جهة . إنما هي مثل مجرد للتقريب : { لا شرقية ولا غربية } . . وزيتها ليس زيتاً من هذا المشهود المحدود ، إنما هو زيت آخر عجيب : { يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار } .

فهو من الشفافية بذاته ، ومن الإشراق بذاته ، حتى ليكاد يضيء بغير احتراق؛ { ولو لم تمسسه نار } . . { نور على نور } . . وبذلك نعود إلى النور العميق الطليق في نهاية المطاف!
إنه نور الله الذي أشرقت به الظلمات في السماوات والأرض . النور الذي لا ندرك كنهه ولا مداه . إنما هي محاولة لوصل القلوب به ، والتطلع إلى رؤياه : { يهدي الله لنوره من يشاء } . . ممن يفتحون قلوبهم للنور فتراه . فهو شائع في السماوات والأرض ، فائض في السماوات والأرض . دائم في السماوات والأرض . لا ينقطع ، ولا يحتبس ، ولا يخبو . فحيثما توجه إليه القلب رآه . وحيثما تطلع إليه الحائر هداه . وحيثما اتصل به وجد الله .
إنما المثل الذي ضربه الله لنوره وسيلة لتقريبه إلى المدارك ، وهو العليم بطاقة البشر :
{ ويضرب الله الأمثال للناس ، والله بكل شيء عليم } .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله ينور طريقك .. وينور طريقنا .. طرح جميل وفي وقته ..
كم نحتاج إلى نور الله في قلوبنا وأبصارنا ودروبنا

بوركت أخي طارق

كل عام وأنت بخير

أستاذ طارق..

بارك الله فيك

موضوع مميز في الحقيقة

أختاي الفاضلتان
الأستاذة إسعاف
المشرفة الكريمة الأستاذة أم سعود الغالي
مروركما أسعداني وزاد النور نوراً نور الله قلوبكم ودياركم وأبناءكم بأنواره
أخوكم طارق
شكرا جزيلا على الكلمات الرائع

وفي انتظار الأجمل والأروع


وصف عجيب لنور الخالق أشعر ان وراءه سرا عظيما
سبحان الله ،، لطالما استوقفتني هذه الآية الكريمة
حتى أنني تشوقت لقراءة تفسيرها …
مبدع يا أستاذ طارق حتى في نقلك ،،
اللهم طهرنا بنورك واهدنا لنورك واحشرنا على نورك
واجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم :
( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم )
لاحرمت جزيل الأجر أستاذنا القدير " طارق "
وفي ميزان حسناتك إن شاء الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم طارق
لك شكري وتقديري على ما أودعته هذه الصفحة من روائع البيان
ذلك لأن نافذة النور التي استشرفتها قلوبنا قبل عيوننا في اختيارك الرائع ،
جعلتنا نشعر بأفراح الروح، واسترخاء النفس فمسحت عنها أوضارها وأكدارها،
وفاضت على المشاعر والجوارح ، وانسكبت في الحنايا والجوانح؛
فعشنا معك لحظات النور الرباني الذي أنست به القلوب والأرواح.
فجزاك الله خير الجزاء .
الأخ الرائع روحا و فكرا الاستاذ طارق
عشنا مع هذه الايات مفسرة أجمل اللحظات الايمانية التي ما زادتنا
الا حبا وعشقا في ديننا الحنيف .. اللهم أني أسألك أن تجعل ايامنا و
أعمالنا طهرا وايمانا وانقيادنا خالصا لجلالك وعظمتك يا رب العالمين
بارك الله في قلمك وعقلك وقلبك استاذ طارق نفعنا الله واياك بما علمنا
امين امين

نعم إخوتي إنه النور الذي فاض فملأ بفيضه الغامر كل أرجاء الكون ولم يستجلي ضياؤه في شيء كما تجلى في قلوب الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا …قلوب بدد نور الله ظلماتها فاستنارت بنوره فعرفت للكلم الطيب عرف تضوعه وروعته وبراعته فتناغمت معه طربة تسبح بحمد خالقها وبارئها
أليس من نوره أنه… الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان
…نعم إنها قلوبكم إخوتي وعقولكم

الأستاذ إسماعيل عشا
الأستاذ عبد الوهاب محمد عقل
الأستاذة لمياء
الأستاذة أم سعود الغالي
الأستاذة إسعاف
فشكراً لمروركم وبارع تفاعلكم
أخوكم طارق

أسأل الله العظيم أن يحفظ لك هذا النور الذي يشع من بين حروفك ،

حروفك التي تعرفنا على عقل وقلب فاضا بنور الله ،

هذا النور الذي يتمثل في حبك للخير للناس أجمعين .

وعطاءك اللا محدود ، واخلاصك في عملك ،

كل هذا وذاك لأن هذا النور سكن في قلبك فسير كل الأعضاء للخير وحب الخير .

الشارقة

´*•.¸(*•.¸¸.•*´)¸.•*´
`•° السلام عليكم °•°
¸.•*(¸.•*´`*•.¸)`*•.¸

ما أحلاه من نور و أعظمه من وهج رباني شمل

السموات و الأرض وما دونهما ..

سبحانك ربي ..

اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي

نورا وعن يميني نورا

وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي

نورا واجعل لي نورا ..

نقلتنا أيها الكريم إلى أجواء إيمانية راقية في تسطير معاني

و جماليات هذه الآية الكريمة ..

باركك الرحمن و وفقك لكل خير أستاذي الفاضل

أختكم : الحور الغيد

الشارقة

أنار الله دربك وقلبك

وجعلنا وإياك نورا على نور

موضوع مميز

جزيت خيرا

بل
نوَّر الله قلوبكم بنور معرفته وألبسكم ثوب عافية
أختي الفاضلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.