التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

المرشد الطلابي وبدء العام الدراسي

<div tag="2|80|” >

المرشد الطلابي و بدء العام الدراسي
المرشدون المتميزون والمرشدات المتميزات هن من يفكرن في أنجح الأساليب التي تقودهم إلى النجاح ، وكل عمل لايخطط له لايمكن أن يحالفه النجاح ، واكثر الحالات التي يخفق فيها الناس سببها العشوائية وعدم التخطيط والتنظيم
في هذا المقال سوف أتحدث عن بعض ملاحظاتي في الإشراف لما كنت مشرفا للتوجيه والإرشاد في إدارة التربية والتعليم بالرياض ، لقد كنت أزور المرشدين في المدارس في بداية العام الدراسي ، ومما لفت نظري أن البعض من المرشدين لايبدأعمله الإرشادي فور بدء الدراسة إذ يمرعليه تقريبا شهر وهو لم يفعل شيئا يذكر ، أنا لاأقول كل المرشدين يفعلون ذلك بل البعض ويعللون ذلك بأن الخطة الإرشادية التي ترسل لهم من قسم التوجيه والإرشاد بالإدارة هي التي تعطيهم الضوء الأخضر لبدء العمل لم تصل للمدرسة ، هذه ليست ملاحظتي الرئيسية ولكن الملاحظة التي من اجلها كتبت هذا الموضوع أن خطط المرشدين تتشابه إلى حد بعيد بل البعض قد نسخ خطة العام الماضي وبدأ العمل بها والبعض جهزتها له زوجته أو زميل له ، ثم بعد ذلك هذه ليست الملاحظة المهمة التي أقصدها أقصد أن المرشد ينسخ الخطة العامة التي أعدتها الوزارة ثم يبدأ بتطبيقها على طلاب مدرسته وأنا في نظري أن هذه الخطة المعدة مسبقا لاتلبي حاجات التلاميذ الإرشادية لأنها أساسا لم تنبع من احتياجاتهم الإرشادية ، لذا صار تأثير المرشد المدرسي محدودا ، الوزارة أعطت المرشد خطوطا عامة ليتم تنفيذها ولكن الخطة الخاصة للمرشد والتي تنبع من إحتياجات التلاميذ والتلميذات الإرشادية لايعيرها الكثير اهتمامه ، فكون المرشد أو المرشدة يضعا خطة بمعزل عما يحتاجه التلاميذ والتلميذات فهذا ليس إرشادا ولكنه تعبئة أوراق ليرضى المشرف الزائر أو ترضي المشرفة الزائرة ، حتى أكون واضحا معك أخي المرشد وأختي المرشدة أن الخطة التي تضعها لمدرستك لاتنفع لمدرسة غير ك فمثلا المدرسة التي تقع في حي شعبي معظمه فقراء ومحدودو الثقافة ليس مثل مدرسة في حي راق معظم سكانه أغنياء وعلى مستوى من الوعي والثقافة ، أذكر أنني زرت مدرستين واحدة في شمال الرياض والأخرى في وسط الريا ض ، أما الأخيرة فمعظم طلابها لايملك أولياء أمور هم سيارة خاصة بهم ونسبتهم 80% أما التي في شمال الرياض فغالبية التلاميذ يملكون سيارة خاصة معني ذلك أن طلاب هذه المدرسة يختلفون عن طلاب المدرسة الأخرى ، أحد الطلاب الذي يدرس في مدرسة وسط الرياض يسكن وحيدا وهو في المرحلة المتوسطة ، مدرسة في شارع عسير بها سبعة طلاب إخوان ويسكنون في شقه ووالدهم عسكري راتبه 3000ريال ، بعض الأحياء تكثر فيها المشاجرات والمضاربات والكتابة على الجدران وبعض الأحياء لايخرج فيها الأبناء للشارع إطلاقا و لايعرفون إلا المسجد والمدرسة والمنزل ، بعد هذه الملاحظات أضع لهؤلاء الطلاب خطة واحدة وأطبقها على الجميع دون النظر لظروف المدرسة والحي الموجودة فيه ، هذا مع الأسف مايفعله بعض المرشدين والمرشدات ، في كثير من الأحيان يركز المرشد على أنشطه وبرامج لايحتاجها الطلاب والسبب في ذلك أنه لم يقم بحصر المشكلات التي تعاني منها مدرسته ، ويضع لها الخطة الإرشادية الملائمة التي تلبي احتياجات الطلاب والطالبات ، وهكذا يسير الإرشاد في مدارسنا شكلا لامضمونا 0
لقد وضعت وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد أداة يستخدمها المرشد في بداية العام الدراسي لحصر مشكلات الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية وكان الهدف من هذه القائمة ألا يبدا المرشد الطلابي أي برنامج إرشادي في المدرسة مالم يطبق هذه القائمة التي تحصر مشكلات المدرسة ويبدأ المرشد بالأهم ثم المهم ، فإذا اظهرت نتائج هذه القائمة أن هناك طلابا يصل عددهم من40 -50 يعانون من العادة السرية فيجب على المرشد أن يضع برنامجا إرشاديا لعلاج هذه الظاهرة ، فالقائمة تكشف السلوك الخفي الذي لايشعربه أحد سوى الطالب نفسه ، أو أظهرت نتائج القائمة أن هناك طلابا يعانون من صعوبة الاستذكار ويصل عددهم إلى 45طالبا فينبغي للمرشد أن يعد برنامجا لمساعدة هؤلاء ، وإذا اظهرت نتائج القائمة أن هناك خللا في مرفق من مرافق المدرسة أو سؤا في المقصف المدرسي أو في أسلوب أحد المعلمين فينبغي على إدارة المدرسة علاج ذلك بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم 0
المشكلات السلوكية التي تعاني منها المدرسة ماهي إلا حاجات التلاميذ التي لم تشبع ، والحاجة التي لم تشبع تنقلب إلى مشكلة ، مثال الرجل الذي لايجد ما يأكلة فهو محتاج إلى أكل وإذا لم يحصل على الأكل فسوف يسرق ومن هنا جاءت المشكلة وهذا هو الحاصل في مدارسنا اليوم لضعف الإرشاد ، كنت ناديت أثناء عملي في الإرشاد بإيجاد قائمة خاصة للطالبات وأنا كرجل لايمكنني عمل مثل هذه القائمة وقد اتصلت بأخوات عزيزات في تعليم البنات للشروع ببدء العمل في هذه القائمة ولكن حتى هذه الساعة لم تر القائمة الخاصة بالطالبات النور ، كنت قلت لإحدى المشرفات إن الأساس موجود لديكم وهو قائمة البنين فقط عليكم تحوير قائمة البنين لتكون صالحة للبنات لأنكن أدرى مني بمشكلات البنات لزيارتكن المتكررة للمدارس ، ولكني لاأدري ما العائق الذي اعاق ظهور هذه القائمة على اهميتها0
وفي الختام ، إذا أراد المرشد الطلابي أن يبدأ إرشادا صحيحا قائما على أسس سليمة فعليه أن يحصر المشكلات الموجودة في مدرسته وعلى ضؤ هذا الحصر يبني خطته الأرشادية ويعد البرامج الإرشادية المناسبة لطلاب مدرسته ليكون عمله مركزا وسليما ولا ينبغي للمرشد الطلابي أن يبدأ برنامجا إرشاديا وهو لايعرف المشكلات الموجودة في مدرسته والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.