التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

الهوية الوطنية

الهوية الوطنية

تعتبر الهوية الوطنية مرآة المواطن والوطن فهي صورة حقيقية لأبناء الوطن عموما وللفرد على وجه الخصوص تتحدد فيها ملامح شخصيته الوطنية, ويتمايز من خلالها عن الآخر.
وإن كانت الهوية الوطنية ضرورة من أجل إثبات الوجود, فإنها كذلك ضرورة من أجل الإبداع والتطور والنماء, فهي تعبير صادق عن وجود الإنسان ككيان محدد, وإطار لوجوده في بؤرة الأحداث التي تصنع التاريخ, والذين لا يملكون هوية وطنية أو استخفوا بها أو يتجاهلوها, ظلوا مهمشين لا قيمة لهم ولا دور في الحضارة الإنسانية.
إن محددات الهوية الوطنية كثيرة, ويظهر ذلك من خلال إدراك حجم النواتج المترتبة عليها وكذلك المسؤولية الملقاة على عاتق أبناء الوطن,والتي تتمثل في رفعة الوطن وبقائه حرا عزيزا منيعا أمام عوامل الذوبان وربما الاندثار خصوصا في زمن العولمة, فكل ما يعين على هذه المسؤولية ويحقق هذه النواتج يعتبر من محددات الهوية الوطنية, فنجد أن اللغة والدين والعادات والتقاليد ولأزياء والفنون والتراث والآداب والعلوم والسلوك, كل هذا يخدم هذه الأهداف ويعين على القيام بهذه المسؤولية, وفي مقدمة كل هذا تأتي القيادة الوطنية والجغرافيا والتاريخ, نعم قد تكون بعض هذه المحددات مشتركة مع آخرين, وهذا لا يشكل عائقا بل يشكل عمقا وبعدا من أبعاد الهوية الوطنية ضمن الأطر الإقليمية والإنسانية, إلا أن الإطار المحلي يبقى هو الأبرز بين هذه الأطر, ولا تناقض في ذلك, فكلما انتقلنا من إطار إلى آخر, فإن الصورة " الهوية الوطنية" تكبر وتبرز ملامحها وتظهر أدق تفاصيلها.
فإذا كانت الهوية الوطنية مرآة المواطن فلا بد أن تكون لغة التعبير عنها مميزة وواضحة قوية نشيطة وفاعلة, فهي أداته في التعبير الأدق عن هويته الوطنية, ووسيلة التواصل مع الآخر بملامح وطنية واضحة.
وفي دولة (الإمارات العربية المتحدة ) تتوسط العربية اسم الدولة ليست مصادفة, بل قصد ووعي وإرادة صادقة , وكل هذا انبثق عن رؤية واضحة للقيادة الرشيدة, فلغتها العربية تبرز كمحدد أساس للهوية الوطنية وبعمق ممتد عبر التاريخ, والذي يجسد انتماء راسخا لا يقبل النقاش, فالحفاظ على هذه اللغة ليس قضية رأي أو وجهة نظر, وإنما هو واجب وطني لأبناء هذا الوطن, وحق لازم في ذمة من يعيش على هذه الأرض ( الجغرافيا ) وفاء والتزاما تجاه هذه الدولة.
وحتى لا يتلاشى هذا المكوّن ( المحدد ) للهوية الوطنية, ولكي تبقى الملامح الوطنية بارزة واضحة, جاءت القرارات القيادية السياديّة الحكيمة في مكانها المناسب, وهذا يؤكد أن القيادة هي من أهم مكونات الهوية الوطنية والحفاظ عليها, لذلك لا يمكن وجود هوية وطنية دون انتماء راسخ للوطن تاريخا وجغرافيا وقيادة.
نعم إن الهوية الوطنية مرآة للشخصية الوطنية, الشخصية التي تمتلك أدوات التواصل والتفاعل والتأثير والتأثر, لمواكبة روح العصر, دون ذوبان بالآخر. فهي شخصية متوازنة وواعية تعكس صورة حقيقية لوطنها, وتعمل من أجله بكل الطاقات والإمكانات, إنها الشخصية التي تستحق أن تحمل هوية وطنها.

شكرا جزيلا
مشكوووووووووووووووووووووور
بارك الله فيج ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.